فقدت اليوم صديقة عزيزة على قلبي…

راحت ضحية العاصفة التي ضربت كالفورنيا في آخر يومين…wafa

كانت أجمل شجرة في حديقتي، وكان بيني وبينها قصة عشق وغرام….
……
منذ عدة سنوات خلت أصابني ألم حاد في رقبتي، لم تنجح معه كل علاجات الطب التقليدي، أو ما يطلق عليه ـ الطب الغربي ـ، فقررت أن ألجا إلى طبيب صيني مختص بالعلاج عن طريق الوخز بالابر. وكانت زيارتي له ـ بالنسبة لألمي ـ نهاية المطاف، وبالنسبة لي بداية المطاف!
لم يكن العلاج مجرد سلسلة من الوخزات الناعمة، والتي تسري في جسدك كما النسمة التي تلامس وجهك، بل كانت رحلة تطهير روحاني لكل ما يعلق بداخلك من شوائب…
طالبني ـ من ضمن ما طالبني ـ بأن أخرج إلى حديقتي كل صباح وألامس جذع شجرة وأعانقه بكلتا يدي، ثم استغرق في رحلة تأمل وأتخيل تيارا من الطاقة يتسرب من الشجرة إلى داخلي كي يبعث الدفء والإحساس بالأمان…
في البداية ضحكت عليه وعلى نفسي، حتى خضت التجربة بايمان جارف….
منذ يومها نشأت علاقة شغف بيني وبين الطبيعة عموما والأشجار خصوصا….
……..
أقرأ اليوم كتابا للطبيب الصيني والقائد الروحاني الدكتور

zhi Gang Sha

بعنوان:

Soul Healing Miracles،

بمعنى (المعجزات التي تشفي الروح)
كلمة روح بالنسبة للبعض من قرائي والذين تخلصوا من جبة الأديان قد لا تريحهم باعتبارها تحمل بالنسبة لهم ـ بعدا دينياـ ، ولكن في الثقافة الداوية، وهي ثقافة صينية عمرها أكثر من خمسة آلاف عام ـ

Doasism

ـ لاعلاقة لها إطلاقا بأين دين، ولا حتى بإله…
الكتاب يشرح بالتفصيل العلاقة بين الروح والجسد والعقل، ويصر على أن أي خلل جسدي أو نفسي أو عاطفي أو عقلي يبدأ بخلل في الروح أولا…
الروح ـ تحديدا ـ هي الطاقة الإيجابية التي يسمتدها الإنسان من منبعها الكوني، والذي يُطلق عليه في تلك الثقافة (المنبع، أو الروح الكونية) ـ

The source or the Universal soulـ
ولكي تكون قادرا على تزويد نفسك بتلك الطاقة الفعالة يجب أن تتماشى مع الدفق الطاقوي الذي يصدر عن ذلك المنبع.
بناءا على تلك الفكرة، كل خلل عاطفي، نفسي، عقلي، أو جسدي يصيب الإنسان يبدأ بخلل في علاقته مع المنبع، وتحديدا اللحظة التي يمشي فيها عكس الدفق الطاقوي للمنبع.
المنبع خير بالمطلق….
لذلك، كل خلل يعاني منه الإنسان يبدأ عندما يتخذ ذلك الإنسان خطوة عكس طريق الخير.
أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت!
……
سأذكر لكم أهم ترتيل ـ أو ما يطلق عليه في الفلسفة الداوية مانترا ـ

Mantra

ـ جاء في ذلك الكتاب:
عزيزي أيها الكون المطلق
عزيزي ـ الداو ـ المنبع الأصلي
أنا أحبك وأكرمك وأقدرك حق التقدير
من فضلك سامح كل أسلافي، وسامحني لكل الأخطاء التي ارتكبناها في حياتنا…
أنا حقيقة متأسف من أعماقي لارتكاب تلك الأخطاء…
ولكي تغفر لي تلك الأخطاء، يجب أن أخدمك بلا شروط…
تراتيلي وتأملاتي تعني أن أقدم خدماتي…
سأرتل وأتأمل بكل إمكانياتي….
سأقدم خدماتي بلا شروط، وبكل إمكانياتي…
أنا مفعل بالإمتنان….
شكرا لك أيها المنبع!
Dear Divine
Dear Tao, the Source
I love you, honor you, and I appreciate you
Please forgive my ancestors, and me for all the mistakes we have made in all lifetimes
I am sincerely sorry for all of these mistakes
In order to be forgiven, I will serve you unconditionally
To chant and meditate is to serve
I will chant, meditate as much as I can
I am extremely grateful
Thank you
……..
متى سنتواصل مع المنبع الكوني، ونقدم له اعتذارنا عما اقترفناه من أخطاء؟؟؟؟
ونسقط من كتبنا ومن تأملاتنا كل ما يدعو للقتل والإيذاء؟؟؟؟
أيها الكون العظيم…
أحبك وأكرمك وأقدرك…
لأنك تزودني وتزود أخي الإنسان بطاقتك الخيرة واللامتناهية
شكرا لك
…..
أيها الكون العظيم…
آمل أن أكون قد بلغت الرسالة…
مع خالص تقديري

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.