عن الدين ونقده وتطويره في واقعنا الحالي؟

abdelrahmansharafالأديان بوضعها الحالي تتزعزع تحت تأثير الواقع بانقسامات طروحاتها المختلفة وتحت تأثير العقل ومتطلبات واحتياجات العصر وبالأخص في منطقتنا الشرقية بتعدديتنا المختلفة. فأما أن نحول هذه التعددية الى نعمة وجمال بالحوار وتطور المعتقد وبناء المواطنة ومناقشة كل الأشياء بأسمائها ومعالجة الماضي وترسباته أو نبقى نتجه الى نقمة وصراعات مختلفة.
لذلك سيواجه الفرد خيارات عديدة أمامه واهمها أما أن يذهب لصياغة فلسفة مثالية ورؤية تحل محل الدين القديم العتيق وتكون كدين للإنسانية تحقق متطلبات المجتمع كدين للإنسانية والعلو في شأن الفرد وتحقيق التسامح والتحرر.
او يلجأ الفرد للإلحاد وعدم الاعتراف بوجود الله بطروحات مختلفة. ولدينا أمرين لا بٌد منهما في هذا السياق عند الافراد والجماعات وهما بأنه لا يمكننا من الفاعلية بهذه المنهجية والمسيرة إذا لم يكن هناك حرية دينية وفكرية ونحققهما ونطالب بهما سواء بتصور كل شخص اتجاه الله والمعتقد الذي ينتمي لهٌ او بالقوانين والدساتير التي تخص الدول. وإزالة مفهوم القداسة المطلقة عن النص.
والأمر الأخر
لا تستطيع أن ترى الله وتثبته ولكن الله إذا كان موجود كفرضية او كأيمان بإمكانه أن يعطيك دليلاً على ذاته ليٌمسك بيدك وبذاتك إذا كان الله موجود فهذه هي مُهمته اتجاهك ومهمتك اتجاهه بأن تبحث عنه وتصيغ رؤية جيدة لمُتطلبات الواقع الحالي. سواء كأيمان شخصي أو عقيدة للجماعة
فيصبح ليس أنت الذي تُمسك بالأيمان بل الايمان يٌمسك بك ويعلو من حريتك وعقلك وطرحك. لأن الله ليس ضد الروح والعقل والعلم والجمال والكون وتحقيق صيرورة أفضل للفرد والمجتمع.
وان واقعنا يقول لنا لا بد من وجود رؤية ما أو عقيدة كضرورة اجتماعية تحقق المساواة بين الناس وتمنحهم قدر أكبر من السعادة والتقدم وحق كل فرد بهذا.
فلن نستطيع ان نكون أوفياء لأديننا وعقائدنا إذ لم ننتقدها ونفككها وتأخذنا لبناء رؤية جديدة أكثر تحرر وتسامح.
فالقدر ليس دائماً حليفنا ولكن هو الديان والقاضي الذي سيحاكمنا في عدم لعب أدوارنا بالشكل الجيد والضمير الحي والعقلاني. عندما يكون واقعنا في خطر وعالمنا في خطر. فالقديس والشخص الساعي للحرية هو الذي يبني نفسه بقيم روحية واخلاقية جيده ويسعى لبناء المجتمع وواقعه بهما لنكون أفضل مما عليه نحن الأن.
.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.