:لقراءة الجزء السابع:الجزء السابع من سلسلة (الوضع في سوريا)
:لقراءة الجزء السادس: الجزء السادس من سلسلة (الوضع في سوريا)
لقراءة الجزء الخامس: الجزء الخامس من سلسلة دراسة الوضع في سوريا
لقراءة الجزء الرابع: اسبح عكس التيار
الجزء الثالث: القط بحب خناقو
الجزء الثاني: قوة الخرافة
الجزء الأول: نعم أنا علوية وأفتخر
المشكلة ليست في الطغاة وحسب، وإنما في كلابهم. هؤلاء الكلاب هم جيش من المرتزقة يعمل في الخفاء ومن وراء الكواليس لدعم استمرار ووجود الطغاة. يعيشون حياتهم مكتفين بما يُلقى لهم من فتات الموائد، غير عابئين بالخراب المحيط بهم على كل صعيد. يدافعون بشراسة عن الوضع القائم خوفا على مصالحهم، والأخطر في الأمر أنهم يغرّرون بشريحة كبيرة من جموع الشعب!
….
تستطيع وبسهولة أن تتبين هؤلاء الكلاب وهؤلاء المغفلين على صفحات الميديا الاجتماعية عندما تقترب ولو انشا واحدا من الطاغية. ينطون في وجهك كالسعاديين في محاولة لصرف النظر إلى قضية أخرى لا علاقة لها بالموضوع اطلاقا!
……….
الطغاة يعرفون من أين يؤكل لحم الكتف، وكلابهم يكتفون بالعظام التي ترمى لهم… أما البقية الباقية من المغرر بهم فهم مخدرون ويخرجون دوما من المولد بلا حمص، إذ لا ناقة لهم ولا جمل عندما يتعلق الأمر بتقسيم جيفة الوطن!
………
في علم النفس اتفق الكثيرون من العلماء على أنه من أكثر الحالات التي تسلب الإنسان ارادته وتدخله في حالة من الجمود العقلي والعاطفي والفكري والروحاني هي الحالة التي تقنعه عندها بأنه ضحية، وتقنعه بضرورة الانتقام ممن ضحوا به، وتقنعه بأن هناك منقذا واحدا يستطيع أن ينشله من ظروفه وينتقم له! مع الزمن يستمتع الإنسان بلعب دور الضحية لأنه يجرده من الإحساس بمسؤولياته ويبرر له أن يلقي باللوم على الغير، وبأن يحمل هذا الغير مسؤولية وضعه التعيس!
………
تلك هي الحالة مع طغاتنا!! كانت فلسطين لهم دجاجة من بيضها الثمين يأكلون (على حد تعبير الشاعر نزار قباني) أقنعوا شعوبهم بأنهم ضحية للصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية، وبأنهم ـ اي الحكام ـ المهدي المنتظر الذي سيعيد لهم كرامتهم وسينقذهم من براثن هذا العدو الشرس. قام كلابهم بمهمة الإقناع تلك على أتم وجه، وراحوا يطبلون لها، حتى استطاعوا أن يخدروا الملايين التي لو فاقت من سباتها لدكت عروشهم أولا وقبل أن تنتقم من أي عدو وهمي ومفترض.
…………….
لن أنسى ماحييت عبارة صدام حسين إثر التهديدات الأمريكية له بعد اجتياحه للكويت (يطخونا بالذرية نطخون بالغاز الثاني)
كنت يومها واحدة من هؤلاء المغفلين فصفقت له حتى التهبت كفاي، لنكتشف لاحقا بأن لم يملك من الغازات إلا ما فرقعته مؤخرته وهو في طريقه إلى حبل المشنقة…. هل تختلف عبارة صدام تلك وما آلت إليه عن عبارة حافظ الاسد في مستهل حكمه
(سأجعل لكم من فلسطين حمص سوريا) وما آلت إليه من واقع صارت فيه حمص فلسطين سوريا؟؟؟؟ طبعا العبارتان هما نفسهما، والنتيجة نفسها: خراب أوطان!!
………..
عندما قلت في بوستي السابق: القدس لا تعنيني، وكل ما أتمناه أن يعيش الشعب السوري في مدنهم ـ فقط فقط فقط ـ بنفس مستوى النعيم الذي يعيش فيه الفلسطينيون في القدس المحتلة، رد عليّ أحد اشباه الرجال بقوله: (فلسطين هي الحدود الجنوبية لسوريا، وعندما نكون سوريين قح ومخلصين لسوريتنا سنلتزم بتلك القضية)
وردي عليه: لماذا علينا أن نلتزم بالقدس كحدود جنوبية لسوريا، وليس بلواء اسكندرون كجزء لا يتجزأ من سوريا وكحدود شماليه لها؟؟؟ أليس الجواب على هذا السؤال هونفسه الجواب على سؤال: لماذا قال حافظ الاسد في مستهل حكمه بأنه سيجعل من فلسطين حمص سوريا، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى لواء اسكندرون؟؟؟ طبعا نفس الجواب!!!
……………………
حافظ الاسد يعرف كغيره من الطغاة من أين يؤكل لحم الكتف ـ أو يظن أنه يعرف ـ هو يدرك أن الشعب مبرمج وفقا للعقيدة الاسلامية، وتلك البرمجة تجعل من اردوغان زعيما اسلاميا, ومن اغتصاب تركيا للواء اسكندرون فتحا اسلاميا، ويعرف تماما موقف الاسلام من اليهود ناهيك عن القضية الفلسطينية!! لذلك، عزف على الوتر الحساس، ظنا منه أنهم سيتغاضون عن “علويته” ويرون فيه المهدي المنتظر, ومتجاهلا أيضا أنه وعند المحك يعتبرون كلبا من تركيا أقرب لهم منه!!
……….
نصف قرن من الزمن لو كان حافظ الاسد وغيره من الحكام الذين ابتلت بهم هذه الشعوب لو كانوا معنيين بمستقبل أفضل لكانوا قادرين أن يفكوا تلك البرمجة الاسلامية المدججة بالحقد والكره ورفض الآخر ولاستطاعوا ان يحموا الوطن من خلال تنمية الحس الوطني. لكنهم كان معنيين فقط بالحفاظ على كراسيهم ومصالحهم، وليأتِ الطوفان من بعدهم!
قمعوا الحريات….كمّوا الافواه…قصوا اصابع الكتاب وطاردوا المفكرين وأصحاب الرأي حتى آخر بقعة في الأرض…..
ظنا منهم أنهم في مأمن من كلمة حق…. لم يدروا أن ما بُني على باطل فهو باطل…. الكذب في اوله سهل وفي آخره دمار….
والصدق في أوله صعب وفي آخره نجاة….. اختاروا الكذب على شعوبهم ولأن تلك الشعوب ـ والحق يقال ـ مبرمجة في الاصل على الكذب والنفاق والكره انتهى الوطن إلى دمار!!!!
……………………….
يقول المثل الشعبي: “النقطة الدايمه علامه” وأنا أقول: (نقطة المطر الواهنة لو استمرت لحفرت شقا في الصخر الصلد) تخيلوا معي لو سمح حافظ الاسد وخليفته للفكر الحر النظيف أن يمطر في سماء سوريا قطرة قطرة وعلى مدى نصف قرن،
كيف كانت النتيجة؟؟ هل أحد فيكم يستطيع أن يتخيل حجم الخصب الفكري الذي كان سيعم؟؟ لست هنا لأطالب بقمع الفكر الاسلامي التكفيري، فأنا ضد كل أشكال القمع، ولكن لو على الأقل أعطى الفكر التنويري نفس المساحة من الحرية, هل كنا رأينا خرابا بهذا الحجم؟؟؟؟ طبعا لا!
…………………………….
لو بنى الأسد عشرة آلاف مرسم، أو ناد، أو ملعب، أو مسرح، أو سينما، أو مركز ثقافي، أو حديقة عامة مقابل العشرة آلاف معهد لتعليم القرآن، لما كنا قد غصنا إلى قمة رؤوسنا بهذا المجرور الاسلامي الذي لا أرى منه مخرجا!!! لقد هادن الأسد التمساح أملا في أن لا يفترسه،، فافترس لاحقا الوطن وبأكمله! اليوم وكما كان الأمر في الأمس ـ وكلنا نعرف ـ اليوم لو أراد إرهابي أن يعود إلى ما يسمونه “حضن الوطن” سترى أذرع المسؤولين تمتد لتتلقفه وترحب به، بينما مازال أصحاب الفكر الحر والكلمة الحق من السوريين مشردين في كل بقاع الأرض، لماذا؟
لأن الحكومة السورية وذاك الإرهابي من نفس الطينة، والطيور حسب أشكالها تشكل أسرابها! بينما كلمة الحق تحرق أعشاش الغربان الهشة بقشها وريشها!!!!
………….
سأختم بوستي لهذا اليوم بقول للشاعر العراقي الكبير موفق محمد، ولا أخفيكم سرا أنه سحرني إلى حد شعرت عنده بالغيرة منه، لأنه سبقني إليه! جاء فيه:
(سازور الشهداء القديسين واراهم
يفركون راحاتهم ندما لانهم قتلوا
من أجل أن يتربع شعيط ومعيط على صدورنا
بسياراتهم رباعية الدفع…)
******************************************************
أعزائي القرّاء: فكرة “الضحية” التي وردت في البوست لم يكتمل شرحها من حيث مفهومها السايكولوجي ـ النفسي ـ ولذلك، سأتطرق إليها مرات قادمة… أعتذر عن طول البوست
وشكرا لمحبتكم