قصة و حكمة من زياد الصوفي 139

القصة:

لما استلم حافظ الاسد السلطة بسوريا بعد الانقلاب العسكري و الحزبي على اصدقاء النضال، استمر لمدة عشر سنين تقريبا عم يحاول بناء منظومة أمنية و عسكرية للحفاظ على مكتسبات الانقلاب…

الثورة السورية الاوله بنهاية التمانينات كانت الفرصة المناسبة اللي استغلها الاسد لبسط سيطرتو ،عن طريق بث الرعب و من خلال تفاهمات اقليمية و دولية قدر نتيجتها بتلاتين سنة يحكم دولتين و شعبين و جيش تعدادو اكتر من نص مليون…

ورثة هائلة ورثها بشار عن أبوه…

بس من حسن الحظ و بدل ما يعزز مكتسبات ابوه ، بدي يخسرها وحدة بعد التانية…

الجيش السوري كان من اصعب التحديات اللي واجهه بشار..

قيادات قديمة ولاءها للاسد الاب، قيادات غير موثوقة من قبل بشار، فحاول من بداية عهدو باعدة هيكلة الجيش بالطريقة اللي بتناسب بقاءو…

و مع هيك ما قدر ابدا، و خلال سنتين ثورة ، ما بقيلو من هالجيش الا فرقة عم يعكّز عليها…

و هون الفرق بين الاب و الابن ، الله يلعن الجوز…

حافظ و بعد محاولة انقلاب اخوه رفعت عليه ، قام بتغييرات جزئية بالجيش و حافظ على امتيازات بعض الضباط اللي بيعرفهون ضمنا أنهون من جماعة رفعت…

و قصة اليوم عن هالموضوع بالتحديد…

العميد محسن سلمان قائد الفوج ٣٥ وحدات خاصة، و المتمركز بمنطقة الكولا بوسط بيروت، كان يعتبر نفسو الحاكم العسكري في لبنان و بيحمل بقلبو عداء هائل لغازي كنعان …اللي كان منصّب نفسو الحاكم السياسي و الامني لهالبلد الصغير

، و الكره بيعود لتلات اسباب :

الاول انو محسن سلمان كان بيدين بولاءو لرفعت الاسد، بينما الكنعان كان زلمة حافظ.

و السبب التاني المصالح الاقتصادية و السرقات اللي كانو يتنافسو عليها بالتعاون مع بعض تجار بيروت…

و التالت بسبب طقة البرغي اللي قام فيها غازي كنعان لحافظ الاسد لما اتهم عز الدين سلمان أخوه لمحسن بسرقة الحديد من بيروت…

سنة ١٩٨٨..

و أثناء تمركز الفوج ٣٥ صوب مطار بيروت، بيقرر العميد محسن يدخل بالفوج عالضاحية الجنوبية…

و لتبرير دخول الضاحية كان لازم يلعب لعبة صغيرة…

أثناء زيارة غازي كنعان لقيادات أمل بالضاحية، أعطى محسن سلمان الاوامر بتمثيل مسرحية… مسرحية اغتيال غازي كنعان…

بيبعت بعض العساكر و بيصيرو يقوصو من ورا الابنية على موكب الكنعان للايحاء انو في عناصر مشبوهة عم تحاول اغتيالو.. بيهرب غازي من السيارة و بيتخبى باحد البنايات اعتقادا أنو عم يحاولو يغتالوه…

و هون كان المبرر لدخول الفوج ٣٥ بحجة الدفاع عن الكنعان و ملاحقة العصابات الارهابية التي تروع المواطنين الآمنين…

تلات ساعات كان الفوج منتشر بكل زاوية بالضاحية تحضيرا لكسر شوكة نبيه بري و جماعة حزب الله المسيطرين عالمكان من جهة، و كسر هيبة الحاكم بأمر الله غازي كنعان..

بيدخل بري ب ١٣ سيارة بي ام دبليو، و بيرافقو مجموعة من ضباط الجيش الشيعة بمحاولة للطلب من العميد محسن الانسحاب من الضاحية و تركها تحت سيطرة مليشيات الشيعة…

ولك بري جانن هنت؟؟؟ كانو جماعتك رح يقتلوه للعميد غازي الله يحميه، و بدك ياني اقعد اتفرج عليكن من المطار؟؟ روح انقلع من هون و هيدي المنطقة تحت أوامرنا…

بيطلع البري لعند الاسد الاب و بيشكيلو متل العادة من تصرفات حماة الديار ببيروت…

لما بيجي الاتصال من القيادة بالشام للانسحاب من الضاحية، كان محسن سلمان مطبّق كل قادة الافواج التانية على جواب واحد :

سيدي الرئيس:

القوات سيدي صارت داخل الضاحية و ضهرنا مكشوف أفيتنا ننسحب…

و لتثبيت وجود محسن سلمان بالضاحية و ربطها بالمطار، قام بخطف احد الضباط السوريين و علقوه على عامود كهربا و سلخو جلدو هوة و عايش، و اتهمو حزب الله بالعملية لتثبيت وجودهون….

هيدي قصة من ملايين قصص حماة الديار و اللي يتعطيكون فكرة عن كيفية ادارة هالمؤسسة الطائفية..

الحكمة:

إذا الحاكم العسكري ببيروت كان واحد متل محسن سلمان..

فما غريبة يكون قائد القوات المسلحة هيك جحش فلتان..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.