في مرحلة الماجستير تتلمذت على يد الأستاذ الكبير الدكتور جميل نصيف , وكان يدرسني مادة النقد الأدبي , وإضافة الى دراستنا على يديه فقد أغنت عقولنا ترجماته الأدبية الكبيرة الى العربية مثل كتاب ( نظرية المسرح الملحمي ) لبرخت , و ( موسوعة نظرية الأدب ) لكورگينيان . ومن حصيلة ما تعلمته من كل ذلك العلم الغزير والخبرة الكبيرة التي لأستاذي الجليل , هو أن لا أحلل نصاً أدبياً دون العودة الى كاتبه , ومجمل أعماله , والمرحلة التاريخية التي عاشها , والسبب أو الأسباب الموضوعية التي أدت به الى إنتاج ذلك العمل . لذلك سأقوم بتعريفكم بشخصية الكاتب الروسي ( بوريس پاسترناك ) وأهم أعماله .. قبل شروعي بتقديم تحليل مبسط لروايته الشهيرة ( دكتور زيڤاگو ) التي جلبت له جائزة نوبل في الأدب .. وقتلته بحزنه بعد أقل من عامين من حصوله على الجائزة .
ولد پاسترناك في موسكو في 10 شباط 1890 لعائله يهودية ( أشكنازية ) غنية ومثقفة , فوالده ( ليونيد پاسترناك ) كان أستاذاً في كلية موسكو للرسم والنحت والهندسة , أما والدته فهي عازفة البيانو المعروفة ( روزا كوفمان ) لذلك عاش منذ ولادته في أجواء متحضرة وبيئة ذكية حيث كانت الأسرة وزوارها وأصدقاؤها تتضمن الرسامين والأدباء والموسيقيين , وكان من بينهم الموسيقار سيرگي رخمانينوف , والمتصوف الملحن ألكسندر سكريابين , والكاتب الوجودي ليڤ شيستوڤ , والشاعر ريلكه , والروائي تولستوي , وكان پاسترناك الطفل قد قرر في طفولته أن يصبح مؤلفاً موسيقياً , لكنه قرر فيما بعد أن يدرس الفلسفة , وأخيراً إختار لنفسه حرفة الأدب .
إنتسب پاسترناك الى ( كونسرفتوار موسكو ) لدراسة الموسيقى لكنه سرعان ما ترك تلك الدراسة لينتسب الى ( جامعة ماربورگ ) لدراسة الفلسفة , لكنه قرر أن لا يجعل من الفلسفة مجالاً لعمله التخصصي .
حين عاد الى موسكو عام 1914 كان مولعاً بتيار ( المستقبلية ) في الأدب الروسي وعلى الأخص أشعار ( ألكسندر بلوك ) الذي يعد الشاعر الروسي الأهم بعد پوشكين . ولهذا صدرت المجموعة الشعرية الأولى لپاسترناك في نفس العام وهي تحمل النفس المستقبلي .
في المرحلة اللاحقة من حياة پاسترناك , إنشغل ذهنه كثيراً بفلسفة الفيلسوف الألماني ( عمانويل كانط ) وهي تتحدث عن ( الرمزية الواعية ) و( الرمزية اللاواعية ) ومباديء أخرى مثل مبدأ ( الفن للفن ) و ( الفن للمجتمع ) , ليصوغ بهذه المباديء والأفكار طريقته المتفردة في الكتابة الأدبية , مستعملاً اللغة اليومية العادية , وأشكال من الجناس اللغوي , ومزيج كبير من الإيقاعات اللفظية الموسيقية , وكان متأثراً في ذلك وبشكل كبير بأشعار كل من ( ريلكه ) و ( لرمنتوڤ ) .
أما أثناء الحرب العالمية الأولى فقد عمل پاسترناك في معمل للكيمياويات , وقد أفادته الخبرات التي إكتسبها من هذا العمل فيما بعد حين كتب روايته ( دكتور زيڤاگو ) .
بوقوع الثورة الشيوعية في روسيا فإن أعدادا ً كبيرة من المثقفين والأغنياء الروس غادروا البلد وذهبوا للعيش في أوربا , غير أن پاسترناك وجد نفسه متناغماً مع الخط الثوري الجديد ومتعاطفاً مع الثورة , ولهذا فضل البقاء في موسكو ولم يغادرها .
المجموعة الشعرية التي تحمل المفتاح لتفسير كل أدب پاسترناك هي رؤياه الشعرية في مجموعة قصائد ( أختي _ الحياة ) ففي صيف عام 1917 وكان الشاعر يعيش في منطقة السهوب الروسية قرب ( ساراتوڤ ) وكان شاباً في السابعة والعشرين من العمر .. مر بعلاقة حب ألهمته كتابة قصائد هذه المجموعة في 3 أشهر فقط مختصراً فيها كل علومه وفلسفته في الحياة . لكنه بقي محرجاً من نشر تلك القصائد بسبب طبيعتها الروائية حتى العام 1921 لكنه حالما قام بنشرها .. ثورت قصائده تلك الأدب الروسي برمته .. وجعلت من پاسترناك ( الموديل ) الذي يحتذي به كل الأدباء الشباب , وغيرت بشكل حاسم أشعار الكثيرين منهم , أما شعراء من أمثال ( مايكوڤسكي ) و ( أندريه بيلي ) و ( أنا أخماتوڤا ) ( ڤلاديمير نابوكوف ) فقد عدوا قصائد هذه المجموعة أعمالاً إبداعية نقية جامحة الإلهام .
في نهاية العشرينات من القرن الماضي بدأ پاسترناك يشعر بأن طرازه الحداثوي الملون أخذ يتعارض مع المذهب الأدبي ( الواقعية الإشتراكية ) التي يتبناها الحزب الشيوعي الحاكم , لذلك أخذ يعيد كتابة بعض قصائده بطريقة جديدة لتكون ملائمة لتطلعات ( الجموع ) فنشر في هذا الباب قصيدتين مطولتين عن ( الثورة ) كما تحول الى كتابة النثر فكتب بعض القصص والسير الذاتية .
بحلول العام 1932 كان پاسترناك مستمراً في قولبة إنتاجه الأدبي ليتماشى مع توجهات الثورة البلشفية فنشر في تلك السنة مجموعته الشعرية ( الولادة الثانية ) وإستمر في ذلك النهج حتى العام 1943 حين نشر رواية ( القطارات المبكرة ) .
خلال عهد ستالين عاشت روسيا فترة معسكرات عمل وحملات تطهير راح ضحيتها الملايين من الروس , ولهذا كانت الثورة البلشفية تنتقد بشكل واسع رغم أن الناس لم تكن تستطيع الكلام .. ولهذا فإن خط باسترناك المتماشي مع ( فكر الثورة ) وكأنه ينظر بعين واحدة الى مجمل ما يقع , كان قد جلب له الكثير من الإنتقادات اللاسعة بإعتباره ( أديب النظام ) . لذلك عمد الشاعر الى عدم نشر كتاباته بل إستعاض عن ذلك بترجمة الكثير من الأشعار الأوربية الى الروسية , فمن شعر شكسپير قام بترجمة مسرحياته ( هملت , مكبث , لير ) كما ترجم لگوته مسرحية ( فاوست ) أما من أعمال ريلكه فقد ترجم له ( قداس لصديق ) .
في حدود بداية الحرب العالمية الثانية إنتقل پاسترناك وأسرته الى بيت ريفي خارج موسكو , وكان هدوء الحياة وعزلتها قد سـاعداه على تطوير أفكاره التي نشرها في ديوانه الأشهر ( أختي _ الحياة ) محولاً نفس هذه الأفكار الى نص منثور مكتوب على شكل رواية تم منحها عنوان ( دكتور زيڤاگو ) .
إنتهت الحرب العالمية الثانية .. ثم مات ستالين , ووصل خروشوف الى الحكم من بعده وبدأ الزعيم الجديد ينتقد بشده سياسة سلفه , لكن كل هذا لم يشجع پاسترناك على نشر روايته داخل الإتحاد السوفييتي لأنها كانت رواية صريحة صورت أجواء الحرب والقتال بمآسيها التي وقعت على الناس من قبل الجيش الشيوعي الأحمر .. مثلما وقعت عليهم من قبل الجيش القيصري الأبيض أثناء الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية التي أطاحت بالقيصر , كان پاسترناك موقناً أنه سيساء فهمها من قبل الحكم الشمولي الذي كان يدير البلد .
إتفق الكاتب في العام 1957 مع صديقه ( أشعيا برلين ) على أخذ الرواية الى إيطاليا وترجمتها الى الإيطالية ونشرها هناك , مستفيداً من قرار للحكومة الشيوعية كان يقضي بعدم تعلم الروس أي لغة أجنبية لحرمان الناس من فهم الإنتقادات التي توجه للنظام الشيوعي عبر الصحف والإذاعات الموجهة .
لم يتم الإلتزام برغبة پاسترناك بعدم نشر الرواية باللغة الروسية ( وسنعرف السبب ) بل تم طبعها بالإيطالية والروسية , وحين إطلع عليها بعض الأدباء الروس الذين كانوا يحسدون پاسترناك على نجاحه وحظوته لدى الحكومة , طالبوا بطرده من الإتحاد السوفييتي .
تلقفت الولايات المتحدة الأمريكية الرواية وقامت بترجمتها على الفور الى الإنكليزية وتم نشرها فحققت أعلى مبيعات في الولايات المتحدة المريكية لمدة 26 أسبوع . وحالما إشتعل الموقف داخل الإتحاد السوفييتي ضد پاسترناك .. حتى سارعت الولايات المتحدة الأمريكية الى منحه جائزة نوبل في الأدب عام 1958 .
بعد أربعة ايام من إعلان فوزه بالجائزة بعث الى الأكاديمية السويدية برقية تقول : (( تقديراً للفهم الذي يحمله شعبي عن الجائزة الممنوحة من قبلكم فإني أرفض الجائزة , وأرجو عدم مؤاخذتي على رفضي الطوعي لها )) .
لكن الأكاديمية السويدية وبسبق الإصرار والترصد أصرت على موقفها المانح للجائزة بإعلانها : (( إن هذا الرفض , بالطبع لن يغير شيئاً من إستحقاق الجائزة التي ستبقى في حوزة الأكاديمية التي تعلن أسفها لعدم إقامة مراسيم منح الجائزة )) .
ومن أجل إثارة المزيد من الجلبة حول الموضوع فقد قام رئيس الوزراء الهندي ( جواهر لال نهرو ) وهو واحد من المؤسسين لحركة عدم الإنحياز الأمريكية التي أحلت اللعنة على شعوب العالم الثالث بقروض البنك الدولي الأمريكي , بإجراء محادثات مع خروشوف بشأن پاسترناك من أجل عدم نفيه او إلقاءه في السجن .. وطبعاً إستغرق الحديث عن ذلك حيناً من الدهر في الإعلام الغربي .
مات پاسترناك بعد 19 شهر من حصوله على جائزة نوبل جراء سرطان رئوي أصيب به ولم يمهله طويلاً . حشد كبير من أصدقائه المثقفين وهم يحملون نعشه المفتوح الى قبره قاموا بنعيه بقصيدة من تأليفه عنوانها ( هملت ) أترجمها لكم في هذه السطور :
هدأ الضجيج . فخرجت الى المسرح
أترنح عند الباب
أحاول أن احزر من خلال الصدى البعيد
مالذي سيحدث أثناء حياتي .
عتمة المساء تحدق بي
عبر آلاف من عيون الناظرين
أبي .. والدي , إذا كان ممكناً
فإسمح بتمرير كأسي إليهم .
أحب غاياتك العنيدة
وأوافق على لعب دوري فيها
ولكنهم الآن يمثلون دراما مختلفة
من أجلها .. إسمح لي أن أكون .
مع أن خطة الطريق قد رُسِمَتْ
ونهاية الطريق لا مفر منها
فأنا وحدي : والكل غارقون في النفاق .
أن تعيش حياتك .. فليس ببساطة التوغل في الحقول .
بعد أن بدأ الإتحاد السوفييتي بتطبيق سياسة ( البريستوريكا والغلاسنوست ) سمح لرواية دكتور زيڤاگو بأن تطبع في مطابع روسية وأن يطلع عليها المواطنون السوفييت وكان ذلك عام 1988 وعندها فقط .. قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتصريح أنها هي التي قامت بطبع الرواية باللغة الروسية في إيطاليا عام 1958 لإستعمال الرواية وكاتبها أدوات للصراع الدولي مع الإتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة .
عام 1989 مثل السيد يڤگيني بوريس پاسترناك أمام الأكاديمية السويدية في ستكهولم لنيل الجائزة التي منحت لوالده عام 1958 وقال في كلمته أمام الحاضرين : (( لم يلعب والدي أي دور من أجل نشر الرواية باللغة الروسية عام 1958 ولم تكن له أية فكرة عما قامت به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية . ولم يتوقع والدي مطلقاً تسلم جائزتكم , التي من المؤلم أنها جلبت له الكثير من الحزن والمعاناة )) .
عام 1965 تم إقتباس رواية دكتور زيڤاگو الى فلم سينمائي أمريكي قام بتمثيله كل من عمر الشريف وجولي كريستي وهو من إخراج ديفيد لين , لكن الفلم كان ساذجاً جداً في عرض فكرة الرواية .. حيث صورها على أنها علاقة لإمراة أسمها لارا بثلاثة رجال , وتدور أحداث الفلم في أجواء الحرب التي تقع فيها الكثير من المآسي . لكن الفلم لم يتمكن مطلقاً من تقديم فلسفة الرواية التي كانت غائبة تماماً .
بنفس الطريقة التي منح بها بوريس پاسترناك جائزة نوبل في الأدب .. تم منح الفلم الأمريكي 5 جوائز اوسكار ورافقته دعاية إعلامية ضخمة .. وكل ذلك كان مصمماً لمهاجمة الإتحاد السوفييتي أثناء أزمة الصواريخ الكوبية وما أعقبها بإشعال النزاع بين الأتراك واليونانيين في قبرص وبما يهدد بنشوب حرب على حدود الإتحاد السوفييتي تفصل عنه جمهورياته في أوربا الشرقية لجعله يسحب صواريخه من كوبا .
في العام 2006 قام المخرج الروسي ( ألكسندر پروشكين ) بإخراج فلم جديد عن رواية الدكتور زيڤاگو هي أكثر إخلاصاً للرواية وفكر مؤلفها من الفلم الأمريكي الذي مثله عمر الشريف .
لكي نتمكن من فهم رواية دكتور زيڤاگو بشكل جيد , ينبغي أولاً أن يكون لدينا إطلاع جيد على مباديء فلسفة الفيلسوف الألماني ( عمانويل كانط ) وبالأخص مبادؤه الرمزية في الفن , إضافة الى مبدأ الفن للفن . كما ينبغي علينا معرفة مقدار التعارض الكبير بين ( الواقعية الإشتراكية ) في الأدب عن مبدأ ( الفن للفن ) عدا ذلك ينبغي علينا قبل قراءة الرواية قراءة المجموعة الشعرية ( أختي – الحياة ) للمؤلف نفسه .
أهم شخصيتين في الرواية هما شخصية ( يوري زيڤاگو ) الطبيب الشاعر المتزوج والأب , ثم شخصية لورا التي سيتعرف عليها فيما بعد وسيحبها حباً كبيراً دون أن يكون قادراً على فعل شيء لهذا الحب , لكنه سيرى لورا تضيع أمامه وهو مكتوف اليد , أزمته تشبه أزمة المثقف في رواية زوربا للمؤلف اليوناني ( نيكوس كازانتزاكي) الذي يعرف كل شيء لكنه عاجز عن الفعل لأنه لا يتمكن من إتخاذ القرار.
الشخصية الثانية هي شخصية لورا الفتاة الجميلة المشعة بالحياة التي تضيع بين ثلاثة رجال واحد يستغلها , والثاني يريد مجرد الإرتباط بها , والثالث يحبها دون قرار .. في النهاية تنتهي لورا وتضيع منها ديمومتها بفقدانها لإبنتها .
بقية الشخصيات كلها شخصيات مساعدة .. أما الخلفية البانورامية التي تتحرك عليها دائرة العلاقات هذه فهي أحداث الثورة الشيوعية 1917 ثم الحرب الأهلية التي أعقبتها وإستمرت ما بين 1918 _ 1920 .
تتجسد براعة پاسترناك الكتابية في مزجه ما بين رمزية الحبكة , وواقعية المجتمع الذي تدور فيه الأحداث الى الحد الذي يمنح الحبكة الرمزية الكثير من واقعية مجتمعها .
أول أشكال الرمزية في الرواية هو في إختيار أسماء الشخصيات , زيڤاگو كلمة روسية تعود الى الأصل _ زيڤ_ ومعناه حياة . لورا كلمة يونانية تعني الإشراق أو البهجة . صديقها الأول الذي يستغلها إسمه كوماروڤسكي ومعناه _ بعوضة _ أما خطيبها الذي يريد الإرتباط بها كنوع من أنواع تأدية الواجب فإسمه _ پاشا _ وهو تحوير روسي لإسم بولص .
في الأحوال الإعتيادية يحتاج الأنسان الى الإستقرار والحرية لكي يتمكن من الإختيار , وتصبح الأمور أكثر تعقيداً حين يفرض عليه واقعه الجديد أن ينقض إختيارات سابقة لكي يحل محلها خيارات جديدة , فما بالك إذا كان مطلوباً منه ذلك في أجواء الحرب حيث لا تدري في أية لحظة ستأتي طلقة قناص أو قذيفة مدفع لتقول قولها الفصل في كل الحكاية ؟
في مبدأ الفن للفن عند كانط يتم تصوير الواقع بخيره وشره دون تدخل من الفنان لتعديل بعض أجزائه .. وهذا ما يتعارض تماماًَ أوليات الواقعية الإشتراكية التي لاتطرح مشكلة إلا وطرحت حلها أو بديلها معها حتى تحولت تسميتها من ( واقعية إشتراكية ) الى ( واقعية طرح البدائل ) .. وطبعاً وبالتأكيد دون أن يتم نسيان ذكر دور ( الرفيق ) في إحلال ذلك البديل .
صحيح أن ظاهر الرواية يتضمن رواية حب .. لكن الرواية في الحقيقة أبعد ما تكون عن هذا الموضوع , لأنها تناقش قضية الإختيار والقرار والمصير . وصحيح أن الأرضية التي تتحرك عليها الأحداث هي حالة مجتمع في حالة حرب .. لكن الرواية مرة أخرى هي أبعد ما تكون عن تصوير الحرب أو نقدها سياسياً .. وهي عمل لا يختلف كثيراً عن مجمل إنتاجات منتصف القرن الماضي الأدبية من أعمال سارتر الى ألبير كامو الى نيكوس كازانتزاكي وغيرهم من الكتاب الذين يمجدون الحرية ويعتبرونها قاعدة للإختيار فالإلتزام , لكن الذي شذَّ في حالة بوريس پاسترناك .. هو كونه أشكنازي روسي كتب روايته في زمن الحرب الباردة .. فكان ما كان . ميسون البياتي – مفكر حر؟