أديب الأديب خاص © مفكر حر دوت اورغ
سألت زوجة صديقي الروسية, التي تربطنا علاقة صداقة معهم منذ أيام دراستنا سوية في الاتحاد السوفييتي المنهار, عن آلاف المرتزقة الروس في سوريا, والمتعاقدون مع شركة “فاغنر”, والتي تمت إبادتهم بالألة العسكرية الأميركية, وتنكر لهم بلدهم ورفضوا حتى ذكرهم, حتى اضطروا مؤخرا بذكر بعض منهم على استيحاء, فقالت لي ما يلي:” كما تعلم روسيا دولة أمنية مخابراتية لا يستطع أي شخص ان يفتح فمه دون موافقة الأمن, فما بالك بأن يفتح شركة عسكرية متطورة تستطيع استخدام الاليات العسكرية الثقيلة والأجهزة الإلكترونية المعقدة والتي تحتاج الى خبراء من خريجي الأكاديميات العسكرية؟؟ قالت لي امي بأخر اتصال لنا, بأن ابن جيراننا ضابط بالجيش الروسي وبنفس الوقت تعاقد مع شركة ” فاغنر”, عندما دخل عليهم قائدهم وقال لهم اذا تعاقدتم مع هذه الشركة فلن يتغيير أي شئ بخدمتكم او بالخدمات التي تقدم لكم, بل سيزيد راتبكم 3 أضعاف, بشرط واحد هو اذا قتلتم اثناء الخدمة فلن تكون سجلاتكم من الجيش الروسي النظامي وانما من سجلات شركة فاغنر .. أي بالنهاية المعادلة كالتالي: نفس الخدمة ونفس الخدمات وثلاثة اضعاف الراتب, مقابل لا شئ وهو انكم ستحسبون على سجلات شركة خاصة وليس على الجيش النظامي الحكومي… طبعاً أي عسكري روسي سيقبل بهذا العرض, فبعد الموت لا يهمه ان كان سيجل بهذا السجل او ذاك…. أي بإختصار فأن شركة فاغنر هي فرع للمخابرات الروسية التابعة لبوتين من اجل خداع الرأي العام في الداخل والخارج بأن تجربة مأساة أفغانستان وعودة ألاف من جثث الجنود الروس معبأة بأكياس لن تتكرر.. ولكن الشعب الروسي ذكي ولن يستطع المعتوه بوتين ان يخدعه.” انتهى الاقتباس من صديقتي الروسية المعارضة.
تنقل صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية عن المحارب السابق في مليشيات مؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا ألكسندر أفيرن، وهو صديق أحد القتلى في الهجوم الأخير للقوات الأميركية في دير الزور قوله: “هذه قوات ضاربة ويمكن أن تقوم بأي عمل لإنجاز المهمة”. وتضيف إلى أنه من غير المعلوم إن كانت القيادة المركزية الروسية أعطت الأمر بالعملية.. إلا أن الوقائع تؤكد أنهم يعملون بالتنسيق الكامل مع القوات الروسية ويتلقون نفس امتيازات عناصر الجيش الروسي. ويتم نقلهم إلى سوريا بواسطة طائرات عسكرية روسية تهبط في القواعد الروسية هناك, ويتلقون العلاج في المستشفيات العسكرية الروسية أسوة بالجنود الروس. حيث ان شركة روسية مرتبطة ب “فاغنر” كانت ستحصل على 25% من النفط وحقول الغاز، في حال استطاع المرتزقة السيطرة على حقول النفط التي بحوزة الأكراد الذين تدعمهم أميركا.
حيث شارك بهذا الهجوم حوالي ثلاثة آلاف مرتزق روسي تمت ابادتهم عن بكرة ابيهم, عندما شن الطيران الأمريكي في 7 فبراير/شباط غارات مكثفة على رتل من القوات الموالية للحكومة السورية قرب بلدة خشام في محافظة دير الزور شرقي البلاد.
ونقل موقع مفكر حر عن إذاعة أوروبا الحرة قول “يلينا ماتفييفا، التي قتل زوجها ستانيسلاف في دير الزور, إن زوجها ونحو ثلاثين روسيا من رفاقه في منطقة “سفردلوفسك” شرق العاصمة موسكو كانوا يعملون كمرتزقة في سورية, وكنت اترقب عودة زوجي ستانيسلاف خلال أسابيع إلى روسيا, ولكني فجعت بخبر وفاته في سورية… لقد تم زجهم هناك من دون أي حماية او أي شئ.. تماما كما ترسل الخنازير للذبح في المسلخ …”. شاهد الفيديو: شاهد أرملة أحد القتلى الروس: لقد تم زج زوجي في سوريا مثلما ترسل الخنازير للذبح في المسلخ
وتقول وكالة رويترز ان فاغنر تأسست على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري اوتكين الذي يخضع لعقوبات أمريكية لدور الشركة في تجنيد الجنود الروس السابقين للقتال في شرق أوكرانيا. وشوهد اوتكين خلال مأدبة عشاء أقامها بوتين لقدماء الجنود الروس.
ونشر موقع محطة “ايه بي سي” التلفزيونية الامريكية أواخر العام الماضي تقريرا مفصلا تحت عنوان “جيش فلاديمير بوتين السري: آلاف من المقاولين الروس يقاتلون في سوريا” جاء فيه ان مجموعة “فاغنر” قد نشرت في سوريا 3 آلاف مقاتل منذ 2015 ، قبل ان تتمكن القوات الروسية من ترجيح كفة الميزان لصالح بشار الأسد. .. وان المقاولين الروس يتولون حماية المنشآت النفطية والغازية التي يتم استردادها من الجماعات المسلحة بموجب عقد بين الحكومة السورية وشركة ايفرو بوليس الروسية والتي يقال أن مالكها رجل أعمال مقرب من بوتين ويلقب “بطباخ بوتين” حيث ستحصل الشركة على نسبة الربع من عائدات الحقول التي يتم استردادها من “الدولة الإسلامية” ولمدة خمس سنوات… ويضيف “ايه بي سي” أن ايفرو بوليس ليست سوى واجهة لفاغنر. ومالك ايفرو بوليس هو يفغيني بريغوزين ويخضع ايضا لعقوبات أمريكية بسبب دوره في القتال في شرقي أوكرانيا أيضا. وتعمل ايفرو بوليس في مجال خدمات الاطعام ومن بين زبائنها الجيش الروسي, وقال زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني إن شركات بريغوزين باتت تسيطر على كل عقود وزارة الدفاع الروسية. لكنها اضافت مؤخرا مجالات التعدين وإنتاج الغاز والنفط إلى قائمة مجالات أنشطتها وافتتحت مكتبا لها في العاصمة السورية دمشق.