ما بين الصدر والمالكي ضاعت الطاسة

الكثير من الآباء والامهات يتمتعون بحسن نية عالية القدرة مع ابنائهم ولكنهم لايعرفون من بعض اصول التربية الا حروف انشائية على غرار “هذا مو زين ابني، صير عاقل حبيبي،اشوكت تكبر وتصير رجال،صير مثل صديقك رعودي يسمع كلام الاكبر منه،اكعد زين ابني،والله تعبتني وياك بس لو تسمع الكلام”.
كل تلك المفردات انشائية تجعل عقل الابن في حالة نفور دائم.
لماذا؟.
لأن هؤلاء الآباء لايقدمون تفسيرات واضحة لاوامر النهي التي يطلقونها، فما معنى ان نقول للابن”صير عاقل ابني” ،وماهو العقل وكيف يصير عاقل؟.
هذه الصورة يمكن سحبها على كل تلك النصائح السالفة.
نقطة نظام :في زاوية من زوايا العقل العراقي هناك “يو اس بي” يملك ذخيرة من العقل التآمري في تفسير مايدور حوله وانا واحد منهم.
بعد زيارة رئيسنا المالكي لامريكا شن الزعيم “الشاب” مقتدى الصدر هجوما عنيفا عليه وقال انه بدلا من استجداء السلاح من امريكا يجب العودة الى الشعب وان يستغيث المالكي بشركائه في العملية السياسية بدلا من “استجداء” حرب عالمية ثالثة من دول أوصلت العراق إلى الهاوية ودعم للانتخابات المقبلة، وصفقات الأسلحة مع أميركا لن تكن أفضل من السابق.
هذا التصريح يعتبره المحللون السياسيون في بلاد الكفار “أي كلام” لأنه رضينا ام ابينا امريكا شريك فعلي واساسي في الاشراف على سياسة العراق وليس من المعقول ان تترك امنا الحنون العراق في مهب الريح بعد الخسائر التي منيت بها طيلة العشر سنوات الماضية.
ونفس “الكلام الذي لازبدة منه”، وعذرا لهذه الكلمة،ماذكره مكتب رئيس الحكومة في الرد على الزعيم
الشاب حين اتهمه بـ”التواطؤ” مع بعض الدول ضد ارادة الشعب العراقي، وفيما دعاه الى مشاورة العقلاء لارشاده على الطريق الصحيح، هدد بـ”الرد القاسي” في حال تكرار تصريحاته الاخيرة.
اولاد الملحة يريدون من المالكي بعد الزيارة الميمونة ان يقول للشعب الذي يحكمه كل مادار وبصراحة مطلقة لأنه ببساطة رئيس دولة يتحدث باسم الشعب بدلا من التهجم على فرد اسمه مقتدى الصدر.
كلام بطران مو؟.
كما على الزعيم الشاب الا يتسرع بتنفيذ تعليمات امنا الحنون بالهجوم على “الرئيس” بدون تحليل سليم للأمر.
ومع هذا فالعقل التآمري يقول ان الاثنين يريدان لهذا الشعب ان يتخبط فوق تخبط ساقيه في مياه الامطار والمجاري.
الاثنان يلعبان لعبة “توم وجيري” والفرق بينهما ان جيري دائما هو الفائز.
ويشير بيان مكتب سعادة دولة رئيس الوزراء الى ان “البيان الذي اصدره مقتدى الصدر حول زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الولايات المتحدة وما تضمنه من اساءات متعمدة ومعلومات كاذبة حول تكاليف الزيارة، تلزمنا بسياسة عدم الرد عليه والترفع عن الانزلاق في مهاترات لا تخدم العراق وشعبه و”ما تحدث من يزعم انه يقود تيارا دينيا بلغة لا تحمل سوى الشتائم والإساءات، لم تفاجئ احدا في داخل العراق وخارجه، حيث تجاوز على أبسط اللياقات الادبية في التخاطب مع الاخرين وان “يكون هذا البيان هو الاخير في ردنا على الصدر ومن يتحالف معه”، مهددا اياه بـ”الرد القاسي جدا في حال تكررا ذلك”.
ولاداعي لتوضيح ماذا يعني الرد القاسي فسيكون مزيدا من اراقة الدماء بمباركة امنا الحنون خصوصا وان البيان اشار من طرف خفي الى “عدم الاستخفاف بعقول وذاكرة العراقيين الذين يعرفون جيدا من قتل ابناءهم في ظل ما كان يسمى بـ(المحاكم الشرعية ) سيئة الصيت ومن الذي كان يأخذ الاتاوات والرشاوى وشارك في الفتنة الطائفية والقائمة تطول فالعراقيون الشرفاءيتذكرون سطوة مليشيات مقتدى التي اشاعت القتل والخطف وسرقة الاموال في البصرة وكربلاء وبغداد وباقي المحافظات”.
يبدو ان الحديدة حارة والله يستر.
هذه الحديدة تقول ان هناك معارك مقبلة سينسى خلالها الشعب العوراقي العظيم مآسيه في التعليم والصحة والخدمات ومقتل 60 شخصا في لدغات حية سيد دخيل.
أليس كذلك؟.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.