وصية زعيم لبناني فاسد لإبنه … وهو على فراش ألموت

إبني الحبيب
هذا انا اليوم على فراش الموت وقد افارق الحياة خلال أشهر وربما أيام أو ساعات , إلا ان بالي مشغول بمستقبلك ومستقبل العائلة من بعدي ؟

وبعدها سأترك لك العشرات بل المئات من العقارات والسيارات والاملاك واموال تقدر بمئات ملايين الدولارات في الداخل والخارج ؟

فأنا امضيت أكثر من 25 عاما في السلطة أعمل ليلا ونهارا في نهب وسرقة اموال خزينة الدولة ودافعي الضرائب من اللبنانيين , ولا اخاف عليك من خسارة هذه الثروة , فأنت وأخوتك خريجي اغلى وارقى مدارس وجامعات العالم , وتتمتعون من العلم والخبرة الكافية للمحافظة عليها وإدارة شركات واموال العائلة…

ألا انني تركت لك يا بني شي اكبر واعظم من الشركات والاموال والعقارات , وانني نادم لانه لم يتسن لي الوقت الكافي ﻷعلمك كيفية أدارته والحفاظ عليهم ، ولم يتسنى لي ان أعلمك فنون وأصول النهب ولكن خذها يا بني مع الأيام القادمة ؟

فلقد تركت لك يا بني حزب سياسي كبير في وطن الفساد , ومعه أكثر من 200 الف رأس غنم سيبقونك في السلطة عند كل مناسبة انتخابية وحزبية , ومستعدون للإنتحار واشعال البلد من أجلك , فواجبك با بني الحفاظ على هذه الأغنام ؟

تذكر يا بني
العدو الحقيقي ليس الخصم السياسي الذي تراه يهاجمنا ونهاجمه في وسائل الاعلام والمنابر , فذاك الخصم هو حليفنا اﻷول ولدينا معه عشرات من المصالح الاقتصادية المتقاسمة والمشتركة الناجمة عن الفساد في هذه الدولة ، تذكر يا بني ان كافة أﻷزمات السياسية ليست سوى مسرحيات مُتفقٌ عليها مع خصمنا السياسي للحفاظ على اغنامنا واغنامهم , وأخفاء فسادنا وفسادهم في هذه الدولة

يا بني لا تترك اي مناسبة وطنية , محلية , قومية , عالمية أو دينية بدون ان تبرز عضلاتك السياسية في وسائل الاعلام عبر تجييش اﻷغنام , وأن اضطررت اطلق بعض الشعارات الطائفية التقليديّة ، واطلق مع الشعارات الطائفية بعض الشعارات التي تدعو الى اصلاح ومكافحة الفساد , ولكن إياك تنفيذها , فنحن بحاجة للشعارات الرنانة للحفاظ على النظام الحالي , والفساد لمصالحنا الشخصية , والمشاكل الحياتية كأزمات الكهرباء والمياه والنفايات وحقوق المرأة ﻹلهاء الناس عن المشاكل الاساسية المنبثقة عنها ؟

العدو الحقيقي يا بني هم هولاء الذين يريدون الاصلاح ومكافحة الفساد في هذا الوطن , وعليك التصدي لهم بشتى الوسائل ، ارسل الزعران من خرافنا لتهديدهم ، والإعتداء عليهم جسديا , خونهم في الوسائل الاعلامية التي تركتها لك من التليفزيون والراديو وصفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشر تقارير كاذبة عن عمالتهم لمخابرات خارجية لا تنوي إلا الشر في لبنان , لفق لهم التهم امام المحاكم الوطنية التي نتمتع بنفوذ واسع فيها ؟

وأخيراً أحذر من ان تندم في يوم لا ينفع فيه الندم , وتستفيق فيه الغنم في لبنان على حقوقها ومسلسلات الفساد التي نخرجها , وتمسك بالنظام الطائفي فهو سلاحك الاخير الأوحد الناجح والأخير ، أسلمك أمانة واوصيك أن تسلمها لأبنائك واحفادك ، عشت وعاشت العائلة مع المذهب والذهب والدولار ، وطز بالوطن والمواطن ، سلام ؟

كما وصلتني من صديق

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.