قضيتنا السورية العادلة والمحقة؟

abdelrahmansharafأن ظهور جماعات إسلامية متطرفة وغير إسلامية متطرفة وممارسة هذا التطرف بالقتل والاقصاء والنفي في واقعنا السوري بمسار قضيتنا بالحرية والعدالة والكرامة المحقة لكل انسان والتي افتقدناها لسنين طويلة وهُمشنا عن واقع العالم الجديد وارضه الخصبة بالعلم والمعرفة والنور والتطور. بسبب قيام حكم لنظام مستبد جائر متسلط بنفوذه وبذهنيته من قبل الأسد ووريثه وازلامهم من كافة المكونات والطبقات السورية المتعددة.
وإن ادعاء هذه الجماعات والحركات التي ظهرت أنها حركات تحرر ومقاومة لسلطة وجذور نظام تعسفي ومستبد بهيكليته التي ما زلت قائمة حتى هذه اللحظة
وبروز جشع وهمجية بذهنية هذه الحركات وسلوكها وانقسامها على بعضها البعض
لا ينقص شيء من استبداد ووساخة هذا النظام وذهنيته سواء كان بأجهزتها القائم عليها وبأزلامه الوارثين لفكره ودعائمه ومفاصله بالمراكز والمواقع المختلفة.
وان وجود داعمين لهذه الأطراف من داخل منطقتنا ومن خارجها ما هو إلا امر يعكس طبيعة النظام الدولي الحالي القائم بسلبياته وتناقضاته والذي تحكمه بنية أخلاقية هشة وتوجهه المصالح أكثر من الوقف بجانب حق الشعوب في الحرية والعدالة وتقرير مصيرها.
أن الخيار هنا عند الفرد السوري ليس هو مقارنة بالمحاسن والمساوئ أو من الأفضل بينهما بجوانب وجوانب أخرى سواء كنا نستطيع تحقيق هذا الخيار أم لا بسبب اختلاف الظروف وقوة هذه الأطراف المستبدة مقابل ضعف خيار الانسان السوري بإحقاق هذا الحق له من الظروف التي تحيطه وتمارس ضده فهؤلاء يملكون مفاصل القوة من سلاح ومال واقتصاد واصطفافات خارجية تحركهم ومواقف تؤيدهم.
بل هو ايضاً خيار أخلاقي ووطني ينبع من قيمة ايمان الفرد بالحرية ومعناها الحقيقي وايمان الفرد بالكرامة والعدالة وتحقيقها لكل فرد. والخيار هنا يبرز بقوة وثقة الفرد بإيمانه بنفسه بتحقيق هذه الحرية والعدالة ومطلبها له وللأخرين بنفس القياس
فالحرية ومطلبها وتحقيقها بمعناها الجميل والحقيقي والمؤسساتي لا تتوافق مع مستبد وجماعات مستبدة ولا حتى مع طروحاتهم التي تنطلق للحفاظ على استبدادهم المتجذر وهيمنتهم الانانية. فالمستبد يمكنك ان تتحاور ونتحاور معه ولكن لا يمكن ان تتوافق حريتك مع هيكلية استبداده القائمة التي ينطلق منها بفكره وادواته واساليبه وخطابه ونهجه. فأما أن نعشق الحرية كاملةً بمعناها الحقيقي وتحقيقها وأما ان نبقى من انصاف الاحرار والمثقفين ومن انصاف الشعوب المٌتسلط عليها
سنبقى محكومين بهذا الخيار وهذا الأمل في الحرية التي هو اقوى من أي سلطة مستبدة لان هذا الخيار هو مطلب داخل كل انسان وحاجة ملحة للمجتمعات وهو مسار حياة الذي لا يتوقف رغم ضيق الأفق بسبب الذين مازالوا يصرون على دعم هؤلاء وتأييدهم والوقوف في صفوفهم ومساندة طروحاتهم واساليبهم وخطاباتهم الفارغة.
تبقى القضية السورية عادلة ومحقة في مطلبها المقدس بالحرية والعدالة والكرامة وقد تطول هذه المسيرة لتحقق نصرها وأفضل ما يمكننا ان نتفق عليه هو محاكمة هؤلاء القتلى والمستبدين الملطخة أيديهم بدماء الشعب السوري وتهجيرهم ونفيهم عن وطنهم وأرضهم ومواجهة حق الحرية والحياة باسوء أنواع الأفكار وبسمفونية الموت والأسلحة التي صنعت عبر التاريخ والروس والإيرانيين كانوا جديرين بهذا الامر اكثر من غيرهم لتحقيق مصالحهم وأهدافهم في المنطثة والعالم على حساب حقنا وكرامتنا وقضيتنا التي ستبقى محقة ومستمرة،

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.