إعداد أديب الأديب 15\4\2016 ©مفكر حر
جاء في بحث علمي مشترك بين كندا والمانيا أن انتشار الأمراض المنقولة جنسيا فرضت الانتقال السريع لدى المجتمعات الإنسانية البدائية من النظام الجنسي التعددي حيث يتمتع الذكر بالسلطة والحق بامتلاك العديد من الزوجات إلى نظام أحادي يفرض على الذكور ضوابط الاخلاق اجتماعية والعفة لمنع انتشار الداء, حيث يعتقد الباحثان، الكندي كريس باوك في جامعة واترلو الكندية وريتشارد ماك إيلريث في معهد ماكس بلانك الألماني، أن انتشار الأمراض الجنسية وما خلفته من ضغوط في المجتمعات الناشئة هي السبب في هذا التوجه, وان ما يعرف بجماعات الصيد وجمع الثمار، قبل عشرات الآلاف من السنين، كانت تستحوذ قلة قليلة من الذكور على حق التزاوج مع العديد من الإناث، وذلك داخل زمرة لا تتجاوز ثلاثين فردا بالغا. وكان الهدف هو زيادة النسل ولم تكن للأمراض المنقولة جنسيا داخل هذه المجموعات الصغيرة أثر كبير وجوهري, وبعد تطورها إلى مجتمعات زراعية يفوق عدد أفرادها 300 شخص سهّل انتشار الأمراض الجنسية بين الأفراد متعددي الشركاء الجنسيين، فكانت تلك بداية نهاية “التحرر الجنسي”. ففي غياب أدوية فعالة، كان خطر الإصابة بالعقم بسبب أمراض كالزهري أو السيلان كبيرا جدا. وتحوّل حينها الزواج الأحادي إلى ميزة إيجابية، وبدأ يشكل أفضلية بالنسبة للرجال. الأهم من ذلك أن زعماء تلك الجماعات ورجال الدين فرضوا على كل الذكور المنتمين إليها ضوابط لاحترام الزواج الأحادي، ما جعلها تتفوق عددا على الجماعات التي حافظت على نظام التعدد, وعلى سبيل المثال فقد شكل انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة، الإيدز، صدمة في العالم في بداية الثمانينيات, وعاد الجدل والنقاش بشأن السلوك الجنسي بقوة إلى الساحة. الصورة لنساء في حفلة لامير سعودي في اميركا