خطاب صريح لأمريكا (اوباما)

obamaputinخطاب صريح لأمريكا (اوباما) ..هل على أوباما أن يدفع ثمن قبوله (كأسود ديموقراطي ) من قبل نخب الاحتكارت الأمريكية العليا أن يكون أكثر طاعة وانصياعا لمصالح اليمين الأمريكي .. من اليمين الأمريكي (البوشي) الجمهوري ذاته !!!؟؟؟

عبد الرزاق عيد

لقد أعلنت الناطقة الأمريكية اليوم، تعقيبا على هزيمة الميلشيا التشبيحية الأسدية أمام شباب الثورة السورية بتنوع مشاربهم (الوطنية والإسلامية، وتنوع ميولها بين الاعتدال والتطرف) …حيث أعلنت الناطقة الأمريكية أن هؤلاء الثوار المحررين لوادي الضيف، لا يمثلون تطلعات الشعب السوري في (الحرية والكرامة ) !!!

ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يعترف بها الأمريكان رسميا أن الثورة السورية (هي ثورة حرية وكرامة )، وذلك منذ أربع سنوات من استباحة عصابات الأسد للدم السوري شعبا وأرضا وعرضا وكرامة وحرية …

ولهذا وجدنا أن علينا أن نطرح سؤال الشعب السوري على الإدارة الأمريكية ليس لأمريكا فحسب بل وإدارة العالم …من هم ممثلو إرادة الحرية والكرامة للشعب السوري في المنظور الأمريكي والغربي للشعب السوري !!!

إن ثورة الشعب السوري بدأت بشبابه المتطلع للحرية والكرامة حراكا سلميا باعتراف المعتوه بن أبيه الأسدي ذاته… وكانت ثورة الشباب هذه مشبعة بثقافة إنسانية عالمية عن حقوق الانسان، إذ كانت ثورة جيل المعلومات والانترنت، بعد أن تمت (عولمتها ثقافيا) كوكبيا، بالتوازي مع العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية للعالم مع ثورة الاتصالات المعلوماتية، خاصة بعد انهيار السياجات العقائدية الشمولية عالميا ..أي أنها لم تكن – مثلها مثل ثورات الربيع العربي – لم تكن ثورات ايديولوجية حزبوية سياسوية : لا علمانية ولا إسلامية ، ولا يسارية ولا يمينية …سيما وأنها أتت في زمن حكم الديموقراطيين في امريكا، حيث مثل نجاح اوباما في الرئاسة الأمريكية، مثال عملي وتطبيقي على مصداقية الديموقراطية الأمريكية حينها، التي نظرنا لها كنخب ثقافية وسياسية عربية وإسلامية، بمثابتها تمثل حقيقة الديموقراطية الأمريكية الفتية والشابة القادرة بشفافيتها الاقتحامية للتاريخ المتحررمن الموروث الاستعماري والكولونيالي لأوربا العجوز …

أوربا التي عبرنا أنها عاجزة ديموقراطيا –بنيويا ثقافيا وسياسيا – وربما لقرن من الزمان- أن تنتخب رئيسا أسود من جذور أفريقية وإسلامية لرئاسة جمهوريات أوربا كما حدث في أمريكا …ناهيك أن ذلك تم بعد سقوط الشموليات في أوربا الشرقية …!!

انتظرنا السيد أوباما ستة أشهر على ذبح ثورة الشباب السوري المدني الديموقراطي، حيث خرجت المظاهرات بمئات الآلاف لتستقبل سفيره الأمريكي في حماة التي توصف بالمحافظة، وسفير أوربا (الفرنسي ) بأغصان الزيتون، داعية في عدد من تظاهراتها المليونية في كل أنحار سوريا، بالتدخل الدولي لحماية الشعب السوري الأعزل وثورته السلمية من القتل البربري الأسدي.. اي أننا بعد ذبح العشرات الألاف من شبابنا المشبع بقيم الديموقراطية والحرية ، خرج أوباما ليقول ” إن نظام الأسد أصبح غير شرعي ” ..

لقد سكت شعبنا على هذا التعبير الماكر إن لم يكن الغبي المتذاكي، وقبلنا بتأويل الدلالة المعاكسة للجملة على مضض، وكأن النظام الأسدي خلال أربعين سنة (بعد تدمير حماة ) كان شرعيا …قلنا لا بأس …لننتظر الرئيس (الديموقراطي قريبنا اثنيا ودينيا )، ان يتدخل لإنهاء عدم الشرعية هذه ، لكن اوباماما سرعان ما باع النظام الأسدي دماء ألف وأربعمئة من أطفالنا ، مقابل تسليمه (أداة القتل ) ومن ثم العفو عن القاتل، الذي أصبح من المشروع له عالميا ان يستخدم الطائرات والصوريخ في تدمير بلده وقتل شعبه ، ما دام ذلك دون السلاح الكيماوي !!!

وعدنا الأمريكان ومعهم (أصدقاء سوريا الأوربيين ) بأنهم سيعقدون مؤتمرات دولية لوضع حد لوحشية النظام، واستجابة لحقنا كشعب في (الحرية والكرامة ) …فأتت كل هذه المؤتمرات (جنيف) بمثابة إعادة تأهيل للنظام ، بوضعه بمستوى واحد من الشرعية مع شعبه الذي يذبحه (الجلاد والضحية)، بما لم يتعرض له الشعب السوري بكل تاريخ حروبه وغزواته، منذ نشأة سوريا ككيان جغرافي حتى قبل سياسي منذ آلاف السنين ..!!

حتى راح الكثيرون من السوريين يستغيثون بعدوهم التاريخي إسرائيل أن تتدخل لوقف الذبح الأسدي !!!

فكيف بأمريكا والغرب أن تستغرب وتستنكر تأييد الشعب السوري للمتطرفين أو المعتدلين من أبنائهم السوريين الذين طردوا الاحتلال الأسدي من أراضي سورية ( وادي الضيف …. وهم ليس بينهم أحد من خارج سوريا من (الداعشيين !!! )

لقد تمكن ثوارنا الشباب المتطوعون للقتال من (أجل الحرية والكرامة ) من أبناء سوريا العظيمة عبر التاريخ، ان تطرد الجيش الأسدي الخائن وطنيا والعميل لإيران، الذي كان يعد كجيش دولة مواجهة لإسرائيل كما يزعم (طائفيا وأسديا)، باسم (الممانعة)، قبل انكشافه طائفيا ووطنيا أنه نظام وجيش (للمماتعة) والمعاشرة عند ملالي إيران ..

.حيث شبابنا الثوار المقاتلون المحررون لوادي الضيف والذين سيحررون كل أرضي سوريا قريبا … كلهم مقاتلون سوريون ومن سوريا تحديدا ..أي من أبنائها، ليس بينهم مرتزقة طائفيون (علوج إيرانيون وعرب لبنانيون وعراقيون متأيرنون !!! ) !!
لم يقبل الأمريكان والغرب الأوربي …لا بالثورة السلمية البنفسجية المليونية لشبابنا المتطلعة للحرية والكرامة، ولا بشباب جيشنا الحر الذين وضعوا دماءهم على أكفهم وهم ينخلعون عن جسد الاحتلال الأسدي … فاهملوهم وتركوهم في مواجهة مصائرهم وأقدارهم وتهميشهم …

وعندما يتمكن الشعب السوري من انتاج مقاتلين اشداء متوهجين بأشعة حرارة دماء مئات آلاف الشهداء من شعبنا .. ياتينا الأمريكان ليقولوا لنا : أن ثورتكم لا تخدم اهدافكم في (الحرية والكرامة )، وذلك وعلى لسان حكومة الرجل الديموقراطي ممثل المستضعفين (السود )، وكأن عليه مقابل قبوله في جنة الديموقراطية الأمريكية كرئيس، أن يبيعنا بأرخص مما باعتنا فيه (البوشية ) الجمهورية اليمينية ، وذلك ثمنا للونه وعرقه في فردوس حزب الديموقراطية الأمريكية التي أحسنا الظن بها عند قيامها مع انتخاب (أوباما ) …بوصفها أكثر جدارة بقيادة العالم ، من المافيا الروسية البوتينية التي تشارك المافيا الأسدية في بيع اعضاء أجساد شهدائنا ، كقطع تبديل !!!

تحية تقدير عظيمة لمقاتلينا البواسل الذين حرروا (وادي الضيف )… على طريق تحرير سوريا من علوج العدو الأسدي وإيران وحزب اللات العميل الإيران

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

علي شهاب يكتب لـ”سي ان ان” عن المصلحة الاسرائيلية في سوريا – الجزء الأول

علي شهاب,بيروت، لبنانjwishladies

هذا المقال بقلم علي شهاب وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة “سي ان ان” 

طالعتنا أخيرا جريدة هآرتس بتقرير لمراسلها باراك رافيد حول التعاون الاسرائيلي مع “المسلحين” السوريين.

حتى الأمس ظلت الأنباء عن التدخل الاسرائيلي المباشر في سوريا رهينة تقارير غير مدعمة بوثائق، اذا ما استثنينا الغارات الجوية العلنية التي تحرص تل أبيب على وضعها في سياق “منع حزب الله من امتلاك سلاح كاسر للتوازن”، لا في سياق التدخل المباشر في الأزمة السورية.

الاسبوع الماضي، نفذت الطائرات الاسرائيلية غارتين جديدتين في توقيت محلي على ما يبدو أكثر منه اقليميا، فتراجع شعبية نتنياهو وفشله في تأمين ائتلاف حكومي عنصران لا يمكن اغفالهما عند الحديث عن الغارتين الاخيرتين.

غير أن تعقيد الملف السوري والمتصل به لبنانيا تحديدا يجعلان من الغارات المتكررة في هذه المرحلة فتيلا متفجرا لحرب متدحرجة لا يريدها احد في الشرق الأوسط.

ولايضاح هذه النقطة لا بد من تسليط الضوء من الزاوية الاسرائيلية على المصلحة الاستراتيجية في ما يجري في سوريا منذ بدء الأزمة قبل أربعة أعوام تقريبا.

تقولُ الأسطورةُ الاغريقيةُ إن هِرَقْلَ قتلَ كائناً عملاقاً له تسعةُ رؤوسٍ تَنفُثُ السُّمَّ من أنيابِها، وكانَ كلما قطعَ رأساً من تلكَ الرؤوسِ نبتَ له اِثنان، فقامَ عندَها هرقل بإشعالِ جذعِ شجرةٍ وأخذَ يَكوي موضعَ كلِّ رأسٍ بعدَ قطعِه حتى لا تَنمُوَ رؤوسٌ جديدة.

نقلت اسرائيلُ قصةَ الهيدرا من الأسطورةِ الى الواقع. المتابعُ لسياقِ السياسةِ الاسرائيليةِ اِزاءَ سوريا في العقدِ الأخيرِ يلحظُ تركيزاً على ضرورةِ فصلِها عما تعتبرُه تل أبيب محورَ الشر، باعتبارِها احدَ الرؤوسِ المؤثرةِ في هذا المحور.

في كانون الأول من العام 2007. ومن معهد الامن القومي في تل أبيب، الخبيرُ الاستراتيجيُ داني بركوفيتش يُصدرُ دراسةً معمقةً حولَ السبيلِ لاضعافِ حزبِ اللهِ تحتَ عنوانْ “هل يمكنُ قطعُ رؤوسِ الهيدرا”.

أفردَت الدراسة، في صفحاتِها الستِ والتسعينَ، مِساحةً هامةً للحديثِ عن العنصرِ السوري الذي من شأنِه كسرُ الحلفِ الممتدِ من طهرانَ الى جنوبِ لبنانَ او بالحدِّ الأدنى إضعافُه .

لم يكن داني بركوفيتش الوحيدَ الذي يُنظِّرُ لقطعِ رأسِ الهيدرا السوريةِ في العقدِ الأخير، لكنه كانَ من بينِ قلةٍ ممن يتحدثونَ بشكلٍ عملانيٍ عن سبلِ ضربِ الحلْقةِ الثانيةِ في المحورِ المعادي لاسرائيل.

حاليا بدا التدخلُ الاسرائيليُ اكثرَ وضوحا، بعدَ أنْ مرَّ النقاشُ في المستويينِ الأمني والسياسي في تل أبيب حولَ سوريا بمحطاتٍ عديدةٍ في العقدِ الأخير؛ مدفوعاً بأهدافٍ محددةٍ لتغييرِ مواقفِ دمشقَ وفكِّ تحالفاتِها وصولاً حتى إسقاطِ النظامِ في حالِ فشلِ الضغوطِ السياسيةِ والاقتصادية.

لاسقاط النظام لطالما صوبت اسرائيل في نقاشاتها باتجاه بشار الأسد. تكادُ الدراساتُ والتقاريرُ الاسرائيليةُ التي تصفُ تجرِبةَ الأسد الابن في حُكمِ سوريا تُجمعُ على أنَ المشكلةَ الرئيسيةَ معه تتمثلُ في دعمِه حزبَ اللهِ، وتحالفِه الوثيقِ معَ ايران.

إيال زيسر، الخبيرُ الاسرائيليُ في الشأنِ السوري، نشرَ كتاباً في العامِ 2005 ألفينِ وخمسة بعنوان “بشار الأسد: السنواتُ الأولى مِنَ الحُكم”.

كتبَ زيسر أنَ الأسدَ الابنَ استطاعَ كسبَ تأييدٍ في مختلِفِ قطاعاتِ المجتمعِ السوري بفضلِ “شخصيتِه كشابٍّ حازمٍ ونشِطٍ ونظيفِ الكفِّ وثقافتِه وسرعةِ استيعابِه، الأمرُ الذي يجعلُ عمليةَ اسقاطِ النظامِ السوري صعبةً بالنسبةِ لاسرائيل”.

ومع ان النظام السوري يحمل في تركيبته الكثير من مكامن الضعف لجهة انتشار الفساد وعدم ادارته للتنوع القومي والطائفي بأفضل ما يكون خلال السنوات التي سبقت الازمة، فإن التقييم الاسرائيلي لشخص بشار الأسد لا يخفي صراحة الانزعاج منه كجار قوي ضَمِن استقرار سوريا طوال السنوات الماضية.

منذ بدء الحرب السورية، توالت المواقف الاسرائيلية التي تلخص مصلحة تل أبيب الاستراتيجية في ما يجري في هذا البلد:

الثلاثينَ من آذارَ| مارس 2011، شيمون بيريز يعربُ من جنيف عن تفاؤلِه بالثورةِ السوريةِ التي من شأنِها “ايجادُ جارٍ أفضلَ لاسرائيل”.

السابعَ من حَزيرانَ | يونيو 2011، المحررُ السياسيُ في صحيفةِ “معاريف” عوفر شيلح يتحدثُ عن حملةٍ اسرائيليةٍ دوليةٍ للتحريضِ على نظامِ الأسد.

في اليومِ نفسِه، وزيرُ الدفاعِ السابق ايهود باراك يصرحُ للإذاعةِ الاسرائيليةِ بأنَ نظامَ الأسد لن يستمرَ اكثرَ من تسعةِ أشهر، مشيراً إلى أنَ دمشقَ تشجعُ الاضطراباتِ في الجولان. باراك اعتبرَ انَ الأسدَ لم يَعُد شريكاً لمفاوضاتِ تسويةٍ معَ اسرائيل.

في الأسبوعِ نفسِه، توجهَ وزيرُ الخارجيةِ أفيغدور ليبرمان، إلى السفراءِ الاسرائيليينَ في الخارجِ ومندوبي اسرائيلَ في الأممِ المتحدةِ بطلبُ وضعَ القضيةِ السوريةِ في رأسِ سُلَّمِ الاهتمام، قبلَ ان يطالبَ ليبرمان بنفسِه الأسدَ بالاستقالةِ خلالَ لقائِه نظيرَه الألمانيَ في القدس، داعياً دولَ الاتحادِ الاوروبي الى سحبِ السفراءِ من دمشقَ والمجتمعِ الدولي لاستخدامِ رافعاتِه للضغطِ على الرئيسِ السوري كي يَتنحى.

الثامن من تموز 2011: صحيفة معاريف تتحدث عن مساعٍ لفتح اتصالات مع المعارضة السورية في سياق توصيات تطبقها حكومة بينيامين نتنياهو لتقليل الأضرار التي يمكن أن تلحق بإسرائيل في حال سقوط نظام الأسد.

كانون الثاني 2012: عاموس يدلين يعلن خلال محاضرة في معهد الامن القومي في تل أبيب إن “ما يجري في سوريا هو تغيير ايجابي استراتيجي لاسرائيل”.

بالتوازي معَ الترويجِ للمصلحةِ الاسرائيليةِ في إسقاطِ النظامِ السوري، تمَّ تعويمُ فكرةِ تقبُّلِ الاخوانِ المسلمينَ كبديلٍ معقولٍ يبتعدُ بسوريا عن تحالفِها معَ حزبِ اللهِ وإيرانَ ويحفظُ الهدوءَ عندَ الحدودِ الشَماليةِ لاسرائيل.

هذه النظريةُ أطلقَها بدايةً مارتن انديك، الدبلوماسيُ الأميركيُ الشهيرُ ونائبُ رئيسِ معهدِ بروكينغز حاليا، باعتبارِه أنَ إضعافَ النظامِ السوري مصلحةٌ اسرائيليةٌ ما دامَ أنَ مَن سيَخلِفُهُ لن يكونَ أسوأَ منه. وسرعانَ ما تلقفَ اكاديميونَ وسياسيونَ اسرائيليونَ هذه المقاربة.

يقول الكاتب الاسرائيلي ايال زيسر (صاحب كتاب الاسد) إن “إسرائيل سترحب أكثر بنظام إقطاعي أو موالٍ للغرب، لكن في حال حصل ذلك فلا بأس. يجب أن نفرق هنا، فهناك فرق بين الاخوان المسلمين الذين لا أعتبرهم متطرفين، والقاعدة ومنظمات جهادية متطرفة أخرى، فهي أمر مختلف”.

وعلى المنوال نفسه، نسج موشيه موعاز المستشار السابق وزير الدفاع الاسرائيلي عازار وايزمن للشؤون العربية باعتباره أن “هناك اعتقاد في إسرائيل بأن الإسلام والديمقراطية لا يجتمعان، وهذا غير صحيح”، في معرض دفاعه عن فكرة وصول الاخوان المسلمين الى الحكم كبديل للنظام الحالي.

ولكن، بعدَ تسعةِ أشهرٍ من بَدءِ الأزْمةِ السورية، اصطدمت الرغبةُ الاسرائيليةُ ومِن امامَها الأميركيةُ بعزلِ بشار الأسد بفيتو روسي- صيني مرتبطٍ بإعادةِ تشكُّلِ النظامِ العالمي وحزمٍ ايرانيٍ دفاعاً عن حليفِها الثاني عندَ الحدودِ الشَماليةِ لاسرائيل. تكررَ الفيتو الروسيُ – الصينيُ في شُباطَ | فبراير من العامِ الفينِ واثنَي عشرَ ضدَ قرارٍ يدعمُ خُطةَ الجامعةِ العربية لتسويةِ الازْمةِ السورية.

اليومَ؛ وبعدَ مرورِ اربع سنواتٍ على الأزمةِ وعدمِ توافرِ ظروفِ حلٍّ سياسيٍ في المدى القريبِ وتعقيداتِ دخولِ الحركاتِ المتطرفةِ في المعادلة، لم يَعُد بقاءُ الأسد من عدمِه في أولويةِ البحثِ الاسرائيلي بعدَ ان صارت مقاربةُ تل أبيب لهذا الملفِ مرتبطةً بمسارِ المعاركِ ميدانياً في سوريا والمساعي الدوليةِ لتسويةٍ سياسيةٍ تَحتوي خطرَ الحركاتِ المتطرفة.

وانتقل النقاش داخل اسرائيل الى البحث في فرضيات التعايش مع بقاء النظام السوري، بعد أن طرحت روسيا هذا الخيار في صلب مفاوضاتها مع الولايات المتحدة. ولئن كان من المبكر الحديث عن تسوية سياسية في المدى المنظور، فإن الهدفَ الأبرزَ في نظريةِ “قطعِ رؤوسِ الهيدرا” الاسرائيلية؛ أي فكَّ التحالفِ السوري معَ ايرانَ وحزبِ الله، لم يَتحقق، بل زادت اواصرُه.

وهكذا وجدت اسرائيل نفسها مضطرة الى الانتقال الى مرحلة جديدة والتعامل عسكريا مع الازمة وفق سيناريوهات متدحرجة بحسب ما يوحي مسار الميدان.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

نجل القرضاوي يطرح سؤال المليون دولار وال80 مليون مصري

قال الشاعر المصري، عبدالرحمن يوسف، وهو نجل مرشد جماعة الإخوان وامام المسلمين يوسف القرضاوي،عبر صفحته qardawamashaalبموقع فيسبوك: ” كيف سيكون  مستقبل الأوضاع الاقتصادية في مصر بظل التراجع الذي تشهده أسعار النفط عالميا وتأثيره على دول الخليج، لانه من المعروف أن السعودية قدمت مليارات الدولارات دعما للقاهرة، ولكن الفترة المقبلة قد تشهد تبدلا في الظروف الاقتصادية, تعيش مصر الآن على منح السعوديين، بنحو 10 مليار دولار في العام، فقط لأنها ضد ’الإخوان المسلمين‘ لكن إن كانت الرياض نفسها تعاني انهيارا اقتصاديا فسوف تقلص أولا المساعدات الخارجية. وقتها كيف سيعيش المصريون؟ … تحتاج مصر الغاز الإسرائيلي القريب والرخيص نسبيا، وفي القريب سنرى المزيد من صفقات الغاز الكبرى التي سنجريها مع المصريين، مثلما ستوقع الأردن أيضا.”

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الصوت الدولي يرتفع من أجل ليبرتي

الصوت الدولي يرتفع من أجل ليبرتيlibertyashraf
*هنا العطار
مع إستمرار الحصار الجائر المفروض على سکان ليبرتي، ولاسيما الحصار الطبي الذي خلف لحد الان 22 ضحية له من السکان بسبب نتائجه و تداعياته بالغة السوء، ومع عدم قيام الحکومة العراقية الجديدة بأية خطوات جدية من أجل وضع حد لهذه المعاناة من جراء هذا الحصار الجائر، عقدت مؤسسة
MDAID،
المتخصصة في الشؤون الطبية و العلاجية في الولايات المتحدة الامريکية، مؤتمرا تم البحث خلاله عن”الواقع العلاجي المثير للقلق في مخيم ليبرتي بالعراق”.
هذا المؤتمر الذي حضره أطباء و إخصائيون من مختلف البلدان من بينها بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريکية بريطانيا والسويد وإيطاليا وبلجيكا والعراق ومصر والأردن والمغرب والسعودية وسوريا والإمارات وتركيا وأفغانستان والسودان، ووقعوا على بيان في نهاية أعمال المؤتمر، دعوا فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه سكان ليبرتي واتخاذ خطوات فورية لفك هذا الحصار الطبي.
الحاضرون في هذا المؤتمر، قد قاموا بضم أصواتهم مع أصوات 7145 طبيبا و کادرا طبيا من مختلف أنحاء العالم، من أجل العمل الجدي على رفع حالة الحصار الطبي و العلاجي و الدوائي المفروض على سکان ليبرتي و التي تشتد عاما بعد عام ولاتأبه السلطات العراقية للنتائج السلبية المترتبة على ذلك الحصار اللاإنساني.
الاستهانة و الاستخفاف بالاوضاع الانسانية لسکان ليبرتي بإبقاء الحصار الظالم مفروضا عليهم منذ أکثر من ستة أعوام، يأتي و کما هو معروف، بسبب ضغوط و مطالب ملحة من جانب النظام الايراني، خصوصا وان هذه المطالب و الضغوط تزداد مع مرور الاعوام و تشتد وحتى وصلت الى حدود مثيرة للسخرية عندما بالغ النظام الايراني و تجاوز الحدود و المعايير الدولية المتعارف عليها بمطالبته بإعادة سکان ليبرتي إليه من أجل محاسبتهم و معاقبتهم وهو أمر مخالف لأبسط القوانين و الانظمة المتعامل بها دوليا، وان کل ذلك يستدعي لتحرك دولي جدي و عاجل يتضمن فيما يتضمن نقاطا و محاورا رئيسية لابد من تنفيذها أهمها:
ـ رفع الحصار الجائر عن سکان ليبرتي فورا.
ـ الاعتراف بسکان ليبرتي بکونهم لاجئين سياسيين معترف بهم دوليا من جانب أرفع المؤسسات و المنظمات الدولية و على رأسها وفي مقدمتها منظمة الامم المتحدة.
ـ توفير الامن و الحماية اللازمة للسکان من قبل ذوي القبعات الزرقاء في سبيل وضع حد للتهديدات المحدقة بهم من جراء تدخلات النظام الايراني السافرة بهذا الصدد.
*خبير في شؤون شرق الاوسط

Posted in فكر حر | Leave a comment

لماذا كسرنا الصليب كتاب دعوي

jesus_cross_crucifixionجاءني عامل لدينا بجهز الشاي والقهوة للموظفين وهو من الجنسية الهندية (مسيحي) يشتكي عنصرية ابناء جلدته تجاهه هو لم يأتيني الا بطلبي وقبلها شاهدت عليه ملامح الضيق منذ فترة فأردت اعرف السبب فربما يحتاج للمال او يمر بمشكلة حدثت له. يوم الاحد سألته ليش زعلان (ومكتّم) قال مافيه شي شوي تعبان. لكن فوجئت من اليوم التالي يطرق باب مكتبي وافاد انه يشتكي من عنصرية ابناء جلدته. جمعت اثنان منهم بمكتبي والذي ذكرهم بالأسماء فوجدت كلامه صحيح بل ويفخرون انهم عنصريين ويقولون لي انا وانت مسلم هذا نفر كافر وريحه مافي كويس انتا ليش زعلان كلو مسلم واحد مافيه ديفرنت. هندي مافي مسلم مافي اخو انا وذكر ايه انما المؤمنون اخوة! ويخرج لي كتب مترجمة للغته تعلمه ان الكفار ليسوا بأخوة واخرج كتيبات اخرى صغيرة صغيرة تدعو للإسلام ناشبين بحلق المسيحي المسكين يبون يأسلمونه بالغصب! كل شوي جايبين كتب تطعن بعقيدته وصورة صليب مكسور ( لماذا كسرنا الصليب) هذا عنوان كتاب دعوي يسرد قصص من تركوا دينهم وكلها من تأليف مكتب توعية الجاليات!
اعطيته محاضرة بسيطة بأن الإنسان اخو الإنسان والدين علاقة مع ربك فقط وهذا مكان عمل لا يجوز الحديث عن الاديان ولا الطائفية وبلهجة حادة قلت لو تكرر الأمر يخصم من رواتبكم وترفع اسماءكم لمديركم. هنا تغيرت وجوههم فعتذروا وتأسفوا قلت تعتذرون لزميلكم وليس لي. جاء المسيحي فاعتذروا له مكرهين!. بعد يومين اللي هو اليوم علمت سبب عنصريتهم تجاه المسيحي واصرارهم على اسلمته فالهندي بعد ان اجرى مديرهم تحقيق وذلك بطلب مني دون الضرر بهم . الاول يريد اسلمة اي شخص والهدية من قبل توعية الجاليات ان يحج على حسابهم لا بل يتكفلون بحج امه وابوه من الهند برحلة حج مدفوعة التكاليف! والثاني ينقلون كفالته لتوعية الجاليات كداعية (هو ملتحي ) بل وللمتأسلم هدايا مادية ثمينه وتحسين راتبه بعد الاتفاق مع رب العمل لانهم قالوا له راتبك يصير ٨٠٠ ريال.
هكذا تفعل توعية الجاليات الإغراءات المادية والمزايا الوظيفية. هل يعجزون عن اقناع الآخر بالعقل والمنطق؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو تجويد اداب الطعام مضحك مفيد

فيديو تجويد اداب الطعام مضحك مفيد

قصي الخولي ليلة الدخلة

قصي الخولي ليلة الدخلة

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

قصيدة شعب الحرامية للشاعر العراقي كاظم ال مبارك الوائلي

قصيدة شعب الحرامية للشاعر العراقي كاظم ال مبارك الوائلي
correpyion

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

أمة بين الأمم وليس فوقهم نبي بين الأنبياء وليس فوقهم دين بين الأديان وليس فوقهم

محمد حبشmohamadhabash
قبل سنين كتبت لي أول زيارة لليابان، ذلك الكوكب الرائع الذي أنهكته الحرب العالمية دماراً وموتاً ولكنه أصر على استئناف الحياة من جديد وتمكن من بناء كوكب مختلف داخل هذا العالم وأصبحت حضارته وإنجازاته تملأ العالم.
كانت فرصة لي لرؤية العالم الحديد، في أرقى صور بهائه ورونقه، وعندما عدت إلى دمشق صعدت منبر الجمعة وقلت للناس: منذ عشرين عاماً وأنا أصعد هذا المنبر وأفسر لكم سورة الرحمن وسورة الفرقان، واليوم سأفسر لكم سورة اليابان…!!!
كان طرحاً صادماً يستدعي ألف سؤال حائر حول سورة اليابان…
قلت لهم: لو أن الرسول الكريم قرر اليوم أن يزور هذا العالم، وركب البراق الذي تركبه الأنبياء ونزل من برزخه العلوي ووقف في سماء الدنيا يختار أرضاً ينزل فيها، أين هي أمتي؟ إنهم بالتأكيد من نجحوا في تطبيق وصاياي، وعملوا على تحقيق ما حملته لهم من الخير والعدالة.
سيسأل أولاً عن أول كلمة جاء بها من السماء: اقرأ… فأين هي الأمة التي استجابت لله والرسول حين دعاها لما يحييها؟ تبلغ نسبة الأمية بين العرب 30 في المائة عموما وترتفع لتبلغ وفق موسوعة انكارتا 75 بالمائة بين نساء اليمن وفي السودان 78 وتبلغ في الصومال المسلم 90 بالمائة من النساء أميات لا يقرأن ولا يكتبن.
إن أمة اقرا لا تقرأ… فيما تمكنت اليابان من دفن آخر أمي في عام 1971 وأصبحت اليابان خالية من الأمية تماماً.
ولو سأل عن الآية الكريمة: وإن هذه أمتكم أمة واحدة… فإنه سيجد أن العالم الإسلامي يتألف من 57 دولة وهي تختار سياسات متناقضة ومحتلفة وتعجز عن توحيد رأيها في المحافل الدولية في حين أن اليابان التي يبلغ سكانها 130 مليون إنسان يمثلهم وزير خارجية واحد في المحافل الدولية ويصدرون عن رأي واحد يفرض احترامه على العالم كله.
ولو سأل عن قوله: بورك لأمتي في بكورها فإنه يمكنك أن ترى اليوم الياباني يبدأ في الخامسة صباحاً فيما يبدأ اليوم العربي في العاشرة قبل الظهر.
ولو سال عن قوله: إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه، فسيكون الجواب واضحاً تحدده الأسواق بين ما صنع في عواصمنا وما صنع في اليابان.
ولو سال عن قوله: ما آمن بي ساعة من نهار من أمسى شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم، فإن النتيجة الصادمة أن المجتمعات العربية لا تزال تغلي باللاجئين والنازحين والمتسولين والفقراء فيما يستعرض مترفوها سياراتهم اللامبارديني والرولزرايس وقصورهم الفارهة، ولا يطالهم قانون تكافل حقيقي يقضي على الفقر، فيما قضت اليابان على التسول كله تقريباً ووفرت للمحتاجين كفالات كريمة تغنيهم عن سؤال الناس.
ولو سأل عن قوله الطهور شطر الإيمان، وشاهد الواقع البيئي وتردي النظافة في السوارع العربية فيما تطوف النهار كله في شوارع اليابان فلا تقع على عقب سيجارة!
ولو سأل عن قوله: أن الله يكره العبد البطال، ووفق وثائق الأمم المتحدة فإن نسبة البطالة تبلغ في البلاد العربية 22 بالمائة وفي ليبيا قبل الحرب الأخيرة نحو 35 بالمائة غير البطالة المقنعة التي تضاعف عدد العاطلين فيما تتحدث اليابان عن معدل بطالة لا يتجاوز 4 بالمائة
ولو سأل عن قوله: النساء شقائق الرجال، فإنه سيجد المرأة اليابانية تشغل 30 بالمائة من المناصب القيادية في اليابان في حين أنها لا تزال ممنوعة من قيادة السيارة في أرض الحرمين.
وطرحت عليهم في المسجد عشرين سؤالاً مماثلاً بالطريقة إياها: السؤال من القرآن والجواب من الأرقام…. ثم تساءلت: فهل يلام النبي العربي الكريم إذا قرر ان يهبط حيث طبق الناس تعاليمه في طوكيو؟؟
أما لو سال عن أطول الأمم لحى وأكبرهم عمائم وأغلظهم سواكاً فلا شك انه سيهبط في مقديشو أو قندهار.
حان الوقت لنعود بقيم الإسلام العليا إلى شعار: أمة بين الأمم وليس أمة فوق الأمم، ونبي بين الأنبياء وليس نبياً فوق الأنبياء، ودين بين الأديان وليس ديناً فوق الأديان…..
مواضيع ذات صلة:  حنان الحبش: مطرة آذار

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

ملحمة كلكامش واثرها في الثقافة الاغريقية

بقلم: عضيد جواد الخميسيGilgamesh
ظل الباحثون الغربيون ينظرون إلى ملاحم هوميرس وهيسيود على انها نتاج متميز للثقافة الاغريقية؛ وكانوا يعتقدون انه لا علاقة لهذه الملاحم ـ سواء من حيث نشوئها ، أو اشكالها ، أو مضامينها ، أو أساليبها ـ بثقافة بلاد الرافدين القديمة . وكانت حجة هؤلاء الباحثين انه لم يكن هناك أي تفاعل بين اليونان القديم وشعوب بلاد الرافدين خلال القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد . هذه النظرة التي تتّسم احياناً بالتعصب لمصادر الثقافة الغربية وتارة بالاحتقار لثقافات الشعوب الشرقية وصفها الباحث الألماني الشهير ولتر بيركيرت ـ في ندوة ضمت مختصيين في الادب اليوناني القديم وذلك عام 1982م بالعاصمة السويدية ستوكهولم ـ قائلاً : حتى الآن يعتبر الاستفسار عن الأثر الذي تركه الفن الشرقي للكتابة على الالياذة والاوديسا ضرب من الهرطقة . “ أي لا زال هناك من يعتقد أن عظمة الأدب اليوناني القديم تكمن في احادية مصدره اليوناني “ . وقال كارل ثومبسن عن الطريقة التي يفهم فيها بعض الباحثين الأدب اليوناني القديم : “ غالبا ما توصف الثقافة الرائعة لليونان القديم بأنها معجزة انبثقت عن عبقرية خاصة بها ولا تدين بشيء لجاراتها “ . ولكن هذا التشنج أخذ يتلاشى تدريجياً على أثرالحفريات الحديثة التي تؤكد أن انتشار “ ملحمة كلكامش “ لم يكن محصوراً في ارض جنوب الرافدين ، بل انتشرت في معظم مناطق اعالي الرافدين وآسيا الصغرى ، اذ عثر على نسخة من الملحمة في ارشيف العاصمة الحيثيّة في اناتوليا مكتوبة بالاكدية السامية . وكانت الملحمة قد ترجمت حوالي (1300-1350) ايضاً إلى اللغة الحورية (لغة ماقبل الآشورية) واللغة الحيثية التي هي هندو ـ اوربية . كما عثر على جزء صغير من الملحمة ، وهو في غاية الاهمية ، في منطقة مجيدو شمال فلسطين ، يشير إلى وجود نسخة كنعانية أو فلسطينية متأخرة . أما حفريات رأس شمرا ( اغاريت القديمة ) في الساحل السوري فقد كشفت النقاب عن قصة الطوفان التي يعتقد انها اشتقت من قصة الطوفان التي تشكل جزءاً من ملحمة كلكامش . فمعظم الترجمات القديمة للملحمة كانت قد انتشرت في مناطق مختلفة من آسيا الصغرى (بما في ذلك اليونان ) قبل ظهور هوميروس وهيسيود بما لا يقل عن أربعمائة سنة .

الأمر الذي التبس على الباحثين الغربيين الذين يدرسون الاشكال الادبية وتقنياتها وخصائصها يكمن في انهم لم يميزوا بين المثاقفة التي قد يتعرض لها شعب في مرحلة بحيث تترك تأثيرها على تصوره لذاته وعالمه وآلهته وهو غير واع لها لأن ثقافته تمثلها واعتبرتها جزءاً من تراثه ، وبين التأثير المباشر الذي قد يتركه تيار فكري أو سياسي أو أدبي على جيل من المثقفين أو الكتاب . ليس «“ ملحمة كلكامش “ تأثير مباشر على هوميروس وهيسيود شخصياً ، بل على الثقافة اليونانية التي كونت ، تاريخياً ، المخزون الادبي والديني والاسطوري الذي منه انتهل كل من هوميروس وهيسيود المواد اللازمة لصياغة ملاحمهم . بمعنى آخر ، ان المواد الاسطورية اليونانية ، قبل ان تأخذ شكلها الملحمي عند هوميروس وهيسيود ، كانت قد تشربت بعض خصائص أدب الرافدين . فتأثر هوميروس وهيسيود بـ “ ملحمة كلكامش “ هو غير مباشر وغير واع ، هو تأثر بتراث يوناني متشرّب لثقافة الشرق الأوسط القديم .

ان انتشار الملحمة الواسع في مناطق جغرافية متعددة من آسيا الصغرى والعثور على ترجمات مختلفة لـ ” كلكامش “ حمل الكثير من الباحثين على اعادة النظر في مسألة التفاعل الثقافي بين اليونان القديم والشرق الاوسط ، وحثهم اكثر على متابعة الدراسات المقارنة لاستجلاء أوجه الشبه أو التناظر بين ملحمة الرافدين والتراث الملحمي لليونان القديم ، وهذا أيضاً وفّر لهم امكانية تحديد الاطار التاريخي والثقافي الذي احتضن عملية تفاعل تلك الثقافات . وتبلورت نتائج هذه المحاولات ، التي ظهرت منذ الستينات ، في أعمال العديد من الباحثين امثال وبيستر ، وولكوت ، ولورد ، وكريسيث ، وويست ، وبيركيرت ، وغيرهم . وخلص هؤلاء الباحثون إلى أن تأثيرات أدب الرافدين تجلت في التناظر القائم بين رسم سمات بعض الآلهة ، وسايكولوجية بعض الشخصيات الملحمية ، وسياق بعض الاحداث ، واساليب شعرية اتبعت في ملحمة كلكامش وملاحم هوميروس ..

مواضيع ذات صلة:  

Anthem for Gilgamesh نشيدٌ لگلگامش

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

من يربح حلب يربح الحرب

النهار اللبنانيةmonalisa

موناليزا فريحة

أية محاولة جدية لوقف الحرب السورية المجنونة جديرة بفرصة. اي مسعى لوقف حمام الدم المستمر منذ نحو أربع سنوات يستحق الدعم الدولي. في ظل الانقسام المستشري في صفوف الجبهة المعارضة والنجاحات المستمرة لـ”الدولة الاسلامية” على مرأى من مقاتلات الائتلاف الدولي، وفي غياب اي أفق لحل اقليمي أو دولي لسوريا، تصير فكرة انشاء حيز آمن ولو ضيقا، الامل الوحيد لتخفيف معاناة السوريين وكسر الجمود السياسي الذي تعانيه الازمة السورية.من هذا المنطلق، يبدو اقتراح المبعوث الدولي ستيفان دوميستورا البديل الوحيد من البراميل المتفجرة ومن معاناة السوريين المحاصرين بين نارين.ولكن هل تبدو فكرة المبعوث الدولي الثالث في أربع سنوات قابلة للتنفيذ؟.
يقول السوريون إن من يربح حلب يربح الحرب في سوريا. وهو قول يعكس الأهمية المعنوية والرمزية لهذه المدينة المنقسمة والنازفة. فهل يلتزم الجيش السوري “تجميد النزاع” في المدينة وقت تحرز قواته تقدما فيها وتضيق الخناق على آخر معاقل المعارضة؟
منذ انضمت فصائل من المعارضة الى الاكراد في معركة كوباني ضد “الدولة الاسلامية” ، كثف النظام هجومه على حلب وسيطر على مناطق للمعارضة، وآخرها مخيم مرتبط مباشرة بمناطق تمتد الى الحدود التركية وتعتبر خط الامداد للمجموعات المسلحة المنتشرة داخل مدينة حلب القديمة.
اما وصف الرئيس بشار الاسد للخطة بأنها “مبادرة جديرة بالدرس” فليس كافيا لضمان تنفيذ قواته اياها. فالرئيس الساعي الى تلميع صورته يراهن ضمناً على عجز مكونات الفريق الاخر عن اتخاذ موقف موحد منها.
فعلاً، يهجس بعض الفصائل بتجربة حمص التي حولها النظام من هدنة محلية الى فرصة استسلام للمقاتلين. يخشى هؤلاء أن يقبل النظام بتجميد النزاع في حلب ليتحرر من ضغط المواجهات في المدينة وينقل معركته الى مكان آخر قبل أن يعود وينكّل بمن بقي منهم في المدينة. وفي المقابل، ثمة فصائل أخرى تعاني نقصا حاداً في العتاد قد ترحب بالتجميد.أما “جبهة النصرة” وفصائل اسلامية أخرى، فقد توعدت علنا مواصلة القتال ولن يستطيع دوميستورا ولا غيره ردعها في ظل المكاسب التي تحققها في مناطق أخرى.
يتحرك المبعوث الدولي على الجبهات المتنافسة معززا بدعم روسي وأميركي.يراهن على أن تجميد النزاع في حلب كفيل بتحريك العملية السياسية لايجاد حل طويل الامد للنزاع. غير أن ثمة من يخشى نتائج عكسية قد تكون لها آثار متفجرة على النزاع.فمع أن “السلام” في اي حرب يحتاج الى “هدنة” ما لينفذ منها، قد يؤدي استغلال النظام خصوصاً تجميد النزاع لتعزيز مكاسبه، الى انهيار الخطة ، فتتحول الهدنة مجرد استراحة محاربين قبل جولات جديدة من الاقتتال والعنف.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment