كامل النجار
في مقالي الأخير عن الجبال وكيف تاه إله القرآن فيها، ناقشت تخبط القرآن في وصف ما سوف يحدث للجبال يوم القيامة حسب مخيلة مَنْ كتب القرآن، فهو مرة ينسفها ومرة يدكها وفي مرة أخرى يجعلها تسير كالسحاب. ولم أتعرض لجيلوجيا الجبال إلا عندما قلت إن الجبال خرجت من باطن الأرض ولم ينزلها إله القرآن من السماء كما قال في الآية (وألقى فيها رواسي أن تميد بكم).
وبالطبع كان هناك من لم يعجبه الطرح فقام بنقد ما قرأ. كان السيد عدنان عاكف أحد الذين لم يعجبهم المقال فكتب نقداً في الحوار المتمدن تحت عنوان (قوموا أنظروا كيف تزول الجبال)، وخاطب في مقاله السيد عبد القادر أنيس، الذي كان قد كتب تعليقاً على مقالي. وأرجو أن يسامحني السيد عبد القادر أنيس على ردي هذا على السيد عدنان عاكف إذ أني المقصود بالنقد أساساً، على وزن إياكِ أعني واسمعي يا جارة. أول ما لفت نظري في المقال هو تشتت فكر الكاتب وعدم المقدرة على التركيز على نقطة معينة. فهو مثلاً، يقول (وكانت تعليقات القراء بمعظمها لتكريس نفس الاتهامات التي يكررها الكاتب.. أما الاستثناء فقلة قليلة جدا، كان من أهمها تعليق الكاتب عبد القادر أنيس الذي سوف أتوقف عنده لاحقا.
لنبدأ بتعقيب الكاتب عبد القادر أنيس 🙂 انتهى
فيبدو أن الكاتب كان ينوي التوقف عند تعقيب السيد عبد القادر أنيس لاحقاً، ربما في آخر المقال، ولكنه قرر أن يبدأ مقاله بتعقيب السيد عبد القادر. وقد زعم أن تعقيب السيد عبد القادر أنيس كان استثناءً عن بقية التعليقات التي أثنت على مقالي. فهل كان تعقيب السيد عبد القادر استثناءً؟
يقول السيد أنيس في تعقيبه (شكرا للدكتور النجار على إتحافنا بهذه المقالة. من يقرأ حكايات الجبال في القرآن بعد أن يكون قد نفض عن عقله غبار الإيمان الساذج يشعر بالحيرة من تمكن هذه المعرفة البسيطة من الصمود والهيمنة على عقول الناس حتى اليوم رغم أن حكاية الجبال كما ترويها الجيولوجيا صارت تدرس لتلاميذ الابتدائي، بحيث صاروا يعرفون علم تدافع القارات وصعود أغلب السلاسل الجبلية على سطح الأرض بالإضافة طبعا إلى دور البراكين في تشكيل الجبال أيضا. وصرنا نعرف أن عمر الجبال يختلف من منطقة إلى أخرى ولم تنشأ كلها في حقبة زمنية واحدة، فهناك التي يبلغ عمرها مئات الملايين من السنين (التكتونية) وهنا من لا يتجاوز عمرها الآلاف (البركانية)، وكل هذه المعارف يعرفها التلاميذ لكن يتم قولبة عقولهم بحيث تتقبل التفسير العلمي والتفسير الخرافي القرآني دون اكتشاف هذه التناقضات أو التساؤل حولها. إنها محنة العقول التي لا تزال خاضعة للإيمان الساذج.
تقديري أن أفضل رد على هذا الاجتياح الديني في مجتمعاتنا على الضد من باقي مجتمعات العالم هو مزيد من التنوير بهذه الطريقة “) انتهى.
فهذا التعقيب الذي اعتبره السيد عدنان استثناءً، عاد ليقول عنه (هذا تعقيب شاذ وفريد من نوعه مقارنة بالتعقيبات الأخرى، بحيث يبدو وكأنه ليس في مكانه وزمانه.. قد يعترض البعض على ما ورد فيه من معلومات وقد يثير ملاحظة هنا أو هناك ولكنه كان في صلب الموضوع الذي يفترض ان د. النجار عقد العزم على مناقشته. لدي ملاحظات صغيرة لو سمح بها السيد أنيس. كان من الممكن ان يكون التعليق أكثر نفعا للكاتب ولنا نحن القراء، وان يغني الموضوع بمعلومات اضافية لو ان السيد أنيس ابتعد عن اسلوب المجاملة الناعم، الذي تمتاز به في العادة تعليقاته. نعم ، ما أحوجنا الى الحوار البناء الهادئ وحتى المجاملة أحيانا، ولكن شرط ان لا يكون على حساب الحقيقة والمعرفة. أين هي التحفة التي أتحفنا بها د. النجار ، كما ورد في مطلع تعقيبه؟ المقالة برمتها ومن عنوانها حتى آخر نقطة ليست اكثر من محاولة استفزاز لمشاعر المسلمين وإهانة معتقداتهم الدينية وسعي لإثارة غريزة الكراهية والعداء القابعة في نفوس البعض من أتباعه ضد المسلمين و تاريخهم وحضارتهم) انتهى.
فهل تعقيب السيد عبد القادر أنيس استثناء، أم شاذ، أم في غير مكانه، أم هو من صلب الموضوع؟ ما يهمني هنا أنه زعم أن مقالي كان هجوماً على المسلمين وتاريخهم وحضارتهم. وأنا هنا سوف أبين أن المسلمين لم تكن لهم حضارة حتى نتهجم عليها. الحضارة عملية تراكمية تنتج من تجارب الشعوب على مئات وآلاف السنين، مثل الحضارة الصينية والحضارة الفرعونية والحضارة الفارسية التي سرقها المسلمون وزعموا أنهم أهل حضارة، كما سوف تبين مقاطع الفيديو التي في آخر هذا المقال.
في دفاعه عن المسلمين يلجأ السيد عدنان إلى التعميم الذي كان قد اتهمني بأني استعمله لأصف جميع المسلمين بالجهل، فهو يقول (لو عدنا الى التاريخ سنجد ان المسلمين آخر من اعتقد ان الله خلق الأرض بيومين. فقد سبقهم الى هذا المعتقد كل من اليهود والمسيحيين، ويقال ان فكرة أيام الخلق في الأصل جاءت من سكان ما بين النهرين القدامى.. والتاريخ يؤكد ان المسلمين كانوا من أول من نادوا بقدم الأرض وقد سبقوا الأوربيين في هذا بأكثر من ثمانية قرون.. وفي الوقت الذي كان فيه الأوربيون يعتبرون من يقول بكورية الأرض نوع من الهرطقة أقدم المسلمون أكثر من مرة على قياس محيط الكرة الأرضية.) انتهى
كون أن المسلمين آخر من قالوا بخلق الأرض في يومين لا يضفي عليهم أي ميزة. فمحمد الذي جاء بعد عيسى وموسى، لم يفعل أكثر من أخذ ما جاء به اليهود والمسيحيون وإدخاله في قرآنه. فهو مثلهم كان يؤمن أن الله خلق الأرض في يومين. يقول السيد عدنان (التاريخ يؤكد أن المسلمين كانوا من أول من نادوا بقدم الأرض وقد سبقوا الأوربيين في ذلك بأكثر من ثمانية قرون). أين هو التاريخ الذي يؤكد هذه الحقيقة؟ التاريخ يخبرنا أن جماعة فيثاغورس في صقلية في القرن الخامس قبل الميلاد كانوا قد عرفوا أن الأرض كروية وأنها كوكب، واستطاعوا أن يقيسوا محيطها وقالوا بقدمها (انظر المقال المطول عن محاولات قدماء الإغريق قياس محيط الأرض
محاولات قدماء الإغريق قياس محيط الأرض )
فالمسلمون لم يسبقوا الأوربيين في أي مجال من مجالات العلم. أما ترديد الكليشيهات المعروفة من شاكلة “لقد أثبت العلم الحديث” أو “لقد أكد العلماء الغربيون”، لن يفيد قضية المسلمين بأي شيء. أما عندما نتحدث عن الثقافة الإسلامية، ولا أقول الحضارة، فهي الثقافة التي جاء بها القرآن والأحاديث كما رواها ابن عباس وغيره من صحابة محمد (وروى عنه أبو ظبيان: دحا الأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت الأرض فأثبِتتْ بالجبال فإنها لتستقرعلى الأرض: وروى السدي عن أشياخه قال: أخرج من الماء دخانًا فسمى عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة ثم فتقها فجعلها سبع أرضين فخلق الأرض على حوت وهو النون والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة في الريح. وروينا أن الكعبة خلقت قبل الأرض. روى عكرمة عن ابن عباس قال: وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض من تحت البيت.) (المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج1، ص 3).
أما ابن كثير فيقول (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات قال إن الله كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين الأحد والإثنين وخلق الأرض على حوت وهو النون الذي قال الله تعالى ( نون والقلم وما يسطرون ) والحوت في الماء والماء على صفات والصفات على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة في الريح وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الأرض فتحرك الحوت فاضطرب) (البداية والنهاية لابن كثير، ج1، ص 6). هذه هي الثقافة الإسلامية التي سيطرت على عقول المسلمين منذ أن بدأ الإسلام. أما الفورة العلمية التي حدثت في عهد المنصور والمأمون لم تكن بسبب تعاليم الإسلام، وإنما بالرغم من تعاليم الإسلام، كما سوف أبين لاحقاً. فكل من يزعم أن هناك حضارة إسلامية يزعم كذباً. الإسلام والعلم ضرتان لا يمكن أن يجمعهما سرير واحد.
القرآن ذكر كلمة :الأرض: ومشتقاها 269 مرة، ولم يقل حتى مرة واحدة فقط أن الأرض تدور أو تجري لمستقر لها، بينما كل ذكر للقمر يأتي معه أنه يجري لمستقر له كالشمس. هذه هي الثقافة الإسلامية التي حاول بعض الفلاسفة في العصر العباسي الخروج عليها باقتباس علوم اليونان، ولكن شيوخ الإسلام وأدوا التجربة في مهدها.
يقول الدكتور جلال العظم في كتابة (نقد الفكر الديني) إن السواد الأعظم من الموفقين (الذين يحاولون التوفيق بين الإسلام والعلم الحديث) يجهلون كل فروع العلم الحديث ولكنهم مضطرون إلى محاولة جعلها جزءاً من الإسلام لأنهم يستفيدون منها كل يوم في حياتهم الفردية دون أن يفهموا كيفية عملها. ولكن عندما يأتي الأمر إلى تدريس هذه المواد في المدارس نجدهم يقولون (ما لم يكن الغرض الأساسي من المناهج الدينية بالثانويات خاصة – هو تحري مواطن الخطر ومكامن الألغام فيما يدرسه الطالب في المواد الأخرى كنظرية التطور في العلوم، والحريات العامة في التاريخ، الثورة الفرنسية خاصة، ودوران الأرض أو كرويتها في الجغرافيا، ما لم يكن منهاج الدين الحارس الأمين اليقظ الذي يعد العدة لكل ما يهجم من جيوش الإلحاد) انتهى.
فإذا كان هذا ما يكتبه فقهاء الإسلام في القرن العشرين، فماذا كان حالهم في القرنين السابع والثامن عندما عيّن المتوكل “صاحب الزنادقة” ليقتل كل من تفلسف فتزندق؟ أصحاب الزنادقة هؤلاء هم الذين أجهضوا على محاولات البيروني الذي استشهد به السيد عدنان عدة مرات.
يستمر السيد عدنان فيقول (وأنا بدوري أتوجه الى زميلي أنيس وأسأله: أليس من الأجدر والأنفع لنا جميعا لو ان د. النجار أكد في رده على التعليق ( كما فعلت أنت وكنت محقا ) بان العلم الجيولوجي الذي يدرس لأبنائنا في الثانوي يؤكد على ان الأرض في تغير دائم ولا يتوقف ” فتارة تخسف وتارة تنسف و تارة تمشي و تارة تصبح تدك مرة واحدة ….” ان صاحب التعليق وصاحب الرد عليه يجهلان ما يتعلمه التلاميذ في الثانوي عن ما تتعرض له الأرض من تعرية وتجوية .) انتهى
أنا لم أتطرق في مقالي إلى عوامل التعرية من رياح وأمطار، وإنما كان المقال برمته عن مصير الجبال يوم القيامة، ولا أعتقد أن عوامل التعرية لها دخل في أهوال يوم القيامة. وأنا مع جهلي الذي نوه عنه الكاتب مرتين، لم أقرأ في أي مكان أن عوامل التعرية تخسف وتنسف الأرض. عوامل التعرية تعمل على المستوى المايكرو أي الذي تخطئه العين في ملاحظاتها اليومية، بينما نسف الجبال يوم القيامة وطي الأرض بيمين الله، هذه تعمل على المستوى الماكرو الذي لا يمكن أن تخطئه العين. فهناك بونٌ شاسع بين التعرية والنسف.
يعود السيد عدنان ليلقي اللوم على السيد عبد القادر أنيس، فيقول (كان السيد أنيس قد أنهى تعقيبه على النحو التالي :
” تقديري أن أفضل رد على هذا الاجتياح الديني في مجتمعاتنا على الضد من باقي مجتمعات العالم هو مزيد من التنوير بهذه الطريقة “.
أهذه هي الطريقة الأفضل للتنوير والرد على الاجتياح الديني في مجتمعاتنا؟ لا أعتقد ذلك. ان الطريقة الأمثل للوقوف أمام زحف السلفيين والأصوليين والجهلة لا يكون في تسفيه الحضارة العربية الإسلامية واظهار المسلمين بكونهم شلة من الجهلة والقتلة عبر التاريخ، بل من خلال الكشف عن حضارتهم الحقيقية الناصعة والدور الحقيقي الذي لعبوه في تطور العلم وتقدم الحضارة الإنسانية). ثم يضرب لنا السيد عدنان مثلاً عن حضارة الإسلام بما تفتق عنه ذهن العلامة البيروني من معرفة أن الأرض كروية، واستطاعته قياس محيطها. ولا خلاف أن البيروني كان ةعالماً فريداً في ذلك العصر وقد استطاع أن يحسب حتى درجة ميلان محور الأرض. ولكن هل فعل البيروني ذلك لأنه مسلم، أم لأن الصدفة في ذلك الوقت أتاحت له الاطلاع على مؤلفات اليونان والرومان التي كان المترجمون المسيحيون في العراق وفارس قد ترجموها إلى اللغة العربية؟
قبل الميلاد، وقبل أن تظهر المسيحية أو الإسلام، كان الإمبراطور سايروس العظيم قد أنشأ أكبر وأعظم إمبراطورية عرفها التاريخ. كانت هذه الإمبراطورية تحفل بعلماء الفيزياء والرياضيات والهندسة الذين أتى بهم سايروس من جميع أنحاء الإمبراطورية. استطاع هؤلاء العلماء قبل الميلاد تعبيد الطرق التي ربطت الهند بمدينة بيرسوبليس، عاصمة الإمبراطورية. (الرجاء مشاهدة مقاطع الفيديو 1، 2، 3). وقد استعمل هؤلاء العلماء الحساب والهندسة لإنشاء كوبري يربط تركيا بأوربا، وكذلك شقوا قناة تربط البحر الأحمر بنهر النيل.
وبعد موت سايروس تولى أمر الإمبراطورية الإمبراطور داريوس الذي فاق سايروس في الاعتناء بالعلم والعلماء الذين أنشأوا قصوراً تجري من تحتها قنوات الري وكذلك مواسير الصرف الصحي (وهذا ما اقتبسه محمد من قصص النضر عن حضارة فارس، فصار في كل مرة يذكر فيها الجنة يقول “تجري من تحتها الأنهار”). كل هذا قام به العلماء في فارس قبل الميلاد. وانتشرت الفلسفة في فارس وظهرت فيها فلسفات كالبوذية والزرادشتية مما ارتقى بالمستوى الثقافي حتى للعامة
يقول ويل دورانت في محاضرة بتاريخ 21/4/1948 أمام الجمعية الأمريكية الإيرانية (لقد كنتم كمفترق المياه بالنسبة للحضارة، فقد صببتم حضارتكم وفنكم وديانتكم نحو الشرق والغرب، وأنتجتم الفيستا التي كان لها أعظم الأثر في اليهودية والمسيحية والإسلام. فارس قدمت للعرب ما قدمه اليونان إلى الحضارة الرومانية). في القرن الثالث الهجري كانت هناك عشرة كاتولوجات ضخمة تحمل فقط أسماء الكتب في المكتبات العامة في مدينة الري. وكانت هناك عشرة مكتبات عامة في مدينة مرو. هذه المكتبات وهذه الكتب هي التي شجعت وأتاحت للمفكرين الفرس من أمثال البيروني، وابن سينا والرازي وعمر الخيام الذي برع في الرياضيات والفلسفة والشعر، وحتى أبا نواس، ذلك الشاعر الماجن والذي كان الشاعر المفضل لهارون الرشسد كان من أصول فارسية.
وقد نبغ من علماء فارس: أبو بكر الرازي (864-923) من مدينة الري بخراسان
أبو القاسم محمد الأصطخري،عالم جغرافيا عاش في القرن الرابع الهجري. من مدينة أصطخر بفارس
ابن خردازيه، جغرافي، ألف كتاب المسالك والممالك
عبد الرحمن الصوفي (903-986). عالم فلك، رسم خريطة للسماء بها مواقع النجوم؟ من مدينة الري ببلاد فارس
علي بن العباس المجوسي، ت 1009، طبيب بارع، يقال إنه اكتشف الدورة الدموية الصغرى. من مدينة الأهواز بفارس ومن أصول زرادشتية. عمل بمستشفى بغداد الذي كان اسمه البيمارستان العضوي. فهذا الاسم يكشف مدى أثر الفرس في الثقافة الإسلامية
ابن سليمان السجستاني ت 1026. فلكي، اخترع الاسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض تدور حول محورها. من سجستان
ابن الهيثم (965-1040) ولد بالبصرة واختلف المؤرخون أكان من أصل عربي أم فارسي, عالم رياضيات وفيزياء وتشريح. أول من شرّح العين.
أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، الخوارزمي، ابن مسكويه، ابن سينا، ابن جرير الطبري
في الوقت الذي برز فيه هؤلاء العلماء من فارس، كان معاصرهم حجة الإسلام الغزالي قد فرغ من كتابه “تهافت الفلاسفة” الذي نهى فيه عن الفلسفة ودعا إلى حجب علم الكلام عن العوام، وكفّر ابن سينا والفارابي وغيرهم من الفلاسفة. وقال ابن القيم عن نصر الدين الطوسي (1201- 1274) عالم الفلك، البيولوجي والكيمائي والفيلسوف والطبيب، قال عنه (ولما انتهت النَوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد، وزير الملاحدة النصير الطوسي، وزير هولاكو، قتل الخليفة والقضاة والفقهاء واستبقى الفلاسفة والمنجمين والسحرة. ودعا في كتبه إلى قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب). فإذا كان المسلمون أول من قال بقدم العالم، فهاهو ابن القيم يكفرهم. الإسلام ةلا يمكن أن يقبل بالعلم.
وحتى في الأندلس عندما حاول العالم الأمازيغي ابن فرناس الطيران، فوقع وكسر ضلعه، حوكم بتهمة التغيير في خلقة الله وتم عزله في منزله حتى مات. ولذلك نحن نقول إن هؤلاء العلماء نبغوا رغم الإسلام ولم ينبغوا لأنهم كانوا مسلمين. ولهذا يخطيء من يتحدث عن حضارة إسلامية، بل يجب أن يتحدثوا عن ثقافة إسلامية تحجر على العقول وتجعل الإيمان بالغيب من أركان الإيمان.
الحضارة الفارسية-2-3-1