الحصان المقدس بين عُمانا القديمة وقرطاج
تفسر لنا عملة مليحة (موقع عاصمة عمانا القديمة) ذلك الحديث الغامض عن المعتقد الجاهلي المتمثل بعبادة الخيل في الخليج العربي، والذي ذكره البلاذري وياقوت الحموي. وقد أشارت بعض المصادر إلى وجود اسم علم يعبر عن هذه العبادة هو زيد الخيل.
لقد أطلق الفرس الساسانيون، خلال فترة نفوذهم في الخليج، على عبدة الخيل خلال الفترة الجاهلية اسم الأسابذة، وذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن أسبذ قرية بالبحرين وصاحبها المنذر بن ساوى، وقد اختُلف في الأسبذيين من بني تميم لما سموا بذلك. قال هشام بن محمد بن السائب :قيل لهم الأسبذيون لأنهم كانوا يعبدون فرساً. الفرس بالفارسية اسمه أسب زادوا فيه ذالاً تعريباً. قال هشام بن محمد: وقيل كانوا يسكنون مدينة يقال لها أسبذ بعمان فنسبوا إليها..”
وتشير رواية ياقوت إلى أن أتباع هذه الديانة ينتشرون في البحرين وعمان، مع اختلاف في مصدر هذا الاسم.
وهنا تأتي مسكوكات وصنابير مليحة الطقوسية على شكل الحصان، لتزيل اللبس والغموض عن هذا الأمر الذي اجتهد الكثير من الباحثين في تفسيره.
ويمكن اعتبار مقبرة الخيول التي عثر فيها على رفاة حصان كامل مع زينته الذهبية، بأنها مؤشر على دفن طقوسي، ربما كان يجري ضمن احتفال كبير تمارس فيها بعض الشعائر الخاصة بعبادة الإله بل البحري.
اللافت أن الرموز هي ذاتها كما هو واضح في الصور بين عملات قرطاج وعملات مملكة عمانا في الخليج العربي (عمان والامارات)، أي حصان بحري أسطوري، وشجرة نخيل.. لا شك أن هناك علاقة ما بين معتقدات الفينيقيين والعمانيين القدماء!
بالماسبة الحصان اليوناني المقدس اسمه: بيغاسوس، بيغا باليونانية القديمة تعني عظيم أو مقدس، أما سوس فهو اسم الحصان بالفينيقية.
على العملة القرطاجية في الأعلى مكتوب بالفينيقي/ أح وتعني واحد.
والسفلى مكتوب قرت حدشت.
على العملة العمانية القديمة مكتوب بالحرف المربع (الآرامي اصطلاحاً): أ بل إل (بل الاله)