هل تعلم أن العربية كادت تنتهي على يد الأَتراك سنة 1908 من خلال سياسة التتريك التي اتبعها العثمانيون.! والذي نفخ الروح بهذه اللغة هم المسيحيون..فبعد أن كانت كُل مراسلات دولة الخلافة العثمانية التي تسبحون بحمدها باللغة التركية ، جمع المسيحيون شتات اللغة العربية ورفضوا الخضوع لسياسة التتريك وقرارات حكومة الإتحاد والترقي .! هل تعلم إِنَّ أول مطبعة في العالم العربي،كانت في لبنان وهي مطبعة حجرية جلبها الآباء الموارنة المسيحيين سنة 1733.! وهي التي كانت تسمى مطبعة دير الخنشارة ، هل تعلم إِنَّ أول كتاب مطبوع بالحرف العربي هو كتاب تحت عنوان (ميزان الزمان) طبع في هذه المطبعة.! هل تعلم إِنَّ أَول دائرة معارف عربية مرتبة على غرار الموسوعات العالمية كانت من تأليف المعلم بطرس البستاني.! هل تعلم أن أول قاموس عصري في اللغة العربية (معجم محيط المحيط) سنة 1870 كان للمعلم بطرس البستاني.! والذي صار المرجع لترتيب كل القواميس والمعجمات اللاحقة ،وحينما قرأه السلطان العثماني، قال : عفارم عفارم..واهدى المعلم البستاني الوسام المجيدي
مواضيع ذات صلة: المسيحيون هم الجذور: رداً على نبيل فياض
السيد طلال عبد الله الخوري
هناك تناقض واضح في ادعائك أن ” العثمانيين ” أرادوا إقصاء اللغة العربية ، واستبدالها باللغة التركية ، وسأبين لك تلك التناقضات ..
ولكن يجب أولا إجراء فرز لمعنى كلمة ” العثمانيين ” والمقصود منها … فأغلب من يستخدم هذا التعبير وخصوصا في الوقت الراهن وخلال البحث عن نقائص وعيوب هؤلاء الأتراك الذين أُطلقت عليهم هذه الصفة ، هم العلمانيون بشكل خاص لأنهم يريدون تشويه الحزب الإسلامي الحاكم في تركيا بعد النجاحات الإقتصادية والسياسية العظيمة التي حققها لتركيا خلال 13 سنة من تربعه على رأس السلطة ،وكذلك أنصار نظام طاغية الشام للهدف ذاته ، ولإقناع القطيع التابع لهم بأن تركيا هي سبب الدمار الحاصل في سوريا ، وليس نظام الطاغية نفسه ، وأيضا بعض الطوائف الأخرى في سوريا و التي ـ حسب ما يرون ـ عندهم ثارات ودعاوى مذابح ضد هؤلاء ” العثمانيين ” وهذا موضوع منفصل لا علاقة له بما نتكلم عنه ..
ولذلك فلا بد من الفصل في تحديد هوية ” العثمانيين ” بحيث يكون المقصود من تلك التسمية ، تلك الفترة التي كانت فيها خلافة إسلامية ( بعض النظر عن قبول البعض بهذه التسمية أو عدم القبول بها ) ، وبين الفترة التي أعقبت سقوط الخلافة وتفكك الدولة العثمانية ، وظهور وريث لهذه الخلافة ، مصطفى أتاتورك العلماني وحزبه
وهاك بعض ما يدحض فكرتك سيد طلال :
1 ـ بمقارنة بسيطة بين ما فعله الإستعمار الفرنسي خلال 130 سنة من احتلال الجزائر ، وأقل منها بكثير من السنين في احتلال المغرب وتونس ، واقترابهم كثيرا من طمس اللغة العربية تماماً وإحلال اللغة الفرنسية محلها والتي مازالت مستخدمة عند أكثرية تلك الشعوب العربية المغاربية حتى الآن كلغة يومية ، ورسمية أيضا ، وما فعله الأتراك خلال 400 سنة من حكمهم للبلاد العربية بما فيها الجزيرة العربية ـ بلد المنشأ للغة العربية وفيها نزل القرآن الكريم باللغة ذاتها ـ …..
فهل كانت النتيجة واحدة مع افتراض تساوي المدة بين الفرنسيين والعثمانيين ؟؟؟؟
لا أظنك تستطيع أن تقول : نعـــــــم ……
2 ـ إن المستعمر الذي يريد تغيير لغة البلاد التي استعمرها ، فأول ما يقوم به هو استخدام لغته في الدواوين الرسمية للدولة مثل النفوس والأملاك العقارية ومكاتبات الوزارات بين بعضها ومع الجهات التابعة لها أو التي تربطها بها علاقات رسمية ..
فهل يوجد في الأرشيف السوري خاصة ، والعربي عامة ، ما يشير أن العثمانيين قد فعلوا ذلك .. ؟؟؟
3 ـ من يريد أن يلغي لغة قوم ، ليـُحل محلها لغته ، لا يأخذ الحروف الأبجدية من لغة أولئك القوم ، ويستخدمها في لغته بدل حروف لغتة الأصلية ..
ورغم أنه قد مضى 100 سنة على محاولة الحكومات التركية العلمانية المتعاقبة التخلص من المفردات العربية في اللغة التركية واستبدالها بمفردات فرنسية أو أنكليزية أو أوروبية ، فما زالت تحتوي على أكبر عدد من المفردات العربية حتى اليوم مقارنة بغيرها من اللغات :
اللغة العربية
6.459
اللغة الفرنسية
5.180
اللغة الفارسية
1.361
اللغة الإنجليزية
456
اللغة اليونانية
425
اللغة الألمانية
95
لغة لاتينية
77
اللغة الروسية
4 ـ الآثار العثمانية الموجودة في سوريا ، من الخانات والأسواق والجوامع وغيرها ، كلها تقريبا تحمل لوحات على مداخلها مكتوبة باللغة العربية ؟؟
فلماذا لم يستخدموا لغتهم على الأقل في هذه اللوحات ؟؟
5 ـ قولك وأنت تنسب الفضل في الحفاط على اللغة العربية للمسيحيين ، أنهم أنشؤوا المطابع منذ عام 1733 وحتى نهاية عهد العثمانيين ، يدل على عكس ما تقوله تماماً .. فهل من يريد أن يفرض لغته ، يسمح بقيام مطابع في البلاد التي تقع تحت سيطرته للغة التي يريد إلغاءها ؟؟؟؟؟؟؟ ويسمح للناس الذين يعيشون تحت سلطته بإصدار الصحف والمجلات بلغتهم .. ؟؟؟؟
وأدعوك للمقارنة فقط بين السياسات التي تتبعها الأنظمة لفرض قراراتها ورؤيتها على الدول التي تقع تحت سيطرتها ، فعندما قامت الثورة المشؤومة ( 8 آذار 1963 ) كان القرار رقم 4 بتاريخ 13/3/1963 يقضي بإغلاق كافة المطابع التي تطبع الصحف والمجلات والدوريات في سوريا كلها ، ومصادرة مطبوعاتها ومقراتها وآلاف الطباعة ، وحجز أموال اصحابها وأقاربهم من الدرجة الاولى .. ؟؟؟؟؟ وطبعا بالقوة وتحت تهديد السلاح والبطش والإرهاب ..
5 ـ تقول في مقالتك ، وهذا دليل قوي ضد الفكرة التي تريد إيصالها :
{{ هل تعلم أن أول قاموس عصري في اللغة العربية (معجم محيط المحيط) سنة 1870 كان للمعلم بطرس البستاني.! والذي صار المرجع لترتيب كل القواميس والمعجمات اللاحقة ،وحينما قرأه السلطان العثماني، قال : عفارم عفارم..واهدى المعلم البستاني الوسام المجيدي }} ..
فهل إهداء السلطان العثماني الوسام المجيدي لمن أنجز قاموس اللغة العربية ، يعد محاربة للغة العربية ، أم تعظيماً لها ؟؟؟؟
أنا يا سيد طلال ، مع كرهي للإسرائيليين المحتلين لفلسطين والجولان ، ورفضي لجرائمهم الممتدة منذ أكثر من ستين عاما ، لا أنكر أنهم قد بنوا دولة ديمقراطية ، ولديهم قضاء مستقل إلى حد كبير ، ويجب علي أن آخذ منهم ما استطعت أية علوم أو أنظمة أو تقنيات تفيدني في حياتي ومستقبلي ..
وبمناسبة الضجيج الإعلامي العالمي حول مذابح الأرمن والذي قد بلغ مداه ، حيث ركب الموجة من ركبها من المسيحيين بمختلف طوائفهم ، وكل واحد منهم يتهم ” العثمانيين ” بمذابح ضد قومه وبأرقام مبالغ فيها حتى ولو كانت تلك المذابح صحيحة ، وتهم بالتهجير وغير ذلك ..
وبنفس الطريقة التي اتبعتها في الرد على ما كتبته على موضوعك أعلاه بالنسبة للغة العربية خلال عهد العثمانيين ، أسأل : لو كان العثمانيون مجرمون بهذا الشكل ، وكانوا يكرهون المسيحيين على وجه التحديد وبدون أسباب ، فكيف بقي المسيحيون في البلاد العربية التي كانت خاضعة للعثمانيين ، وكيف كانوا يتمتعون بحرية العبادة والصحافة والطباعة .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما دخلي وما علاقتي بالمقال؟؟