طلال عبداللهالخوري 25\8\2018 © مفكر حر
كان بإمكاني أن أكتب المقال من دون ذكر الاسماء, وانما التلميح لها, لكي اتجنب المشاكل معهم ومع المخابرات التي تدعمهم, ولكن الموضوع ليس خلاف بالرأي وإنما هو ثورة سرقت ووطن دمر وشعب تمت ابادته وتهجيره.. وليس هناك مكان للمجاملات والاتيكيت بعد هذا الذي أوصلونا له.
في بداية الثورة حاول الاميركان ان يساعدوا الثورة السورية بشكل مباشر, ولكن خونة المعارضة السورية الرسمية رفضوا ذلك وفضلوا أن يبيعوا الوطن مقابل الفتات الذي يرميه لهم مموليهم, الذين لا يريدون للمعارضة التعامل مباشرة مع الاميركان وإنما كانوا يريدون أن يتعاملوا (اي الدول الممولة) مع أميركا من خلال المعارضة السورية, اي تركيا, مثلا, كانت تريد أن تسخر المساعدات الاميركية للثورة السورية لتحقيق حلم اردوغان بعودة الخلافة العثمانية, بينما كان يريد اليساريون تسخيرها لمساعدة روسيا بأن تعود دولة عظمى على حساب المصالح الاميركية.. فبالله عليكم كيف سترضى أميركا بعد هذا مساعدتنا إذا كانت المعارضة باعت المصالح الوطنية السورية لصالح المصالح الإقليمية لمموليها؟؟؟
لقد خاطر السفير الاميركي الحر” روبرت فورد” بحياته وذهب بنفسه إلى مناطق الانتفاضات في المدن السورية لكي يقدم الدعم لها, ولا يوجد دعم بالعالم اكثر من ان يأتي اليك سفير الدولة العظمى بالعالم بنفسه .. وكاتب المقال يعتقد بأن هذه الخطوة وحدها كانت كافية لإسقاط نظام الأسد .. ولكن كما قلنا ممولي جماعة الأخوان من تركيا وقطر وممولي اليساريين من روسيا هم ضد ان تقود اميركا التغيير بسوريا وكانوا يريدون ان يكون التغيير من خلالهم, اي من خلال مصالحهم, وهذا بالتأكيد لا يناسب أميركا.. والسؤال لماذا قبل قادة المعارضة ببيع المصالح السورية لصالح مموليهم ؟؟
لقد ساعدت أميركا الثورة السورية عندما شكلت مجموعة الدول الداعمة لسورية من أهم خمسين دولة مؤثرة في العالم, وقامت بنزع الشرعية عن النظام الأسدي, وجعلت الإئتلاف هو الممثل الوحيد للشعب السوري مع وضع ” ال” التعريف قبل كلمة الممثل, تلبية لرغبة المعارضة السورية في البيان الختامي, ولكن المعارضة لم تفهم ولم تستفد من هذه الخطوة الاميركية الجليلة للشعب السوري لتخليصه من حكم الأسد الاستبدادي .. فقام السفير الاميركي السابق في دمشق روبرت فورد بفضح خيانتهم, وقام حينها كاتب المقال بنشر مقال حول هذا الموضوع هذا رابطه: فورد استقال بسبب خيانة المعارضة السورية
لقد ساعدت أميركا الثورة السورية عندما قال أوباما في اول يوم للثورة السورية على الأسد الرحيل … ولكن السؤال لماذا بقي الأسد؟ لقد بقي الأسد لان أردوغان وبوتين وعملائهم في المعارضة السورية لا يريدون أن تقود أميركا التغيير بسوريا وإنما يريدون أن تأتي اليهم أميركا لكي تفاوضهم لكي يحصل التغيير من خلالهم وليس من خلال أميركا.. . والسؤال لماذا قبل قادة المعارضة ببيع المصالح السورية لصالح مموليهم ؟؟
كاتب المقال ظل يفتش عن الذي حصل بين الأميركان وقادة الإئتلاف السوري المعارض طوال السنين الثمانية الماضية من عمر الثورة, لكي يضع يده على المشكلة ويجد لها الحل … ولكن الخونة بالمعارضة ومموليهم واعلامهم تكتموا على الموضوع لكي لا نكتشف خيانتهم … مئات البرامج السياسية في الجزيرة وتبعها “فيصل قاسم” وكل الشبكات الإعلامية التي تمولها قطر والسعودية والإمارات ولم يطرحوا هذا السؤال … حتى جائت الإعلامية الحرة اللامعة ” جيزيل خوري” التي طرحت هذا السؤال لأول مرة على أول رئيس للائتلاف السوري المعارض ” برهان غليون” ورأيت هذا الفيديو (شاهده اسفلاً) صدفة على اليوتيوب … لقد طرحت جيزيل خوري كل الأسئلة التي كنت ابحث عن اجوبة لها, ومنها ماذا حصل بين غليون والمخابرات القطرية وماذا حصل بينه وبين الجهات التركية… الروسية … الأردنية .. الإيرانية .. البريطانية … الفرنسية … الخ .. لقد قامت جيزيل خوري
بعمل رائع, فاجئت به الخائن غليون الذي على ما يبدو لا يعرف من هي جيزيل خوري وإلا لما قبل مقابلتها وفضح نفسه…
طبعا سبب بحثي عن الذي حصل بين المعارضة والجهات الاميركية لان اي باحث أكاديمي يعرف بأن مشكلة سوريا هي المخابرات الروسية التي تحكم سوريا من خلف ستارة عائلة الأسد منذ 48 سنة .. وحل المشكلة السورية الوحيد هو إجبار روسيا على مغادرة سوريا لكي نحررها بعد ذلك من عائلة الأسد, وبدون مغادرة القواعد العسكرية الروسية والخبراء العسكريين الروس والمخابرات الروسية من سوريا لا احد بالعالم يستطيع إسقاط نظام الأسد… والجهة الوحيدة بالعالم التي تستطيع اخراج روسيا وقواعدها وخبرائها العسكريين ومخابراتها من سوريا هي أميركا ولا أحد سوى أميركا .. ولا حل لمشكلة سوريا من دون أميركا نقطة ع السطر انتهى.
فإذا كان الأكاديمي الخائن برهان غليون لا يعرف هذه البديهية بعلم السياسة والاقتصاد فهذه مصيبة .. ويضرب هو ومن اعطاه شهادة السوربون ومن وظفه بالسوربون ومن جعله رئيسا للإئتلاف … أما إذا كان يعرف وقرر الخيانة وبيع المصالح السورية من اجل الفتات التي رمتها له قطر فالمصيبة اكبر..
في الفيديو يعترف غليون بأن الاميركان اعطوه مطالب بسيطة وهي من مصلحة السوريين, منها أن تشارك المرأة والأقليات بتقرير مصير سوريا وضمان عدم انتهاك حقوقهم الآدمية بعد إسقاط الأسد .. ولكن الخائن رفض استلام المطالب .. هو يعلل ذلك بان الوقت لم يكن مناسبا لمناقشة هذه الامور … ولك يا حمار يا خائن يا غليون ترفض التعامل مع الاميركيين الوحيدين القادرين على حل المشكلة السورية .. هذا يعني بأنك تقبل بأن يبيد الروس والايرانيين السوريين ويهجرونهم ويدمرون وطنهم ؟؟ ولك تفوه عليك انت وزملائك بالمعارضة من يساريين وجماعة الاخوان الخونة.. انتم شركاء المجرم بشار الأسد وبوتين وخامنئي واردوغان بقتل السوريين وستتم محاكمتكم جميعا من قبل الشعب السوري .. وان غدا لناظره قريب..
في الفيديو يعترف الخائن غليون بأنه قبض من قطر 5 ملايين دولار .. ومباشرة يبدأ يبرأ نفسه من انه سرق اي قرش منها من دون أن تتهمه جزيل ابدا .. ونحن نتسآل لماذا اصر غليون أن يبرئ نفسه امام جيزيل من السرقة والفساد مع انها لم تتهمه؟؟ الجواب لأنه فاسد وحرامي وهذا كان ثمن خيانته ورفضه التعامل مع الأميركان الوحيدين القادرين على حل المشكلة السورية, لصالح المصالح التركية والقطرية ببناء الخلافة العثمانية وضد المصالح الوطنية السورية.
الخائن غليون يعترف بأنه زار كل الدول الاوروبية واليابان والصين ورفض زيارة أميركا… ايها الخائن ماذا فعلت بهذه الدول ؟؟ وماذا استفادت الثورة من هذه الزيارات التي أنفقت عليها من ملايين قطر؟؟ الجواب الوحيد هو لكي يحصل على فواتير تغطي فساده وسرقاته .. ورفض زيارة أميركا مع انها الوحيدة القادرة على حل المشكلة السورية لأنه لا يستطع هناك أن يؤمن فواتير مزيفة لتغطية سرقاته فستفضحه المخابرات الأميركية.
انا اتحدى غليون بأن يقبل تعيين محاسب مستقل لكي يراجع التقارير المالية له وسيجد العجب العجاب.. وان غدا لناظره قريب.
من هنا نرى بأن أميركا الدولة العظمى بدفاعها عن حقوق وكرامة الإنسان عملت كل ما تستطيع لكي تساعد الشعب السوري لكي يتحرر من حكم عائلة الأسد الاستبدادية ومخابراته الوحشية المدعومة من المخابرات الروسية ولكن خونة المعارضة السورية من امثال غليون وزملائه من قادة اليسار وجماعة الإخوان فضلوا الخيانة وعملوا لمصالح مموليهم بدلا من المصالح الوطنية للشعب السوري.
وفي الختام نحيلكم إلى مقال المعارض السوداني محمد ميرغني الكاتب في موقع مفكر حر الذي ايضا يتحدث عن عمالة برهان غليون للديكتاتور السوداني عمر البشير ودفاعه عنه وعن جماعة الإخوان في السودان بالرغم من المجازر التي ارتكبها بحق الشعب السوداني تجدونه على الرابط التالي: برهان غليون .. بعثيٌ ( مُمانع ) في الخرطوم .. حقوقيٌ ( مُناضل ) في دمشق !! : ـ