اية وتعليق

الاية :
“وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ” البقرة 87
التعليق :
[ وآتينا عيسى ابن مريم البينات ]
انفرد عيسى المسيح بالبينات المعجزية التي هي مطابقة لما يعمله الله من معجزات خارقة ، فقد خلق واحيا الموتى ، و شفى المرضى و المشلولين ، وعلم بالغيب و تنبا عن موعد صلبه و كم يوم سيبقى بالقبر و متى يصعد للسماء ، و اقام الموتى من القبور .
س : من اتى المسيح البينات والمعجزات ؟
ج : الله
[ وأيدناه بالروح القدس] ! … من ايد المسيح بروح القدس ؟
ج : الله .
س : ما معنى تاييد الله للمسيح بروح القدس وبشهادة القرآن الواضحة ؟
ج : روح القدس اي روح الله القدوس، حل بجسد المسيح واتحد به عند بشرى الملاك لمريم وقال لها :” روح القدس يحل عليك وقوة العلي تضللك ، فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله” . وهذا هو التاييد والملازمة من قبل الله لقدوسه الوليد والمتجسد من روح الله مجسدا كلمته الازلية حيث نزل الروح القدس من عرش السماء واصبح انسانا له طبيعة الهية وطبيعة بشرية فهو قدوس الله . والقرآن ايد هذا الاتحاد بتعبير [وايدناه] .
لاحظ تسمية الملاك جبرائيل للمسيح المبشَر بولادته العذراوية ب (القدوس) وهذا الأسم من اسماء الله فقط . راجع اسماء الله الحسنى .


س : ما هي طبيعة الروح القدس الذي يؤيد المسيح ويلازمه طول حياته ؟
ج : روح القدس هو احد اقانيم الله الثلاثة (الذات الالهية – الكلمة – الروح القدس) .
لماذا تجسّدَ كلمةُ الله بهئية انسان و لم يتحد الروح القدس بنبي آخر ؟
الله لا يعط مجده لآخر .
يقول الكتاب المقدس : ” سفر إشعياء 42: 8
«أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ..”
مجد الرب عندما حل على المسيح لم ينتقل لآخر ، بل كلمة الله تجسد وتجلى بهيئة أنسان مبارك قدوس .
( الله كائن موجود بذاته – عاقل و ناطق بكلمته – حي بروحه ) ، فهل الله ثالث ثلاثة ام هذه صفات جوهرية ثلاث لله الواحد ؟ والقرأن يشهد ان الله ايّد المسيح الانسان بروحه اي اتحد به و جعله اية للعالمين ويتصرف بمشيئة الله على الارض ، ومنحه السلطان ان يخلق الاحياء ، و يحيي الموتى ، ويشفي المرضى ، ويعلم الغيب وما يدخر الناس في بيوتهم ، ويغفر الذنوب والخطايا ، علّم الحكماء الحكمة ولم يدخل مدرسة في حياته . اي المسيح الانسان وحده اختص من دون البشر بالقيام باعمال الله على الارض . كما اطلق عليه القرآن والانجيل لقب (كلمة الله وروح منه) . وكلمة الله بواسطتها خلق الله الكون وما فيه ، فهل كلمة الله ازلية ام مخلوقة بزمن ما ؟ ان اعترفنا ان كلمة الله مع الله من الازل و الى الابد ، فالمسيح كلمة الله موجود مع الله في السماء ليس بهيئة انسان انما بهيئة الكلمة منذ الازل . وهذا سر صعود المسيح بعد قيامته بعد الصلب الى مكانه الطبيعي في السماء حيث كان قبل ان ينزل كأنسان لتعود الكلمة الى عرش النعمة . علما ان الله لم يبق بلا كلمة ولا روح حاشا له بعد نزول السيد المسيح وتجسده على الارض بهيئة انسان . فالاقانيم الثلاث لا تفترق لانها غير ممتزجة بل منصهرة مع بعضها البعض ويكمل كل منها الاخر كإله واحد وليس ثلاثة . ونعود لنؤكد مرة اخرى ان الله ليس ثالث ثلاثة حسب الايمان المسيحي لأن المسيحية تؤمن باله واحد فقط وهي من الاديان التوحيدية . والا لما قال القرآن عن اتباع الانجيل انهم اقرب مؤدة للذين آمنوا ، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
اما تسمية ابن الله فهذا يدل على الانتساب الروحي و المصدري للمسيح الانسان ، وليس الانتساب التناسلي البيولوجي ، فحاشا لله ان يكون له ولد من صاحبة ، والمسيحية لا تؤمن بهذا الهراء .
نقول المسيح ابن الله كما نقول العراقي ابن الرافدين ، فلا الله ينجب اولادا ، ولا الرافدين يتزوج ويخلف اولادأ . والابن كلمة تقبل الانتساب المعنوي ، بينما الولد ينتسب لأبيه بيولوجيا .
مدير المدرسة يخاطب طلبته بقوله : ابنائي الاعزاء . فهل كل الطلبة هم اولاد مدير المدرسة بيولوجيا وجسديا ؟
نعود الى الاية التي تخاطب اليهود ، ( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) والمقصود بها فريقا من اليهود الذين كذبوا موسى وفريقا من اليهود الذين طالبوا الحاكم الروماني بقتل السيد المسيح لانه انتقد احبارهم وكهنتهم وقال لهم انا جئت من السماء و الله هو ابي الذي ارسلني . فقالوا انه يجدف اي يكفر بالله ويستوجب حكم الموت ، بالرغم من كثرة المعجزات التي عملها المسيح وشاهدوها بأم اعينهم ، وبالرغم من انهم ينتظرون المسيح المخلص ، الا ان الغباء والكبرياء اعمى بصائرهم ، ولتلافي الفوضى بين الشعب وللحفاظ على منصبه رضخ حاكم القدس بيلاطس البنطي بالحكم عليه صلبا بينما كان بقرارة نفسه يعتبره بارا وبريئا ولا يستحق الموت ، وقال لليهود اني برئ من دم هذا البار .
لماذا يتهم القرآن اليهود بقتل الانبياء ؟ (وفريقا تقتلون) … ولماذا جاء اتهامهم بالقتل بآية ذكر فيها المسيح بالذات ؟
انه اعتراف ضمني من القرآن بصلب المسيح وقتله بسبب شكوى اليهود عليه .
الاية القرآنية التالية :
” الذين يتبعون الرسول الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل”
س: اسم من مكتوب بالتوراة والانجيل ؟ هل هو اسم محمد رسول الاسلام ؟
ج : اسم محمد ليس اسم علم . بل هو وصف لرجل عظيم مثل الممجد والمعظم . وهذا الوصف كان يطلقه النصارى على المسيح، واسم المسيح ممجدا محمدا في التوراة والانجيل .
اما اسم محمد كنبي ورسول جديد سياتي ليؤسس دين الاسلام فهذا لا يوجد له ذكر في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بتاتا. لكن كثيرا ما يستخدم المسلمون الآيات التي تشير إلى المسيح في العهدين القديم والجديد للإشارة على انها تشير الى محمد رسول الاسلام . بينما هي وصف “للمحمد” الذي هو وصف للمسيح وليس لرسول الاسلام .
وهذه الاية التوراتية التي يخاطب الله بها موسى ” أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به”.
هذه الآية بحسب كل تفسيرات الكتاب المقدس وكبار علمائه تخص المسيح وليس شخصا آخر . لان يسوع المسيح هو من اخوة اليهود ومن سبط يهوذا في بني اسرائيل من طرف الام ، وليس محمد من اخوة اليهود ولا ينتم اليهم نسبا ولا مكانا ، فكيف يكون محمد من اخوة اليهود وهو من عشائر عربية وليس من بني اسرائيل ؟
وجود محمد كشخص تاريخي حقيقي قام بتأسيس دين جديد ، لا توجد مصادر معاصرة للزمن المفترض انه عاش فيه تؤيده . كما أن الأمر الأخطر هو عدم وجود براهين أركيولوجية مادية تثبت وجوده . وسيرة محمد كتبت بعد تاريخ وفاته بأكثر من 120 سنة استنادا الى النقل الشفاهي للاحداث والحديث النبوي ، ولا توجد مستمسكات مدونة تدل عليه . واول مسكوكة حملت اسم محمد كانت في زمن الامويين و الغريب انها تحمل رمزا للصليب . فقد كان المسيح هو المحمد والمبجل وليس غيره .
لم يأت اي مصدر اسلامي بذكر اسم محمد الا بعد اكثر من 120 سنة على وفاته في سيرة ابن اسحق الذي لم يعثر عليها في اي مخطوطة بل نقلها تلميذه ابن هشام عنه . ولم يذكر اسم الاسلام في اي مخطوط او اثر الا في زمن عبد الملك في الشام .
فهل كان نبي الاسلام محمدا ام المسيح هو المحمد والمبجل ؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.