والله ذمم يازمان

• أن تكون انسانا أمر سهل، أما أن تكون رجلا فهذا صعب

(مثل روسي)

هناك مقولة في عالم مكافحة المخدرات تذكر بانه اذا تم العثور على طن من المخدرات فهناك تسعة اطنان مختبئة تنتظر الترويج ويصفون ذلك مثل جبل الثلج في البحر ثلثه الاعلى ظاهر وثلثيه غاطس في الماء.

لماذا هذه الثرثرة؟.

قد يكذب الجميع بدءا من رئيس الجمهورية حتى ابسط فراش في وزارة التخطيط، اما ان يكذب القاضي فهذه لم نسمع بها ولم نرها الا في افلام امنا الحنون امريكا وبرامج الخيال العلمي.

هذا القاضي الذي ادى اليمين الدستورية واعدا بنشر العدالة والحق.. هذا القاضي الذي يحوز على احترام المجتمع اكثر من أي شخصية اخرى ،يكذب.

ياللكارثة، اين اذن وصلنا..؟ هل وصلت “سوسة” التخريب الى القضاة هذه المرة، انها لمنتهى المهازل.

حتى لا اثقل عليكم انقل لكم ماقالته هيئة النزاهة هذا اليوم:أن أكثر من 565 مسؤولا حكوميا ممن قدموا كشوفاتهم المالية أدلو بمعلومات خاطئة عن ذممهم.

طبيعي جدا ولكن…

من بين هؤلاء ” “خمسة قضاة، و28 عضو مجلس نواب، فضلاً عن عشرة وزراء، و30 وكيل وزير ومستشارا، إضافة إلى ستة مفتشين عموميين، و87من أعضاء مجالس المحافظات وإداراتها، أدلو بمعلومات لا تتطابق واستمارة الذمم المالية”.

حلو..

ماعلينا بالوزراء فقد بات معروفا مايفعلون كما لايهمنا بالمدراء العامين واعضاء البرطمان فهم كذلك في خانة “اليك”.

الذي يهم ايها السادة كذب القضاة في الكشف عن ذممهم المالية.

ماذا يعني ذلك..

يعني ببساطة ان هؤلاء القضاة على استعداد لتبرئة أي متهم بقضايا جنائية او تحت طائلة المادة 4 ارهاب اذا كان مستعدا لدفع المعلوم.

وهذا يعني ان الارهاب سيظل يجول ويصول بفضل القضاة ورئيس الجمهورية المريض وصاحبه رئيس الوزراء مغمضي العينين عن سبق واصرار.

لماذا هذا التمادي في السكوت على 565مسؤولا حكوميا وفي درجات وظيفية رفيعة؟ هل بات الامر يسير تحت شعار”شيلني واشيلك”؟وهل بات العوراق العظيم يلهج بالثناء لهؤلاء السادة،ومن بينهم القضاة الخمسة،لأنهم قالوا بالفم المليان لاذمة لهم ولا ضمير؟ وهل بات الخطأ هو القاعدة والصواب نكتة فجة؟.

ومن بين هذه الارقام وجد أن “97 مديرا عاما، و176 ما بين معاون مدير عام ومدير قسم ومسؤول شعبة، إضافة إلى 66 أستاذا جامعيا، فضلا عن 25 سفيرا و35 ضابطا، قدموا معلومات خاطئة عن ذممهم المالية للعام الماضي”.

انتبهوا الى رقم 66 استاذا جامعيا، انه يعني النجاح لمن لانجاح له وحيازة الدكتوراه تصبح مثل “شربة الماي” اذا كان صاحبنا “متريش” ماليا.

بالله السفراء حقهم فهم بعيدين عن العين ويلعبون بميزانية السفارة”شاطي باطي” وكان كاتب هذه السطور احد ضحاياهم،سأنقل ماجرى بالوثائق والادلة القاطعة يوما ما،ولكن ماذا عن البقية الذين يسرقون تحت عين السلطة وبصرها؟.

تدرون ترى خرب العراق مادام القاضي يكذب ويسرق.. ومادام النجاح”بفلسين” في الجامعات.

وينك استاذ علي الاديب بس لاهي تفتح جوامع وكأنك وزير اوقاف؟.

فاصل: لا فاصل اليوم الا بعد ان يقدم القضاة الخمسة تقريرا بذممهم المالية الصحيحة.

 تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.