ابى و الزمن الجميل

ولِدتُ فى العراق أرض المياه الحُلوة ومنها تأتى حلاوة اخلاق العراقيين و شهامتهم , فمن دجلة والفرات و شط البصره ارتوَت عروق العراقيين بالماء الزلال و تَمددت تلك المياه فى شرايينهم و عكست على وجنتهم حب الأرض و الوطن. فالعراقى الأصيل و ابن البلد المنتمى لها طيب مثل حلاوة ماء دجلة والفرات اَما الأغراب تستطيع ان تميزهم عندما لا تشتم رائحة المياه فيهم …

أبى من البصرة … و البصرة هى وِلادة سرمدية لزواج دجلة والفرات وكان ابنهم البكر شط البصرة.

فى حديقة النخيل قديماً , ولِدَت البصرة و التى لها اكثر من 14 اسما و الاسم القديم لها العراقى ” بيت بصطارية ” من اللغة الرافدينية الأم. كلما اتذكر البصرة تدمع عينى و لكن لا تخرج الدمعة فلقد اصبح الماء مالحاً و انعكست هذه الملوحة على شعوب جوج و ماجوج اللذين استوطنوا وطنى و رغم ذلك لم تتغير اخلاقيات اهل البصرة , فالملوحة لا تلغى الحلاوة و إنما تعكرها لفترة من الزمن , و الزمن كفيل بغسيل الملوحة وعودة الحلاوة من جديد.

أبى هو بصراوى الخلق و الأخلاق .. جميل البهية.. كريم اليد .. عندما خلق الله الطيبة حبسها عن الجميع و اعطاها لأبى و ابى وزعها على بقية البشر .. فهل تصدقون هذا؟

هذا هو سر العراق .. هذا هو سر البصرة مدينة المدن.

للتاريخ طريق الحرير الأول , يمر من البصرة و هو الطريق البحرى و السندباد الرحالة الأول خرج من البصرة. لقد جاءت حضارة الهنود الى البصرة أولاً لتذوقوا تَمر البصرة , وكان ابناء الخليج العربى يعتبرون سياحياً البصرة قديماً لبنان الجنوب و كذلك اهل نجد و الحجاز وعدن وعمان . وتربط اهل البصرة قاطبة مع اهل الجزيرة العربية وتوابعها علاقة الأخوة و القرابة والعائلية و العشائرية و القبلية. فعندما تَغَنى حبيب ليلى قيس كانت تدور معركة الحب فى البصرة .. وعَبرَ من خلال البصرة كل من الإسكندر و غيرهم من جلاوزة التاريخ.

البصرة سر العراق .. و العراق سر الكون .. و الكون سر الله …

فهل ستعود البصرة بحيرة النخيل من جديد ؟ الإجابة بسيطة : ” كن فيكن “

آدم سوف يعود.

“و سلامى لكل بصراوى عيونه مكحله .. “

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.