لماذا أحترم الديانة المسيحية؟

يسألني أهلي والناس وأصدقائي على الإنترنت لماذا أنت تكتب الكثير من المقالات عن يسوع وعن المسيحية وفي الحقيقة أنا Worshippers hold candles as they take part in the Christian Orthodox Holy Fire ceremony at the Church of the Holy Sepulchre in Jerusalem's Old cityأهتم بهذه الديانة جدا لأنها تحترمني جدا وتهتم بي مثلي في ذلك مثل الملايين من البشر الذين تهتم بهم الديانة المسيحية, إنها تؤسس للسلام, فمعظم نشاطات الكنائس المسيحية تعمل أعمالا خيرية تؤسس للسلام وليس للحرب, فهذه الديانة تتابع الفقراء والمرضى بينما الديانة الإسلامية تتابع تجار السلاح ودهاة السياسة والاقتصاد, وأنا والديانة المسيحية نتبادل نفس المشاعر والأحاسيس فهي تبادلني الاحترام وأنا أحترمها جدا وهي تهتم بي كفقير الحال وأنا أهتم فيها كونها تهتم بي وبفقري أكثر مما تهتم بالسياسة, فأنا عندها أفضل من حزب سياسي أو وزير أو نائب في البرلمان أو عضوا في مجلس الشيوخ, وهي تهتم بالمرضى ولا تهتم بالملوك وتحاول الوصول إلى كافة الفقراء والمعوزين في الوقت الذي يهتم فيه غيرها بسفك الدماء من أجل الوصول إلى السلطة, وهنالك مقولة تقول: هنالك من يفضل أن يبيع قضيته بكرسي كيهوذى الأسخريوطي وهنالك من يفضل أن يصلب من أجل قضيته كالسيد المسيح, والمسيح صُلب من أجل المعذبين في الأرض والفقراء وثقيلي الأحمال ولم يُصلب من أجل الوصول إلى كرسي أو من أجل أن يكون ملكا أو رئيسا لإحدى الجمهوريات.

وأجمل ما في الديانة المسيحية أنها تقدس الرابطة الأسرية وتحمي الأزواج , فكافة الأزواج المخلصين لبعضهم تعلموا هذا الوفاء وهذا الإخلاص من المسيحية نفسها وهي صلب العقيدة المسيحية التي لا يوجد فيها لا زواج ثاني ولا ثالث ولا رابع ولا إماء ولا مِلك يمين, وتهتم باقي الأديان السماوية بالسياسة وتقدسها وتدافع عن حقها في ممارسة السلطة(الثيوقراطية) الدينية , ونجد المسيحية على النقيض من كل ذلك حيث لا ينشغل رجل الدين المسيحي في السياسة فهو يعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله, وبدل أن تهتم الكنيسة بالوصول إلى السلطة نجدها تهتم عوضا عن ذلك بالمشاكل الاجتماعية الأخرى ذات البعد الإنساني الكبير مثل : اهتمامها بالفقراء ومد يد العون لهم ومساعدتهم على تخطي الظروف الاقتصادية الصعبة وحماية الفقراء من قسوة الحياة وجشع التجار وطمعهم واحتكارهم للسلع الغذائية وبمقابل ذلك تقوم الكنائس عموما بالوصول إلى كافة الفقراء في العالم مهما كانت ديانتهم ومهما كانت عقيدتهم, وهذا أفضل عند الكنيسة مليون مرة من صرف الأموال على الأحزاب السياسية التي ترغب في الوصول إلى السلطة وممارستها , لذلك عزف المسيحيون عن ممارسة التجارة واهتموا بالتجارة مع الرب وتركوا خلفهم المشاريع ذات الربح الوفير واهتموا بقضاء أغلبية أوقاتهم مع المعوزين ومع العجزة ذوي الاحتياجات الخاصة.

لذلك يصح جدا أن يطلق الناس على المسيحية التي أول ما ظهرت ظهرت كجماعة أطلقوا عليهم لقب (الغرباء) فلقب الغرباء أطلقه الرومان على المسيحيين المخلصين لمؤسسة الزواج والمخلصين للفقراء والذين يهملون الاهتمام بالسياسة وبالحرب ويشجعون أنفسهم على هجر أوطانهم ليصلوا إلى وطنهم الحقيقي في السماء, وبدل أن يهتموا بالسياسة اهتموا بمساعدة الفقراء, وإذا كانت معظم العائلات تتعرض للتحلل والإبادة فإن العائلة في الديانة المسيحية بمقابل كل ذلك تزداد تماسكا ونشاطا ملحوظا, لقد أهملت الكنيسة اهتمامها بالفلسفة والاشتغال فيها وفضلوا عليها الاهتمام بالمرضى ومحاولة شفائهم بدل أن يضيعوا وقتهم الثمين في المجادلات, فعلا هذا الدين دين غريب على الناس, المتدينون يهتمون بالعلاقات الأسرية وبالمرضى بدل اهتمامهم بتأسيس حزب سياسي أو منتدى ثقافي تكون أهدافه الوصول إلى السلطة.

وأنا في كافة الجلسات العائلية أناقش العائلة في نشاطات الكنيسة أو الكنائس, والكل يعتقد أن نشاط الكنائس واهتمامها بالعجزة وببناء المستشفيات لشفاء ومعالجة المرضى, نعم, يرونه أنه نشاط تبشيري, في حين أنا أراه أو لا أراه نشاطا تبشيريا بقدر ما أراه أنه بطبيعة الحال عقيدة الدين المسيحي فالمسيحية حين تساعد الفقراء وتهتم بهم لا يكون دافعها تبشيري بل ذلك يأت من صلب عقيدتها التي نشأت أول ما نشأت على الاهتمام بالمرضى وبالعجزة وبالفقراء لأن المسيح لم يأت إلى الأصحاء بل جاء أول ما جاء إلى المرضى واهتم باسم الروح القدس بمساعدة المرضى وتحقيق المعجزات من أجل شفائهم, فاهتمام الكنيسة بالمعذبين في الأرض من مرضى وفقراء ليس دعاية دينية بل هو أساس العقيدة المسيحية.

إننا نجد اليوم الديانة الإسلامية تنفق على الأحزاب السياسية الدينية الملايين من الدولارات–$– بل المليارات من الدولارات وتتسبب بأزمات سياسية خانقة ومشاكل اقتصادية وحروب ينتج عنها الهجرات للسكان الأصليين كما يحدث ذلك اليوم في سوريا والعراق والحبل على الجرار, بينما نجد الكنيسة تتصدى لتلك الأزمات وتعالج جرحى الحروب وتوصل للاجئين السياسيين المؤمن الغذائية وابني لهم المستشفيات وهذا ليس نشاطا تبشيريا بل هو صلب العقيدة المسيحية, فالإسلام يتسبب للناس بالكوارث والمسيحية تتبنى علاج تلك الكوارث وما ينتج عنها من أزمات, وفعلا هذا دين غريب تنفق فيه الكنيسة الملايين من الدولارات على شفاء المرضى والجرحى ومساعدة اللاجئين وتلك المشاكل على الأغلب تتسبب فيها الجماعات الإسلامية التي تهدف إلى الوصول إلى السلطة وممارسة السلطة على رابية من الجماجم البشرية, بينما المسيحية لا تهتم بالسلطة وإنما تهتم بالمرضى والعجزة والفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة,إنها ديانة تؤسس للسلام العالمي بينما الإسلام يحضر نفسه لحرب عالمية جديدة
لهذا السبب أنا أحترم هذا الدين المسيحي جدا جدا جدا.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.