“رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ “سورة إبراهيم,آية37.
من خلال قراءتي للميثولوجيا القرآنية وخصوصا قصة حفر بئر زمزم حيث سكن إسماعيل وأمه هاجر أرض (مكة-بكة-مقة) التي لا يوجد فيها ماء , يتبادر إلى ذهني السؤال التالي عن الماء والغذاء وواقعية القصة أو تلاشيها بين الواقع والأسطورة.
فإبراهيم حسب القصة أسكن ابنه وزوجته هاجر+إسماعيل, في وادٍ غير ذي زرعٍ,ومن ثم أخرج لهم الله بضربة من جبريل الأرضَ بجناحه فانفجرت من الأرض ماء زمزم,حسنا, حتى الآن القصة مفهومة,ولكن كيف استطاع إسماعيل الطفل الرضيع وأمه هاجر من العيش في مكة بوجود الماء وحده؟ فالماء وحده لا يستطيع الإنسان أن يعيش بواسطته,فالإنسان يحتاج إلى النباتات وإلى البروتين النباتي والحيواني,وهذه بحد ذاتها معضلة لا ينتبه إليها أحد.
وبعد انهيار سد مأرب في اليمن, خرجت القبائل العربية كلها من اليمن بحثا عن الماء والغذاء معا, ولم تكن القبائل العربية موجودة إلا في اليمن , وتوجهت كل قبيلةٍ عربية إلى منطقة معينة تسكنها,وكانت الطائف من نصيب قبيلة ثقيف,ومكة من نصيب قبيلة (جرهم) وتقاسموا مع هاجر وإسماعيل ماء زمزم,ومن المعروف جيدا في المصادر العربية التي تتحدث عن العرب,أن أصل كل القبائل العربية من اليمن,وإسماعيل ليس عربيا بل من العرب المُستعربة التي تطفلت على الجزيرة العربية وسكنت فيها,ومن الطبيعي أن يسكن الناس حيث يوجد الماء وحيث توجد الأعشاب,فالماء وحده لا يكفي مطلقا,وكانت مكة في ذلك الوقت خالية الوفاض من الماء ومن الغذاء معا,ولكن بمعجزة من الله حسب الميثولوجيا القرآنية انفجرت الأرض بماء زمزم,ولم تنفجر الأرض بالأعشاب, فكيف عاش إسماعيل وأمه على المياه وحدها دون الغذاء.
طبعا القصة هنا لا تؤخذ بالمعقول ولا توزن بميزان الذهب إلا إذا كانت فقط لا غير من أجل العبرة والحكمة, فالراوي الذي روى القصة كان يرويها فقط من أجل أن يقول بأن الرزق على الله وعلى الإنسان أن يعبد الله دون أن يفكر برزقه,وهذا ما حدث مع إسماعيل وأمه هاجر التي استغربت هي أيضا من ترك إبراهيم لها في مكة بدون طعام وبدون ماء….إلخ, فهمنا مما سبق ذكره أن الحياة العامة للناس في مكة كانت ذات نمط ديني واتكالي على ألله وكانت حياة الناس تعتمد بالتوكل على ألله في بقعة صحراوية غير منتجة للسلع الغذائية ما عدى السياحة الدينية التي اهتم بها تجار مكة, وكانت للحياة أنماط من التواكل على الذين يأتون من خارج مكة ويأتي الرزق معهم وهذا الأمر عمل على إنعاش الحياة العامة وقد كسبت من ذلك مكة اسمها فيقال أن معنى اسم مكة :من ازدحام الناس فيها وقد امتص أو أمتك الفصيل ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا ….وقيل لأنها جذبت الناس إليها جذبا وقيل أنها من لفظ بابلي ومعناه :مك :أي :ألبيت.
أما من الناحية العلمية فتبدو القصة كلها عبارة عن أسطورة غير واقعية مطلقا,فعندما تظهر المياه في أي بقعة تنتشر الزراعة حولها,ولكن حتى تنتشر الزراعة فهنالك مدة زمنية طويلة,ومن المستحيل أن يبقى إسماعيل وأمه على قيد الحياة ريثما يزرعون وتنبت المزروعات ليأكلوا منها, فالقصة كما قلنا تخدمُ قضية واحدة وهي أن الرزق على الله وعلى البشر العبادة أولا ومن ثم يأتي الرزق بعد العبادة,ومن هنا علينا من الناحية العلمية أن نسقط من حساباتنا معقولية القصة,فالقصة من حيث المعقول تبدو غير معقولةٍ نهائيا,وهي عبارة عن دلائل رمزية,نستدل على رمزيتها من خلال تفكيك النص وبناءه من جديد,لنشعر أننا أمام قصص تصلح فقط أن تقال للأطفال عند النوم,ولكن من حيث الواقع تبدو مستحيلة جدا,فكيف يعيش طفل رضيع مع أمه باعتمادهم على الماء وحده في صحراء تصل درجة الحرارة فيها صيفاً إلى أكثر من 60ْ مأوية.
ماقل ودل … وتساءلات لكل ذي عقل ؟
١: أليس القران كلام الله أنزله جبريله على نبيه في زمن قدره 23 عام ، طيب سؤالنا هل يعقل ان يكون الله هو القائل
( ربنا أني أسكنت من ذريتي في واد غير ذي زرع ….. الخ سورة ابراهيم 37 ) ؟
٢: هل يعقل ان يكون الله هو القائل ( بسم الله الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالمين ) ؟
٣: يقال شي من العقل والتفكير قد يكفي لتميز العاقل من بين الجهال والحمير ، سلام ؟