آخر فرصة للعراقيين ….ومن بعدها الطوفان

كم تمنى من كان لايصدق ان ينزاح الحمل الثقيل للبعث النتن عن صدور العراقيين ، اقول كم تمنى هؤلاء وهم كثر ان يصبح لدينا يوما ما دولة مؤسسات تضع نصب اعينها اولا المواطن وكرامته وسعادته ، دولة يكون فيها المسؤول انسانا متواضعا كفوءا نزيها يعطي قيمة لمنصبه ، وليس مسؤولا يستمد قيمته الشخصية من ذلك المنصب فيتحول بفضل صلاحياته التي هي لخدمة الناس الى عنتر على الناس ، وخلال العشر سنوات الماضية شاهدنا كيف ان كل تلك التمنيات قد ذهبت ادراج الريح بعد مجيء المالكي السافل الى السلطة ، راقبنا كيف يتناسل الفساد ويهبط من اعلى راس نتن في السلطة الى كل الذيول ويعم جميع مفاصل الدولة ،شاهدنا وزراء همهم الاول اللغف والتصريحات الفارغة من الفائدة لكنها في نفس الوقت محشوة بالتقوى الزائفة والادعاء بالاتكال على الله وبكثرة الصلوات على محمد وآل محمد وغيرها من لزوم خداع السذج الذين يعتقدون ان اللحية والسبحة تعني الشرف والصدق ، وشاهدنا الالعن من الوزراء وهم ذلك اللملوم المتنافر ممن اسموهم نواب الشعب وهم في الغالب لم يكونوا سوى رؤساء عصابات وصبية قهاوي ودلالات ، ان لم يكن باصلهم فبافعالهم ، واحدهم يكره الاخر حتى الموت ولاتراهم يتفقون الا عندما يناقشون رواتبهم ومخصصاتهم ، وانتظرنا الى ان اجريت الانتخابات في المرة الماضية وسقطت قائمة ابو ازراء الطائفية الحقيرة لنفاجيء بانه باق على رأس السلطة بعد لعبة قذرة تحايل فيها على الدستور وشاركه في تلك اللعبة امثاله من الطائفيين السفلة وبدعم من الغريمين اللدودين امريكا وايران اللتين اتفقتا على وجوب ان يبقى العراق ضعيفا يحكمه القشامر ويتحول الى ملعب تسرح فيه مليشيات احزاب التخلف بنوعيها الرافضي والناصبي (كما يسمي كل طرف اقصائي الطرف الاخر) ، وبقى المواطن يتفرج بينما تنجس كلاب داعش وفروخ السافل القرضاوي ومأبوني المرشد الاعلى وعمائم الشر واللحى المغسولة بالبول ارض العراق ،وبقيت الاغلبية المغلوبة على امرها من جميع الطوائف تتفرج بحسرة والم وتتساءل بالدعاء: متى يكون الفرج؟
وحل موعد الانتخابات مرة اخرى ، لذا علينا ان نتساءل عندما نسمع جلاوزة الحكومة يدعون لاعادة انتخابها ، اليس علينا ان نسألهم :
هذا المالكي النذل ماذا قدم للعراق ؟ ماذا فعل غير انه بنى مايسمى جيشا راينا افلامه وهو يمارس اللطم بدلا من التدريب العسكري ، وعين مسؤولين يصرحون اغبى التصريحات ولا يسائلهم احد ويرتكبون اقذر الافعال ولا من محاسبة,وكان اخرها طائرة هادي العامري الذي لا اعرف ما علاقته بوزارة النقل سوى ان فمه عندما يفتحه يبدو كانه زريبة بغال ؟ كم من وزير سرق ثم لجأ الى دول الجنسية الثانية ليتنعم بما سرقه من افواهنا ، وبعد كل ذلك ياتي من يمتلك من الصفاقة والوقاحة لان يدعو العراقيين الى انتخاب المالكي للمرة الثالثة؟
حسنا ، لقد جاءت الفرصة للتغيير فهل سننتهزها ؟ لست متفائلا على الاطلاق وقد اصابني اليأس من اي تغيير لايكون بيد الاجنبي ، وكأن شعبنا يختار في كل مرة ان يحكمه اولاد العاهرات كي يستطيع ان يمارس هوايته الاولى في التشكي والتظلم لكن علينا ان نقول هذه المرة كفى
يا ناس …. ياعالم
لم يعد في قلوبنا اي فسحة للصبر ولاللتشكي ، مايحدث لنا هو بفعل ايادينا ، عندما ننتخب قائمة اساسها طائفي نحكم على انفسنا بان نبقى وقودا لصراع بين المجانين من كل الطوائف ، وان نبقى نتفرج على اموال العراق وهي تزهق و تشفط الى جيوب الحكام الانذال مع حجج جاهزة عن مؤامرات فلول البعث والصداميين والتكفيريين
علينا ان نقول للسفلة ان لم تكونوا قادرين على الانتصار على فلول البعث والصداميين فانزاحوا واتركوا الفرصة لغيركم ، فقد ملئتم قلوبنا قيحا بكذبكم
واذا لم نكن نعرف اخلاق معظم المرشحين الجدد فعلى الاقل علينا ان لاننتخب من اثبتوا لنا بكل جلاء انهم فاسدون ، لاتنتخبوا اي انسان يعطي صبغة دينية لترشيحه مثل ذلك النطيحة الذي اقسم ان الرسول هو الذي طلب منه ترشيح نفسه ، او تلك المرشحة التي وضعت صورة اخيها بدلا من صورتها قي ملصقها الانتخابي لانها حاجة وتستحي ان تنشر صورتها على الملأ لكن لا تستحي من ممارسة الدجل على الناس
سالني بعص الاصدقاء من ستنتخب ؟
اجبت اني سانتخب وللمرة الثانية وبكل اصرار قائمة مثال الالوسي اي التحالف المدني الديمقراطي
واذا اردتم معرفة السبب فتفضلوا بالاستماع الى هذا الحوار معه

About يونس حنون

كاتب عراقي ليبرالي مواليد عام 1958 وطبيب اختصاصي في الامراض الباطنية كان ممنوعا من السفر وتحت المراقبة في عهد حزب البعث بسبب الشك بولائه للنظام بدأ الكتابة بعد سقوط نظام البعث ووصول الاحزاب الدينية الى السلطة هاجم في كتاباته الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على السلطةخاصةاعضاءالاحزاب الدينية للطائفتين وفضح ارتباطاتها المشبوهة و اجرامها الذي يناقض ماتدعيه من تدين ،مما وضعه في دائرة الاستهداف وتهديد حياته بالقتل خاصة من عصابات جيش المهدي فاضطر الى مغادرة العراق الى عمان عام 2007 حيث يقيم منذ ذلك الحين يقوم بارسال مقالاته عبر صديق يعيش في الولايات المتحدة الامريكية كاجراء وقائي لتجنب كشف موقعه بدأ في كتابة مقالاته في موقع كتابات العراقي عام 2004 تحول الى الكتابة الى موقع الحوار المتمدن لكونه اوسع انتشارا ويتميز بالتواصل بين الكاتب والقراء مقالاته تستنسخ وتنشر في عشرات المواقع العربيةذات التوجه العلماني والليبرالي للكاتب ايضا مدونة خاصة تم افتتاحها يوم 5 مايس 2010 http://www.yunishanon.com
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.