بقلم : زهير دعيم
وصل الى مسامعي من أحد الاصدقاء ، أنّه في احدى البلدات العربية قد يصل عدد المُرشَّحين لرئاسة السلطة المحليّة هناك الى أكثر من أصابع اليديْنِ الاثنتيْن ، والحبل على الجرّار.
فاستغربت بعض الشيء وتساءلت :
ماذا وراء الأكمة يا تُرى ؟! ولماذا كلّ هذا الكم من المُرشَّحين ؟
أتراها محبتنا للزعامة أم فعلًا أنّنا نحب أن نخدم ، فضمائرنا تضجُّ فينا وتنادينا للبذل والعطاء والتضحية ؟!!!
وللحقيقة أقول : أنّني أكاد أميل الى الفرض الأول ، وكيف لا يكون وأنا أرى المُرشَّحين – حتى ولو وصلوا الى درجة البريفسورة – أراهم مُنتَخَبين من عائلاتهم ،فتجتمع العائلة الفلانيّة وتنتخب مُرشَّحًا يقود موكبها الجميل الى الزّعامة !!!وقد تفلح وقد لا تفلح في الانتخاب العائليّ قتنقسم الى بطنيْن وكل بطن يُرشّح من يُمثّله.
وهناك رؤيا ” مُبيّتة ” أخرى لمسناها وما زلنا نلمسها وهي أن يُرشّح أحد نفسه للرئاسة لسبب ما في نفس يعقوب ، ليعود بعد فترة قصيرة ليتنازل لفلان من المُرشّحين مقابل خدمات !!! أو نيابة تثري الجيب والعُبّ!.
نعم اعداد المُرشّحين كبيرة في معظم بلداتنا العربيّة ، ولكن ما يحزّ في النَّفس هو تلك النظرة السيئة والتي يُنادي بها جهرًا أو
همسًا بعض الناس وبعد اكثر من سبعين سنة فيقولون بالعاميّة : ” بعد علينا ” يحكمنا لاجىء ! فيتسلّط علينا ويضع اقدامه في تربتها الجميلة!
وينسى هذا البعض او يتناسى بأنّنا كلّنا لاجئون في الوطن ، بل لاجئون وغرباء في الارض .
ألم يحن الوقت لأن نُغلّب عنصر الأفضل والاحسن والاجدى والاروع والأكثر فهمًا من الجنسيْن ؟!!! حتى ولو كان هذا المرشَّح ” بزنبوط رقبته” كما تقول العامّة.، فقد مللنا وألف مللنا.
ويتبادر الى ذهني ما يحدث في المدن اليهوديّة في البلاد ، فكيف يمكن أن يكون عدد المُرشّحين في تل أبيب مُرشَّحيْن او ثلاثة وفي عبلّين خمسة وأكثر ؟!! وعبلين لا يتعدّى عدد سكانها ال 13 الف مواطن.فيقول قائل انها الاحزاب ، فلنتبّع الاحزاب ونكوّن الاحزاب ، أين المُشكلة ؟!
وكيف يمكن أن يهبط أحد المواطنين اليهود ” بالمظلّة” في احدى المدن قبل سنة من الانتخابات ليفوز بالرئاسة كما حدث في أكثر من مرّة …. يفوز ولا يقولون عنه أنّه لاجىء رغم انّ هبوطه ما زال ساخنًا ؟
قال لي احدهم : أنت يا أستاذ تدقّ الماء وسيظلّ ماءً ! أنت تنفخُ في قِربةٍ مثقوبة!!!
فأهزّ رأسي رافضًا ، فأنا أثق أن التغيير قادمٌ وآتٍ ، وإن لم يكن في هذه المرحلة فقد يكون في المرحلة القادمة وما بعدها ، وعلينا ان نبدأ منذ اليوم ، فنحن شعب نحبّ القديم ونعشقه ونخاف التجديد والمُستَحدَث .
انّنا نخاف من الجديد والتغيير حتى ولو ” أكل” القديم أعصابنا وزوادتنا وراحة أعصابنا..
ولكنني كنت متفائلًا وسأبقى، فلا بُدّ لليل من أن ينجلي وللقيد من أن ينكسر ونروح نشبُّ فوق الطّوْق…