حين تتعارك الديكة تسكت الدجاج

محمد الرديني

كلما يشتد سعير العركات في محافظة العراق يقرر بعض اعضاء مجلس المحافظة التوجه الى قم او طهران للحصول على المشورة او للاستعانة بمن يهمه الامر لحل الخلافات.
وفي الآونة الاخيرة وحين هدأت العركات وصفت النفوس بدأت زيارات من نوع آخر.. فهاهي وزارة السياحة والآثار تطلب مشورة طهران في كيفية الحفاظ او تطوير معالم القرنة السياحية، وهذا وزير النقل يطلب المشورة العاجلة في كيفية جعل شوارع المحافظة على درجة كبيرة جدا من الانسيابية،وهذا ايضا المستشار الاعلامي، وآخر السياسي،لمجلس وزراء المحافظة يطلبون المشورة في انجع السبل في تطوير الاعلام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والسوقي والبضائعي والاستهلاكي والتصديري وما بينهما.
ولكن لاينكر أحد ان بعض الزيارات والتي هي عائلية القالب هي في حقيقة الحال فعالة الى حد كبير بل اكثر من فعالة في معظم الاحيان.
فقبل يومين وبعد استلم وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب وسام التهنئة الرفيع من جميع المحافل الدولية لقراره الرائع ببناء جامع او حسينية في كل جامعة وكلية وربما في كل ثانوية مستقبلا ويمكن ان يتطور المشروع الى بناء جويمع في كل مدرسة ابتدائية صدرت له الاوامر لزيارة قم للاطلاع على مستجدات القرار الجديد الذي سيقلب الدنيا سافلها عاليها.
وكانت قم تريد لهذا القرار ان يكون سريا لبعض الوقت ولكن المشاغبين لم يتركوا للطيب نصيب.
القرار يقول ان 36 جامعة ايرانية تحظر الاناث في 77 تخصصا من فروع الدراسة الجامعية للحصول على البكالوريوس.
وقالت نيويورك تايمز على لسان عبد الفاضل حساني الذي وصفته بالمسؤول التعليمي الكبير قوله ان بعض التخصصات غير مناسبة للمرأة.
ولكن صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ذكرت ان شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل كتبت الى كي مون الامين العام للامم المتحدة ونافي بيلاوي مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة ايضا تقول ان هدف القرار تقليل نسبة الاناث في الجامعات (50% حاليا) الى اقل من 20% لاضعاف الحركة النسوية.
واشارت نيويورك تايمز الى ان هذه التخصصات ستشمل دراسة اللغة الانجليزية والآثار وادارة الفنادق والعلوم النووية والكمبيوتر والهندسة الكهربائية والصناعية وادارة الاعمال. كما صرح المسؤول الاعلامي لجامعات النفط بانه لن يتم قبول الاناث في هذه الجامعات مطلقا.
وقال محلل بطران يعيش منذ قرون في سوق مريدي”يابه والله حقهم، يعني معقولة المرأة تشتغل بالاثار.. هي والآثار “كجا مرحبا” بعدين شنو علاقتها باللغة الانجليزية التي هي اصلا لغة الكفار..اما اشتغالها في المجال النووي فشيء يخرب من الضحك.. تصوروا انها تحمل وليدها الرضيع ومتجهة الى المفاعل النووي.. والله حالة.. لا لا القرار صائب مليون بالمية خصوصا في منعها من الاشتغال في الهندسة الكهربائية لأنها من ضمن القوارير ويخافون عليها “تنتل” خصوصا في موسم الصيف حيث لاماء ولا كهرباء والتعرق لأبو موزه.. بعدين هي اصلا ماتريد العمل في آبار النفط لأن راح تصرف كل راتبها على ثياب جديدة بعد ان تتوسخ ملابسها القديمة من البترول والكاز والكيروسين وغيره.
فاصل كهربائي: حين قرأت حسنة ملص بعض مقتطفات من هذا الخبر نثرت شعرها ورفعت يديها الى السماء وقالت :واخيرا استجاب الله لدعائنا بحفظ نساء المسلمين من عبث العابثين خصوصا من العاملين في الآثار والنيوترات والكهرباء فنحن خلقنا للمتعة فقط وماملك الرجال ايمانهم.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.