ديوان الزندقه
التكفير في زمن الدولة الاموية اتخذ تسميات ام تتجاوز الاتهام بالخروج على امام العصر او ولي الامر السلطاني ،ودعي هؤلاء بالخوارج والروافض وهذه التسمية اطلقت على اولئك الذين اعترضوا على التحكيم ونتيجته ، ولكن ديوان الزندقة الذي تاسس في العهد العباسي الاول على يد الخليفة العباسي الثالث – المهدي -،كان هو الاداة السياسية الدينية القمعية الاشد شراسة بيد الخلفاء العباسيين الذين واجهتهم حركات معارضة عديدة وثورات وتوجهات ايديولوجية اسست لتلك الثورات والعصيان واتخذت مناحي اجتماعية وثقافية وادبية ايضا ،هنا نحاول كشف بعض اوجه الزندقة والكيفية التي تمت بها مواجهتها ،وكيف استغلها السلطان لمواجهة المعارض او المخالف او الاخر ،فهي ذات الكيفية التي يعتمدها التكفيريون اليوم ،وانا لا اقيس هنا معايير التكفير زمن العباسيين وما قبلهم او ما بعدهم قبل راهننا اليوم بمعايير زمني ويومي بل على العكس ارد الحركة التكفيرية راهنا الى جذور اقتطعها تكفيريواليوم واتخذوها نبراسا وانجيلا لهم لاباحة دم وعرض ومال الاخر بقانون ديني يحرم على الاخر حتى وجهة النظر البسيطة المخالفة او الناقده وفهم النص الذي يطرق خارج قوالب التفسير المحنط .
ذلك هو ما عبده المهدي لتكفيري اليوم وانظر بشاعة تعامله مع من اطلقت عليهم الحركة التكفيرية تسمية الزنادقة ،واوجد السلاطين لهم ديوانا تحت اسم ديوان الزنادقة الذي كان بمثابة محاكم التفتيش المسيحية التي انشأها رجال اليدن التكفيريون الكاثوليك في القرنين 14 و 15 م وبخاصة في اسبانيا والبرتغال للتنكيل بكل معارضي الملوك والكنيسه واصحاب الراي الناقد او الخارج على المالوف والقوالب وكانت التهمة الجاهزة هي الهرطقة ،وهي تسمية لا تختلف في فحواها ومفهومها عن الزندقة ،وقد اثخن الخليفة العباسي المهدي في التنكيل بمن اتهمهم بالكفر والزندقة وقد كان يشرف بنفسه على التنكيل ببعض المعارضين. ففي سنة (163 هـ) “عَبَرَ الفُراتَ إلى حَلَب، وأرسل، وهو بحلب، فجَمع مَن بتلك الناحية مِن الزنادقة، فجُمعوا، فقتلَهم، وقَطَّعَ كتبَهم بالسَّكاكين” (ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 6/60).
وقال المؤرّخ الطَّبَري: “بَلَغَ المَهديَّ أنّ محمّداً ابنَ وزيره أبي عُبَيْد الله مُعاوِية بن يَسار قد تَزَنْدَقَ، فأمر به فأُحضِر، وأُخرِج أبوه، ثم قال له: يا محمّد، اقرأ (أي: اقرأ القرآن). فلم يُحْسِن أن يقرأ شيئاً. فقال لأبيه: ألم تُعلِمْني أنّ ابنك يحفظ القرآن؟! قال: بلى، ولكنه فارقني من سنين، وقد نَسِي. قال: فقمْ فتقرّبْ إلى الله بدمه (أي: اقتله). فقام أبو عُبيد الله، فعَثر ووَقع وارتَعَد. فقال العبّاس بن محمّد عمُّ المَهدي: إنْ رأيتَ أن تُعفيَ الشيخَ مِن قَتْلِ ولدِه، ويتولّى ذلك غيرُه؟ فأمر المَهديُّ بعضَ مَن كان حاضراً، فضُربتْ عنقُه بحضور أبيه”. (الطَّبَري: تاريخ الطبري، 8/139).
وذكر الطَّبري أيضاً أن المَهدي أوصى ابنَه الهادي بأن يستأصل الزنادقة، فلما تولّى الهادي الخلافةَ نفّذ الوصيَةَ بحذافيرها، وأمر بإعداد ألف جِذْع (خشبة) لصَلْب الزنادقة عليها، وقال: ” لئن عشتُ لأقتلنّ هذه الفِرقة كلَّها، حتى لا أتركَ منها عَيْناً تَطْرِف (أي: أبيدهم)” (الطَّبَري: تاريخ الطبري، 8/220). وذهب آلافُ المثقفين والساسة ضحيةً لمحاكم التفتيش الإسلامية.
وتابع الخليفة المأمون بن هارون الرشيد سياسةَ إبادة المعارضين بتهمة الزندقة، فعقد لهم المحاكمات، وبلغه ذات مرة خبرُ عشرة من الزنادقة في البَصْرة، وأنهم يعتنقون المانَوِية، فأمر بحَملهم إليه، فلما وصلوا إلى بغداد أُدخلوا عليه واحداً واحداً، فيسأله عن مذهبه، ويدعوه إلى البراءة من ماني، ويُظهر له صورتَه، ويأمره بأن يَتفُل عليها، وغير ذلك من العلامات المميّزة للزندقة، فلما أَبَوا أمر بضرْبهم بالسيف (المسعودي: مروج الذهب، 3/332).. وفي الحقيقة فان العباسيين تتبعوا النشاط السياسي للشعوبيين والزنادقة واصحاب الفلسفات الخارجة على التنميط وارعبهم تغلغلهم في صفوف الموالي الذين كانوا ينتمون لاحزاب العلويين ويتعاطفون مع دعوتهم لاسقاط الدولة العباسية ،فتتبعوهم في كل مخبى وطريق بشراسة لا مثيل لها ،فقد عدوها مسالة بقاء او فناء ، وهذا غيض من فيض من دموية سلوك الخلفاء العباسيين نحو الاخر .
اما الزندقة في تعريفها فهي تسمية تطلق على كل من يتبع كتاب (زَنْد)، كما اورد الكاتب الباحث نصر الدين ابو طالب ، والزند كتاب لزردشت بن أسبيمان شرح فيه كتاب الفرس المسمى (الأفستا) ثم عاد فشرح الزند بكتاب آخر سماه (البازند) … فالزند لفظ فارسي معرب مأخوذ من الفارسية، والأصل فيها كما جاء فـي اللسان (زندكراي)، ومعناه القائل ببقاء الدهر. وهو معنى ليس فـي كلام العرب؛ لهذا أقاموا اللفظ الفارسي مقامه … وصار لفظ (الزندقة) مصدراً واسماً، والمفرد المذكر منه (زنديق) والجمع (زنادقة) وفعله (تزندق: اعتنق الزندقة).
ب – الزندقة تطلق – غالباً – على جماعة ماني بن يزيد المولود سنة (٢١٥ أو ٢١٦م)؛ وعلى معتنقي مذهبه، الذي عاش حتى القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، وكان قد أقر بنبوة عيسى وزردشت، وادعى النبوة… فإذا كانت الزندقة فـي الأصل تدل على من يتبع كتاب الزند فإنها صارت تطلق على المانوية الذين يأخذون به وبغيره من الكتب المقدسة، ويشرحونها وفق تأويلاتهم الخاصة. فالمصطلح يدل على الثَّنَوية المانوية؛ إذ نشأ العالم من النور والظلمة، وعن النور نشأ كل خير، وعن الظلمة نشأ كل شر.
ومن ثم فإن المانوية تحرّم الذبائح، وتكره إراقة الدماء، وتزهد فـي أكل اللحم والمتع والشهوات… وكل من يفعل فعلها يوصم بالزندقة، وهو ما عرض له الجاحظ وغيره.
ومن ثم صارت الزندقة تعني كل من أظهر الإسلام، وأسرّ المانوية، على مذهب المنافقين.
ج – الزندقة تعني اتباع المجوس عامة:
ظهر مزدك فـي فارس ودعا إلى مذهب ثنوي يقول بالنور والظلمة، وقد شرح – أيضاً – كتاب (أفستا) لزردشت، وصار كل من يدين بماني أو مزدك زنديقاً، وحكى الآلوسي عن ابن الكمال أن مفهوم الزندقة «يطلق على المزدكية».
ومن هنا يبدو لنا أن الزندقة كانت تطلق على طائفة من المانوية ثم استعملت فـي المانوية جميعاً على جهة النفاق، ثم استعملت كذلك فـي دين المجوس كلهم؛ ثم عرفت فيمن أظهره، ولم يعلن الإسلام؛ كالذي يرويه الجاحظ (ت ٢٥٥هـ) عن كتب الزنادقة فيقول فـي (الحيوان) على لسان إبراهيم بن السندي: «وددت أن الزنادقة لم يكونوا حرصاء على المغالاة بالورق النقي الأبيض؛ وعلى تخيّر الحبر الأسود المشرق البرّاق، وعلى استجادة الخط والإرغاب لمن يخطّ، فإني لم أر كورق كتبهم ورقاً… قلت لإبراهيم: إن إنفاق الزنادقة على تحصيل الكتب، كإنفاق النصارى على البيَع …» [١٢]. «والذي يدل على ما قلنا أنه ليس فـي كتبهم مَثل سائر، ولا خبر طريف، ولا صَنعة أدب، ولا حكمة غريبة، ولا فلسفة، ولا مسألة كلامية، ولا تعريف صناعة، ولا استخراج آلة؛ ولا تعليم فلاحة، ولا تدبير حرب، ولا مقارعة عن دين، ولا مناضلة عن نِحلة. وجلُّ مافيها ذكر النور والظلمة، وتناكح الشياطين، وتسافد العفاريت… وكله هَدر وعِيٌّ وخرافة، وسخرية وتكذُّب، لا ترى فيه موعظة حسنة، ولا حديثاً مونقاً، ولا تدبير معاش …»
– الزندقة تعني المجون والخلاعة والاستهتار والتظرف:
توسع مفهوم الزندقة عند العامة، قبل الخاصة ليصبح مصطلح الزنديق دالاً على كل متهتك مجاهر بالفجور، متبجح به… فهو الإباحي المتفلّت من القيم، والأخلاق الفضلى. ويبدو أن هذا المعنى قد شاع بسرعة على الألسنة والسبب فـي ذلك أن الاستهتار والعهر يؤدي إلى إشاعة الرذيلة والشر بين الناس مما يؤدي إلى المساس بالخلق، ومن ثم بالدين وتعاليمه… فالزندقة بهذا الاتجاه إنما تمثل انحرافاً فـي السلوك القويم، وهو ما يأباه الإسلام… فلما أمعن بعض الأدباء والفلاسفة والمفكرين فـي فجورهم حتى اشتهروا به؛ إذ كان همّهم المتع من الشهوات كلها… التصقت بهم تهمة الزندقة التي تعني الزيغ والشذوذ عن التيار الاجتماعي الخلقي العام، ومبادئ الدين الحنيف … وإن لم يكن بعضهم زنديقاً فـي الحقيقة.
ولعلّ المعري قد ذهب إلى هذا كله حين تحدث عن الزنادقة فـي رسالة الغفران؛ وأدخلهم جميعاً فـي نار جهنم؛ مثلهم فـي ذلك مثل الوليد بن يزيد المستهتر؛ ومنهم أبو نواس ودعبل الخزاعي وبشار بن برد وصالح بن عبدالقدوس … وإذا كان المعري قد توسّع فـي مفهوم الزندقة فشمل بها المجان والملحدين فإنه لم يذكر فيهم ابن المقفع، وكذلك فعل ابن النديم محمد بن إسحاق (ت ٤٣٨هـ / ١٠٤٧م) [١٥].
فالزندقة بهذا المعنى ملتصقة بالفسق والفجور وكلاهما مرتبط بشرب الخمرة كما يقول أحد الشعراء واصفاً نفسه:
اسقني بالكبير إني كبير
إنما يشرب الصغيرَ الصغيرُ
لا يغرنّك يا عبيد خشوعي
تحت هذا الخشوع فسق كبير
وأفرط بعض الشعراء فـي الفجور والإباحة، وجهروا بالقول، وربما وصل بعضهم إلى درجة السخرية من بعض المبادئ الدينية كما فـي قول بشار:
لا خير فـي العيش إن كنا كذا أبداً
لا نلتقي وسبيل الملتقى نَهَجُ
قالوا: حرام تلاقينا! فقد كذبوا
مافـي التزام ولافـي قبلة حَرَجُ
إني أبشر نفسي كلما اختلجت
عيني، أقول بنيل منك تختلجُ
من هنا ارتبطت الزندقة فـي هذا المعنى بمعان أخرى كالتملّح والظّرف والفكاهة فـي الفعل والقول، ولا بأس فيه عند فئة من الناس مالم يكن صادراً عن مفهوم الإلحاد والشك فـي العقيدة الإسلامية … ولهذا شاع فـي العصر العباسي وصف الزنديق بالظريف؛ كما فـي قول أبي نواس [١٨]:
وصيف كأس، محدِّثٌ، ولها
تيهُ مغنٍّ وظرف زنديقِ
ومهما يكن رأي بعض الناس فـي الزندقة التي أخذت معناها من التهتك والشراب والفحش فـي القول والفعل تحت وطأة السكر… فإن ذلك كله يندرج فـي الإنسان شيئاً فشيئاً ليخرجه من دائرة الحق والصواب، ومن الإيمان إلى الإلحاد والشك ،في عرف التكفيريين والحركة التكفيرية … ولذلك قيل: «إن علامة الزندقة شرب الخمرة، والرشا فـي الحكم؛ ومَهْرُ البغيّ».
ومن هنا كنا نربأ بابن المقفع العاقل ان يخالط أمثال هؤلاء؛ لأنه أخذ بجريرتهم على المبدأ المشهور بين الناس: قل لي من تعاشر أقل لك من أنت …
وإذا كنا سنتعرض لاتهام ابن المقفع بالزندقة، من بعدُ؛ فإننا نوضح بأن مفهوم الزندقة العلمية للأدباء والشعراء يختلف كلياً عن الزندقة المرتبطة بالمجون والاستهتار. فالماجن السكير يغلبه الشراب فينطق بكلام فيه هُجْر فيتهم بالزندقة؛ بينما الزندقة العلمية قائمة على القصدية والإيمان بدين ما كالمانوية ويستر هذا الدين ثم يظهر خلافه وهو الإسلام… وهو ما ينطبق عليه مصطلح المنافق… وهو ذا مبدأ التقية الذي احتكم اليه الشيعة للتخلص من مطاردات السلطة والمجتمع لكنهم وتحت خيمة الحركة التكفيرية التي تجحد حق الاخر في الفكر والغقيدة باتوا منافقين وحق ذبحهن وسبي عيالهم ومصادرة اموالهم ، وهذا ما يمكن أن نستشفه من خبر رواه أبو الفرج الأصفهاني، وأسنده إلى أبي نواس فقال: «حدثني أبو نواس قال: كنت أتوهم أن حمّاد عَجْرد إنما رمي بالزندقة لمجونه فـي شعره؛ حتى حبست فـي حبس الزنادقة؛ فإذا حمّاد عَجْرد إمام من إئمتهم…».
ولهذا كله صارت الزندقة قرينة الفجور والتهتك قولاً وفعلاً، وكل منهما شقيقة للأخرى وكلتاهما شقيقة للشك والإلحاد والكفر ، وهو معنى آخر أخذته الزندقة؛ وهي زندقة أقرب إلى العلمية والفكرية لأنها عن وعي مسبق، كما سيتضح لنا بعد قليل. ولا بأس أن نؤيد ذلك بشعر لحمّاد عجرد يردّ فيه على يحيى بن زياد حين رماه بالزندقة لتهتكه؛ قال فيه
لا مؤمنٌ يُعرَف إيمانه
وليس يحيى بالفتى الكافر
منافق ظاهره ناسك
مخالف الباطن للظاهر
هـ – الزندقة تعني الشك والإلحاد:
اعطى التكفيريون الزندقة بعدا ينحى منحى تاطيرها باطار الشك والالحاد وقدعرف هذا المعنى للزندقة نتيجة تأثر العرب بغيرهم؛ على الأرجح، لما ورد فـي كتاب (المعارف) حين تحدث عن أديان العرب فـي الجاهلية فقال: «وكانت المجوسية فـي تميم؛ منهم زُرارة بن عَدس التميمي، وابنه حاجب… ومنهم الأقرع بن حابس؛ وكان مجوسياً… وكانت الزندقة فـي قريش أخذوها من الحيرة».
ولهذا يقول أحمد بن يحيى: ليس فـي كلام العرب زنديق فإذا أرادت العرب معنى ما تقوله العامة؛ قال مُلْحد ودَهْري».
فالزندقة استعملت فـي الإلحاد على العموم؛ وعكسها الإيمان؛ قال المعري: «الزنادقة هم الذين يُسمّون الدهرية؛ لا يقولون بنبوّة ولا كتاب».
فكل من جحد الأديان السماوية من الناس صار يطلق عليه زنديق، مما جعل الزندقة تحمل معنى الدهرية والإلحاد والشك فـي وقت واحد… والزندقة فـي هذا المعنى لا تكون إلا عن نَظَر وفَهم؛ وعقل… فسُلطان العقل وصل إلى غايته لديهم ليحكّم فـي كل شيء… وأصحاب سلطان العقل لا يؤمنون إلا بما يرونه بأم أعينهم… من هنا نبذوا الأديان؛ وصارت الحياة همهم؛ «فما الحياة إلا خمر وما إليها، لا يرضون أن تجهد عقولهم فـي تفكير فـي دين،؛ إنما يغضبون على الدين وقت أن يتعارض مع شهواتهم ويحدّ من لذّاتهم» وهذه الفلسفة نمتها لهم الحركة التكفيرية بتحريف واضح عن ايمانهم بسلطان العقل وما يعنيه ذلك من ايمان بالفلسفة المادية بعيدا عن الايمان المثالي الذي عدته الحركة التكفيرية الاسلامية كفرا يتوجب تدمير صاحبه.
وإذا كنا نبرئ ابن المقفع من تهمة الشك والإلحاد والدهرية على الرغم من أنه احترم العقل وأنزله منزلة رفيعة فـي حياته وشؤونه؛ فإنه بقي متزناً رزيناً لم يُقبل على متع الدنيا بالشكل الذي ينفـي عنه مروءته كما فعل غيره. وعلى الرغم من هذا فإن الزندقة التي تعني الشك والإلحاد تعد مما وصمه به بعض أعدائه وخصومه قديماً وحديثاً؛ ولاسيما حين جعل العقل ميزاناً لكل عمل يختص به؛ وإن ارتبط عنده بالإيمان والخلق.
ويبدو أن التهمة بالزندقة وفق هذا المعنى المشار إليه صارت تهمة قاتلة من دون شك فيكفـي للأديب الصديق أن ينقلب على صديقه لأمر ما؛ «ثم تكون بينهما جفوة فأول ما يرميه به أنه زنديق كالهجاء بين بشار» بن برد وحمّاد عَجْرد ، وهذا مثال تبعته أمثلة كثيرة عند أحمد أمين وغيره.
ومن هنا يصبح هذا المعنى أخطر المعاني التي لصقت بالزندقة… فهي أداة سهلة لرمي الآخر بها… وهذا ما حدث لابن المقفع، كما نراه فـي أسباب اتهامه بالزندقة… ولم ينقذه منها ما توافق القدماء والمحدثون عليه من صفات خلقية؛ قرّبته من مبادئ الدين الحنيف، ولما أسلم زاد حسناً على حسن.
والتكفيرية واداتها ديوان الزندقة على وفق ما اسلفنا كانت سببا ليس فقط في سفك دماء ابرياء ومفكرين وفلاسفة وعقلاء وحكماء عربا ومسلمين كثيرين بسبب خشية السلطان من تاثيرهم العام وانما عطلت الفكر العربي الاسلامي وارجعته بعيدا الى التخلف والوحشية ،وكانت سببا في خلق القدوة الدموية القمعية لتكفيريي اليوم – للحديث صلة
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :