النار الايرانية تحت الرماد السوري

ملالي ايران :
** الاسد ناكر المعروف وبوتين غادر وحماس خائنة وانتهازية
** لا يجوز أن ندفع نحن ثمن المحاربة وبعد الانتهاء من المشكلة يتمتع غيرنا بمائدة سوريا
** حماس أداة مستعملة فقدت كفاءتها

صافي الياسري
هذا الانقلاب الحاد على الحلفاء يكاد لا يصدق لكنه حقيقي عكسته وسائل الاعلام المحلية الايرانية وهو وان لم يطرح رسميا وعلى مستوى المسؤولين وانما اعلاميا فقط انما يمكن القول انه لا دخان بلا نار وهو الذي يدفعنا للتساؤل عما اذا كان علينا ان نتوقع خوقفا ايرانيا جديدا من حلفائها تمليه عليها اوضاعها الداخلية فضلا على متغيرات العلاقات بين ايران وحلفائها ،فبالنسبة للاسد كان مثار الغضب الايراني انه ابعد ايران عن الاستثمار في اعمار سوريا واتجه الى روسيا ،ومثار الغضب من روسيا انها نسيت حليفها الايراني او غدرت به والتفت عليه في هذه المسالة ،ومثار غضي الايرانيين ان حماس عادت اليهم مطاطئة الراس بعد ان خذلها الجميع وكانت قد خذلت ايران حين دعمت الثورة السورية وقدمتها عليهم .

وفي التفاصيل المنشورة داخل ايران وفي وسائل اعلام مقربة من الحكومة وكبار رموز ولاية الفقيه انه لم تمض بضعة أسابيع على مظاهرات واسعة النطاق هزت مضاجع النظام في
#إيران
والتي ترددت فيها مراراً وتكراراً شعارات
“اتركوا
#سوريا
واهتموا بنا” و”لا لغزة، لا للبنان، نعم لإيران”، لتنتقد صحيفة إيرانية مؤيدة لحكومة الرئيس
حسن روحاني
في مقالين لها، بشار الأسد الذي حظي بدعم طهران السخي طوال الأزمة السورية ووصفته بـ”ناكر المعروف” وتهجمت بشدة على حركة
#حماس
، ونعتتها بالخائنة وغير الموثوقة التي عادت إلى إيران مطأطئة الرأس بعد أن تخلى عنها الجميع.
وكانت صحيفة “قانون” الإيرانية نشرت خلال أسبوعين مقالين، أظهرت من خلالهما ما يدور في الأوساط السياسية الإيرانية القريبة من الرئيس روحاني بشأن الوضع في كل من سوريا وفلسطين، فانتقدت في الأولى الأسد لنكرانه المعروف الإيراني، تحت عنوان “لا شيء! هو حصة إيران من سوق الشام”، وتهجمت في الثاني على حماس تحت عنوان “حماس مطأطئة الرأس وخالية الوفاض”، متهمة الحركة بدعم الثورة السورية والتعاطي الازدواجي مع إيران واستغلالها لطهران.
وأشارت الصحيفة إلى دعم طهران لبشار الأسد و”استشهاد أفضل أبناء إيران”، حسب تعبير “قانون”، للدفاع عنه وشككت في أن تتمكن إيران من حصاد ما زرعته في سوريا بالقول “يبدو أنه على الرغم من كافة الجهود والتضحيات في سبيل الحق، وقطع يد داعش من سوريا، ليس من المقرر أن تحظى الدولة الداعمة للأسد على حصتها من سوق الشام”.
ويستخدم تعبير “بازار شام” أي “سوق الشام” في اللغة الفارسية للإطلاق على الأسواق المزدحمة، فتحاول الصحيفة باستخدام هذا التعبير أن تشبه تزاحم الدول في المنافسة على أرض سوريا بـ”سوق الشام” الذي تضيع فيه المصلحة القومية الإيرانية.
وكان موقع تابناك القريب من الجنرال محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، نشر هو الآخر مقالا تحت عنوان “الروس یلتفون على إيران بشكل سيئ”، وكان هذا منذ فترة ثم حذفه بعد ذلك. وهذا المقال الأخير كان ينتقد السياسات الإيرانية في سوريا، حيث أوضح أن “الروس قطعوا يد إيران من المساهمة في إعادة بناء سوريا”، مضيفا “وفقا للتوافقات بين حكومتي روسيا وسوريا تم إبعاد الشركات الإيرانية إلى حد ما من عملية إعادة بناء سوريا والاستثمار فيها. فإذا أرادت إيران أن يكون لها دور في إعادة الإعمار عليها أن تتفاوض مع الروس، وهذا ليس تكهنا صحافيا بل يعتبر أمرا مطروحا على طاولة الحكومة ويثير قلقها بشدة”، واتهم الموقع الإيراني الروس بالخيانة وضرب مصالح طهران والالتفاف على جهودها في سوريا واليمن”.
وفي ختام مقالها بخصوص سوريا والذي يلامس شعار المحتجين الإيرانيين “اتركوا سوريا واهتموا بنا”، أشارت الصحيفة إلى قتلى إيران وميليشياتها من الأفغان للدفاع عن نظام الأسد، مشددة على “عدم السماح للأسد أو أي طرف آخر أن يحاول إبعاد إيران من عملية إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء داعش”، لأن هناك “علاقة بين مصالحنا القومية والاقتصادية والمادية”، “فلا يجوز أن ندفع نحن ثمن المحاربة وبعد الانتهاء من المشكلة يتمتع غيرنا بمائدة سوريا، هذا يتنافى والشرف.. علينا أن نأخذ حقنا، لأن الحق يؤخذ ولا يعطى، فلا يجوز التنازل عنه، لأن الشعب الإيراني له حصة في هذا الانتصار”.
وكانت طهران جلبت آلاف المقاتلين من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، ونظمتهم في ميليشيات دربتها وسلحتها للحيلولة دون انتصار الثورة السورية ضد بشار الأسد. ودعمت النظام السوري بمليارات الدولارات، ويرى الكثير من الإيرانيين أنه أولى بهذه الأموال، خاصة أن 30 مليون إيراني حسب مصادر رسمية إيرانية يعيشون تحت خط الفقر.

وكانت حركة حماس ومعها “الجهاد الإسلامي” في غزة حظيت بدعم طهران المادي، إلا أن صحيفة “قانون” تهجمت بشكل لاذع على الحركة في مقال تحت عنوان “حماس مطأطئة الرأس وخالية الوفاض”، ونعتتها بالخيانة والانتهازية والازدواجية، واتهمتها بالعمل ضد المصالح الإيرانية، إلا أنها رأت في محاولة حماس الأخيرة نوعا من التودد لطهران بعد أن تركها الجميع، والتي عبرت عنه بالعبارة التالية “بعد أن فشل أعداء إيران في بلوغ أهدافهم”. وأشارت الصحيفة إلى رسالة بعث بها إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس إلى المرشد الإيراني علي خامنئي ليعبر عن “ندمه” على مواقفه السابقة كما جاء في المقال.
وبعد أن أشارت إلى تفاصيل تلك الرسالة، كتبت تقول “من جرب المجرب حلت به الندامة”، معتبرة حركة حماس عبارة عن “أداة مستعملة فقدت كفاءتها وهي يئست من الدول العربية والغربية”، مؤكدة “أن المسؤولين الإيرانيين لن يولوا اهتماما يذكر بها، لأنها سقطت في الامتحان”.
وواصلت “قانون” تقول “نتذكر جميعا كيف عارضت حماس بقاء الأسد في الحكم في ذروة الاشتباكات في سوريا ولأسباب عقائدية، وترددت أنباء بعض الأحيان عن تعاطف بعض الفلسطينيين مع داعش وكانوا يرفعون علم داعش في غزة”.
ثم انتقلت الصحيفة إلى ما اعتبرته موقف حركة حماس من الوضع في اليمن تحت عنوان “دم الشعب اليمني يلطخ ثياب حماس” في عملية وصفتها الصحيفة بـ”السعي لمصارعة الجمهورية الإسلامية في اليمن” و”التواطؤ مع أعداء النظام الإيراني بشكل أو آخر هناك”، مشيرة إلى تأييد حماس لعاصفة الحزم، واعتبرت ذلك “وصمة عار على جبين حماس”.
ومعلوم أن طهران تدعم الحوثيين في اليمن، وتقف ضد الدولة الشرعية المعترف بها دوليا، والتي تحظى بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
ويتهم معارضو النظام الإيراني طهران بتبذير أموال الشعب على “الجهاد الإسلامي” وحركة “حماس” في غزة و”حزب الله” في لبنان، وهذا انعكس في شعارات المتظاهرين في احتجاجات 2009 وفي الاحتجاجات الأخيرة من خلال هتاف “لا لغزة، لا للبنان، روحي فداك إيران”.
هذا وواصلت الصحيفة توجيه النقد اللاذع لحركة حماس واتهمتها بـ”حب المال” و”الهرولة وراءه”.
وبعد أن سردت الصحيفة علاقات حركة حماس بكل من قطر وتركيا وإيران ودول عربية، استنتجت بأن “خلفية تحركات حماس لم تكن مناسبة بتاتا” و”لا تحظى بمكانة في المنطقة، لذا لا ينبغي الوثوق بها، فلا يجوز التصرف بطريقة تسمح لأي جماعة أن تدير ظهرها لإيران لفترة ما ولكن تعود إليها من جديد عندما تصبح خالية الوفاض” في إشارة صريحة لحركة حماس

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to النار الايرانية تحت الرماد السوري

  1. س . السندي says:

    ١: يستدل من الاحداث والمعلومات التي ذكرها الكاتب وهى في معظمها صحيحة أن ملالي قم وطهران أكلوا الخازوق الاول في سوريا والثاني في اليمن والثالث في العراق والرابع في لبنان ، ولكن أقواها خازوق الشعب الإيراني المخصص لجحر الولي الفقيه ورئيسها الدجال روحاني ؟

    ٢: لقد قلتها قبل سنتين أن الغرب يدرك جيداً ماذا يفعل في سوريا ، ولا قيامة في سوريا من دون خروج الولي السفيه منها مدحوراً دليلاً وبخفة حنين ، وهو الجاري ، والمسالة ليست بيد الدمية الاسد ، فهو بين سكين الشعب السوري الذي يرفع نفوذ وعفن الملالي وبين سكين الروس ، ولولا الروس لخوزق الاسد ومعه الملالي الذي أطالوا أمد الحرب لتحقيق أجندتهم في سوريا والمنطقة ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    مبروك لملالي قم وطهران الخوازيق جميعاً ، فغبي من يتصور نفسه بغلاً وهو أصلاً حمار ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.