الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (36) أهلاً بكم وسهلاً في فلسطين

mostafalidawiفوق أجواء مدينة القدس المحتلة التي كانت تمور بالأحداث، وتشتعل بالمواجهات، وتدور في شوارعها مطارداتٌ بالسكاكين والسيارات، وتغص بالجنود الإسرائيليين والسيارات العسكرية، ورجال الشرطة والخيالة، والمستوطنين والمتدينين والطلاب اليهود، وآلاف الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى مسجدهم الأقصى، أو العبور إلى بوابات الحرم، وشهداءٌ وجرحى ومعتقلون، وحوادث طعنٍ ودهسٍ، وحالة غضبٍ وثورةٍ، وقبل قليلٍ من وصول الطائرة الأسبانية إلى مطار اللد القديم وسط فلسطين المحتلة، وبينما هي تتهيأ للهبوط على مدرج المطار، أعلن قائد الطائرة الأسبانية عن قرب هبوط الطائرة في مطار اللد، ورحب بكلماتٍ واضحةٍ وبلغةٍ سليمةٍ مفهومةٍ بركاب طائرته قائلاً “أهلاً وسهلاً بكم في فلسطين”.

ران صمتٌ شديدٌ على ركاب الطائرة، وأغلبهم من الإسرائيليين العائدين من رحلةٍ لهم في أسبانيا، وبدأوا في الالتفات إلى بعضهم البعض، فقد عقدت تحية قائد الطائرة، الواضحة الحروف البينة الكلمات الصريحة المباشرة ألسنتهم للحظاتٍ، ظنوا خلالها أن طائرتهم قد أُختطفت، وأن الصوت الذي سمعوه كان صوت خاطفي الطائرة، وأن الخاطفين بالتأكيد عربٌ أو فلسطينيون، وأنهم قد تمكنوا من اختطاف الطائرة وركابها، وأنهم الآن فيها رهائن بين أيديهم، وقد لا يكتب لهم الحياة.

الإسرائيليون العائدون من أسبانيا وأوروبا يتابعون أخبار الانتفاضة وحرب السكاكين، وقد شاهدوا صور مواطنيهم ومستوطنيهم وهم يفرون مذعورين، ويتحركون خائفين، فالسكين تلاحقهم، والسيارة تطاردهم، والموت يتربص بهم طعناً أو دهساً، وهم قد سمعوا استغاثات رئيس حكومتهم رغم تهديداته المتكررة، ووعوده الكبيرة، إلا أنه لم يستطيع أن يخفي خوفه من حجر الانتفاضة الذي قد يكبر، وإن كان الحجر منذ الساعات الأولى قد استحال سكيناً تطعن وتقتل، لهذا فقد ظن ركاب الطائرة أن الأمور كلها قد تغيرت في الساعات القليلة الماضية التي قضوها في رحلتهم، وأن مطار اللد والعاصمة القدس والمراكز الرئيسة قد سقطت في أيدي المقاومة الفلسطينية، ولم يعد جيش كيانهم يحميهم ويدافع عنهم، وإلا لماذا يرحب قائد طائرة دولةٍ صديقةٍ بهم في فلسطين، وليس في إسرائيل.

لم يدر في خلد الركاب الإسرائيليين أبداً أن هذه الكلمات قد صدرت فعلاً عن قائد الطائرة الأسبانية التي أقلتهم من مدريد، وتساءلوا بحيرةٍ وقلقٍ، ربما هي مزحةٌ ثقيلة، أو مقلبٌ سمجٌ، أو دعابة غير مستظرفة، أو أي شئٍ آخر إلا أن تكون حقيقة وليست خيالاً، مسحوا بأيديهم وجوههم، فركوا عيونهم، هزوا بعنفٍ رؤوسهم، علهم يستيقظون من نومهم، أو يفيقون من سباتهم، ليتخلصوا من هذا الكابوس الذي باغتهم، والحلم المزعج الذي راودهم، ولكن ما سمعوه كان حقيقةً هو صوت قائد الطائرة، الذي بدا واثقاً غير مضطرب، ولم يكن واقعاً تحت التهديد أو الضغط، فطائرته غير مختطفة، ولا يوجد على متنها إرهابيون أو خاطفون.

أدرك الإسرائيليون في الطائرة وفي الكيان والصهيوني وخارجه، كما أدركت الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، أن هذه هي الانتفاضة الفلسطينية، وما حدث في الطائرة الأسبانية ليس إلا إحدى ثمارها وبعض نتائجها الطيبة، ولن يتوقف الحصاد عندها بل سيتلوه آخر، وقد يكثر الجنى ويتضاعف القطاف ويتشجع الزراع، فيبذلون المزيد من الجهد، ويمضون في الانتفاضة إلى أبعد مدى، فقد تبين لهم أنها مجدية ونافعة، وأنها تثمر وتورق، وأن خيراتها أكثر بكثيرٍ من التسول والحوار، ومن الذل والمفاوضات.

كم نحن بحاجةٍ إلى استعادة ثقة العالم والشعوب بنا، فقد كانت القضية الفلسطينية هي قضية الشعوب كلها، يحملها أحرار العالم، ويقاتل في سبيلها المناضلون من أجل الحرية، والساعون إلى حقوق الإنسان، ولا يتأخر عن تأييدها أحد، العرب يمدونها بالمال والرجال، ويفسحون لها المجال، ويفتحون لها الأبواب، وكثيرٌ من دول العالم ترحب بها، وتفتح في عواصمها سفاراتٍ لها، ومنها من كانت تمد الثوار وفصائل الثورة الفلسطينية بالسلاح والعتاد، وتدرب رجالهم، وتؤهل كوادرهم، وتتيح لهم المجال لاكتساب الخبرات، وتطوير الطاقات، والاستفادة من قدرات البلاد.

فلسطين كانت على كل لسان، وتسكن في كل قلب، ولها عند الكثير مكانة ومنزلة، ممن كانوا يتمنون أن يقدموا لها شيئاً، أو أن يساهموا في مسيرة تحريرها بجهدٍ أو عطاء، وقد ضحى كثيرون في سبيلها بحريتهم وأرواحهم، وخسر غيرهم ممتلكاتهم ومناصبهم ومراكزهم الرسمية، ذلك أنهم كانوا يعتقدون أنها قضية حق، وأنها تمس شعباً مظلوماً، وتتعلق بدولةٍ ظالمةٍ معتدية، وتعلقت قلوب الكثيرين من العرب والمسلمين وغيرهم خلال الانتفاضتين الأولى والثانية بفلسطين وشعبها، حتى غدا حجرها رمزاً، ومقلاعها شعاراً، وبات شهداؤها أقانيم يقدرونها ويحترمونها، وقد أطلقوا على شوارعهم وما يخصهم أسماء الشهداء، وكنى الأبطال والأطفال.

اليوم تعود الانتفاضة من جديد، ويعود معها المناصرون والمؤيدون، والمحبون والمساندون، من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ومن المؤيدين والمناصرين الدوليين والأمميين، ومنهم قائد الطائرة الأسبانية الذي خسر جزءاً من مكتسباته، وربما عوقب على ترحيبه، وحرم من رحلاتٍ غيرها.

إنه وغيره كلهم أمل أن تثمر هذه الانتفاضة خيراً، وأن تقود إلى النصر، وأن تصنع دولةً، وأن تعيد الشعب وتنهي معاناته، وتضع حداً لأحزانه، وتتمكن من تحرير أبنائه المعتقلين وأسراه المختطفين، فهذه الانتفاضة مباركة ومقدسة، وهي قادرة على تحقيق ما نحلم به ونصبو إليه، وهي إذ يحبها الفلسطينيون، ويتطلع إليها العرب والمسلمون، فإنها تخيف العدو وحلفائه، وترعب مستوطنيه ومؤيديه.

هل يدرك الفلسطينيون قيمة مقاومتهم، وقدر انتفاضتهم، وحجم الأمل المنوط بها، والرجاء المتعلق فيها، ومدى حب الأحرار لها، وتمسك المخلصون بها، وحرصهم على أن يكون لها شأنٌ ودور، وألا تكون مجرد عنفٍ وتضحية، بل عطاءٌ يستتبع نتيجةً، وبذرٌ يستنبت الشجرَ ويعطي الثمر، فيعملون على استمرارها وانتشارها، وصمودها وثباتها، وقوتها وشدتها، ويبتعدون عن كل ما يضعفها ويهددها، ويقلل من فرص نجاحها وعوامل استمرارها، وليس أكثر خطراً على الانتفاضة من الفرقة والانقسام، والخصومة والاختلاف، وهذا ما لا يحبه المخلصون لنا، والمؤيدون لقضيتنا، فهل نبرهم ونفرحهم فنتفق، أن نفجعهم ونحزنهم فنعمق انقسامنا، ونؤسس لخلافاتنا، ونئد بأنفسنا انتفاضتنا، ونخنق بأيدينا حلمنا.

بيروت في 17/11/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

آية الله أبو الطين

ayatoalahputin

قبل أسبوع تفاعل بعض رواد “تويتر” مع هاشتاج بعنوان “الجبير ويكيبيديا” يسخرون من وزير الخارجية السعودي عقب تصريحاته عن رحيل الأسد، لم تغب التعليقات الجادة جدًا أيضًا، مثل:

“أول وزير بدولة غير ديموقراطية بيطالب بالديموقراطية لبلد تاني”..

من بين التغريدات الساخرة حساب من المفترض أنه لمغرد سوادني الجنسية غرد علي لسان “عادل الجبير” قائلاً:

“لم نستطع التوثق من إرتباط عائلة الأسد بمدينة “الدرعية” لذلك عليه أن يرحل”!

السعادة للطفولة فقط، والسعادة للأفارقة علي الدوام، تلك البساطة الشديدة التي تجعل من قلب الإنسان قلعة لا تستطيع الهموم أن تصل إليها، أحباب الله كالأطفال فعلاً، ما زلت أتذكر فيلمًا وثائقيًا اسمه “ملك الأسنتي”، يوثق لشخصية فلكلورية من “غانا”، ملك كده وكده يعني، ظهر في أحد مشاهد الفيلم رجلٌ في حجم فرس النهر من غير المفهوم كيف حصل علي شهادة من إحدي جامعات “بريطانيا” كما ذكر الفيلم، كان محمولاً علي محفةٍ يحملها رجالٌ تكاد النحافة تقتلهم، وكان “ملك الأسنتي” يرقص جالسًا وسط الحشود التي أحاطت بالموكب الغريب رقصة غريبة، مع ذلك كانت ملامحه صارمة جدًا، ذلك التناقض رحم مناسب جدًا لولادة الضحكات، أبهجني هذا المشهد في الحقيقة، وعندما عرفت من الأحداث أن ملكة “بريطانيا” قد استقبلته علي محمل الجد في بلاطها، قلت لنفسي وقتها أن أمراض الشيخوخة قد انتشرت حتمًا في عقل هذه المرأة حتي أنها وافقت علي استقبال حفرية حية قادمة علي محفة من كوكب “افريقيا” ما زالت تتمسك بعالم تجاوزه العالم قبل مئات السنين!

وفي كتاب من كتب أدب الرحلات لا أتذكر الآن اسمه لسفير مصري سابق لا أتذكر اسمه أيضًا يبدو أن فراغ ما بعد التقاعد دفعه إلي التسلي بالكتابة ذكر أن لقاءًا جمعه بعدد من الدبلوماسيين الأفارقة في مقر الإمبراطور الأثيوبي “هيلاسلاسي”، وبعد فاصل من الغزل الرخيص في فتيات “أثيوبيا” حتي أنه شبههم بفتيات “الجيشا” اليابانيات، كما وصف مظاهر امتلاء الدبلوماسيين الأفارقة بالرغبة في أجسادهن الحارة، حكي أن كلبًا صغيرًا لـ “هيلا سلاسي” دخل المكان فجأة، حدث عادي جدًا في كل بلاد المسلمين، كلب لا أكثر ولا أقل، غير أن الدبلوماسيين الأفارقة حولوا المكان إلي ما يشبه السيرك صخبًا، ضحكوا حتي دمعت أعينهم، وشاركهم “هيلاسيلاسي” الضحكات العصبية، ولا شك أن الدبلوماسي المصري تلك اللحظة كان يتصنع الضحكات وهو ينظر في قرارة نفسه إليهم نظرة العقلاء إلي نزلاء (عنبر العقلاء)!

أجمل ما جاء في ذلك الكتاب أن مؤلفه كان سفيرًا في “فنلندا” مدة كافية لتجعله أدري بشعابها، فذكر أن كلمات اللغة الفنلندية القديمة طويلة جدًا إلي حد أن الفنلنديين القدماء كانوا يلهثون قبل أن يفرغوا من نطق أي جملة، وفيما بدا أنهم كانوا ينفقون جزءًا لا بأس به من الوقت والمشقة في الكلام قرروا أن يستحدثوا لغة جديدة، أرق وأقصر، توفيرًا للوقت، ومن أجل عجلة الإنتاج طبعًا..

وبالقرب من “فنلندا”، أقصد بالضبط “روسيا”، عندما أعلن رئيسها “فلاديمير بوتين” رسميًا مشاركة قوات بلاده في الحرب مع النظام السوري، كما أعلن استعداده لإرسال قواتٍ إلي “العراق” إن طلب منه النظام ذلك، كان العرب علي وعد بشائعة أجمل من تلك الشائعة التي انتشرت في “مصر” عندما اقتربت القوات الألمانية من حدودها في نهايات النصف الأول من القرن العشرين، في ذلك الوقت، أشاع العوام أن “هتلر” قد أشهر إسلامه واتخذ لنفسه اسم “عبد الله هتلر”، وعملوا علي تغذية تلك الشائعة وإضفاء ظلال كثيفة من الحقيقة عليها، ومع الوقت ودوران الشائعة في الأزقة والنجوع والكفور والحارات المصرية صدقوها وأنعموا علي التائب الجديد بلقب “حاج” دون حتي أن يحج، وهو لقب مجاني في “مصر”، لا يفوقه مجانية إلا ألقاب “أسطي” و “باشمهندس” و “مشير”، فصار “أدولف هتلر” بين عشية وضحاها “الحاج عبد الله هتلر”!

والشائعات تكثر في أوقات الأزمات الكبيرة في كل مكان وزمان، ستجد عند “ابن إياس الحنفي” وعند “الجبرتي” الكثير من الشائعات التي انتشرت عند دخول العثمانيين إلي “مصر” من جهة وعند دخول الفرنسيين إليها من جهة أخري، من مثل، ملك كذا أرسل إلي السلطان كذا رسالة يقول فيها:

– سأرسل إليك جيشاً أوله عندك وآخره عندي!

والشائعات تولد علي الدوام في أوساط العوام والهمج ثم تنتشر بسرعة كبيرة بينهم أيضًا، وقبل سنوات ادعي ملك ملوك افريقيا “معمر القذافي” أن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” عربي الجذور وأن اسمه “أبو عمامة”، في ذلك الوقت، لم يكن يدور ببال المسكين طبعًا أن “أبو عمامة” سوف لا يخرج من البيت الأبيض قبل أن يحظي هو بنهاية مخجلة لم يغب عنها اللواط وفقاً لبعض الروايات غير المؤكدة!

وآخر هذه الشائعات هي تلك التي يتناقلها الآن الشيعة بكثافة، شائعة تؤشر بحروف مرحة لأمراض المذهبية والتعصب العارم لفكرة ما، لقد أشاعوا أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” من أصول عراقية، وأن اسمه الحقيقي هو “عبد الأمير أبو التين”، وحتي الآن لا أستطيع أن أفهم كيف لرجل اسمه
“Влади́мир Влади́мирович Пу́тин”
أن يصبح “آية الله عبد الأمير” ويستحق أن يغيّر الشيعة تكريمًا له اسم المذهب من “إثني عشريّة” إلي “ثلاث عشرية”!!

لكنهم، سدًا لكل الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها قليلو العقل من أمثالنا لفَّقوا هذه الخرافة حول عائلة “بوتين”، قالوا:

كان أبوه “جاسم أبو التين” فكهانيًا بسيطاً يبيع التين في مدينة “الناصرية” جنوب “العراق”، وكان فقيرًا فهاجر إلى “روسيا”، وهناك تزوج من روسية اسمها “ماريا لافنونوفا” وأنجبا طفلهما “عبد الأمير”، ولصعوبة نطق اسمه بهذا الشكل علي جيران العائلة من الروس أطلقوا على “جاسم أبو التين” اسم “بوتين”، كما استبدلوا اسم “عبد الأمير” بـ “فلاديمير”، وإن كنت لا أري فرقاً من شأنه أن يذلل صعوبة النطق في الحقيقة، بل أري أن “عبد الأمير” أسهل نطقاً من “فلاديمير”، كما أن هذه القصة الجميلة تصطدم بعائق آخر لم يحاول المؤلف وضع حل له، فاسم “بوتين” كاملاً هو “فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين”، أو “عبد الأمير عبد الأميروفيتش أبو التين”، ما علينا!

بانتقال الأسطورة من لسان إلي لسان اكتسبت أحداثها ملامح أخري، لقد ازدادت الأمكنة صرامة وتحديدًا، وصار “جاسم أبو التين” من كرمة “بني سعيد” في مدينة الناصرية، وأنه كان يبيع التين المجفف في فصل الشتاء والتين الطازج في فصل الصيف، “تخصص تين يعني”، لا يبيع البرتقال أو المانجو أو الجوافة لا سامح الله في غير مواسم التين!

وسرعان ما اكتسبت الخرافة في الأوساط الشيعية ظلالاً من الحقيقة، وسرعان ما نشب صراع محلي حول موطن عائلة “أبو الطين” في “العراق”، فالكل يريد اختطاف أصول عائلته والاستحواذ عليها، لا خلاف أبدًا علي صحة القصة برمتها من عدمه، أكد بعضهم أن العائلة من بلدة “تلعفر” القريبة من “نينوى” المشهورة ببساتين التين، أعجبتني في الحقيقة (المشهورة ببساتين التين) هذه، كأنهم، إمعاناً منهم في خداع أنفسهم يحاولون إقناعها أن المتلقي سوف يصدق الخرافة وسوف يريد الاستزادة بمعلومات جغرافية!

بمرور أيام تجاوز الصراع علي انتماء “عبد الأمير أبو التين” أرض “العراق” إلي الجوار، وراجت نسخة أخري من الشائعة تؤكد أنه من جذور كويتية، وأن عائلة “البابطين” هم أعمامه، لكن أباه كان قد تشيع وغير اسمه تقية‏ قبل الهجرة من “الكويت” إلي “روسيا”!

كما تحركت الشائعة إلي “أذربيجان” أيضًا، وأصبح “فلاديمير بوتين” في إحدي نسخها من أصول اذربيجانية لعائلة هاجرت من “إيران” في العصور الوسطي، وكان لها الفضل في إنشاء عدة مدارس لنشر المذهب الشيعي في “أذربيجان” ودول مجاورة في حب آل البيت، فيا لهذه العائلة من عائلة ربانية!

نسخة أخري تؤكد أن أصل “عبد الأمير أبو الطين” من بيت “أبو الطين” اللبناني، من “جنوب لبنان” تحديدًا، من بلدة “كفرا” الجنوبية علي وجه الدقة، وأن اسم “فلاديمير” ما هو إلا تحريف نتج عن عوامل التعرية لاسم “فادي أمير”، وأنا بصفة شخصية أعتقد أن الرجل من “زغرتا” لا من “كفرا”، لأن لهجة الرجل “زغرتي” بصراحة، خاصة عندما يقول:

– بليز، لو في مجال ، تلفني بعد شوي!

وصول الشائعة إلي “لبنان” يسلمني إلي حكاية شاهدتها بعيني وسمعتها بأذني قبل سنوات بطلها مقدم أحد برامج المقالب علي إحدي الشاشات اللبنانية كان يسأل عينة عشوائية من اللبنانيين في الشوارع عن رأيهم في اكتشاف العلماء أن “كريستوفر كولومبوس” من “بيت لُبُّس” في “طرابلس”، أدهشني وقتها أن كل من وُجِّه إليهم ذلك السؤال تحمسوا جدًا لصحة المعلومة، مع ذلك، كنت أعرف أن هذه الشائعة التي تهدف إلي إضحاك الجمهور من الممكن أن تجد أطلالاً تاريخية تقوم عليها، ذلك أن الفينيقيين كانوا أول من هبط علي الساحل الإفريقي وتوغلوا في مجاهله البكر حتي زحفوا بالعمران إلي بعض الأراضي الأسبانية، وربما كان “كولومبوس” من سلالتهم، من يدري؟ وربما كان من الموريسكيين،أي الإسبانيين من جذور مسلمة، ربما، لكن “بوتين” من “لبنان”، كيف؟..

غير أن أخطر ما نسج الشيعة حول هذه الخرافة، وهي دلالة كاشفة لأساليب الشيعة واستعدادهم الطليق للتضحية بكل ما هو مقدس في سبيل نصرة المذهب، هو اكتشافهم فجأة أن “بوتين” من سلالة محارب يدعي “وهب النصراني” قاتل مع “الحسين” في “كربلاء” ضد جيش “يزيد” سنة 61 للهجرة، ولقد ورد ذكر “بوتين” متضمناً في جده بأحد أحاديث أئمتهم، ذلك أنهم أكدوا أن ثمة حديثاً عن الإمام “السجَّاد بن الحسين” رواه “أبو جعفر” يقول:

سألت الإمام “السجاد” عن “وهب النصراني” فقال:

– يخرج من صلبه من ينصر شيعتنا ويُجاهد أعداءنا!!

إنها قصة يأس، مفيش فايدة والله، وكما يقول المصريون في أمثالهم: (لازم ناخد الهُدْرلآخره)، فالإخلاص للمذهبية عند الشيعة أعمق بكثير مما كنت أتصور أو يتصور أحد، الأغرب أن غالبيتهم من المثقفين، ولست هنا لأنفي أن أمراض المذهبية عند السنة أيضًا تلمع كالسكين، ولا شك أن كهنة الفريقين يلعبون دورًا رئيسيًا في تغذية الشقاق واتساع الفجوة بينهما، لقد حولوا الإسلام من قيم ومبادئ سامية الهدف منها هو الإشادة بالإنسان وضبط إيقاع الحيوانية فيه إلي مجرد صنم متنازع علي ملكيته، ولا يمكن أن يثور البسطاء ضد عبادة صنم ما دامت أطواق كهنته في أعناقهم!

من الجدير بالذكر، ومن الدلالات شديدة الأهمية مع ذلك أغفل واضعو خرافة “بوتين” الضغط عليها أو مجرد الاقتراب منها حتي هي أن جذور عائلة “أبو الطين” العراقية تعود إلي محلة “التعيس”، كما أن عائلة “الصحاف” من أبرز عائلات هذه البلدة، وكل عراقي حتمًا ما زال يتذكر “محمد سعيد الصحاف” وزير إعلام وخارجية “صدام حسين” الأخير، صاحب الجملة الشهيرة التي ظل يرددها حتي قبل انهيار العراق بدقائق:

– العلوج الأمريكان!

يا أمةً ضحكت من جهلها الأممُ..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

لا يمكن لداعش أن تقوم بجريمتها في باريس بدون الدعم من قبل دولة كالأسدية

Abdulrazakeidلا بد للغرب الأوربي والأمريكي أن يغير فلسفته (الاستعمارية –الكولونيالية القديمة) بعد ثلاثة قرون ، في اعتماد الأقليات كضمانة لاستمرار حضوره وقبوله في المجتمعات الاسلامية والعربية !!!!! لا يمكن لداعش أن تقوم بجريمتها الوحشية في باريس بدون الدعم والمساندة والخبرة من قبل دولة، كالأسدية محترفة عمليات المذابح والمجازر والاغتيالات …

في عالم جديد ، ما بعد الحرب الباردة ، عالم تحكمه فكرة الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان ،ومبدأ الأغلبية الشعبية البرلماني وفق صندوق الاقتراع ، لم يعد من الممكن أن تستمر الفلسفة الغربية في دعم (الأقليات الدينية والطائفية الوطنية ) ،ليكونوا راس جسر مصالحهم وامتدادهم ونفوذهم في العالم العربي والإسلامي …

ونحن سنتحدث عما يهمنا كسوريين ثوريين رافضين للنظام (الفاشي الطائفي الأقلوي الأسدي) ، وهو نموذج النظام الأسدي الذي أصبح معروفا شعبيا أنه نظام منتج ومصنوع بريطانيا ومحتضن فرنسيا، ومؤيد أمريكيا…

والمعيار في ذلك هو موقف إسرائيل من النظام الطائفي الذي رحب به (ابن غوريون) أحد القادة المؤسسين لإسرائيل، وذلك سنة 1966 بوصفه نظاما (طائفيا علويا يتخفى وراء شعارات الراديكالية اليسارية)، وذك بوصفه النظام المفضل والمرحب به إسرائيليا كعدو مناسب لحرب حزيران 1967، بعد أن برهن على إخلاصه بتفريغ الجيش السوري من كادراته (التكنوقراطية العسكرية المدينية من منظوره الطائفي) … وعلى ذلك فقد سلمت الجولان لإسرائيل بدون حرب …

حيث أحلت (اللجنة الثلاثية الطائفية العلوية ) محل الجيش الوطني التكنوقراطي جيشا عقائديا طائفيا رعاعيا شعبويا شعاريا بدون أي تأهيل عسكري، لخوض معركة هزيمة المجتمع السوري المدني الوطني الشعبي، لصالح الرعاعية الحثالية الطائفية (الأسدية ) الانعزالية التي كانت تطالب فرنسا بعدم الجلاء عن سوريا باسم أحد رموزها الأسدية ( سليمان الأسد ) جد العميل المحروق النفس التنين حافظ السد …..

هذه الأنظمة الأقلوية المحمية والمرعية خارجيا ظلت تراهن على الحماية الخارجية، دون أي اهتمام بإعادة النظر بعلاقتها بمجتمعاتها وأغلبيتها الشعبية، بل اعتمدت القاعدة الطغيانية الشهيرة (أن يخاف الناس الحاكم أضمن له من محبتهم) حيث أصبحت هي القاعدة الأثيرة لدى النظم الأقلوية الطغيانية، واعتمادا على هذه القاعدة كان لا بد للحاكم من دعائم لإقامة (ممالك الخوف والصمت هذه) ،ممثلة بالجيش والمخابرات من دائرة العائلة والطائفة التي راحت تتبادل الكراهية مع المجتمع لتخويفه واخضاعه بل واذلاله، على طريق تدميره فيزيائيا كما حدث في الثمانينات بحماة ، وكما يحدث اليو مفي كل المدن السورية …

وعلى هذا كان على العالم (الغربي) أن يدافع ويحمي النظام الأسدي على حساب تدمير المجتمع السوري وتخريب مدنه ( حماة) منذ ثلاثين سنة ، وتخريب سوريا كلها اليوم، عبر الصمت المشين بشريا وانسانيا وأخلاقيا على جرائمه ومجازره مرتين خلال فترة سيطرته وتسلطه …حيث هذه الأنظمة الطغيانية لا يمكن أن تنتج إلا ثقافة (الخوف والكراهية ) ، حتى تتحول إلى أمراض سيكولوجية وعضوية مجتمعية، حيث ثقافة الكراهية ليس للآخر فحسب، بل و(كراهية النفس)، بل والميول النفسية المرضية الشاذة التي تطلق عليها الفلسفة اليونانية ) غريزة “التاناتوس” وهي (تدميرالذات استجابة لتغلب غريزة الموت والعدم ، على غريزة الحياة والبقاء ( الناتوس) …

هذه الحميات من ثقافة الكراهية والميل العدمي إلى قتل النفس التي أنتجتها (الوثنية الأسدية البدائية الوحشية) ، لا يمكن أن يتم الانتصار عليه بفعل القتل المضاد لأن ذلك رغبته وشهوته، حيث القتل هو فعل تطهري تشتهيه غريزيا قوى العدم (التاناتوس ) ، وموتها هو أمنيتها الفردوسية …ولذا على علوم الغرب أن تجتهد في فهم هذه الظاهرة التي لا حظتها الفلسفة اليونانية منذ ألفي عام ، بدون الذهاب إلى الحلول السهلة وهي القتل والقتل المضاد بلا نهاي …

بل لا بد من اجتثاث جينات توليد ثقافة الكراهية والخوف والارهاب ومقت الحياة والزهد بها بل وعشق الموت، وهي جينات مولدات الكراهية الأسدية لأهلها ومجتمعها التي بلغت بها حد (العدمية الوطنية ) بأن تعتبر مستعمر بلادها (الروس وإيران ) وطنيا، وأن شعبها السوري خائن،حيث تتحالف مع قوى الخارج (الروس والإيرانيين والشيعة العرب(المتأيرنين ) لقتل شعب بلادها …

الغرب الأوربي صامت ومصدق الكذبة (الأسدية ) حول أن الارهاب الذي لم تعرفه سوريا إلا بعد ثلاث سنوات من الذبح الأسدي للشعب السوري ، حيث عند ظهور جائحة الرعب الداعشي كان هناك حوالي مئة ألف شخص مدني هم ضحية الرعب الأسدي …
ومع ذلك فالغرب يؤمن للنظام الأسدي عملاء يفاوضون باسم الثورة ، للمشاركة في حكومة موحدة مع الأسدية دون حتى أي وعد بابعاد وحش الموت الخرافي (الأسدي) المفرخ الطاعوني لكل حالات الرعب والكراهية وتشهي الدماء والموت ليس للآخر فحسب بل وللذات …..حيث تمكن النظام الأسدي من تحشيد هذه القوى لا ستخدامها عند الحاجة ، في العراق أولا ، وفي نهر البارد ثانيا ، وفي فرنسا ثالثا اليوم ، لأنه يستحيل لداعش أن تتمكن كتنظيم مستقل أن تقوم بهذه العملية الكبيرة دون مساندة ودعم وتنسيق دولة أمنية من نوع الدولة الأسدية وخبراتها الاجرامية في الاغتيالات والجرائم والمجازر بل وذبح الأطفال على الطريقة الداعشية نفسها …

بل إن مؤسسات إعلامية غربية (فرنسية كالقنناة 24 ) لا تتردد بتشبيه الكارثة الفرنسية البربرية في أهدافها الوحشية الموجهة للمدنيين الفرنسيين الأبرياء، بما حدث في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث تتبادل الأصوليتان (السنية والشيعية ) الثأر والعنف والقتل والارهاب والانتقام المتبادل على الأراضي السورية أولا من خلال الباديء حزب الله، ومن ثم على الأراضي اللنانية من خلال رد قوى أصولية سنية متطرفة هي نظير وشبيه لحزب الله كبنية فكرية وتنظيمية وسلوكية طائفية ..

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

آراء حول نشوء الإسلام 1

bstoneفيصل البيطار: الحوار المتمدن

عشرات الآلاف من كتب ورقع المخطوطات الإسلاميه كانت على مائدة حركة الإستشراق عند بدئ إهتمامها بتاريخ حضارات الشرق الأوسط مع دخول اوروبا شوطا في عصرها الراسمالي وتخلصها من الإقطاع المتحالف مع الكنيسه . في البدايه، أخضع التراث المسيحي واليهودي لدراسه نقديه واسعه أوصلت لنتائج لم تكن معهوده وقتها، فالأديان ليست أكثر من صناعه أرضيه، وغلبة الأسطوره على الكثير من أحداث والشخصيات التي أرخت لهم الكتب الدينيه اليهوديه والمسيحيه، وبوضوح أكثر، أسطورية شخصيات بنيت على أكتافها أهم ديانات العالم . عيسى وأمه مريم، موسى وسلسلة أنبياؤه من بعده .
وعلى الأرجح، لم يكن يخطر ببال أحد من المستشرقين الأوائل عندما توجهت دفة البحث نحو التاريخ الإسلامي الى أن هناك تاريخ آخر يتناقض تماما مع ما جاءت به تلك المخطوطات التي نثروا محتوياتها أمامهم لتأييد او دحض او تأويل أو أعادة ترتيب تسلسل الأحداث وإعادة كتابة التاريخ النصي للإسلام . فالقرآن جاء به رجل أسمه محمد عاش في مدينة في العربيه تدعى مكه، وانتقل بعدها الى قاعدته في المدينه التي عمل منها ومن بعده خلفاؤه على تأسيس إمبراطوريه عربيه إسلامية واسعة الأطراف، شملت في البدايه كل مناطق الجزيره العربيه ثم العراق والشام ومصر . لم يخطر ببال أحد منهم أن التاريخ الاسلامي كان قد كتب بالمقلوب، فالقبله ظلت تتوجه الى الشام حتى الربع الأخير من القرن السابع الميلادي، أي الى ما بعد وفاة محمد بعقود، وليس الى مكه، وأن الإسلام كانت بدايته في الشام وانتشر بعدها الى مكه وغير مكه، لم يبدأ منها وهي التي لم تكن موجوده على خارطه العربيه آنئذ، فإن وجدت فإنها لم تكن على أية حال ذات أهميه تجاريه أو دينيه كما صورها التراث الإسلامي .
ما تبقى من سيرة ابن اسحق المفقوده، ونسختها المعدله بقلم ابن هشام، وكتب الإخباريين والأشعار، هو الأصل الذي جرى إعتماده في بحوثهم . وبالطبع كان القرآن وكتب التفاسير والأحاديث على مقدمة مائدة البحث فهي مصادر التشريع الأساسيه وحولها دار التاريخ الإسلامي كله .

لا ينكر أحد، أن البحث في النص قد أوصل لمقدمات هامه ومعتبره لا يتفق معها الأدب الإسلامي بالتأكيد، فقد جاءت النتائج نافيه للكثير من تاريخية أحداثه وتسلسها وأماكن وقوعها وشخصياتها. وإيضاح علاقة اللاهوت الإسلامي بطقوس وثنيه سبقته، كما وتلاقحه مع أديان التوحيد اليهوديه والمسيحيه وجتى الزرادشتيه، وغلبة الطابع الأسطوري عليه، وتهميش بعض محطاته وإختراع محطات بديله، وغيرها، والأهم، أن القرآن كتب بيد أشخاص عديدون في فترة زمنيه تمتد لمائة سنه، ويرى البعض أنه لم يصل الينا كما هو الآن إلا بعد رحلة تطور وصلت لضعف هذه المده، فهو لم ينزل من السماء إنما له تاريخ أرضي عريق .
ورغم هذه النتائج الهامه التي توصل لها منهج البحث الإستشراقي القديم، إلا أنه بقي يدور في فلك المسلمات نفسها التي سطرها كتّاب بدأوا مهنتهم بعد وفاة محمد المفترضه بقرن من الزمن . لقد ظل عاجزا عن إضاءة مناطق هامه معتمه فيه، ذلك العجز الذي مرده يعود لمنهج البحث نفسه الذي إعتمد النص الإسلامي المتداول ونصوص غير إسلاميه دارت حوله، وعندها توقف .
ما عجز نقد النص عن إيضاحه، وما كنا نجهله من تاريخ الإسلام وما تدور الشكوك حوله، بات الآن أقرب للوضوح وبنسبه عاليه من المصداقيه . حقيقة معظم ماجرى في القرن السابع الميلادي هو بين أيدينا الآن، والفضل في إضاءة المناطق المعتمه في ذلك القرن إنما يعود لمنهج البحث الجديد الذي إرتكز على المكتشفات الآثاريه ونصوص كتبت في اوقات قريبه من الحدث، أي، المزاوجه بينهما كمنهج بحثي جديد .
منذ أن بدأت الإكتشافات الأثاريه نهايات القرن 19، بتنا نعرف الكثير عن حضارات ولدت وازدهرت ثم اندثرت قبل التاريخ الميلادي وبعده بمئات وآلاف السنين . ماتركته لنا تلك الحضارات من آثار وما كتب عنها في حينه او في فتره تكاد تكون ملاصقه لها، هو الشاهد المادي الذي لا يقبل النكران على وجودها . كيف بدأت ثم انتهت، حروبها بهزائمها وانتصاراتها، تمدد جغرافيتها وتقلصها، الطبقات في مجتمعاتها، الزراعه والصناعه والتجاره، دياناتها وطقوسها وعادات مجتمعاتها . وقد شملت معلوماتنا عنها اسماء ملوكها وملكاتها وذرياتهم ونمط معيشتهم في قصورهم .

علم الانسان ( الأنثروبولوجي ) وشقيقه علم الآثار ( الأركيولوجبا ) يكادان أن يدخلانا الى مخادع الأزواج قبل الميلاد لنسمع همساتهم، فالكتابات على الالواح الطينيه واوراق البردي وعلى الصخور والجدران وشواهد القبور والمسكوكات وآثار الأبنيه، حفظت لنا تاريخ الحضارات المصريه القديمه وحضارات وادي الرافدين وبلاد الشام وجنوب العربيه حتى اننا وبتصفحنا لذاك التراث المادي، نشعر وكأننا نعيش معهم بأدق تفاصيل حياتهم .
وكمثال، ” وجدت الواح في برسيبوليس يشتمل بعضها على قوائم بأجور العمال الذين كانوا يعملون في انشاء القصر الملكي هناك …. فقد كانت الاجور تدفع من قبل بالبضائع من لحم وشعير وقمح ونبيذ وغير ذلك . وفي وقت إكزرسيس خليفة دارا كانت الاجور يدفع ثلثاها بالبضائع والثلث بالنقد، ولكن في أواخر عهد هذا الملك اصبح ثلث الاجور فقط يدفع بالبضائع، وبهذا يكون استخدام النقد بدلا من البضائع في المعاملات قد استغرق إتمامه نحو نصف قرن .” د. محمد عبد السلام كفافي / في ادب الفرس وحضارتهم / ص 139- 140 دار النهضه العربيه 1971) والكلام هنا عن الدوله الاكمينيه 550- 330 ق.م التي وحدت ولأول مره ما بات يعرف بالإمبراطوريه الفارسيه .

وحدها الحضاره العربيه الاسلاميه لم تثبت وجودها اركيولوجيا قبل منتصف القرن الميلادي السابع، ووفقا للأدب الاسلامي، فإن محمدا كان قد توفي عام 632 م في المدينه، ولكن ما من دلائل ماديه تثبت صحة ما ينقله من أحداث نهاية القرن السادس الميلادي وحتى وفاة محمد وما بعدهها بقليل، لا شيئ اطلاقا، حتى نسخه من القران الذي جمعه الخليفه الثالث عثمان لا نجد لها اثرا على الرغم من كونه الكتاب المنزل من السماء وبأحكامه يتعبد المسلمون، بل ما من دلائل تثبت وجود مكه نفسها وما تناقله الإخباريون الاسلاميون من وقائعها.
عدم وجود مكه في مكانها وزمانها الذي حدده الأدب الاسلامي لحظة ولادة الاسلام، من شأنه ان يؤدي الى انهيار المشروع الاسلامي الرسمي برمته، وما من حيله ساعتها سوى تفديم البديل القائم على إعادة كتابة ذلك التاريخ على ضوء المكتشفات الأثاريه التي إستجدت لإستجلاء حقيقة ماجرى .

نعم، ورد إسم Macoraba في كتاب الجغرافيا لبطليموس في القرن الثاني الميلادي وMakaraba عند هيرودتس في القرن الخامس قبل الميلاد ( د . سليمان بشير/ مقدمه في التاريخ الآخر / ص 109-110 ) ورغم أن باحثين أجانب وعرب يفترضون أن هاتان التسميتان تعودان لمدينة مكه مهد الإسلام، إلا أنه ما من دلائل ماديه تثبت ما ذهبوا اليه بأنهما تنطبقان عليها كما هي في الأدب الإسلامي خصوصا وان ذكرها كان قد غاب منذ بطليموس ولم يظهر مجددا الا بعد قرون فقد ظلت مفقوده في التاريخ وعلى خرائط ما قبل العام 900 م .
عام 2002 ، سأل الباحث في التاريخ الإسلامي ” دان جيبسون ” مجموعه من علماء الآثار الأردنيين والسعوديين التقاهم في العاصمه الأردنيه عمان، إن كان هناك سجل آثاري لمدينة مكه . جوابهم كان بأسف بأن لا يوجد سجل آثاري لهذه المدينه قبل سنة 900 م ، اي أن تاريخها الآثاري يبدأ بعد أكثر من 27 عقدا من الوفاه المفترضه لمحمد . ويرى جيبسون ان المدينه المقدسه لم تكن مكه، بل هي البتراء عاصمة الأنباط الواقعه جنوب الاردن وفيها كانت الكعبه بحجرها الأسود، ويدعم نظريته هذه بحجج جديره بالإعتبار، أدبيه من التاريخ الإسلامي، واخرى آثاريه تضع نظريته محل إهتمام وربما أكثر من الإهتمام، ( دان جيبسون / مكه في جغرافية القرآن . ملخص الفصل السادس / نسخه اليكترونيه )، سيما وان هناك دراسات إستشراقيه ومحليه حديثه ترى إستنادا للمنهج البحثي الجديد في مزج الأدب الإسلامي وغيره مع الإكتشافات الآثاريه، أن الإسلام لم يبدأ من مكه إنما من مكه وليها نقل .
ورد إسم مكه في القرآن مرة واحده فقط في سورة الفتح : 24 في معرض ماجرى في الحديبيه، ومره واحده باسم بكه، في سورة آل عمران : 97 التي تؤكد أن اول بيت عباده وضعه الله للناس كان فيها . كما جاء فيه أسماء عديده نسبها المفسرون لمدينة مكه منها البيت العتيق والبيت الحرام والبلد الأمين وأم القرى وغيرها، وهي صفات دينيه الصقت بها في فتره لاحقه لإثبات انها كانت مركز التوحيد عندما تم إنتزاع إبراهيم من تاريخه التوراتي ثم تعريبه ( راجع د . سليمان بشير / المصدر السابق / ص 108 ) .
صفة أم القرى تحمل أكثر مما ذهب اليه د. بشير، هي تقول بصريح العباره أنها المدينه المزدهره التي تتفوق حضاريا على مدن العربيه، الأمر الذي لم يتمكن أحد من إثباته بوقائع ماديه ملموسه .
قد يكون إسم بكه تصحيف من الناسخ الأول في وقت لم يكن تنقيط اللغه العربيه قد ظهر، ثم جرى ناسخو القران اللاحقون مجرى الأول، وبكل الأحوال، فإن أحد من المفسرين لم يقدم تفسيرا مقنعا لإختلاف لفظي المدينه الواحده ولا الى شيوع اللفظ الأول على حساب الثاني ولا لشح القرآن في تسمية المدينه بإسمها الصريح على أهميتها الدينيه كونها مهبط الوحي . ما يقفز للذهن هنا بدون إنحياز، هو الشك بتاريخية مكه كما قدمها الأدب الإسلامي .
ووفقا له، والبعض من المستشرقين، فإن مكه قبل الإسلام عاشت حاله من الإزدهار التجاري والديني والثقافي، فهي تقع على مفترق طرق القوافل التجاريه بين اليمن والشام وبين البحر الاحمر والخليج العربي، مما جعل منها حاضره تجاريه ثريه لم تكتف قبائلها بدور الوسيط إنما مارست بدورها تجارة الطيوب والتوابل والبخور والجلود والمعادن الثمينه والملابس وغيرها مما خف حمله وغلا ثمنه، لقد منحت القيمه التجاريه لهذه المدينه قيما أخرى لها، فقد أصبحت القاعدة الدينيه الأولى في العربيه بفضل كعبتها وأصنامها على حساب كعاب عديده كانت معروفه في العربيه، فالحج للكعبه، الطقس الديني هذا، يمتزج مع البيع والشراء والإقامه واللهو وصرف المال، والى أسواقها يأتي الشعراء العرب من كافة انحاء العربيه لينشدوا أشعارهم ويتباروا فيه وعلى جدران الكعبه علقت أفضل سبع قصائد لهم أو عشر .

هذه الصوره الورديه لمدينة مكه تتناقض مع نتائج التحليل الموضوعي سيما وأن من أشاعها لم يقدم دليلا ماديا على صحتها ناهيك عن وجودها أصلا .
بنيت المدن قديما على حواف الأنهار أو على مقربه منها أو في المناطق التي تكثر فيها الأمطار والينابيع، فالمياه كانت المصدر الوحيد للحياه يحتاجها الإنسان لإدامة حياته كما يحتاجها لزراعته وحيواناته مصدر رزقه، وقد وصل الينا إرتحال قبائل عديده عن أوطانها بسبب شح المياه وإستيطانها مناطق جديده غنيه بها، وفي القرآن ( وجعلنا من الماء كل شيئ حي : الأنبياء 30 ) و ( في السماء رزقكم وما توعدون : الذاريات 22 ) و ( الله خلق كل دابة من ماء : النور 45 )، الا أن مكه تفتقر الى هذه الخاصيه وبشكل صارخ، فهي تقع في ( واد غير ذي زرع : ابراهيم 37 ) فلا تعرف الأمطار لسنوات عده متتاليه ثم تكون غزيره إذا ما جاءت من شأنها أن تكوّن سيولا قويه تؤدي الى جرف المدينه التي بنيت في واد بين سلسلتين من التلال، كما تتميز بدرجات حراره مرتفعه ورياح محمله بتراب الصحراء المحيطه بها . هذه العوامل تجعل منها منطقه غير صالحه للسكن أصلا فما هي الأسباب ياترى التي تدفع القوافل القادمه من اليمن والأخرى القادمه من الشام للمرور والإستراحه فيها ولا تجعل من مدينه الطائف الغنيه بالمياه وشتى انواع الفاكهه والمزروعات والخمور التي إشتهرت بها وإعتدال مناخها ولا تبعد عن مكه أكثر من 70 كم، محطة مرور وإستراحه لها !
وتنقل الباحثه في تاريخ أديان المنطقه ” باتريسيا كورونا ” عن الكلبي قوله ” كان تجار مكه يذهبون لسوريا كل صيف وشتاء، أو لسوريا في أحد الفصول ولليمن في فصل آخر، وكانوا يقومون بهذا العمل لأن مكه لم يفد اليها أي من التجار الآخرين ” (تجارة مكه وظهور الإسلام – ص 200 ) ، هذه الشهادة من الأدب الإسلامي تشير الى أن مكه لم تكن على طريق القوافل التجاريه الجنوبيه والشماليه، وتشير الأبحاث الحديثه الى انها، بموفعها الحالي، تبعد مائة كم عن الطريق التجاري . ثم وبصبر طويل تدحض الكاتبه فكرة أن مكه مدينه تجاريه أو انها ممر للقوافل التجاريه، تناقش تاريخ كل ماده تجاريه على حده، منشأها، طرق نقلها، سوق إستهلاكها، توقف العمل بها، لتخلص الى نتيجه أن مكه لم يكن لها تجاره مع شكها بوجودها أصلا .
المياه العذبه كانت أساسا لنشوء وتطور الحضارات القديمه فهي التي أوجدت إمكانية الزراعه والبيئة الصالحه لتربية الحيوانات ورعيها والإستقاده من منتوجاتها كالألبان واللحوم والجلود . وعندما نمى الإنتاج المجتمعي، الزراعي الحيواني، وتقدمت منتوجات الحرف الى حدود فاقت حاجته، ظهر الإنتاج البضاعي الزراعي والحرفي لمقايضته مع مجتمعات أخرى وعندها ظهرت التجاره، وفي الغالب قامت تلك الحضارات على شواطئ البحار أو أنها إمتلكت منافذ بحريه ساعدتها على تصدير منتوجاتها وإستيراد ما تحتاجه لسهولة ورخص النقل البحري حتى في ذلك الزمن، ( لنتذكر أن إتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت تركة الدولة العثمانية في الشرق الأوسط، كانت قد أعطت كل دوله جديده منفذا بحريا حتى لو صغر كمنفذ العقبه لشرق الأردن ومنفذ البصره للعراق ) . ازدهرت التجاره البحريه بين موانئ البحر الأبيض في قارات ثلاث، وكان للرومان منذ القرن الميلادي الأول خطا بحريا مباشرا من خليج العقبه الى الهند وسيلان كما كان لسكان ما بين النهرين مثل هذا الخط من خليج فارس، أما حضارات جنوب العربيه وفي أزمان مختلفه، فقد كان لهم خطوط بحريه مع مصر والرومان وبلاد مابين النهرين والساحل الإفريقي الشرقي وأيضا مع الهند .
بتهكم واضح تتسائل الباحثه كورونا عن السبب الذي يدفع سفن جنوب الجزيره العربيه للإبحار الى الهند وجلب بضائعها والعوده بها ثم تنزيلها لتحمل على الجمال الى الشام مرورا بمكه ( المصدر السابق )، مالذي يمنعها من الإستمرار عبر البحر الأحمر الى خليج العقبه طالما أنها تملك السفن القادره على الإبحار الطويل وفي هذا تقليص لمدة الإتجار وتخفيض للكلفه ! ورغم أن البحر الأحمر لم يكن خاليا من القراصنه إلا أنه كان أكثر أمنا من الإتجار عبر الصحارى التي كانت تزخر بقطاع الطرق من سكانها، بالطبع، لم يكن هناك أي مانع، بل أن هذه الخطوط البحريه كانت موجوده بالفعل لكن الإخباريين العرب ولإعطاء مكه موطن النبوه القادمه دورا حضاريا مميزا، عملوا على إختلاق رحلتي الصيف والشتاء وجعلوا منها قلب تجارة العالم القديم .
إن فكرة كون مكه مدينه تجاريه، لا تحوز القبول في الأوساط العلميه الآن، واقصى ما يمكن أن تحوزه من قيمه هو أنها تحولت من قريه صغيره إلى مقر لزعيم هارب هو وقومه من مدينته البتراء بعد نزاعه مع السلطه المركزيه في الشام، هنا إستقر ما نعرفه بإسم عبدالله بن الزبير وهنا بنى كعبته الجديده بعد هدم كعبته الأصليه في مدينته الأصليه عندما أراد منازعة مركز السلطه بدين جديد .
سوف نناقش هذا الإجتهاد في صفحات قادمه .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

DNA- الإرهاب..برج البراجنة وباريس- 16/11/2015

DNA- الإرهاب..برج البراجنة وباريس- 16/11/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

المسلم متأمر على نفسه ؟

abdelrahmansharafشاهدت بعض التعليقات ووجهات النظر لأشخاص مسلمين نتيجة العمل الأرهابي الأخير الذي أضجع فرنسا من سلامها وأسقرارها .
جوهر هذه تعليقات يقول بأن العالم يتأمر على المسلمين بسبب الأرهاب وهذه وجهة نظر ربما تكون صائبة أو خاطئة .وأحترمها بكل الأحوال إذا عرفنا كيف نتعامل معها بالشكل الصحيح والعقلاني والمنطقي.
ولكن عندما ينظر المسلم أن هناك مؤامرة عليه وعلى دينه ويتخبط بهذه الفكرة شمال وغرب ويمين ويسار دون أن يصل إلى حلول أو أية فكرة مقنعة أتجاه هذه المؤامرة وخطة عمل للحد من المؤامرة فهناك خلل كبير في عقليتنا ورؤنا الدينية والسياسية والأجتماعية وهذا أمر لا بد منه في مجتمعتنا العربية المشوهة عبر تاريخ ولكن كيف لنا بأن نتجاوزه؟
المسلم وغيره بالشكل العام ينقاد وراء هذه الفكرة بتأثره بشخصيات وأنظمة زرعوا هذه الفكرة في مجتمعتنا العربية بطرق محتلفة . وأيضا هناك افكار أخرى للأسف زرعت وباتة بدمائنا كفكرة المقاومة والممانعة والقضية الفلسطينية والقومية العربية؟
أن هذه الأفكار التي روج لها بطرق مختلفة أصبحت وسيلة لتبرير أي أخفاق وفشل وتقصير نتعرض له ونواجهه ونريد أن نحشد لها تأيد الشعبي والمحلي.
لا بد أن نعرف بأن كل الدول لها مصالح وعلاقة بين بعضها البعض من كل النواحي ولكن كيف لنا بوعينا ومسؤوليتنا ونضوجنا دينيا وسياسيا وما إلى هناللك من قيم أيجابية تساعدنا بأن نتواصل مع هذه الدول لحلول ومصالح مشتركة بقيم تتجه لخطوات أفضل لنا ولهم على كافة المستويات.
وان تركيزنا على فكرة المؤامرة على الدين بأسم الارهاب وغيرها من التسميات التي شاعت يبعدنا عن أي اصلاح ديني وتنويري للمعتقد وللمجتمع
ويبعد المسلم أو غيره عن الأستقلالية في مجتمعه بل ينقاد وراء هذه الفكرة الجماعية ويبتعد عن نفسه ومعرفة ذاته في حال بقي تركيزه على المؤامرة على دينه أكثر من سعيه للأصلاح وأنتاج معتقد جديد لا ينتج أرهابيين وتكفيرين.
وسيبقى الجهل وعدم الأصلاح والأستغلال للدين ونصوصه. فلو كان هناك أصلاح حقيقي وجدي وفاعل للنصوص الدينية الأسلامية لما أستغلت وأنتجت الجماعات الجهادية والتكفيرية وإذا كان هناك مؤامرة ف لأنه نحن بأنفسنا تأمرنا على بعضنا بالحجج المختلفة وأبتعدنا عن أي أصلاح جدي وحقيقي وأنتجنا مجتمعات وقادة غير واعين بهذا ستخترق المؤامرة ليس فقط واقعنا بل مفاصلنا.
الشعوب الواعية بمعتقداتها والثائرة للحرية ستتدرك هذا و ستنتج قادة واعين وستفكك أي مؤامرة تحاك ضدها فنحن متأمرين على أنفسنا وحتى متأمرين على المؤامرة لأننا بهذه المنهجية نحن ليس ضدها بل معها وتتسلى بنا.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

جنبلاط ساخراً شو حلوين ناقصهم بوتين ليصيروا أربعة إخوان

erdobammericleغرد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على حسابه في “تويتر” صورةً  للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وهو يمسك بخد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع المستشارة الألمانية ” أنجيلا ميركل، وعلق قائلا: “عائلية، هيدي بدا قرادة  (القرادة زجل لبناني معروف)  … إجتمعوا الثلاثة شو حلوين، لكن أوباما زعلان، بلكي ناقصهم بوتين، ليصيروا أربعة إخوان، ليصيروا أربعة إخوان، ليصيروا أربعة إخوان.”

تعليقنا: لا ندر  ماذا يقصد بالاخوان هل هي من الاخوة, ام انه يضرب بالاخوان المسلمين المقربين من اردوغان؟ والتساؤل الثاني هل اللمسة بخد اوباما كانت بريئة ام تمهيد لشئ ابعد؟؟ كانت عقوبة اللواط ايام اجداده العثمانيين اللذين يتغنى بهم “الخازوق “

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

شاهد ابراهيم عيسى يتهم علماء الاسلام بالنصب على الدنيا والإنسانية

هاجم الإعلامي المصري “إبراهيم عيسى” أمهات الكتب الاسلامية التي تدعو إلى سفك الدماء، ودعا الى التنصل منها والرد عليها لأن الذين يفجرون أنفسهم هم “إسلاميون” و يعتمدون على كتب إسلامية, ومرتكبي تفجيرات باريس يقتلون بإسم الإسلام، مستندين إلى أحاديث نبوية موجودة بكتب البخاري وابن تيمية والوهابية, وخاطب العلماء بقوله: “ارحموا الإنسانية، واطلعوا ردوا وقولوا إن هذا فهم ضيق مكفر.. حرام عليكم.. انتوا هاتقعدوا تنصبوا على الناس والدنيا والإنسانية إلى متى؟

ibrahimissa

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

بعد دبي والقاهرة والرياض داعش أيضا تتضامن مع باريس

daiishsupparisرأي اسرة التحرير 16\11\2015 مفكر حر

بعد ان تحسر الشعب السوري من ازدواجية العالم بالنظر لضحايا الارهاب الاسدي في سوريا التي لم تحظ بلإهتمام العالمي الكافي مقارنة مع ضحايا الارهاب الداعشي بباريس والتي حظيت بإهتمام اكبر, نريد ان ننظر من زاوية اخرى للموضوع, ونتسآل  بعد ان تضامنت دبي والقاهرة والرياض مع ضحايا باريس ولونت اضخم ابنيتها ومعالمها الاثرية بعلم التضامن مع ضحايا باريس, فلم يبق إلا داعش ذاتها لكي تتضامن مع باريس, لذلك قمنا من اجل السخرية من هذه العواصم العربية بفلترة دبابة القتل وراية داعش (كما تشاهدون بالصورة) بعلم التضامن مع باريس ايضاً, لنقول بان المناهج الدراسية لهذه العواصم الثلاثة والتي يتعلمها طلابهم لا تختلف بشئ عن ايديولوجية داعش وفكرها, وهي تخرج اجيال بعد اجيال من مشاريع داعشية مستقبلية, فما الفائدة من قتل بضعة داعشيين او حتى الاف او ملايين اذا كانت مدارسهم تفرخ الملايين منهم سنوياً؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

Episode 25 صندوق الإسلام 25: أقدم مخطوطة مصرية للقرآن وخروجها من مصر

مصحف عمرو بن العاص في القاهرة، أقدم مصحف مصري، حامد عبد الصمد، مخطوطات القران، محمد المسيح، صندوق الاسلام، الخط الحجازي
hamedabdelssamad

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | Leave a comment