في رواية أو في قصة الزير سالم,الذي انتقم لمقتل أخيه(كُليب) لم يكن الزير سالم ليقبل أي شخص عادي ليقتله سدادا للثأر من قاتل أخيه, كان يريد رجلا بمستوى أخيه كليب ,كان يعتبر كليبا ملكا ولم يجد رجلا مثله ليأخذه بدم أخيه, ولم يقبل برجلٍ أو اثنين أو ألف أو ألفين أو حتى بمليون رجل من قبيلة(بكر وائل) أو(تغلب) كلها,لأن جميعهم كان يراهم بمستوى أقل من اخيه كليب, حتى الآن نفهم من هذا الكلام أن الفادي أو المخلص يجب أن يكون مستواه رفيعا بمستوى الإنسان الذي يُفدى أو يُضحى له أو من أجله, والله خلق هذا الإنسان وكرّمه ورفع من قيمته, وحتى يفتديه الله كان لا بد لله من أن يجد إنسانا بمستوى هذا الإنسان, وأخيرا وجد يسوع حسب الديانة المسيحية, حتى الآن الكلامُ واضحا, وفي الديانة الإبراهيمية كانت قصة الفداء عبارة عن كبش وهي قصة مختلفة, فحسب مفهوم الديانة المسيحية الكبش حيوان أقل رتبة من الإنسان ولا يجوز أن يكفر هذا الحيوان الذي أولا لا ذنب له وثانيا ليس بمستوى الإنسان,نعم, هذا الحيوان لا يكفر عن خطيئة أبينا آدم, ولنقل عنه خروف أو جمل أو أي شيء آخر مما يفدى به الناس هذه الأيام أنفسهم كتقدمة يقدمونها بين يدي الله, ففي الديانة الإسلامية وهذا هو الشائع, أن الكبش أو الجمل أو الخروف يكفر عن خطيئة المسلم كتقدمة يقدمونها بين يدي الله, وهذا يحصل كل سنة في عيد الأضحى وهو العيد الكبير,ولكن في الديانة المسيحية هنالك نظرة فلسفية أبعد مما نتصور ولكنها قريبة إلى الأذهان لو فكرنا فيها بشكل مبسط وواضح, من هنا تنبع نظرة المسيحية لقصة الفداء على الصليب, فالله الذي أراد أن يخلص الإنسان ويُكفر عنه خطيئة أبيه آدم لم يكن ليقبل بكبش أو بذبح بقرة أو جمل, فهذه في الديانة المسيحية أمة حيوانية أخرى ليس لها أي علاقة بقصة فداء الإنسان والتضحية من أجله, على خلاف النظرة الإسلامية لقصة الفداء, فمثلا في الديانة المسيحية أنا مخطئ ومسيء ومذنب وأريد أن أُضحي من أجل أن أُكفر عن خطيئتي,في الديانة المسيحية الله اختار فاديا ومخلصا وخلّصَ الإنسان من هذه المهمة الصعبة والعسيرة, لأن الإنسان لو عاش طوال عمره وهو يذبح في كل يوم خروفا فلن يستطيع أن يكفر أو يفدي الإنسان, والمسيح بدمه المراق على الصليب اختصر الموضوع جملة وتفصيلا وأنهى هذه المشكلة وتخلص الإنسان من عقدة الذنب, هنا تدخل الله مباشرة وخلص الإنسان من خلال قصة صلب المسيح ونزيف دمه, فالله اختار أبنه لكي يفدي الإنسان به, اختار للفداء مستوى رفيع, إنها تعيدنا إلى قصة الزير سالم وأخذه بالثأر من قتلة أخيه, وعلى فكره لا أحد يعلم بأن قبيلة تغلب كانت معظمها وليس أن الزير سالم (المُهلهِلْ) كان متأثر بالثقافة المسيحية, والله اختار من يذبحه من أجل الفداء, الله الذي تجلى في جسد المسيح اختاره الله لكي يكفر عن خطيئة الإنسان بدل أن يذبح الإنسان كل عام خروف أو جمل ليكفر عن خطيئته, حتى الآن المسألة واضحة وضوح الشمس.
ولكن ما نريد أن نفهمه, هو أن الحيوان بريء من خطيئة الإنسان ولا يكفر عن ذنب الإنسان, فالإنسان مخلوق آخر والحيوان مخلوق آخر.. يا ترى ما هو ذنب الحيوان حتى أذبحه ليكفر عني خطيئتي ويفديني!!, هل للبقرة في عيد الأضحى لها علاقة بذنوبي؟أو الكبش؟ أو الجمل؟ فما ذنب هذا الحيوان البريء سواء أكان خروفا أو ناقة أو جملا أو كبشا أو عنزة أو سخلة أو تيس أو جدي أو بقرة!!!, هذا الحيوان ليس له علاقة بي أنا كإنسان, ومن المستحيل بحسب مفهوم فلسفة الفداء والخلاص في الديانة المسيحية, نعم, من المستحيل أن يقبل الإنسان أو أن يقبل الله به, كان هذا ساري المفعول حتى ظهر المسيح, كان مقبولا منذ إبراهيم الخليل إلى أن ظهر المسيح وتغيرت المعادلة بالكامل, فأراد الله أن يكفر عن الإنسان من خلال ابنه, وأبنه هنا لا يعني أن الله تزوج وأنجب, أبنه ها هنا هو الروح التي حلت في جسد عيسى بن مريم, الذي سماه الله: يسوع,المسيح,عمنوائيل,أي الله معنا,باختصار شديد,المسيحي لا يضحي بالحيوان من أجل ذنوبه لأن الله ضحى من أجله…..إلخ.
خير الكلام .. بعد التحية والسلام ؟
١: موضوع الفداء في المسيحية صعب جداً على عقل المسلم رغم أنه يطبق الفداء ولكن من دون تحليل أو تساءل لماذا ، وكيف يعقل أن يتبرأ إنسان بدم حيوان ، الحيوان لايمكن أن يسموا على الحيوان ولكن يمكن للإنسان أن ينحط أكثر من الحيوان ؟
٢: قصة الفداء المسيحي تنبأ عنها العهد القديم حتى قبل مولد السيد المسيح بمئات السنيين وبالتفاصيل ؟
٣: عمود الإيمان في المسيحية هى النبؤات المحققة في شخص السيد المسيح والتي عددها 366 نبؤة من العهد القديم ، ومن ثم شهود العيان الذين شاهدو معجزاته وسمعو أقواله والشهود الأربعة الذين كتبوا إنجيله ، وكلمة الانجيل تعني البشارة المفرحة ؟
٤: وأخيرا دعوة محبة لكل ذي عقل وضمير أن يقارن ويميز ويحلل قبل الحكم على أي دين ، سلام ؟