هل الانجيل كتابا منزلا

يتوهم الكثير من الذين لا يعرفون المسيحية جيدا و لا يتقنون قراءة الانجيل والذين يتبعون كلام القرآن حرفيا حول ما ذكره عن الانجيل انه كتاب منزل ، يتوهمون بمعنى كلمة انجيل و ما فيه من بشرى سارة لبني البشر .
الانجيل ايها الواهمون كلمة يونانية تعني البشارة او الخبر السار . و ما فيه هو سيرة حياة الرب يسوع المسيح ، اعماله واقواله و حياته و تعليمه ومبادءه السامية و كلامه الذي فيه حكمة لم يجروء اي انسان ان يقوله مهما كانت مكانته .
الانجيل ايها الواهمون ليس كتابا منزلا من السماء ، انما هوالخبر السار الذي يحدثنا عن رب السماء والارض، نزل هو من السماء بذاته متجسدا بأنسان ، وموصلا كلمة الله الذي لا يُرى الى الانسان كي يراه ويسمعه ويعرفه معرفة حقة ، جاء الينا نحن البشر ليعرفنا بمجد الله الآب .
لقد اخطا من اعتبر ان الانجيل كتابا انزل على عيسى بن مريم . فعيسى القرآن ليس هو يسوع الانجيل .
وقد اخطا الذي قال ” وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور ” . لأنه يريد ان يسقط اسلوب القرآن على الانجيل معتبرا ان القرآن كتابٌ انزل من السماء .
المسيح هو الذي نزل من السماء وهو الانجيل بذاته اي البشرى والنور الذي يهدي العالم . وليس هو كتاب يقرا، لكن تلاميذ السيد المسيح وثّقوا حياته و سيرته واعماله وبعض من اقواله ومعجزاته بكتاب فيما بعد ليكون هذا الكتاب هدى ونور للاخرين .


الله لم يرسل كتابا مع السيد المسيح لهداية الناس ، المسيح كان يتكلم بكلام من عنده ولم ينتظر ان يأتيه الوحي من السماء ليعلمه ما يقول . وكان يجيب على اسئلة الناس فورا ولا ينتظر ان يأتيه جبريل ليعلمه ما يقول .
لم يقل اي مسيحي او هرطوقوي ان الانجيل كتاب انزل من السماء مكتوبا ليقوله المسيح للناس .
المسيح كان يقول لليهود :” قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ لاَ تَزْن ، أما انا فاقول لكم : من نظر الى امراءة كي يشتهيها فقد زنى بها في قلبه ” .
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.
“. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: ” أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ
المسيح هو من يقول لأنه كلمة الله ، ولا يأتيه الكلام من جبريل لأنه هو رب الكون ورب جبريل .
المسيح قال :” انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمش بالظلمة “
وقال : ” لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ”.
وقال لتلاميذه والمؤمنين به : ” وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ”
من يجروء ان يقول كلاما مثل هذا . اي نبي كانسان عادي يبقى مع المؤمنين حتى انقضاء الدهر ؟ من يقل هذا فهو الله بذاته لأنه الأزلي الأبدي دائم الوجود .
القرآن يقول عن عيسى : ” ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة و الانجيل ورسولا الى بني اسرائيل “
المسيح لم يتعلم التوراة والحكمة والانجيل لأنه هو الحكمة وهو الانجيل وهو الخبر السار و البشرى العظيمة لكل الناس . هو المعلم و السيد .
عندما كان يسوع صبيا بعمر اثنا عشر سنة ، كان يحاور ويناقش كبار رجال الكهنوت اليهودي في الهيكل ، ويشرح لهم ما جاء في التوراة وكتب الانبياء ، وكان كلامه يبهر الجميع . وكان ينمو كانسان بالقامة والحكمة .
يكفي ان نعرف ان المسيح هو الطريق والحق والحياة ، لنعرف انه هو الله المتجسد والمتجلي بصفة انسان على الارض .
عندما كان يقيم الموتى لم يكن ينتظر ان تأتيه المعجزة والمعونة من السماء او يعمل المعجزات بأذن الله كما قال القرآن، صرخ ينادي صديقه العازر الميت والمدفون في القبر منذ اربعة ايام :” لعازر هلم خارجا ” وخرج لعازر الذي كان ميتا حيا ملفوفا بكفنه يمشي على قدميه .
بكلمة منه اخرج الميت من القبر حيا . لأنه هو كلمة الله الحيّة .
يكفي ان نعرف انه هو الطريق الى الله والحق والحياة من كلامه هذا عندما قال السيد المسيح :
“الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ”
” لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.”
وقد برهن على صحة كلامه بالعمل عندما احيا الميت و اخرجه من القبر بعد ان سمع صوته يناديه وبعث فيه الحياة مرة اخرى .
هذا هو مسيحُنا القدوس كلمة الله التي تفعل افعال الله من شفاء واحياء الموتى وغفران الخطايا و تعلم الغيب و تخلق الحياة .
فماذا فعل غيره من المدعين بالنبوة .
قال خاتم الانبياء : ” أعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، واحلت لي الغنائم ، أعطيتُ الشفاعة “
من معجزاته انه يرعب الناس من مسيرة شهر .
واعطيت له الشفاعة لكنه لم يتمكن ان يشفع لأمه .
واحلت له الغنائم والمسروقات من الغزوات لأن رزقه تحت ضل رمحه .
شتان بين كلمة الله يسوع المسيح الذي يحيي الموتى ويشفي المرضى ، وبين من جاء بالرعب مسيرة شهر ويرتزق من الغنائم والمسروقات ويغتصب السبايا من النساء ويقتل الاحياء ان لم يشهدوا ان محمدا رسول الله .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.