لماذا يريد العرب المسلمون ان يقتل المسيحيين بالنيابة عنهم بمعاركهم الطائفية؟

غريب هو امر اخواننا المسلمين وشركائنا بالوطن!؟

لأنهم لا يتذكرون الاقلية المسيحية بأنهم إخوان لهم وشركاء لهم بالوطن إلا بالحالات التالية:

الحالة الأولى: 

عندما يريدون ارضاء ربهم بإهانة المسيحيين المغضوب عليهم والضالين وابناء القردة والخنازير على منابر مساجدهم, او عند تفجير كنائسهم بمن فيهم من المصلين الوادعين الامنين, للظفر بالجنة والحوريات والغلمان لأنهم هدف سهل من جهة ومن جهة اخرى يعطي البطاقة المباشرة لدخول الجنة!؟

الحالة الثانية:

عندما يريدون تلميع صورتهم في الغرب, وإظهار انفسهم كإسلاميين يؤمنون بالديمقراطية ويتعايشون مع الاخر, فيقومون بتعيين افراد مسيحيين في مناصب سياسية صورية, تكون هذه المناصب عبئاً على المسيحيين في اغلب الحالات, ولقد بحثنا هذا الموضوع سابقا في مقالنا بعنوان:” معاملة المسيحي (كالأي..) جورج صبرا مثالاٌ“.

الحالة الثالثة: 

عندما يكون هناك صراعات دموية على السلطة بين مختلف الطوائف الاسلامية, او يكون هناك حروب طائفية بين الدول الاسلامية المختلفة, فيريدون أن يزجوا بالمسيحيين كرأس حربة في معاركهم هذه لكي يقتلوا بالنيابة عنهم, لان قتل المسيحي فضيلة بالنسبة للمسلم, اما قتل المسلم للمسلم فهو مكفر بالاسلام!؟ فهل رأيتم اغرب من هكذا قوم؟؟ او هكذا عقديدة؟؟

هل يحق للدول العربية ان تتذمر وتضيق ذرعا بالموقف الرسمي للحكومة اللبنانية الصورية والتي يتحكم بها حزب الله وايران وسوريا والعراق؟؟ 

ماذا تريدون من المسيحيين اللبنانيين المسالمين, والذين عدى عن انهم اقلية, فليس لديهم قطعة سلاح واحدة يدافعون بها عن انفسهم في الازمنة العاطلة التي تعصف بلبنان؟ وانتم تعرفون كيف قتل حزب الله بمساندة سوريا وايران, بمنتهى الوحشية, رفيق الحريري الزعيم السني المسلم, والجميل الزعيم الماروني المسيحي, والكثير من الصحفيينّ وكل من وقف بوجههم وقال لهم لا!؟

هل تريدون من الاقلية المسيحية ان تقتل عوضا عنكم بمعاركم الطائفية مع ايران؟ لماذا لا تحاربون ايران بأنفسكم وانتم تعدون ب 300 مليون عربي ومليار ونصف مسلم, ومواردكم الاقتصادية من المواد الاولية والنفط والغاز ليس لها حدود؟ 

هل تريدون من الاقلية المسيحية ان تحارب ايران عوضاً عنكم, بالوقت الذي يفتح الاخوان المسلمون في مصر كل ابواب بلادهم للولي الفقيه الايراني؟؟ وفي الوقت التي تفتح حماس كل اراضي غزة لجيش القدس الايراني؟ وفي الوقت الذي اصبحت به العراق وسوريا والبحرين ولبنان محافظات ايرانية كما ينظر الولي الفقيه في ايران؟ وفي الوقت التي تملك كل الدول العربية والاسلامية بعلاقات سياسية وافتصادية كاملة مع ايران هذا عدا عن العلاقات الاسلامية الدينية ومؤتمراتها, وكان اخرها مؤتمر القمة الاسلامية في القاهرة؟ ما هذه الازدواجية الاسلامية المقيتة؟؟

قد يجيب بعضكم بأن كل هذا ضرورات سياسية؟ نحن نوافق معكم بان هناك ضرورات سياسية, ولكن للمسيحيين ايضا ضرورات سياسية ويجب ان يحافظوا على بقائهم, ويجب ان لا يقتلوا هباءاً بمعاركم الطائفية مع ايران, ويجب عليكم ان تقدروا لهم ضروراتهم ايضاُ؟ 

من المواقف المضحكة للإسلاميين المصريين, بأنهم طلبوا من اقباط مصر ان يتوسطوا لهم عند الاثيوبيين الاقباط من اجل ان يمنحوا مصر حصة اكبر من مياه نهر النيل, وكأن مياه نهر النيل والحصص فيها والتي تسن من اجلها القوانين الدولية يمكن ان تحل بجلسة عرب كما يحدث عندما يتم قتل الاقباط على يد المسلمين في مصر؟ ولكن من جهة ثانية على سبيل المثال لا الحصر, فلم يطلب الاسلاميون من انفسهم او من مكة ان تتوسط لدى تركيا الاسلامية بان ترد لسوريا كيليلكية وانطاكية ولواء الاسكندرون التي استولت عليهم تركيا؟ فما هذه الازدواجية؟

لقد قمنا بكتابة مقال بالسابق فندنا بها الخرافة القائلة بأن وضع المسيحيين بسوريا هو جيد مقارنة بالبلدان العربية الاخرى وهذا رابطه:” مسيحيو سوريا وخرافة وضعهم المستقر“.

من المواقف المضحكة الأن بسوريا هو ان المعارضة تريد ان تزج الاقلية المسيحية نفسها بالمقدمة لمقاتلة النظام المجرم لبشار الاسد ومن جهة اخرى النظام المجرم لبشار الاسد يريد ان يزج بالمسيحيين كرأس حربة لمقاتلة المعارضة المسلحة؟؟ ولقد قمنا بالرد على هذه المطالب بمقال عنوانه:” اسلمة الدراسات الكنسية“, ولقد أثبتنا في هذا المقال بأن المسيحين هم وطنيون انقياء ومنخرطون بالمعارضة بنسبة اكبر من المسلمين, وخير دليل على هذا هو انه  لولا وقوف المسلمين السنة مع بشار الاسد لما صمد نظامه لمدة تزيد على السنتين.

اقلعوا ايها المسلمين أشواككم بأيديكم, فلديكم الكثير من العمل قبل ان تلوموا الاخرين؟

نظفوا تراثكم بأيديكم!؟ 

تصالحوا مع انفسكم والغير بأيديكم!؟

فلا احد ينجب اولاد بالعضو الذكري لغيره.

هوامش:

اسلمة الدراسات الكنسية

مسيحيو سوريا وخرافة وضعهم المستقر

 معاملة المسيحي (كالأي..) جورج صبرا مثالاٌ

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.