هلهولة للعيدية عيني.. تعيش الحكومة

محمد الرديني

مبروك للشعب العراقي على مكرمة الحكومة التي تكرمت بها عليه بمناسبة عيد الاضحى المبارك وقدرها 4 ملايين دينار وشوية خردة لكل فرد عراقي حتى الطفل الرضيع.
اولاد الملحة تأكدوا وتيقنوا ان حكومتهم هي الاب الشرعي لهم بل ولكل عراقي حتى ولو تسلم منصب رئيس الاستخبارات والمخابرات والامن والسجن المركزي ونكرة السلمان وغيرها، فهي الحكومة التي لاتنساهم لا بالملمات ولا بالشدائد تعرف الاخوان.
ورغم انهم جهزوا اوراقهم ليسجلوا فيها منافذ صرف هذا المبلغ الذي نزل عليهم من السماء السابعة في مقداره وقيمته الا انهم قرروا ان يبعثوا رسالة لوم رقيقة الى اصحاب المكارم كالتي بعث بها قيس ابن الملوح الى زوج ليلى في ليلة دخوله عليها:
بربك هل ضممت اليك ليلى
قبيل الصبح وهل قبلت فاها
وهل رفّت عليك غصون ليلى
رفيف الاقحوانة في شذاها
ومناسبة هذا القول كما ذكر الناطق الرسمي لاولاد الملحة ان هذه المكرمة ينطبق عليها القول الشائع “كل حلو بيه لوله”.
سألوه الجماعة: يعني شلون خوية..؟
اعتدل الناطق الرسمي وقال وهو يكاد يجهش بالبكاء لكنه كظم دمعاته فالبكاء للحريم كا اشار خطيب الجمعة الاسبوع الماضي:
اريد احلفكم بشرفكم وبضميركم وبكل مقدساتكم الشريفة ،هل من المعقول ان هذه العيدية تشمل الوزراء واعضاء الحكومة والمقربين منها والمبعدين اضافة الى اعضاء البرطمان حملة الجوازات الدبلوماسية واصحاب الدرجات الخاصة؟.
اكيد راح يرفضوها واكيد راح يصرحون بالقنوات الفضائية وغير الفضائية ان قيمة هذا المبلغ مضحكة جدا لأن الحكومة ما تعرف أي شيء عن مصروفهم اليومي.. يعني مثلا البارحة واحد من اعضاء البرطمان اشترى بلميونين دينار حفاظات “بامبرز” للمولود الجديد، وآخر شحن عطور من باريس في حقيبة دبلوماسية بقيمة 8 آلاف دولار امريكي و500 يورو،اما الاخ الثالث فقد اصر على شحن الرز البسمتي من امريكا بطائرة شحن خاصة خوفا عليها من ان “تتوسخ” مع امتعة اولاد الملحة الا انه عاد واستورد ربع طن من الرز الهندي المعتبر والمعبأ باكياس من الخيش المحلاة بانواع من التوابل اللي تفتح النفس ولا تباع الا في ساحة قصر تاج محل.
واضاف الناطق:بعد هذا كله هل يحتاج اولياء امورنا الى هذا المبلغ اللي يعتبر مصروف للاولاد من يروحون للمسبح بالمنطقة الخضراء؟.
بعدين بصراحة اللي كاتب الخبر في جريدة المدى العراقية ينتمي الى نقابة الشيطان الاكبر او ربما الى هيئة علماء المسلمين برئاسة حارث الضاري حفظه الله اذ بدأ بمتن الخبر قائلا:
كشف التيار الصدري عن شمول الوزراء والنواب وأصحاب الدرجات الخاصة بمشروع توزيع 25% من فوائض الواردات النفطية على الشعب العراقي، مؤكدا حصوله على وعود حكومية بتنفيذ المشروع قبل نهاية العام الحالي.
ثم يعرج على اولاد الملحة ليقول:أن نصيب الفرد من هذه الحصة سيكون بين 400 و500 دولار تمنح دفعة واحدة عن موازنة العام الحالي. وأكدت المصادر عزم التيار على تعديل المشروع في موازنة 2013 بشكل يضمن التوزيع العادل لأبناء الشعب كافة بإحدى طريقتين؛ إما إيجاد فرع من الموازنة يختص بالمشروع وذلك بتخصيص أموال له من خزينة الدولة، أو حجبه عن العائلات والأفراد الذين ليسوا بحاجة له.
وكانت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري قد هددت في شباط الماضي، بعدم التصويت على الموازنة العامة لعام 2012 في حال عدم إجراء تعديلات عليها تتضمن تخصيص مبالغ إضافية للمواطنين من فائض موازنات السنوات السابقة.”
يعني الشباب بعدهم ما صادقوا على ميزانية هذا العام اللي راح يخلص بعد 3 اشهر.
غريبة مو؟.
ماغريب الا الشيطان وديرة عفج.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.