عيد البشارة عودة الى اجمل ما في تقاليد الناصرة‎

nabilaudehعيد البشارة عيد كل النصراويين
تحتفل الناصرة بمناسبة هامة في تاريخها، عيد بشارة العذراء مريم وهو عيد الناصرة الأهم عبر كل تاريخها، هو العيد الذي كان يوحد ابناء الناصرة بكل طوائفهم*

نبيل عودة

يعتبر إعلان علي سلام رئيس بلدية الناصرة، في السنة الماضية عن اعتبار عيد البشارة عيدا نصراويا لفتة إنسانية هامة جدا، يعيد فيها للناصرة أحد أهم أعيادها ، بذكرياته التي لا يمكن ان تمحى من تاريخ مدينتنا وتقاليدها وتعاضد اهلها وذاكرتها الشعبية.
الموضوع يتجاوز الجانب الديني ( ولا اقلل من اهميته) الى تقليد نصراوي اجتماعي، له مكانته في تاريخ مدينتنا، وفي الذاكرة الشعبية… وهو ما اود تسجيله بهذه المناسبة حتى لا ننسى تاريخنا!!
وللذكرى: حضرت قبل سنوات مناسبة بالجامع الأبيض شارك فيها المطران اللاتيني ماركوتسو الذي يتحدث العربية كأحد ابنائها، رحب فيه السيد عاطف الفاهوم القيم على الجامع البيض معتبرا المطران ماركوتسو إماما للجامع الأبيض، وكن رد ماركوتسو على الترحيب باعتبار عاطف الفاهوم مطرانا لكنيسة البشارة. هذا هو ابرز ما يميز التلاحم والتآخي النصراوي.
*****
من ذكرياتي عن عيد البشارة:
يا عدرا يا ام المسيح ارفعي عنا التصاريح

الناصرة مدينة المسيح كما تعرف، لها عيد خاص هو عيد البشارة، “عيد الناصرة” كما يسمى… حين بشّر الملاك جبرائيل العذراء مريم انها ستلد ابن الله يسوع المسيح.
لهذا العيد قيمة خاصة في الناصرة.. كانت تجري الاحتفالات في كنائس الناصرة بمشاركة جماهيرية واسعة تشمل كل طوائف المدينة وكل حاراتها.
بسبب التقويمان الغربي والشرقي كانت تجري احتفالات الناصرة بعيد البشارة مرتين، مرة حسب التقويم الغربي وأخرى حسب التقويم الشرقي، الذي نأمل ان ينتهي وتتوحد أعيادنا. أما من الناحية الشعبية فكانت مشاركة اهالي الناصرة تشمل كل الطوائف بالمناسبتين المختلفتين للإحتفال الديني، لكن ابرز ما في الاحتفال جانبة الشعبي الجماهيري.
صحيح اني بجيلي الصغير نسبيا أتذكر أكثر الاحتفال في ساحة كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس، حيث كان يحضر البطريرك الأورتوذوكسي من القدس، واهم ما في الاحتفال ليس طابعه الديني اطلاقا، انما طابعه الشعبي الفولوكلوري، اذا صح هذا التعبير.. وهو ما تشرش في ذاكرتي.
عادة بعد الصلوات الرسمية يقام احتفال في ساحة الكنيسة الرحبة يحضره كل مواطني الناصرة من كل الطوائف، هذه هي أبرز قيم ذلك العيد وأعياد الناصرة التي لم تعرف التفرقة بين مسيحي ومسلم. أصلا من كان ينتبه الى كون ذلك الشخص مسيحيا او مسلما؟ لاتينيا او كاثوليكيا او اورتوذكسيا؟ كنا ابناء وطن واحد منكوب، أعيادنا واحدة، فرحنا واحد وألمنا واحد..
كانت تعقد دبكة في ساحة كنيسة البشارة ، نفس الأمر كان يجري في كنيسة اللاتين، يشارك بها المئات من كل الطوائف وكيف لا والناصرة بلد التفاهم والمحبة. كان الاحتفال يتميز بشعبيته، تقوم حلقات الدبكة، والمميز الأكبر كان مشاركة سيافان من عائلة مزاوي النصراوية يرقصان بشكل فني بالسيوف لتصبح السحجة حولهما حلقة واسعة يشارك فيها اهل الناصرة كتفا الى كتف.. وكانت تتوارد قناني العرق من أهل حارة الروم وخاصة من طيب الذكر اسحق كردوش.
تفتح القناني ويخلط بعضها بالماء لتدور على الجميع، الجميع يشرب، وأعني المسلمين والمسيحيين… والسحجة تصبح اكثر حماسية، السيافان يبدعان بـ”القتال” الراقص.. والعرق يتدفق من كل النواحي.. ثم تبدا المسيرة من ساحة الكنيسة الى دير المطران (كنيسة القلاية) يتقدّمها كشّاف الروم الذي يضم شبابا مسيحيين ومسلمين يسيرون امام موكب المطران وضيفه البطريرك الي دير الروم في مدخل سوق الروم، ووراءَهم المئات او الآلاف في سحجة اولها وصل قرب دير الروم وآخرها ما زال قرب كنيسة البشارة.
المسيرة (السحجة) التي بدأت كاحتفال ديني تتحول بدون مقدمات الى تظاهرة سياسية يطرح فيها المحتفلين هموم حياتهم ويعبرون عن غضبهم من الظلم والتمييز العنصري بأبشع صوره في تلك الأيام، خاصة نظام الحكم العسكري الذي يضيق الخناق على عمال الناصرة (والعرب في اسرائيل بشكل عام) بقانون التصاريح التي تقيّد حركتهم وتستعمل أحيانا كجهاز للانتقام من “السلبيين” الذين لم ترهبهم الاعتقالات والتضييق على الأرزاق.. وواصلوا نضالهم ضد تعسّف السلطات العنصرية رغم الثمن القاسي الذي دفعوه هم وأبناء عائلاتهم.
كان عيد البشارة مناسبة للتعبير عن واقعنا الصعب ايضا.. وتمجيدا للمسيح في مدينته التي أعطيت فيها البشارة بميلاده.
بدون مقدمات تنطلق الهتافات المحبوسة بالصدور ضد الحكم العسكري وتعسُّفه وتصاريحه.. وتنطلق الأهازيج الوطنية والزغاريد وتتحول الدبكة التي يصطف فيها الرجال والنساء جنبا الى جنب الى تظاهرة عفوية… كانت صفوف السحجة تمتد من ساحة كنيسة البشارة حتى مدخل دير المطران.. أكثر من 3 كيلومتر.. ويرقص المحتفلون بعيد البشارة ويطلقون إغاثة للعذراء مريم سيدة البشارة:
يا عدرا يا أم المسيح ارفعي عنا التصاريح
ستي يا عدرا نجينا من الحكم العسكري خلصينا
يا عدرا احمينا احمينا احنا الك التجينا (أي التجأنا)
يا عدرا يا أم القدرة زتي العسكر لبرا
هذه بعض الأبيات التي أتذكرها. سألت كبار السن لعلّهم يتذكرون المزيد، للأسف ضاعت بقية الأبيات وليت من يحفظ بعضها يرسلها لي على ايميلي!!
بعد ان تفرغ قناني العرق، التي لا تخلو منها السحجة والتي لها حصتها في الغزل مثل:
“اللذة مش من اول كاس اللذة بقاع القنينة”
وغيرها من أغاني الغزل بالعرق يبقى الهم الوطني…
ما بقي ان أذكره ان الشرطة لا بد ان تعتقل مساء بعض المتظاهرين الذين بحت اصواتهم وهم يهتفون ضد الحكم العسكري ويناشدون ام المسيح ان ترفع عنهم التصاريح!
مثل هذا العيد هو عودة الى أجمل ما في تقاليد الناصرة… ويستحق علي سلام ان نشكره لإقراره عيد البشارة عيدا رسميا.
nabiloudeh@gmail.com

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حزب البعث العائد لصدام حسين في أروقة نظام استبدادي

saddamhusseinbaath

غلاف الكتاب

josefsason

المؤلف البروفسور جوزيف ساسون*

اصدار جديد

حزب البعث العائد لصدام حسين في أروقة نظام استبدادي
عرض عادل حبه

صدر عن دار نشر جامعة كمبردج البريطانية كتاب تحت عنوان “حزب البعث العائد لصدام حسين، في أروقة نظام استبدادي”، بقلم البرفسور جوزيف ساسون. وكما يشير المؤلف في المقدمة، فإنه يعتبر الكتاب محاولة لفهم الآليات الداخلية للدولة العربية الحديثة، بالاستناد إلى وثائقها الداخلية، وليس إلى المعلومات الصحفية وما تنشره وكالات الأنباء. لقد اعتمد المؤلف بشكل أساسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*البرفسور جوزيف ساسون ، استاذ الدراسات العربية في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، والعضو الاقدم المشارك في كلية سانت أنطوني في أوكسفورد. وقد ألف العديم ن الكتب ومن ضمنها ” السياسة الاقتصادية في العراق 1932-1950، اللاجئون العراقيون : أزمة جديدة في الشرق الأوسط.

من مؤلفات البروفسور جوزيف ساسون

من مؤلفات البروفسور جوزيف ساسون

سياسىة الإدارة الأمريكية في العراق العراق: التصدي للفساد والطائفية هو أكثر أهمية من نتائج الانتخابات
على كم هائل من الوثائق التي استولت عليها قوات الاحتلال الأمريكية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003، والتي شحنت عن طريق البحر على وجبتين بلغ وزنها ما يزيد على 18 طن من الوئائق السرية. وقد ضمت هذه المجموعة الكبيرة الوثائق الرسمية لحزب البعث في العراق، ووثائق الأجهزة الأمنية وبضمنها وثائق جهاز الأمن الخاص وديوان رئاسة الجمهورية، علاوة على محاضر مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية والقومية، والتي أطلع عليها المؤلف. وقد استطاع المؤلف الاطلاع على وثائق بلغت صفحاتها 2.4 مليون صفحة نُشر البعض منها علناً ضمن
North Iraq Datest (NIDS)،
إضافة إلى 6 ملايين صفحة أخرى. كما تسنى للمؤلف الاطلاع على حجم كبير من الوثائق التي هرّبها معارضون أكراد والتي سلمت إلى الإدارة الأمريكية بعد انتفاضة الشعب العراقي عام 1991، علاوة على لقاءات المؤلف مع العديد من الباحثين والمختصين العراقيين والأجانب. وتناول البحث في الكتاب حال العراق خلال الفترة التي تمتد من عام 1968 وحتى أنهيار حكم البعث في عام 2003. ويركز هذا المؤلَف على الازدواجية في نظام البعث وقدرته على جمع المعلومات عير شبكة واسعة من المخبرين من شتى الأعراق والطوائف والأجناس. فصدام ينظر بعين “المساواة” في استخدام الجحوش “الأكراد” جنباً إلى جنب مع استخدام الجيش الشعبي وفدائيي صدام من العرب، مسلمين كانوا أم مسيحيين ومن شتى الأديان، إضافة إلى استغلال المرأة في جمع المعلومات ومراقبة الخصوم ومراقبة كل من يشك في ولائه لصدام حسين، رغم اعتماده الطابع الطائفي للنظام. ويصف الكاتب نظام البعث بأنه يرتكز على عمودين في الدولة العراقية وهما الجهاز العسكري والبيروقراطية، التي استطاع صدام حسين بواسطتهما إدارة الصراع الحزبي الداخلي، إضافة إلى صراعه مع الأطراف الداخلية المعارضة وغير المعارضة. وفرض صدام حسين على العراق تقليعة عبادة الفرد، وحملّ وزر أخطاء النظام وفشله على زملائه الآخرين كي يضمن سيادته على الحزب والحكم. وعلى الرغم من أن عدد أعضاء حزب البعث وأنصاره بلغ 16.5% من سكان العراق في عام 2002، إلاّ أن جميع القرارات الخطيرة كانت تتخذ من قبل صدام حسين وحاشية صغيرة من أتباعه مما عرّض البلاد ومصيرها إلى مخاطر جدية تمثلت في إشعال الحروب الخارجية التي خاضها النظام أو الحروب الداخلية التي استخدم الحكم فيها أبشع الأساليب لتصفية منافسيه.

لقد اتبع صدام حسين سياسة “العصا والجزرة” من أجل فرض استبداده في العراق، وأصبح حصول المواطن العراقي على وظيفة في الدولة أو حتى إقامة مشروع خاص له أو حصوله على مسكن وغيرها من الخدمات الضرورية يعتمد على مدى إظهار الولاء لصدام حسين وعائلته وللطغمة الحاكمة. وتعمق هذا النهج بعد فرض الحصار والعقوبات الدولية على العراق في بداية التسعينيات إثر غزو صدام حسين للكويت، مما ألحق الكوارث والتشويه في الوعي والأخلاق في المجتمع العراقي. وما نشهده اليوم من خلل خطير في المجتمع العراقي ومن ممارسات بشعة يرتكبها الارهابيون والمتطرفون وغلاة الجريمة المنظمة ما هي سوى حصيلة نهج الحكم السابق المنهار ونتائج سياسته المشينة. ويشير المؤلف إلى الحجم الهائل من التقارير الأمنية للمخبرين التي عثر عليها في أدراج الأجهزة الأمنية الصدامية التي تتراوح بين الفبركة من أجل الارتفاع بموجة التنكيل بالمواطن العراقي وبين أوامر يصدرها الديكتاتور من أجل إثارة الرعب والخوف كي يقمع أية ردود فعل على فشله وتخبطه. واعتمد المؤلف في عرض هذه الظواهر على يوميات الأجهزة الأمنية والحزبية، خاصة في الفترة الحرجة التي عاشها النظام عقب غزو الكويت، فقد بلغت البيروقراطية البعثية أوج مظاهرها ومخاطرها في العراق، واعتمد الكاتب في توضيح ذلك على كم هائل من الوثائق الحزبية والأمنية.
ويخلص الكاتب بالاستناد إلى الوثائق التي اطلع عليها، أن نظام صدام حسين كان شبيهاً بكل الأنظمة الاستبداية المماثلة له، فهو ديكتاتوري واستبدادي وتعسفي. إلاّ أنه يختلف عن كل هذه الأنظمة في كونه لم يكن شمولياً، أي أنه لم يكن لديه أية سياسة شمولية في تغيير البلاد وتحويل اقتصاد البلاد إلى اقتصاد ممركز، أي الاقتصاد الأوامري كما اتبعه مستبدون آخرون في العديد من البلدان. فهو لم يتبع سياسة ستالين وإجراءاته الشديدة القسوة في حملة تصنيع البلاد. ويضاف إلى ذلك إلى نظام صدام حسين، خلافاً لكل الأنظمة الاستبدادية التي شهدها العالم، لم يكن لديه ظهير ثابت من بين الدول الكبرى، مما صبغ هذا النظام بصبغة بالغة القسوة في التعامل مع مواطنيه ومع الشأن الداخلي، إضافة إلى تمركز فريد للسلطة بيد الديكتاتور. إلاّ أنه فشل فشلاً ذريعاً في التعامل مع الشأن الخارجي بسبب قراءته المشوشة والخاطئة، وهكذا فشل في أخضاع إيران و فشل غزوه لها، كما فشلت خططه لألحاق الكويت بالعراق وما سببته من تداعيات خطيرة على حكمه وسطوته.
لقد بذل المؤلف جهداً كبيراً، ونظر بموضوعية إلى هذه الوثائق بهدف الخروج باستنتاجات موضوعية حول طبيعة النظام الذي حكم العراق مدة 35 سنة. وبالرغم من سرقة واتلاف الكثير من الوثائق بعد سقوط النظام في عام 2003، إلاّ أن الكاتب استطاع أن يرسم صورة تتحلى بقدر غير فليل من الدقة لهذا النظام الذي فرض نفسه على العراقيين وخلط الأوراق بشكل لم يسبق لأي حاكم في العراق أو في الدول العربية أن قام بذلك.
6/4/2016

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

القرآن ألفاظ وليس سحر

biblequranqoutsالعلاج بالقرآن لا يعود للتأثير السحري أو الماورائي للفظ هذا الأخير بقدر ما يعود إلى التأثير السيكلوجي له على المريض المؤمن بقدراته السحرية .وهذا ذات ما قد يحدث للمسيحي المريض عند قراءة القسيس لتعاويذ على رأسه . بمعنى أن المسالة لا علاقة لها كما أشرت بالمضمون السحري للفظ أو القدرة الماورائية له على العلاج بقدر ما هي نتاج الإعتقاد المُتوهّم بالمضمون السحري للفظ

يحلو للكثيرين من المؤمنيين بالقدرات السحرية العلاجية للقران الإستدلال بالأثر العلاجي المثبت علميا للموسيقى ، حيث يخلصون إلى أن للكلمات أو الإشارات السمعية قدرات ما ورائية أو سحرية على خلق العلاج وبالتالي و حسب إستنتاجهم يخلصون إلى أن من الممكن تبرير القدرة السحرية للفظ القران على العلاج طالما أن للموسيقى علميا ذات القدرة ،و بالطبع بنظري هؤلاء غير موفقين في الإستدلال من جانبين :

أولا : هم بذلك يجردون القران من قدسيته وتفرده عندما يزعمون أنه يعمل بذات ميكانيزم الموسيقى العلاجي ، ذلك الميكانيزم الذي لا يعبر عن قدرات سحرية أو ما ورائية على العلاج إطلاقا ، وإنما الموسيقى تقوم بشكل مادي أو عصبي بالعلاج ، وهذا ما يقودنا إلى

ثانيا : الموسيقى في علاجها لبعض المرضى لا تمارس سحرا أو أمرا خارقا للطبيعة ، هي بإختصار شديد تقوم على تحفيز ردود أفعال المريض على كافة المستويات. وتقوم على الإتصال بالشخص في سياق تجربة التلقي العصبي للموسيقى و تحفيزالجهازالعصبي المركزي للمساعدة في التحسين السلوكي والمعرفي طويل المدى في الأشخاص الذين يعانون من إختلالات عصبية – بيولوجية ، حيث نلحظ فعالية للموسيقى وأثر واضح في تنشيط إفراز مجموعة من المواد الطبيعية ،التي تتشابه في تركيببها مع المورفين، وهي ماتسمى ب الاندورفينات ومعلوم أن الألم والمتعة والانفعال،وكثيراً من الأمراض لها اتصال بعمل الأندورفينات، والتي إتضح أن الموسيقى تساعد مساعدة جبارةعلى زيادة إفرازها، وبالتالي على علاج الجسم وشفاءه من الأمراض .

فالإعتقاد بقدرة القرآن ـ ألفاظ القرآن ـ على العلاج هو أعتقاد أسطوري قائم على خلل في تصور اللغة ذاتها ، وهذا ما نلمحه في غير الإعتقاد بقدرة لفظ القرآن على الإتيان بأمور خارقة متعددة ، حيث في حياتنا الإجتماعية نجد الناس يخشون من ذكر إسم السرطان فيقولون عنه ( الخبيث ) ، ونجد الموشكين على الإفتراق يختمون حديثهم بالشهادتين حيث يقول الأول : لا إله إلاّ الله ويُكمل الثاني محمد رسول الله ، ناهيك عن أساطير مثل التمائم والحجاب والإيمان بالسحر والعين والحسد ، وسنجد أنّ كلّ تلك الممارسات تستمد مرجعيتها من مفهوم القوة السحرية للغة الناتج عن قدرة اللفظ منطوقاً أومكتوباً لاعلى إستحضارالمعنى في الذهن فقط ،بل على إستحضار الشئ أومنعه على حد تعبير الدكتور نصر حامد أبو زيد .

والحقيقة فإنّ اللغة في علاقتها مع العالم الخارجي كما ذكر المعتزلة هي علاقة مواضعة وإصطلاح وإتفاق وليست علاقة ضرورة كما ذهب لذلك الأشاعرة حيث قالوا إنّ العلاقة بين اللفظ ومعناه علاقة ذاتية جوهرية حسب ما جاء في مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ، فلفظ (ضرب ) لا علاقة له بالحدث الذي بالخارج على نحو ضروري ، فالفعل تمّ حتى ولو لم يصطلح الناس على تسميته بلفظ ( الضرب ) ، أي إنّ اللفظ في المحصلة النهائية مجرد صوت سمعي أو رمز كتابي، وهو بلا معنى إذا لم يكن هنالك دلالة إتفاقية عليه .

العالم السويسري ديسوسيرفي كتابه ( محاضرات في علم اللغة ) ضاغ على نحو ممتاز علاقة اللغة بالواقع الخارجي مستبدلاً كلمة ( لفظ ) بكلمة ( دال ) وكلمة ( معنى ) بكلمة ( مدلول ) حيث إعتبرهما يمثلان جانبي العلامة اللغوية حيث ( اللفظ / الدال ) لا يُعبِّر عن الواقع الخارجي على سبيل المطابقة ، بل يُحيل إلى مفهوم ذهني ( مدلول ) ، فتصورنا للخارج محكوم بإكراهات وقصور حواسنا المُتلقِّية لهُ والتي لا يُشترط أن تنقل الواقع الخارجي إلى أذهاننا بذات النحو الموجود عليه بالحقيقة ، وحتى ( اللفظ / الدال ) ليس هو الصوت الملفوظ أو الرمز المكتوب ، بل هو الصورة السمعية أو بالأدق الأثر النفسي الذي تنقلهُ لنا حواسنا .

إذاً هذا التصور للعالم السوسيري ديسوسير وضع حداً نهائياً لمزاعم سحرية اللغة أو القدرة الخارقة للفظ ، قرآني أو غيره ، فعلاقة اللغة متواضعة جداً بالعالم الخارجي ناهيك عن أن تؤتَى لها القدرة السحرية على تغيير قوانينه ، فاللغة ليست تعبيراً مباشراً عن الواقع إطلاقاً .

ولأوضِّح المسألة على نحو آخر سأنقل هذا المثال الذي أوردته الدكتور نصر حامد أبو زيد في كتابه ( التفكير في زمن الكفير ) في سياق مناقشته لتاريخانية القرآن : جملة مات الخليفة الأوّل أبوبكرالصديق، هي جملة تشير إلى واقعة حدثت خارج اللغة، لكن النظر للجملة من خلال قوانيين اللغة يكشف عدم التماثل، الجملة تقول أنّ هنالك فعلاً ( مات ) ، وتقول أنّ الفاعل هو أبوبكر، وهذا ليس صحيحاً على مستوى الواقعة الخارجية،فالخليفة رحمه الله لم يفعل موته،هذه ملاحظة أولى،الملاحظة الثانية أنّ ( الفاعل ) نحوياً هي كلمة ( الخليفة ) وهي تمثل في الواقع الخارجي ( وصفاً ) للشخص وليس الشخص ( الفاعل ) .

التعامل مع لفظ القرآن بوصفه لا يُعطي مفاهيم معرفية بل ويأتي بقدرات سحرية لا يقتصر على المشائخ الذين يدّعون القدرة على العلاج به فحسب ، بل وينسحب على دعاة الإسلام السياسي الذين ينظرون إلى القرآن كترياق سحري صالح لكلِّ زمان ومكان لمعالجة مشاكل المجتمعات السياسية والإجتماعية والإقتصادية بإلفاظه السحرية وكلماته التي لها قدرة خارقة على صياغة الدساتير والنظريات المختلفة ، وفي نهاية الأمر هي رؤية ساذجة قد نجد مبرِّراً لبعض الشيوخ الذين يتبنونها بإعتبار أنّ حصاد تعليمهم شهادة من خلوة أو معهد ديني ، لكن من الصعب أن نجد مبرّراً لخريجي الجامعات الأوروبية أمثال الكوادر القيادية في الحركات الإسلامية التي تُصدِّع رؤوسنا بشعارات ( القرآن دستورنا ) و ( الحل السحري هو الإسلام ) … الخ التي تتبنى مثل تلك الرؤية الأسطورية للفظ القرآن .

هي إذاً دعوة على أحسن الفروض ، أي لو أحسنّا الظّن بالداعين إليها ، تعكس جهل وموروث من بقايا الأساطير القديمة التي كانت تتعامل مع الرموز والألفاظ بخشية وخوف وتعتقد بقدراتها السحرية ، وعلى أسوء الفروض محاولة للمحافظة على مصالح ومواقع إمتياز لا تؤتَى لأصحابها لو أُغلقت هذه الأبواب في وجوههم فهي بمثابة قطعٍ لأرزاقهم وإنتهاكاً لسلطاتهم وتعديٍ على رأس مالهم الرمزي .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

ستعاقبون بالدنيا على أنكم مجرمون ، و في الآخرة على أنكم خنازير

hassonteenهل عواء المفتن حسّون سيعفيه من العقاب عند وقوعه تحت نعال الثوار بقوله : انا سُنّي مو علوي؟؟؟

و هل نباح اسماء الاسد سيعفيها و هي تنسحل تحت صرامي سيدات دوما بأنها سنية مو علوية سيعفيها من جرائمها ؟؟؟

و هل نعيق علي مملوك و وليد المعلم و هم ينفسخون في ساحات دمشق بأنهم سنة مو علويين سيعفيهم من الجزاء العادل و الفوري؟؟؟

في كل الأحوال ، ستعاقبون بالدنيا على أنكم مجرمون ، و في الآخرة على أنكم خنازير..

و قهلا ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو اسم حرامي سوريا رامي مخلوف ابن خال المجرم الاسد ترد في وثائق بنما

فيديو اسم حرامي سوريا رامي مخلوف ابن خال المجرم الاسد ترد في وثائق بنما, حيث كشفت التسريبات أن شركة موساك فونسيكا كانت تدير 6 شركات تابعة له في جزر “فيرجين البريطانية”.

makhloufcusin

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

DNA 05/04/2016 الجنرال ميشال عون ترامب

DNA 05/04/2016 الجنرال ميشال عون ترامب
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

دليلك إلى حياة مقدسة! (الفصل الثالث)

wafasultan2015من المهم جدا أن يتسلح الكاتب بالمعرفة!
لكن معرفته لا تفيد مالم يكن قادرا على ايصالها لقارئه بطريقة سهلة الهضم وغير مملّة، وخصوصا أن المعرفة بحد ذاتها جافة وثقيلة….
كنت أتحاور مرّة مع شخص من بلد عربيّ ما، جرنا الحديث إلى الكتابة والكتاب، فقلت في سياق حديثي: لم أقرأ يوما لكاتب معروف من بلدك، فرد صديقي على الفور: لا، عندنا فلان الفلاني هو كاتب معروف جدا..
قلت: لم أسمع به من قبل!
فرد ببعض الحنق: مشكلتك أنت وليست مشكلته!

لا يا سيدي مشكلته هو وليست مشكلتي!
الكاتب الذي لا يستطيع أن يصل إلى عموم الناس، بمن فيهم مؤيدوه ومبغضوه، ليس كاتبا….
لقد قيل مرارا: العرب لا يقرأون…
وردي: هم لا يقرأون لأنه لا أحد يكتب….
والدليل لقد قرأوا نزار قباني ونوال السعدواي وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم (قليلون لكنهم موجودن)!
بالمناسبة، بحثت عن الكاتب الذي قصده صديقي، فوجدته يكتب بلغة “أجنبية” لا أجيدها فك طلاسمها….
ربما تجيدها “النخبة المثقفة”!!!
تلك العصابة التي أطلقت على نفسها في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي “النخبة المثقفة”،
وحشرت أفرادها في برج ليس عاجيا بل حديديا!
أوهمت الناس أنها، وحدها دون غيرها، تملك سرّ البيضة والفرخة، وأن المستقبل رهن يديها…
صدق الشعب ـ لبساطته وبأغلبيته شبه الأمية ـ كذبتهم، وصار يشير اليهم بالبنان، متذكرا اسماؤهم فقط، وغير قادر على ممارسة فكرة واحدة من أفكارهم…
لكن المأساة تكمن في أنهم نجحوا، نجحوا في صناعة المستقبل “الثقافي” الذي احتكروه….
وها نحن اليوم نعيش هذا “المستقبل”، ألا وهو أمة لا تجيد أن تقرأ إلاّ “ما أنا بقارئ”!!!
….
في كل سطر من هذا الكتاب راعيت قارئا مولعا بالقراءة، ومعنيّا بأن يفهم ما يقرأ!
راعيت قارئا من حقه أن يستوعب، ومن واجبي أن أكتب بطريقة سهلة الاستيعاب!
الإبداع هو أن تمارس عملك على أتمّه وفي أجمل صوره بأبسط الطرق المتاحة….
المعرفة معقدة، لكن الإبداع هو القدرة على تفكيك المعقد وتحويله إلى إبسط أشكاله، تفكيكه بعفوية تسمو بروحك ولا تستنزف طاقتك!
الكتابة بالنسبة لي هي تبسيط المعقد، وفي سياق ذلك التبسيط تنتعش روحي وتفيض طاقة وحيوية…
عندما أقرأ لبعض الكتاب، وخصوصا ذاك الذي ربح عضويته في “نخبتنا المثقفة”، لا أرى سوى فأسه ولا أشم سوى رائحة عرقه…
فأشعر بالشفقة على جهوده غير المثمرة، وعلى طاقته المستنزفة وروحه المرهقة…
وتزداد شفقتي على قارئ أضاع ذرة من جهده في محاولة لفهم ما قرأ….
…………..
وصلتني من باب النكتة رسالة على بريدي الخاص، تقول: سألوا أردني: ليش دائما مكشر وعصبي؟
قال: قهوتنا مرة، وبحرنا ميت وخليجنا عقبة وطبختنا مقلوبة وأشهر أسمائنا زعل ومهاوش وعدوان، ومطربنا اسمه متعب، وأشهر أغانينا “ويلك يلي تعادينا يا ويلك ويل”، وبدكون اياني ابتسم؟!
لم أقرأ سابقا مادة مكتوبة تجسد حقيقة تلك الأمة الميؤوس منها وسرّ فشلها، كما جسّدتها تلك الرسالة!
………
لي من الأصدقاء الحقيقين والفيسبوكيين الكثيرون، ولكن أقوى علاقة استطعت أن أقيمها في حياتي كانت مع الكلمة!
من خلالها تعرفت على أشخاص كان من المستحيل أن ألتقي بهم على أرض الواقع،
وعلى شعوب وعادات لم أكن اؤمن بوجودها إلا في الخيال،
وعلى أفكار لم أشعر بحلاوة بعضها إلا في العسل، ولا بمرارة بعضها الآخر إلا في الحنظل!
…..
تلك العلاقة بلورت لاحقا علاقتي بزوجي وأولادي وأحفادي وأقربائي وأصدقائي و”أعدائي” على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم…
تلك العلاقة حددت طبيعة علاقتي بالأشياء اعتبارا من زجاجة العطر في خزانتي ومرورا بماركت كومبيوتري وانتهاء بدمية حفيدي…
تلك العلاقة ساعدتني على أن أتخيل الله كما أريده، وأصبح كما يريدني….
تلك العلاقة أضاءت المخفي والمكشوف، وسمحت لي أن أختار بوعي وبملىء ارداتي…
لذلك، أملك الحق أن أقول “ تلك العلاقة أنجبتني”!
حياتي كلها كلمات….
لم أعش حياة واحدة، بل عشت المئات…
عشت حياة كل كاتب صبّها على ورقه، عشتها بحذافيرها، بخيرها وشرها، بقبحها وجمالها، واستخرجت منها حكمة تفيدني في الحياة…
لذلك، استفدت من تجارب الكثيرين دون أن أدخلها إلاّ على صفحاتهم….
تلك هي قوة الكلمة….
تسمح لك أن تعيش حياة كاملة في غضون أيام، وتسمح لك أن تصبح شيخا حكيما وأنت في مستهل شبابك…
أحيانا أشعر أنني أعرف مارك توين ورالف والدو اميرسون ووالت ويتمان، و “النبي” محمد وابن تيمة ونزار قباني وعبدالله القصيمي ونوال السعداوي أكثر مما يعرف كل منهم نفسه!
لقد تعرفت عليهم من خلال أقوالهم، فالكلمة هي ماتنضحه الروح من طيب أو خبث، والإنسان يتعلم الحكمة من الطيب والخبيث على حد سواء!
بعض الأموات مازالوا يتركون بصماتهم في حياتي وبعض الأحياء ماتوا من زمان…
الكلمة هي التي حددت بقاء البعض ورحيل البعض الآخر!
….
قال لي جدي يوما، وبكل براءة: كتاب “الجفر” للإمام علي يحوي سرّ الحياة والكون كله!
لم أقرأ هذا الكتاب في حياتي، ولست أظنه موجودا…
لكن، ومنذ أن قالها وأن أرى في كل كتاب جفرا وفي كل جفر سرا من أسرار الحياة!
لم أعد اؤمن بالمعنى الذي تحمله عبارة ما وحسب، بل صرت أهتم أكثر بالكلمات التي تصيغ تلك العبارة…
فلو طلبتَ من نزار قباني أن يعبر عن عشقه لحبيبته، وطلبت ذلك من شخص آخر..
قد يعبّر الإثنان بنفس المعنى ولكن قوة الكلمة ومكانها هي التي ستميّز نزارا عن غيره!
للكلمة ـ أية كلمة ـ طاقة تفيض منها عندما تُكتب أو تقال….
قد تستخدم الكلمة السلبية لتعبر عن حاجة ايجابية، وقد تستخدم الكلمة الإيجابية لتعبر عن حالة سلبية، ولكن اللاوعي عندك يمتص سلبية الكلمة أو ايجابيتها غير عابئ بالمعنى الذي حملته العبارة!
أنا لست بخير…
أنا لست مريضا…
كلمة “خير” في العبارة الأولى كلمة ايجابية عبّرت عن حالة سلبية…
كلمة “مريض” في العبارة الثانية كلمة سلبية عبّرت عن حالة ايجابية…
اللاوعي عندك سمع كلمة “خير” فظن الأمور خيرا….
وسمع كلمة “مريض” فظن بالأمر سوءا….
ولذلك صاحبنا الأردني على حق، وهو أشطر من أشهر عالم نفس كنت قد تعرفت عليه عندما يتعلق الأمر بوصف حالتنا اللغوية المزرية وكشف أسبابها…
لقد امتلئ اللاوعي عنده بلغة سلبية جافة قاحلة لا تثمر ولا تسمح بالإبداع…
لذلك، ذهبت جهود الذين يطلقون على أنفسهم “القرآنيون” سدى، وهم يحاولون جاهدين أن يخففوا من حدة لغة القرآن البلدوزرية، ويكسبوها معنى ليس ألطف من المعنى الذي تحمله وحسب بل مناقض تماما له، مثلهم كمثل شخص يحاول إقناعك أنه يحمل سكينا، بغية أن يطبع بها قبلة على خدك!
……..
يقولون الحياة غير عادلة، ورغم مافي ذلك القول من حقيقة، أشعر أحيانا أنه وطالما يمتلك كل انسان على سطح الأرض نفس الحق في استخدام القاموس، لا بد أن الحياة قد ساوت بين الجميع!
لغتك هي أنت، هي التي صنعت ماضيك وتصنع حاضرك وستصنع مستقبلك..
كنت أستمع مرّة إلى الشيخ الشعرواي يتقيأ بعض فتاويه، فأرعبني إصراره على أنه لم يقرأ حرفا خلال الستين عاما من حياته خارج دفتي القرآن!
ليس هو وحده، بل هي الأمة بأكملها…
لقد احتقنت تلك الأمة بطاقة القرآن السلبية حتى انفجرت!
أكثر من خمس وعشرين مرة ورد في سورة البقرة الفعل “قتل” ومشتقاته، ناهيك عن لغة التهديد والوعيد والتكفير!
والأكثر إيلاما تلك السور القصيرة التي حشوا عقولنا بها في سن مبكّرة جدا..
“إن أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر”
وقس على ذلك…
هذه الآيات القصيرة علمونا اياها في المدارس الابتدائية في سنوات عمرنا المبكر، فبنينا لاحقا قاموسنا اللغوي على ذلك الأساس الواهن وغير المشذب!
لنفرض جدلا أن السورة السابقة وردت على الشكل الآتي: إن أعطيناك الكوثر فصلي لربك واجهر، إن غرسك هو الأثمر!
ألا تتصور بأن الطاقة التي ستحقنها تلك السورة في نفس قارئها ستكون أكثر إيجابية وفعالية؟؟
ألا تشعر بالفرق بين كلمة “انحر” وكلمة “اجهر”؟
ألا تشعر بالفرق بين كلمة “غرسك” وكلمة “شانئك”؟
ألا تشعر بالفرق بين كلمة “الأبتر” وكلمة “الأثمر”؟
ناهيك عن حجم ذلك الفرق عندما يكون الناطق لتلك الكلمات طفلا في مراحل حياته الأولى، تلك المراحل التي يكتسب فيها قاموسه اللغوي….
الكلمة، كما هو أي شيء في الكون، مشحونة بطاقة خاصة بها، قد تكون سلبية أو إيجابية…
لذلك، عندما تستخدمها تبث فيك طاقتها، ولاحقا تصبح كما هي كلماتك سلبيا أو ايجابيا!

للمطر عندي طقوس مقدسة، فهو أكثر الظواهر الطبيعة إنعاشا لروحي….
تحوم خلاله روح جدتي في سمائي، وتمدني بنفس الطاقة التي يمد بها المطر أرضه العطشى..
كنت صغيرة، ربّما في عامي الثامن، عندما رحت أراقب زخات المطر وهي ترقص على زجاج نافذتنا، ثم قلت أحدث نفسي: أكره المطر….
يبدو أنه كان يمنعني من أن أركض في أزقة الحارة وأمارس شغفي…
لم أكد ألفظ تلك العبارة، حتى شهقت جدتي، وردت بحزم: ما بتحبي المطر؟؟؟ مين مابحب المطر؟؟ لاه يا عين ستك، المطر نعمة للبشر!
(مابتحبي المطر؟؟؟؟ هو نعمة للبشر!)
كلمات لم تغير موقفي من المطر وحسب، بل غيرت موقفي من الحياة عموما…
لم أعد أكره…
لم تتساءل جدتي لماذا أكره المطر، بل تساءلت لماذا لا أحب المطر…
بين أن (تكره) وأن (لا تحب) تشابه في المعنى وفرق كبير، كبير جدا في الأثر الذي تتركه كل من الكلمتين!
قد لا أحب…
لكنني حتما، لا أكره!
عندما تحفر الكلمة لها موقعا على جدران ذاكرتك، يصبح ذلك الموقع مع الزمن مصدرا لطاقتها….
لذلك، ورغم أنني أعيش في منطقة أمطارها ـ نسبياـ قليلة إلا أنني أحوّل كل زخة مطر إلى عرس ترقص فيه روحي طربا حتى تتوحد مع خالقها…..
نعم تتوحد مع الخالق!
بيني وبين الكلمة قصة عشق سرمدي، يجذبني سحرها إلى حقلها الطاقوي، فأستمد منه قوتي حتى أتوحد في قوتها!
أليست هي الخالق؟؟؟؟
………………
عندما تخوض تجربة ما ثم تعبر عن تلك التجربة بكلمة ما، تصبح تلك الكلمة مع الوقت هي التجربة!
عام 2012 قمت برحلة بحرية عبر البحر المتوسط زرت خلالها خمس دول.
استمرت الرحلة ثلاثة أسابيع قضيت معظمها في اسبانيا، واستمتعت بكل دقيقة منها..
على كل حال، في طريق عودتي من برشلونه إلى لوس انجلوس توقفت في مطار
Dusseldorf
الألماني وقضيت ليلة هناك…
بعد أن تجاوزت بوابة الطائرة وقبل الإقلاع اكتشفت بأنني أضعت حقيبة يدي!
كانت الرحلة من ألمانيا إلى لوس أنجلوس جحيما بالمطلق!
حاول زوجي أن يهدأ من روعي دون فائدة…
من ضمن محتويات الحقيبة عقد يحمل ليرة ذهبية كانت قد أهدتني إياها أمي وقد ورثتها عن أمها، وكان ذلك العقد أقل محتويات الحقيبة كقيمة مادية، ولكنه الأقرب إلى قلبي…
لم أحتمل التفكير بفقدانه، لأنني اعتبرتها إجحافا بحق ذكرى أمي إلى الأبد..
باختصار: بعد تسعة أشهر من التفاوض مع قسم “المفقودات” في المطار تسلمت الحقيبة بكامل موجوداتها!
لكن، لاحظت أنه كلما تطرقت إلى ذكر تلك الرحلة أقول: كل الألمان هتلريون عندما يتعلق الأمر بالقانون، كانت تجربة سيئة للغاية!
ثم انتبهت إلى الإجحاف الذي أمارسه ، ليس بحق الألمان وحسب، بل بحق تلك الرحلة التي أطلعتني على تفاصيل عن التاريخ الاوروبي كنت أجهلها..
يكفي زيارتي للفاتيكان والهدايا التي حملتها معي لأولادي وأصدقائي..
ثلاثة اسابيع بعيدا عن ضغوط العمل والحياة في لوس أنجلوس قضيتها بصحبة أختي وعائلتها، والتقيت في برشلونة بابن عمي الذي لم أره لأربعين عاما، ثلاثة اسابيع حافلة بالمسرات في دقائقها وثوانيها اختصرها بعبارة “كانت تجربة سيئة”!
أين العدل؟
كما نجحف أحيانا بحق الناس عندما نقيّمهم، كذلك نجحف بحق التجارب وخلاصاتها عندما نقيّمها….
عندما ارتقيت بمستوى وعي إلى الاعتراف بعواطفي السلبية التي فرضها حدث تافه في سلسلة تجارب عميقة وجميلة، قررت أن أستبدل كلمة “سيئة” بكلمة “رائعة”!
واليوم أتحين كل فرصة لأقص لأولادي وأصدقائي تفاصيل مذهلة عن تلك الرحلة الرائعة!
إذن، ليست التجربة التي نخوضها هي المهمة، بل القناعات التي نخرج بها…
والأهم من القناعات الكلمات التي تبلور تلك القناعات!
….
تذكر دوما ما قاله العالم الروحاني جلال الدين الرومي:
Raise your words, not your voice. It s rain that grows flowers, not thunder
ارفع كلماتك لا صوتك، فالمطر هو الذي ينبت الأزهار لا الرعد!
ما أكثر من يرعد، وما أسعد من يمطر!
********
للموضوع صلة!

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو إمساك الطيار الذي أسقطت طائرته بريف حلب الجنوبي 5\4\2016

لحظة إمساك بالطيار الخنزير الذي أسقطت طائرته بريف حلب الجنوبي

طائرة هيلوكوبتر تابعة للنظام ترمي البراميل على القرى الأمنة بسوريا

طائرة هيلوكوبتر تابعة للنظام ترمي البراميل على القرى الأمنة بسوريا

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

يا اما الطيّارين السنّة شاطرين وما بتوقع طياراتهون او انّو كل الطيارين اللي عم يرموا براميل علويين

طيار هيلوكبتر في جيش النظام يلقي براميل متفجرة

طيار هيلوكبتر في جيش النظام يلقي براميل متفجرة

بالصدفة البحتة و لاتقولوا عم نبتلي حدا او عم نعمّم..

بالصدفة و يا لمحاسن الصدف ، الطيار اللي وقعت طيارتو اليوم في حلب بالصدفة و بالحظ طلع كمان علوي ..(شاهد الفيديو هنا: فيديو إمساك الطيار الذي أسقطت طائرته بريف حلب الجنوبي 5\4\2016)

يا اخي ، يا اما الطيّارين السنّة شاطرين و ما بتوقع طياراتهون ، او انّو كل الطيارين اللي عم يرموا براميل كلهون علويين..

اختاروا اي وحدة و انا موافق..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حتى لا ننسى: شيوخ إرهاب من حمص!

nabilfayadمدونة نبيل فياض

أسموها “عاصمة الثورة”؛ وهي عاصمة البله منذ أيام سيدنا معاوية!

قبل سنوات طويلة، وفي زمن انتخابات مجلس الشعب، وكنت في حمص؛ استغربت أن يكون غالبية ممثلي الحماصنة في “مجلس الشعب” السوري من بدو حمص، في حين غُيّب مجتمعها المدني على نحو شبه كامل عن العملية البرلمانية السورية، وأتحّدث هنا عن القطاع السنّي الحمصي!

ملاحظة:

أرجو أن لا يدفعني أحد من الحماصنة إلى التقيؤ عبر حديث غبي عن لا طائفية المدينة، لأني فشلت حتى الآن في دفع أحد من أقاربي على إحضار بعض الأثاث الخاص بي من منطقة الزهراء!!

حتى لا ننسى من دمّر بيوتنا في الخالدية وجورة الشياح، سأتحدّث هنا عن بعض شيوخ الإرهاب والتحريض، الذين لا يشبهون إلا براقش التي جنت على نفسها وأهلها:

1 – الشيخ التكفيري أنس سويد: وهو شيخ جامع المريجة؛ يُقال إنه من أصول بدوية، من منطقة بابا عمرو، التي تضم خليطاً من تركمان وبدو وبعض الحماصنة! هذا ألإرهابي التكفيري موجود اليوم كما قيل لي في الأردن، إحدى حواضن الإرهاب الشهيرة!

2 – الشيخ التكفيري إدريس سويد: وهو ابن عم السابق، وكان رأس الأفعى الأكبر في ضاحية بابا عمرو، التي دمّرت وتدمّرت! وحين قُتل، نعاه ابن عمّه، أنس، من على إحدى المحطات التلفزيونية التكفيرية.

3 – الشيخ سهل جنيد: وهو شيخ واحد من أهم المساجد في حمص، ونقصد بذلك الجامع الكبير الشهير في منطقة باب السوق، قبل السوق المسقوف ببعض أمتار. كانت المظاهرات، وهو الشيخ المقرّب من الدولة والمعيّن من قبلها، تخرج من جامعه الكبير؛ ومعروف أنه أمّ المتظاهرين الطائفيين في اعتصام الساعة الشهير، في بداية أحداث تدمير حمص. ويقال إنه موجود حالياً في مناطق النصرة – مكانه الطبيعي – شمال سوريا.

4 – الشيخ صفوان دُحل: إمام جامع التقوى في الخالدية قرب حديقة آل العلو. كان من أبرز شيوخ التحريض الطائفي في حمص. انتقل إلى الوعر ليبث سمومه هناك. وقد قُتل وهو يخطب من على أحد منابر مساجد الوعر.

5 – الشيخ أبو علي عسكر: وهو أحد أئمة جامع التقوى في الخالدية. من أصول بدوية مثل الشيخ أنس سويد. كان واحداً من أبرز المحرضين على ألإرهاب الطائفي في مدينة حمص. وقد عُرف عنه بأنه أحد الذين احتلوا مشفى حمص الوطني [الكائن في منطقة القرابيص] مع المجاهد “السكسي” عبد الرزاق طلاس، صاحب فيلم البورنو الشهير مع ابنة الصديق القديم، مالك داغستاني [عضو في رابطة العمل الشيوعي لصاحبها فاتح جاموس]، الست ميديا. كذلك فالشيخ أبو علي عسكر كان مسئول السجن الذي أقيم في مدرسة زنوبيا الواقعة بين الخالدية ومساكن المعلمين. وقد مات في المشفى الوطني بالذات.

6 – الشيخ حامد عسكر: ابن عم الشيخ أبو علي عسكر. انتقل من الخالدية إلى الوعر؛ وكان إماماً لمسجد الرئيس [قال لي بعضهم إنه كان إماماً لجامع العز أو جامع فاطمة؟؟!!]؛ وقد انتقل إلى شمال سوريا.

أشهر ذراع عسكري لشيوخ التكفير [العالم يكفّر والجاهل يقتل] هو بلال الكن. بلال هذا، وكان والده دلال جارنا في جورة الشياح، قرب جامع الفتح، كان قد سجن في مطلع شبابه بالحسكة لأنه أطلق النار على جماعة من آل الطحان في جورة الشياح؛ كذلك يُقال إنه سرق مستودع للذخيرة للجيش ونقله إلى مزرعة والده. وكانت علاقته أقوى ما يمكن بالشيخ أنس. كذلك، كان له علاقة قوية للغاية مع عائلة علوية لا تقل طائفية عنه.

بعد أن أمضى هذا المناضل عشر سنوات في السجن، عمل بائع دخان مقابل الصيدلية العمالية في شارع حماة مقابل جامع خالد بن الوليد؛ وكانت بسطته مقابل الصيدلية من جهة الغرب.

عرف مشايخ الإرهاب الإسلامي الميول الإجرامية عند بلال الذي وضع نفسه في خدمتهم حتى صار مثل لاعب الكرة عبد الباسط الساروت [بدوي من البياضة] “أيقونة”! وعمل معه أخواه أحمد وإبراهيم الموجودان اليوم في السجن، بعكس أخيهم جواد الذي آثر الابتعاد عن هذا الجنون.

مات بلال في العقد الثالث من عمره بعد أن دمّر أجمل مناطق حمص، جورة الشياح، حيث ما تزال ذكرياتنا منقوشة على الجدران.

يقولون إن الدين يتمم مكارم الأخلاق؛ والإلحاد معاد للإنسانية!

ألف كلمة نيتشوي أو فويرباخي ولا كلمة إسلامي!!!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment