قصة وحكمة من زياد الصوفي.. 129

القصة:

يوم اللي فطس باسل الاسد على دوار مطار الشام قبل ما يصيب المطار الماس الكهربائي و يتعطل، اتناقلو الناس اشاعة أنو أبوه حافظ بعت السيارة المرسيدس اللي قلبت فيه على المانيا للمعاينة و التحقق من اسباب تدهور السيارة، متناسي أنو في شي بالذنيا اسمو قضاء و قدر و حكمة رب العالمين..

علاقة هالعيلة بالشركات العالمية اللي بتصدرلهون سيارات خاصة الهون علاقة حقيقية و القصص كتيرة عن السيارات المصفحة المخصصة و الحصرية و نماذج السيارات اللي ما بتنعمل الا لأبناء عيلة كانت تحلم يكون عندها حمار أيام الفقر و العوز قبل ما يسطو على الدولة و مقدراتها..

حكاية اليوم من اللادقية بنهاية التسعينات، حكاية بتحكي عن طبيعة العلاقة بين هالعيلة و السيارات الفارهة و عقدة النقص الغريبة اللي عندهون تجاه الظهور بسيارات ما حدا ركبها غيرهون..

سنة ١٩٩٨ مسك هالتلفون فواز و اتصل بوكيل ميرسيدس بالشام و طلب منو يوصيلو على سيارة من المانيا ما يكون حدا بالعالم راكبها، و أنو هوة على استعداد أنو يدفع أي تمن سعر هيك سيارة..

و بالفعل و بعد انتظار ست شهور، ولاد اللادقية و أثناء مشوارهون الليلي بيشوفو سيارة ميرسيدس سودا، سيارة انا شخصيا ما بحياتي شفت متلها… سيارة بتلات شبابيك و مانها ليموزين… و طبعا أبو جميل فاتح القزاز و دخنة سيغارو عم تطلع من السيارة و هوة عم يخيل بشوارع اللادقية متل ما بيحب يعمول بشكل دائم لما بيكون راكب سيارة جديدة…

البلد كلها وقفت و نحنا فاتحين تمنا على شوفة هالسيارة، بلد ما كنا انشوف بأحسن الحالات و يا دوب سيارة مازدا موديل سنة اللبط..

الدنيا ما سايعتو لفواز من هالشوفة، أنو كيف أهل اللادقية اتبسمرو و هنن عم يتفرجو على ملك الزمان و سيارتو المعدلة..

الشيخ الاستاذ جميل الاسد والدو للافندي بيشوف السيارة و بتعجبو كتير و بيقرر يجيب منها..

بيتواصل مع الوكيل بالشام و بيخبرو : بدي سيارة متل سيارة ابني فواز الاخيرة بس بدي ياها بلون ابيض.

بس يا استاذ جميل اعذرنا لأنو كريمكون فواز موصينا أنو هالسيارة ما بتدخل عالبلد من بعد سيارتو..

بلا طول سيرة ، و تحت ضغط تهديد جميل للوكيل، بتوصل المرسيدس البيضا و بينزل فيها جميل على مكتبو..

بيسمع هالشي فواز و بيطق عقلو..

بيتصل بالوكيل و ما بيترك مسبة او تهديد الا بيمارسو عليه و بينزل من بيتو بسيارتو و معو مرافقتو على مكتب جميل..

قاعدين اهل اللادقية عالقهاوي المحيطة بمكتب جميل الاسد بشارع بغداد لما بيشوفو فواز و مرافقتو نازلين من سياراتهون و الكل سلاحو بإيدو..

بينزل فواز من سيارتو السودا و بيطلع على ضهر سيارة ابوه البيضا و بتبدا حفلة المسبات:

يا ابن الستين شرموطة ، أبتعرف يعني أنو سيارة فواز الاسد ما حدا بيركبها الا فواز الاسد؟؟؟؟ و لك حتى لو كنت بيي، الهي شوفك راكبا…

مرافقة جميل خبرو معلمهون اللي عم يصير تحت، و أنو فواز واقف تحت المكتب و راكب على ضهر السيارة الجديدة و عم يسب عليك…

اتركوه اتركوه لهالاجدب، مجنون و الله أبعرف شو بيطلع معو و ما حدا فيكن ينزل لتحت لوقت ما يخلص من حفلتو..

بيفش خلقو فواز بالمسبات و الكفر على أبوه قدام كل اهل اللادقية، و بيحمول حالو و قبل ما يطلع بسيارتوو بيشخط سيارة أبوه بالمفتاح من أولها لآخرها..

هادي كانت آخر مرة بشوف سيارة جميل الاسد البيضا و اللي اختفت تماما ليوم اللي فطس جميل و شفناها مرة تانية بموكب جنازتو…

الحكمة:

فواز عم يموت من سنتين و عجهنم باقيلو نص دفشة…

الله لا يرحم ستك ناعسة اللي كانت تحلم أنو تركب جحشةزياد الصوفي – مفكر حر؟

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.