مضحكة مبكية هي الطريقة التي تعاملت بها معنا دور النشر والترجمة العربية على مدى نحو قرن من الزمان وهي تترجم لنا أسماء أعلام في الأدب .. وأسماء أعمال عالمية مشهورة ومعروفة .. مثلما كان الفنان خالد الذكر سليم البصري ( حجي راضي ) يترجم بها رسالة مكتوبة باللغة العربية على أنها مكتوبة باللغة الهندية وهو أساساً لا يعرف القراءة والكتابة لا باللغة العربية ولا باللغة الهندية .
بطريقة الحجي راضي تمت ترجمة إسم الكاتب الروسي السوفييتي ( ألكسندر إسياڤيچ سولزنچن ) الى ( ألكسندر سولجينتسين ) . أما أهم مؤلفاته وهي رواية ( أرخبيل القُـلُّـغْ ) بمعنى أرخبيل السجن أو أرخبيل المعتقل , فقد تمت ترجمتها الى ( أرخبيل الغولاغ ) أو ( أرخبيل لاغولاغ ) أما كيف حدثت هذه الترجمة فإليكم الحكاية : حين كانت الدولة العثمانية تحكم أجزاء واسعة من قارتي أسيا وأوربا وسواحل الجزيرة العربية والعراق ومصر , كانت كلمة ( القُـلُّـغْ ) كلمة تركية تعني السجن أو المعتقل الذي بناه الولاة العثمانيون في كل ولاية عثمانية لتغييب المعارضين والخصوم , وبقيت كلمة القلُّغ رهيبة تشير الى معنى التغييب وراء الشمس .. وما زلنا باللهجة العراقية الدارجة نستعمل هذه الكلمة حتى اليوم للإشارة الى نفس المعنى .
بنفس الطريقة دخلت هذه الكلمة الى التعابير العامية الروسية .. ووجدها الروائي الروسي سولزنچن طريقة مناسبة للتعبير عن أرخبيل ( التغييب وراء الشمس ) فعنون الرواية بهذه الكلمة . لكن لأن الأستاذ المترجم يعرف اللغة الروسية فقط .. ولا يعرف بعض الكلمات التركية الداخلة عليها لذلك إعتبر كلمة ( گُـلَّـگْ ) أو ( قُـلُّـغْ ) إسماً لايجوز التلاعب به أو ترجمته وإنما نقله كما هو .. وإمعاناً فلأن اللغة العربية لا تحتوي على الصوت ( گ ) لذلك ترجمت كلمة ( گُـلَـگ ) الى ( غولاغ ) بمد الضمة والهمزة أيضاً .
ولد سولزنچن يوم 11 ديسمبر 1918 وعاش حتى 3 آب 2003 وكان مؤرخاً وروائياً وكاتباً درامياً منحت له جائزة نوبل في الأدب عام 1970 وهي جائزة مسيسة دولياً لا تمنح إلا لمن تزكيهم الولايات المتحدة الأمريكية من أصدقائها ورعاياها ولهذا حاز على أغلب من نصف جوائزها باحثون يهود .. أما في حالة سولزنچن والكاتب السوفييتي الآخر بوريس باسترناك .. فلم تمنح لهما الجائزة إلا كنوع من الحرب ( الدعائية ) الباردة ضد الإتحاد السوفييتي .. في حين حرم منها كاتب أمريكي بارع مثل عزرا ﭙاوند مع أنه يستحق أكبر من جائزة نوبل في الأدب .. لا لشيء إلا لأن حظه أوقعه على الجانب المغلوب في الغربلة الأخيرة للتوجهات الأمريكية العدوانية على العالم خلال الحرب العالمية الثانية .
رب سائل يسأل: جائزة نوبل جائزة سويدية يمنحها ملك السويد للفائزين بها فما علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الجائزة ؟ والجواب جداً بسيط حيث سنرجع قليلاً الى الوراء لتتبع تاريخ السويد .
خلال القرنين 18 و 19 شهدت السويد زيادة سكانية كبيرة وكانت بلداً زراعياً فقيراً , لهذا بدأت هجرة سكانها الى الولايات المتحدة الأمريكية بأعداد غفيرة زادت على نسبة 1% من مجموع السكان سنوياً خلال تسعينات القرن الثامن عشر, ورغم هذه الهجرة العالية النسبة إلا ان السويد بقيت مهددة بالمجاعة لأنها تعتمد على الزراعة فقط في حين بدأت جاراتها من الدول الإعتماد على التصنيع إضافة للزراعة . يقال أنه حتى العام 1910 كان أكثر من مليون سويدي قد هاجروا الى الولايات المتحدة الأمريكية , وعن طريق هذه الجالية السويدية تمكن الأمريكان إدخال نفوذهم الى السويد شيئأً فشيئاً .
يتجلى النفوذ الأمريكي واضحاً في السويد خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية , ففي حين أعلنت السويد حيادها في الحرب , والحياد كلمة مطاطة قابلة لكل الإحتمالات , لذلك كانت السويد تتبع نفس سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تغذية الحربين . الأمريكان أقرضوا الألمان والبريطانيين المال لبناء الغواصات الحربية لقتل بعضهما , وباعوا السلاح والذخيرة والغذاء للطرفين , وكان من مصلحة الأمريكان أن يطول أمد الحرب فتذبح دول أوربا بعضها بعضاً لتضعف جميعها ويصبح من السهل أن ترتهن بلدانها بيد الإدارة الأمريكية .
بالمثل فالسويد وبإعتبارها ( محايدة ) قدمت الكثير من التنازلات لألمانيا وزودتها بالكثير من إحتياجاتها وأهم تلك الإحتياجات هو الحديد والصلب اللازم لصناعة السلاح الألماني .. لكنها من ناحية أخرى ساندت المقاومة النرويجية ضد الألمان , ومنحت يهود الدنمارك الملجأ فأنقذتهم من الترحيل على يد الألمان الى معسكرات الإعتقال .
رغم إدعاء السويد حياديتها إلا أنها ومنذ بداية ستينات القرن الماضي كانت قد وقّعت إتفاقيات عسكرية سرية مع الولايات المتحدة الأمريكية , سمحت للأمريكان بموجبها ومنذ ذلك الوقت بنشر غواصاتهم النووية قبالة سواحل السويد في بحر الشمال وخليج كاتيغات المطل على بحر البلطيق فإمتلأ بحر البلطيق بالغواصات النووية الأمريكية .. علمأ بان هذه الإتفاقية العسكرية مع الأمريكان بقيت سرية حتى العام 1994 .
من الطبيعي أن يرافق كل هذا التعاون العسكري , كم هائل من المساعدات المالية , التي يصاحبها نوع من ( التطبيع ) أو ( التبعية ) الثقافية , لذلك أصبحت جائزة نوبل جائزة أمريكية بإمتياز تمنح الى ( حبايب ) السياسة الأمريكية على أنها جائزة عالمية أوربية .
ونعود الآن مرة أخرى الى سولزنچن فنقول إن والدته كانت فتاة أوكرانية تدعى ( تايسيا ) قدمت الى موسكو للدراسة , وفي موسكو تعرفت على والده ( إيزاكي ) الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش القيصري وأصله من منطقة جبال القوقاز , بعد زواجهما قتل الزوج في حادثة صيد بينما كانت هي حاملاً بولدهما الوحيد ( ألكسندر ) الذي حين قدم الى الحياة رعته أمه وعمته , وقد تحدث سولزنچن عن كل هذه الحكاية في روايته ( آب العجلة الحمراء 1914 ).
ترافقت سنوات حياة سولزنچن الأولى مع سنوات الثورة الروسية , وبحلول عام 1930 كانت الأرض التي تملكها عائلته قد تحولت الى ( تعاونية زراعية ) لذلك إضطرت والدته الى العمل بشكل قاسي من أجل تدبير أمور عيشهم , كما إضطرت العائلة الى إخفاء السر بكون رب الأسرة كان ضابطاً في الجيش القيصري , وكانت والدة سولزنچن المثقفة والتي لم تتزوج مرة ثانية تشجع طموح ولدها العلمي وكتابته الأدبية , كما أنها ربته مسيحياً أرذودوكسياً لكنها ماتت وهو في سن الخامسة والعشرين , وكان ذلك عام 1944 .
درس سولزنچن الرياضيات في جامعة روستوف , بينما كان في نفس الوقت يدرس الفلسفة والتاريخ والأدب بالمراسلة في معهد موسكو , ويعترف هو بنفسه أنه لم يجادل الأفكار الواردة في تلك الدروس أو مدى تدخل الدولة السوفييتية في السيطرة على الأحكام الفكرية والعقائدية الواردة في مواضيعها .
تزوج سولزنچن يوم 7 نيسان 1940 من طالبة كيمياء تدعى ( ناتاليا ريشتوڤسكايا ) وتطلقا عام 1952 أي قبل عام واحد من صدور روايته ( أرخبيل القلغ ) لكنه عاد إليها عام 1957 ثم تطلقا من جديد عام 1972 . ويظهر أن سولزنچن كان موعوداً بإسم ناتاليا لأن زوجته الثانية المتخصصة في الرياضيات كانت تدعى ( ناتاليا سڤيديلوفا ) وكانت له معها علاقة قبل الزواج . حين تزوجها عام 1973 كان لهما ثلاثة أولاد : ( يرمولي ) 1970 , ( أگنات ) 1972 , و ( ستيبان ) 1973 .
خلال الحرب العالمية الثانية خدم سولزنچن في الجيش الأحمر وشارك في مهمات قتالية على الجبهة , ونال مرتين الأوسمة على قتاله , ونشر تلك الفترة روايته ( حب الثورة ) ولم تكن هناك شائبة تشوب علاقته بنظام دولته .
في شباط 1945 وكان سولزنچن يخدم الجندية على جبهة بروسيا الشرقية , متعباً من الحرب وقلقاً بشأن مصيره فيها , ومثل أي جندي في مثل حالته حيث بدأ بالتذمر من القتال وجدواه .. وكان قد كتب بعض التعليقات حول ( إدارة ستالين الفاشلة للحرب ) في رسالة الى صديقه ( نيكولاي ڤيتكڤيچ ) وحين وقعت الرسالة بيد السلطات وجهت لسولزنچن تهمة ( معاداة الدعاية السوفييتية ) تحت المادة 58 البند العاشر و( تأسيس منظمة معادية ) تحت البند الحادي عشر من نفس المادة .
أُقتيد الى سجن ( لوبيانكا ) في موسكو حيث تم التحقيق معه تحت الضرب ثم حكمت عليه المحكمة بالسجن 8 سنوات , وكانت تلك عقوبة بسيطة تصدر بحق متهم تحت المادة 58 البندين 10 و 11 من قانون العقوبات السوفييتي .
كان الجزء الأول من عقوبته أن يخدم في معسكرات سجن مختلفة أما ( المرحلة المتوسطة من العقوبة ) كما سماها هو لاحقاً في كتاباته , فقد أمضاها في ( شاراشكا ) وهي منشأة خاصة للبحوث العلمية التي تديرها وزارة أمن الدولة , فيها إلتقى ب ( ليڤ كوﭙليڤ ) الذي تحدث عنه سولزنچن في روايته ( الدائرة الأولى ) التي صدرت في الغرب عام 1968 .
عام 1950 تم إرساله الى معتقل خاص للسجناء السياسيين يقع في مدينة ( إكباستوز ) الكازاخستانية حيث عمل في هذا المعسكر : حدّاد , سبّاك , وبنّاء , وخبراته في المعسكر شكلت الأساس لروايته التي صدرت فيما بعد بعنوان ( ذات يوم من حياة إيڤان دنيزوڤيچ ) .
خلال هذه الفترة دخل سولزنچن الى المستشفى وأجريت له عملية إزالة ورم .. لم يشخص وقتها على أنه سرطان .
إنتهت محكوميته عام 1953 وبدلاً من إطلاق سراحه تم نفيه لما تبقى من حياته الى ( كوك تيريك ) جنوب كازاخستان .
السرطان الذي لم يكن مشخصاً بدأ الإنتشار في جسمه وأوصله الى حافة الموت في نهاية العام . عام 1954 تم السماح له بالسفر الى طاشقند لتلقى العلاج فيها وكانت معاناته المرضية وإقامته في جناح مرضى السرطان في المستشفى هما المادة الخام لكتابة روايته ( جناح السرطان ) .
خلافاً للرأي السائد الذي يقول بأن سولزنچن كان قد تقاطع مع الماركسية منذ هذه اللحظة من عمره لأنه إتفق مع فلسفة وعقيدة دينية رافقته منذ تلك الفترة وحتى نهاية حياته .. إلا أنني لا أرى فيما قام به تقاطعاً مع الماركسية بل أرى فيه صورة رجل جاوز الخامسة والثلاثين من عمره .. مصاب بالسرطان في مراحله المتقدمة .. ويفكر في الموت والإبتعاد عن حياة عاشها باليتم وضياع الحق .. ثم تعليم محدود .. وخدمة عسكرية على جبهات الحرب العالمية الثانية الضارية .. ثم إتهام بتهمة جاهزة رداً على بضع كلمات ناقمة من الحرب كتبها في رسالة , أعقبتها 8 سنوات من السجن في معتقلات عتيدة .. الدولة السوفييتية هي التي صنعت من سولزنچن معارضاً .. ولولا تلك العقوبة وذلك السجن لما تحول كاتبنا الى ما هو عليه اليوم .. ثم بعد السجن جاءه النفي .. وفي المنفى أدرك إصابته بالسرطان في مراحله المتقدمة … كل باحث نفسي منصف سيتفق معي على تسمية عودة سولزنچن الى أحضان الدين وفلسفته الغيبية ب (الإرتداد النكوصي ) الذي رافقته نقمة على الدولة السوفييتية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون تقاطعاً مع الماركسية
حين وصل خروشوف الى السلطة وتقاطع مع السياسة الستالينية عام 1956 تم إعفاء سولزنچن من النفي فعاد الى روسيا , بدأ بالتدريس في مدرسة متوسطة وبدأ الكتابة التي إستمرت حتى عام 1961 وبموافقة من خروشوف كانت مقاطع مطولة من روايات ( جناح السرطان ) و ( ذات يوم من حياة إيڤان دنيزوڤيچ ) تدرس في المدارس في عموم الإتحاد السوفييتي كنوع من أنواع نقمة خروشوف على العهد الستاليني .
كلنا يعرف أن خروشوف ورغم أزمة الصواريخ الكوبية ورغم كلماته المتشنجة وصوته العالي وضربه منصة الأمم المتحدة بالحذاء أثناء خطبة القاها أمام الجمعية العامة , إلا أنه ومنذ عهده كان قد بدأ العد العكسي للحكم الشيوعي في بلده , وبعزله عن الحكم عام 1964 وتعيين عدد من الرؤساء الذين لا أحد يدري كيف وصلوا الى الحكم .. يكون من المنطقي إنهيار الإتحاد السوفييتي .
منذ عهد خروشوف بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا البحث عن أدبيات روسية تناقض النظام أو تفضح بعض ممارساته فكانت كتابات سولزنچن بتصويره حياة السجون والمستشفيات والمرض والموت وضعف الخدمة الصحية والإجتماعية هي ( عز الطلب ) الذي يبحث عنه الغرب .
بعد إقصاء خروشوف عن الحكم سرعان ما توقف طبع أعمال سولزنچن , وفي العام 1965 لاحقته ( الكي جي بي ) وصادرت بعض كتاباته وبضمنها روايته ( الدائرة الأولى ) ورغم ذلك كان يعكف وبشكل سري على كتابة روايته ( أرخبيل القلغ ) ويتم إخفاء أوراقها أولاً بأول , حتى أنه قرر ذات مرة وبعد منحه جائزة نوبل في الأدب بأنه وطيلة فترة كتابتها لم يرَ أوراقها كاملة أمام عينيه .. بل كان يكتب , وتخبأ كل ورقة في مكان منفصل .
بسبب متابعة ( الكي جي بي ) المستمرة , تم طرد سولزنچن من إتحاد الكتاب الروس عام 1969 فقامت الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الضد من ذلك بمنحه جائزة نوبل في الأدب عام 1970 لكنه لم يذهب لتسلمها من ملك السويد خوفاً من أن لا تسمح له حكومته بالعودة الى موسكو بل إقترح أن تسلم له الجائزة في إحتفال صغير في السفارة السويدية في موسكو لكن الحكومة السويدية ومن ورائها الأمريكان عارضوا ذلك لإستعمال هذا الموضوع مادة للحديث الإعلامي الذي سيطول ويطول ولن ينتهي بترحيل سولزنچن عن الإتحاد السوفييتي بل سيستمر الى ما بعد منحه الجائزة لاحقاً في إحتفال المكرمين بها عام 1974 .
رواية ( أرخبيل القلغ ) مكونة من ثلاثة أجزاء وتقسم الى سبعة أاقسام و تمت ترجمتها الى 35 لغة وبيعت منها 30 مليون نسخة , وطبعاً تم كل هذا بأسلوب الدعم والدعاية الغربيين . ففي عام 1974 إعتقل سولزنچن وتم ترحيله الى فرانكفورت في ألمانيا الغربية , وفي نفس اليوم سحبت منه الجنسية السوفييتية , وكان ذلك قد تم بسبب أن ( الكي جي بي ) كانت قد عثرت على الجزء الأول المخطوط من روايته ( أرخبيل القلغ ) .
قام الملحق العسكري الأمريكي في المانيا الغربية بتدبير تهريب كتابات سولزنچن من الإتحاد السوفييتي , وبضمن ذلك بطاقة هويته في إتحاد الكّتاب السوفييت , وهوية الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية . وقد إمتدح سولزنچن صديقه الملحق العسكري الأمريكي أيما مديح على هذه الخدمة في كتاب مذكراته الذي عنوانه ( حلفاء لا منظورون ) 1995 .
تنقل سولزنچن بين بلدان أوربية متعددة فقد عاش في كولونيا بألمانيا ثم إنتقل الى زيورخ في سويسرا , زار بريطانيا .. ثم دعته جامعة ستانفورد الى الولايات المتحدة الأمريكية ليقيم هناك مع عائلته وينشر أعماله ثم منحت له العديد من الشهادات الفخرية والشرفية . ورغم أنه عاش في الولايات المتحدة ما يقارب 20 عاما ً إلا انه لم يتقن الحديث باللغة الإنكليزية وهذا ما منعه من أن يكون نجم المحطات التلفزيونية للنيل من الشيوعية والسياسة السوفييتية خصوصا في مرحلة إقتراب النظام من الإنهيار .
عام 1994 عاد سولزنچن مع زوجته ناتاليا الى روسيا , زوجته كانت تحمل الجنسية الأمريكية , أما أولادهما فقد بقوا في الولايات المتـحدة الأمريكية , وفيما بعد عاد إبنهمـا ( يرمولي ) ليعمل في ( مكتب موسكو ) لأحدى الشركات العالمية الرائدة ( ؟؟ ) في مجال الإستشارات . بينما حصل الولدان الآخران على الجنسية الأمريكية .. فيما أصبح إبنه الثاني ( أگنات ) عازف بيانو وقائد فرقة موسيقية أمريكية .
عام 2007 زاره الرئيس ﭙوتين في بيته لمنحه ( جائزة جمهورية روسيا الإتحادية ) عن أعماله الإنسانية والأدبية .
مات سولزنچن في آب 2008 ودفن في موسكو وهو بعمر 89 سنة أي بعد أن تعايش مع السرطان طيلة حوالي 60 عاما ً .. من قال بأن السرطان مرض قاتل ؟
في الختام أدعوكم لتفكروا معي .. لو كانت مذكرات سولزنچن كسجين أو مريض أو منفي لم تتخذ حجة أو وسيلة للبرهنة على صراع دولي .. أما كانت ستبقى مثل خربشات سجين على حائط السجن ؟
وإذن فالصراع الدولي هو الذي إستحق جائزة نوبل في الأدب … لا خربشات السجين . ميسون البياتي – مفكر حر؟