تم هدم الكعبة المشرفة 4 مرات

ورد لنا سؤال عبر موقعنا على النت من السيدة – هدى محمود من كندا تقول فيه لماذا سميت الكعبة بهذا الأسم وهل الكعبة بشكلها وحجمها الحالى هى التى كانت على عهد الرسول ص ام تم هدمها وماقصة طيرا ابابيل ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول :-
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله –، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم —————————— اما بعد
أولا سميت الكعبة بهذا الاسم نسبة لشكلها المربع المكعب كما قال الثعالبى وقد كانت توجد بالجزيرة العربية حوالى 20 كعبة حيث ان ثقافة القبائل وقتها هى انشاء كعبة يدفن فيها كبيرهم ويتخذونها مكان للعبادة والتجمع والتجارة مثل كعبة:- رئام (ريام) فيقول ابن إسحاق “وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يُقال له رئام، كانوا يعظمونه” ويتقربون لله عنده بالذبائح، وكان يُطاف به كذلك، وهو قولٌ أكده ابن هشام في سيرته، ووهب بن منبه في كتابه “التيجان”–. ثانيا كعبة ذو الخلصة (الكعبة اليمانية) وهو بيتٌ مربّع على سفوح جبال سراة الحجاز بين مكّة واليمن، كان في الجاهليّة قِبلة لقبائل خثعم وبجيلة ودوس وما جاورها من سكّان منطقة “تبالة” اليمنيّة (سيرة ابن هشام، ج 1، ص 30)، وقد كان مخصّصا لعبادة الإله “ذي الخَلَصة” ممثّلا في صخرة بيضاء منقوش عليها تاج وفقًا لما أورده هشام بن السائب في كتاب الأصنام، وتواصل وجوده إلى حدود السّنة العاشرة للهجرة حين وجّه النّبيّ القائد جرير بن عبد الله البُجَليّ في مائة وخمسين فارسا من قبيلة “أحمس” إلى هدمه، ولكن يبدو أن تعليمات الرسول اقتصرت على هدم ما احتواه المكان من أصنام وحسب، لأن كتب التاريخ تُعاود ذكر سيرته بعدها من خلال كونه تحول إلى مسجد فها هو كتاب الأصنام (المكتوب في القرن الثاني من الهجرة) يؤكد على أن “ذا الخلصة اليوم عتبة مسجد تبالة” كما أن ياقوت الحموي ينقل عن أب العباس المبرد (في القرن الثالث الهجري) مؤكدًا أنه صار “مسجدًا جامعًا”–. ثالثا كعبة أياد (شداد) وهى خاصة بقبائل أياد، وهم مجموعة قبائل كانت تعيش في تهامة، إلى أن حاربتهم قبائل مضر وربيعة فأجلتهم عن جزيرة العرب إلى العراق، وهناك ما بين البصرة والكوفة بنوا كعبتهم، والتي كانوا يطوفون بها ويعتبرونها بيت الله، وسُميت أيضًا بيت كعبة شداد، إلى أن اعتنقوا النصرانية فالإسلام–. رابعا كعبة ذو الكعبات قال ابن اسحاق “وكان ذو الكعبات لبكر وتغلب” وهو البيت الذي قال عنه أعشى بني قيس بن ثعلبة (بين الخورنق والسدير وبارق .. والبيت ذي الكعبات من سنداد)، وقال عنه ابن هشام “وهذا البيت للأسود بن يعفر النهشلي. وجده نهشل بن دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم.— خامسا كعبة رضى (رضاء) يقول ابن إسحاق “وكانت رضاء بيتا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، ووفقًا لابن هشام “قال عنها المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد حين هدمها في الإسلام (ولقد شددت على رضاء شدة .. فتركتها قفرا بقاع أسحما) — سادسا كعبة سقام وهو بيت كان للعزى فى أحد شعاب وادى حراض، الذى يُقال له سقام، وكانوا يضاهون به الكعبة في الحجم والعظمة والإجلال. سابعا كعبة بيت الربة (اللات- ثقيف) اللات هي إحدى الأصنام التي عبدها العرب قبل الإسلام، وقيل إن الاسم هو مؤنث كلمة “الله”، وكان له بيت مشيد في الطائف ترتحل إليه العرب، ويضاهي به أهل الطائف الكعبة، ويسمونه “بيت الربة”، وكان له كسوة وحَجَبَة، وكانت السدانة لآل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك ولبني عتّاب بن مالك، وكلاهما أسرتان ثريتان من ثقيف، وكان له أيضًا واديًا يُدعى “حَرَم الربة”، لا يُقطع شجره ولا يصاد حيوانه ومن دخله فهو آمن. وتقول الروايات إن ثقيف امتنعت عن نُصرة كعبة مكة إبان حملة أبرهة عليها، وإنما أرسلت إليه من يدله على مكانها، وبعد فتح مكة أرسل الرسول المغيرة بن شعبة وأبي سفيان إليه لهدمه، وبعد ذلك بزمن أقيم في موضعه مسجد الطائف.— ثامنا كعبة نجران هي أقدم كنيسة شيدت في شبه الجزيرة العربية جنوب السعودية وحج إليها العرب طيلة 40 عاما قبل الإسلام، وقيل إنها كانت مصنوع من الجلد كان موقعها على قمة جبل “تصلال” الذي يبعد عن نجران إلى الشمال
الشرقي بحوالي 35 كم، وشُيدت بواسطة بني عبد المدان بن الديان الحارثي، على طراز كعبة مكة، وقاموا بتعظيمها وقلدهم بعض العرب في ذلك الزمان — تاسعا كعبة غطفان بناها سليم بن أسد، سيد غطفان، حول بئر ووضع بها حجر أبيض ادعى أنه سقط من السماء، وعبدها قومه وكانوا يطوفون حوله عدة مرات، ومع ظهور الإسلام ودخول غطفان فيه، هدمها خالد بن الوليد.—- عاشرا كعبة ذو الشرى ومعبد “ذو الشرى” بمدينة “بطرا”، والفضل في المعلومات التي وردتنا عنه تعود إلى الكتابات النبطية، وإلى ما كتبه بعض الكتبة اليونان والسريان عنه. وقد خصص هذا البيت بعبادة الإله “ذي الشرى”، الذي هو “رب البيت” وهو اللقب الذي أطلقه النبط على إلههم، وقد نصب في هذا المعبد الصنم “ذو الشرى” على قاعدة مكسوة بالذهب، في بيت موشى بالذهب وبالصور التي تمثل مشاهد تقديم القرابين إليه. وهو في موضع مرتفع على صخرة عالية، يحج إليه الناس من مواضع بعيدة؛ للتقرب إلى ذلك الإله، فيفد إليه الناس من أماكن بعيدة للتقرب إلى “رب البيت”، فينحرون ويقضون الأيام المعينة، ثم يعودون إلى ديارهم. والظاهر أن هذه الكعبة لم تكن خاصة بأهل “العربية النبطية”، إنما كانت محجة لغيرهم من جيرانهم العرب.—- الحادى عشر كعبة بيت الأقيصر كانت في مشارف الشام مقصد القبائل من قضاعة ولخم وجذام وعاملة، يحجون إليه ويمارسون نفس طقوس حج اهل مكة لكعبتهم ويحلقون رؤوسهم عنده بعد انتهاء حجهم —- وعندما جاءالإسلام طهر الجزيرة العربية من كل الكعبات وابقى على كعبة مكة المشرفة .
وبالنسبة للجزء الثانى من السؤال وهو ان كانت الكعبة المشرفة بشكلها وحجمها الحالى هى التى كانت على عهد الرسول ص نقول ان الكعبة تم هدمها اربع مرات فالواضح من كتب التراث الإسلامي، أن الكعبة قد هُدمت أربع مرات، منهم ثلاث مرات بعد البعثة النبوية، وقد ورد في البخاري حديث منسوب للنبي ص ، يتحدث فيه عن هدم الكعبة المشرفة في آخر الزمان، حتى أصبح هذا الفعل شرطا من شروط قيام الساعة.
وقد هدمت الكعبة في المرة الأولى على يد قريش، في السنة الخامسة قبل البعثة، بهدف إعادة بنائها بعد تهدمها وتأثرها بالسيول، واختلفت قريش في من يضع الحجر الأسود، في الحادثة الشهيرة، فوضعه النبي ص
والمرة الثانية كانت في عهد عبد الملك بن مروان، فقد هدم الكعبة بعد حصار مكة، حيث تحصن بها عبدالله بن الزبير، بعد حرب ضد خلافة يزيد، واستقل بن الزبير بمكة فترة من الزمن عن دولة بني أمية فأعاد بناءها مرة أخرى لتبدو كما كانت في عهد إبراهيم، فلما مات يزيد بن معاوية، أعلن عبدالله نفسه خليفة على المسلمين، وتولاها تسع سنين، فبعث له عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس 6 آلاف جندي، فحاصروه في الحرم المكي قبل أن يضربه بالمنجانيق فتهدمت الكعبة . وبعد انتصاره على ابن الزبير، أمر عبدالملك أن يُهدم ما تبقى منها بعد أن هدمها الحجاج، ليعاد بناؤها على الشكل الذي كانت عليه قبل تعديلات ابن الزبير عليها.
أما المرة الثالثة، فقد كانت في موسم الحج لعام 317 هجريا، حين فاجأ أبو الطاهر القرمطي الحجاج، وهجم عليهم بجيشه، وقتل أكثر من 30 ألفا من الحجاج داخل الحرم المكي، وبعد أن انتهى القتال أمر أبو الطاهر أن تردم بئر زمزم بجثث القتلى، ونزع كسوة الكعبة، وخلع بابها، وأمر بقلع الحجر الأسود، وأخذه إلى مدينة الأحساء العراقية، وكانت تسمى هجر وقتها، وظل الحجر الأسود بحوذة القرامطة 12 سنة.
أما الكعبة القائمة الآن، هي نتاج الهدم الرابع، ففي عام 1630، هُدمت الكعبة إثر سيول عنيفة، خاصة وأن جدارها كان به صدع من قبل حاول السلطان العثماني أحمد الأول أن يحجمه بإقامة نطاقين من النحاس لتثبيت الجدار، لكن بعد السيول الغزيرة، تهدمت الكعبة، فأمر السلطان مراد الرابع بتجديدها، وجددت على يد مهندسين مصريين، وأخذ بناؤها 6 شهور، وهو البناء القائم حاليا.
والملفت للنظر والغريب فى الأمر وهى الحكمة التى لا نعرفها وهى دفاع طيرا ابابيل عن الكعبة فى قصة ابرهة الحبشى وقت أن كانت بها الأصنام تُعبد كما ورد فى سورة الفيل الآية 105 قوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ*أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ*وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ ص ق لكن بعد تحريرها وتطهيرها بالإسلام لم نرى دفاع طيرا الأبابيل عن الكعبة وهى حكمة لا يعلمها إلا الله
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى وعضو الإتحاد الدولى للمحامين

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.