الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية

الحرم الابراهيمي مناصفة بين اليهود والمسلمين

الحرم الابراهيمي مناصفة بين اليهود والمسلمين

أقدم مفهوم للثقافة العربية كثقافة نوعية مستقلة بذاتها أو أقدم جذور لها هي الثقافة (العبرية ) على إعتبار أن مصادر التوراة والقران واحدة ,وقد بدأت هذه الثقافة تتشكل من خلال مصدرين هامين وهما : البابلية القديمة والفرعونية , أما الأولى فقد ترسبت في أذهان العبريين من خلال الوحدة الجغرافية والقبلية على إعتبار أن العبريين هم من القبائل المهاجرة من بلاد الرافدين إذ هاجر (إبراهيم سنة 1900ق.م) مع قومه من (أور) ونقلوا معهم كل فنون الثقافة الرافدية, فالفضل في ديانة التوحيد يعود إلى ان العبرانيين الذين نقلوا صفات الألة (مردوك)(65) إلى يهوى ,من ثم نقلوا فكرة خلق العالم في ستة أيام مع العطلة السبتية التي نقلوها عن المرأة الحائظ التي تعفى في أيام الحيض من كافة الأعمال المنزلية والتي تحدثنا عنها في الصفحات الماضية, إذ إعتقد البابليون أن الآلهة عشتار تكتمل دورتها الشهرية في إكتمال الشهر القمري، لذا عطل البابليون مرة واحدة في أخر كل شهر قمري ثم في كل ربع من ارباع الشهر وأطلقوا على هذا اليوم إسم (إسباتوا)* ثم نقله العبرانيون إلى ديانتهم التوحيديه واسمو (إسباتو )وعرفه العرب بإسم (السبت) أو السبات بمعنى الراحة والنوم العميق,لذا فإن الثقافة العبرية هي مولودة النشأة في الشرق الأدنى ,وحصل مع الثقافة العبرية ما حصل مع كافة الثقافات التي تأثرت بسطوة الرجل على المرآة مع ظهور الاله (يهوى) الإله الذكر صاحب القوة الذكورية وهذا بسبب إنتشار الأنظمة الأقتصادية الحديثة التي تعتمد على (رأس المال ) الذي يوفر تجنيد الجيوش النظامية لحماية الممتلكات الرأس مالية ,وهذه الأنظمة ظهرت أولا في بلاد ما بين النهرين وبلاد النيل (مصر القديمة )لذلك إنتقلت هذه الشعوب من نظام ليس به مسيطر إلى نظام حب السيطرة والتملك , وأعظم حظارة قديمة تعاملت مع هذا النظام الأقتصادي كانت مصر القديمة.

لذلك بدأت تظهر حركة الانزياح السكاني او كما يسميها بعض المؤرخين ب( حركة التسلل ) وهي حركة قبائل ( الهكسوس ) إلى الأرض المصرية ذات الاقتصاد القوي حوالي ( 1750ق.م) وهذه الحركة جاءت بعد الهجرة ( إبراهيم 1900ق.م) بمائتين عام تقريبا ، لذلك سمو أو اتصفت القبائل المها جره بصفة (العبرية ) وذلك لكثرة عبورهم من موقع الى موقع وقيل لعبور ابر أهيم الفرات وانهر أخرى(66) وهكذا ظلت حالهم إلي إن استقروا في ارض كنعان فكرهوا ان يقال لهم (عبريو) فاصبحوا يؤثرون ان تعرفهم الناس ب( بني إسرائيل ) لذلك فهم العبريون خلال فترة تنقلهم من موقع لموقع وكما جاء أيضا في رسائل تل العمارنة السالفة الذكر إذا يطلق عليهم لفظ (عبريوخبيرو) وأطلق عليهم لفظ (اليهود ) لعدة أسباب أهمها حين سقطت مملكة (يهودا ) على يد(بختنصر586ق.م)وساقهم سبايا الى مدينة (بابل ) فقيل لهم (اليهود)

وللواحد منهم( يهودي )، وقيل سمو باليهود لتحركهم كثيرا عند قراءة التوراة ، وقيل نسبه لابن يعقوب الرابع يهوذى(67) وقيل سمو يهود لما تابوا عن عبادة العجل وجاء في لسان العرب تعريف :-الهود_ بالتوبة ) لقوله تعالى (وأكتب لنا في هذه الدنيا حسنه وفي الاخره أنا هدنا إليك )(68) والمهم والاهم ان العبريين هم اول من وضع أسس الثقافة الدينية وخلطوها بالتراث البابلي والمصري ونقلوا كافة العلوم الشرائعيه من هنا وهناك

وهم الذين نقلوا الاهله ( إناث أو إناثا) المشتق منها اسم (الأنثى) وهي ابنة الإله(بعل الفينيقي) وإناثا هي الهة المحا صيل العذراء نقلها ( العبريون) الى مصر اثناء فترة التسلل الهكسوسي إلى مصر ولقبها ( قادش ) او( القديشه)(69) ويرى ( عباس محمود العقاد ) في كتابه ( ابليس ) ان كلمة القديس والقديسات كانتا تطلق عند البابليين والكنعانيين على الذكور والإناث الذين يمارسون ( البغاء المقدس) في هيكل الره (عشتروت) وقد ترجمت هذه الكلمات في العهد القديم بـالمابونين والزانيات وهي في الأصل من لفظ ( القد يش) ويقال ان الريه نفسها كافي خليله لكل لأرباب(70) والعبرانيون هم أول من أشاع قصة خروج آدم وحواء من الجنه وعمموا بذلك مفهوم الشيطان على كل الثقافات الشر قيه اذ اعتبروا ان الشيطان تمثل لادم في صورة الحية حين أغراه بأكل الثمره المحرمه لذلك انتثرت هذه الثقافه عند العرب اذ كان العرب يسمون الافعى الكبيرة والضخمه بالشيطان وهذا يفسر لنا قوله تعالى (طلعها كانه رءوس الشياطين )* وهذا كله بسبب تعميم بني اسرائيل لثقافتهم الجديده ، ولسبب ان بني اسرائيل امه كتابيه فقد عادوا العبادات والديانات الوضعيه واعتبروا ان ( بعل ومردوك) هما ديانه وضعيه من صنع البثر ولهذا السبب عمموا مفهوم عبادة لاله (يهوى) و(إيل) ووضعوا الشيطان بمقابل ذلك كموسوس ونقيض لافكارهم والدال على ذلك كلمة الشيطان إذ انها عبرية الاصل ومعناهـا ( الضد والعدو ) .

وإحتقروا (بعل زبوب) ووصفوه أنه (رب الزبالة) لذلك عممت شعوب الشرق الأدنى صفة (زبال) على الإله بعل، وما زال هذا اللقب منتشرا حتى اليوم عند فلاحي الأردن وفلسطين وأنزلوا بعل من مرتبته العليا إلى مرتبة الزبالة و(الزبالة) التي تعني عند الفلاحين وسخ الماعز الذي (تزبل) به الأرض، وقالوا ايضا أن المزروعات البعلية –نسبة إلى بعل- تسقى بالأمطار مثل : (البندورة البعلية) وهذا كله بسبب تنافس الأقطاب بين الثقافتين المذكورتين ثقافة بعل وثقافة يهوى و(أيل) وإن نزول بعل وثقافة الإلهة عشتار فقد الصقوا صفات عشتار بالبهائم لذلك قالوا ومازالوا حتى اليوم يلصقون صفة (معشرة) بالأبقار والحيوانات، ومع كل هذا العداء فما زال حتى اليوم يوصف الرجل الزوج بـ(البعل) رغم إلصاقهم هذه الصفة بالذكر الفحل (البغل) وكان من شعارات بني إسرائيل حين ظهر المسيح : أن المسيح يشفي المرض بمساعدة الإله (بعل زبول) وذلك حتى ينفر منه أهل بيت المقدس وبيت لحم والناصرة(71) وبعل إله بابلي ومن اسمه ايضا أشتق اسم مدينة (بعبلك) اللبنانية وأول ما ظهر عند البابليين ظهر باسم (بل)(72) وكلمة (بل) تعني عند الكنعانين (السيد) أي (الزوج) وجمعها عندهم (بعليم) وهو نفسه (مردوك) الذي قضى على الالهه (تعامه) في معركة (الأينوما-إيليش) وهي ملحمة الخلق البابلي ولكن الثقافة العبرية انتقمت للآلهة تعامه وقضت على عبادة (بعل – بعليم) ولكنها في نفس الوقت لم ترجع عبادة الأم تعامه لتقيم ديانة زراعية تعتمد على المرأة الأم الأنثى التي تشترك مع الطبيعة في خصائصها ولكنها رجحت عبادة اله ذكر هو (يهوى) و(ايل) الذان يشتركان مع الثقافة والعلم في كل خصائصهما مثل : النظام الاقتصادي الحديث الذي يعتمد على الذهب والفضة وعلى حب السيطرة على كل شيء وعلى حب التملك للأرض والإنسان معا>

لذلك أقام اليهود مملكتهم الجديدة على نهج مملكة مصر القديمة صاحبة فكرة اعتماد الذهب والفضة لتغطية كل السلع، لذلك فأنه من الخطأ الجازم أن نقول أن الدولة الفارسية هي التي قضت على الثقافة الرافدية والمصرية مع أنها ساعدت وقضت نهائيا على الوجود العسكري للدولة البابلية والمصرية، أما الانهزام الثقافي فقد فعله العبرانيون على يد ألههم يهوى وأيل، ويهوى أصلا اله غريب أحضره العبريون معهم من مصر ذهنيا أي انه لم يكن له شكل (ناسوتي) أي أنه ليس وثنا أو صنما ولكنه صفة جميلة ومحببة من صفات (اتون) ومعنى هذه الصفة (يهوى- واهب الحياة)(73) أو (الحياة) ولأن صفاته لاهوتية فقد عبده العبرانيون عبادة غيبية بخلاف العبادات المنتشرة في منطقة الشرق الأدنى، أما الإله (إيل)(74) فقد عرفه عرب الشمال بـ( إل إل إل إل) ويقول أكثر الباحثين أن أل (إل إل إل) عند العرب الشمال، هو حرف تعريف ويرى المختصين بذلك أن عرب الشمال والعبرانيين كان يعتبرون أن لفظ اسم الإله أعضم من أن يذكر على ألسنة البشر لذلك تحرجوا من ذكره وأشاروا إليه إشارة بـ(إل) التعريف وبعد ذلك أدغمدت اللآت في بعضها البعض وتحول اللفظ من (أل أل أل – إلى – أل الله) وهذا هو الجذر اللغوي لكلمة (الله) ويرى ابن (خالوية) في كتابه (اعراب ثلاثين سورة من القرآن) أن الأصل في كلمة (الله) هو (الإله) ويرى أن لفظ الإله أسبق من لفظ (الله) والشاهد على كلامه قول عبد الله بن رواحه: باسم الإله ويد بدينا ولو عبدنا غيره شقينا
وحبذا رباً وحب دينا

وقال معلقاً على هذا (حذفت الهمزة اختصارا وأدغمت اللام في اللام ولم تنون لدخول الألف واللام ونقل عن ابي علي النحوي ان الله من (تأله الخلق) اليه أي فقرهم وحاجتهم اليه، أي أنهم يتولهون به*، وكلام ابن خالوية يعزز النظريات الحديثة ولا يخالفها فلو أدرك ابن خالوية المكتشفات الحديثة لقال ايضا: أن أصل كلمة الاله هو اصل الاله الكنعاني (إل) ويقول الدكتــــــور > : (أن هنالك اسماً واحداً مشتركاً بين اسماء الألهه العرب يجب ان نذكره وهو (إل) أو (الإله) بمعنى (الله)

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.