يشتهر دافنشي بأنه أكثر الفنانين موهبة على مر الأزمان , وهو مبدع ذو خيال واسع لكن ذهنه مشغول دائماً بعدة أمور في وقت واحد , ولهذا فأكثر أعماله غير مكتمله , ولم يبق من المكتمله منها غير 10 أعمال في كل العالم
ولد دافنشي في قريه قرب فلورنسا الإيطاليه عام 1452 ومنذ عمر مبكر جداً بدأ في الرسم , ولكن لإنشغاله الفكري الدائم فهو لم يتم عملاً منذ الصغر
بعمر 14 عام بدأ يتدرب على الرسم بشكل محترف حيث أرسله والده ليتدرب تحت اشراف الرسّام فيروشيو الذي أذهلته قابلية تلميذه . بدأ دافنشي الرسم وهو في مرحلة التدريب , ولكن ليس بالرسم وحده حصل على شهرته , فقد رسم تصاميم لأشياء كثيره , نواعير ماء , رافعات , أسلحه , أجهزه تطير وغيرها , وكان أيضاً موسيقياً موهوباً فحين التقى لأول مره بدوق ميلانو عزف له الموسيقى على قيثارة صنعها بنفسه من الفضه , حيث أعجب الدوق أيما إعجاب به وطلب منه أن يلتحق بخدمته .. عندها رحل دافنشي الى ميلانو
رسم دافنشي العديد من الأعمال عند قدومه الى ميلانو , ضمن ذلك لوحته ( العشاء الأخير ) التي رسم فيها السيد المسيح وأتباعه على حائط دير , وكان يرسم ببطء شديد , أحياناً يتأمل عمله لعدة ساعات دون أن يفعل شيئاً مما أزعج الرهبان في الدير . لسوء الحظ كان قد طلى حائط الدير بمادة عازلة للرطوبه , لكن هذه الماده لم تكن جيده ولهذا فحالما أنهى الرسم بدأت الألوان تتقشر عن الحائط , واللوحة حتى يومنا هذا مازالت على حالها وقد تساقطت عنها كثير من الألوان
أثناء وجود دافنشي في ميلانو قام بتصميم تمثال برونزي كبير لدوق ميلانو . صنع نموذجاً من الطين للتمثال ليصب عليه البرونز , لكنه لم يكمل عمله , فقد اندلعت الحرب في المقاطعه حيث قامت القوات الغازيه بإستعمال هذا التمثال كهدف لرمايتها مما أدى الى تدميره
خلال سنوات الحرب انتقل دافنشي من مدينة الى مدينه ليتجنب العيش وسط أجواء الحرب , وكان دائماً تحت الطلب لتصميم مباني محصنه ضد القتال , ومعدات عسكريه
حين عاد الى فلورنسا طُلِب منه رسم معركة عنيفه على أحد الحيطان , ومن تجربته السيئه مع لوحة العشاء الأخير , جرّب إستعمال نوع آخر من مانع الرطوبه لدهن الحائط قبل الرسم , هذه المره كانت النتيجة أسوأ فالألوان لم تجف وتتقشر , لكنها ساحت مباشرة وهي لم تزل رطبه واختلطت فيما بينها على الحائط , ولهذا أشعل فحماً قرب الحائط ليجفف الرسم بسرعه لكنه لم يفلح في غير إنقاذ جزء صغير من الرسم بهذا الإجراء
خلال هذا الوقت كان قد اكمل أشهر لوحاته ( الموناليزا ) التي استعمل فيها طريقة تقليديه للتخلص من الرطوبه فنجحت عنده اللوحه
تم استدعاء دافنشي الى روما للعمل من أجل البابا كبير الكنيسة الكاثوليكيه , وفي العام 1516 إستدعاه ملك فرنسا الذي منحه راتباً سخياً وقصراً للإقامه مقابل بعض الرسومات للملك
بعد 3 سنوات من إقامة دافنشي في فرنسا مات وهو بعمر 67 سنه وكان ذلك عام 1519 حيث كان ملك فرنسا الذي أصبح صديق دافنشي الحميم يقف في توديع جنازته وتقبل تعازي الناس فيه