حوار بين ليبراليين

 قائمتنا البريدية عبارة عن مجموعة النخبة من اللبراليين بكل اطيافها من اقصى اليسار والالحاد والشيوعيين الى اقصى اليمين واقتصاديي السوق الحر التنافسي. تجري أحياناً بين اعضاء هذه المجموعة نقاشات ثقافية هامة, وفيها سقف عالي من الحرية والصراحة لا نجده عادة في الاعلام الرسمي او الاعلام الخاص والذي عادة يخدم جهات معينة هي على الغالب الجهة الممولة لوسيلة الاعلام هذه, ومن اجل تعميم الفائدة احببنا ان ننقل للأعزاء القراء احد الحوارات التي جرت بين اعضاء القائمة.

قام الكاتب المصري محمد البدري (محمد البدري (مفكر حر)؟) بالتعليق على مقالة الكاتب اللبناني في جريدة الشرق الاوسط الاستاذ سمير عطالله بعنوان:” غرباء؟” وقد كتب ما يلي:

عزيزي طلال

قراءة سمير عطا الله ضرورية لمن يريد ان يبحث عن الالغام التي يكشفها لنا في كل كتاباته لكن لا تنسي انه بقدر كشفه لالغام فهو يزرع الغاما اشد في طيات مقالاته أو علي الاقل يبعد نظر القراء عن تلك التي علي وشك الانفجار. فمن هو ذلك صلاح الدين الايوبي؟ فانا لا اقيم له وزنا بسبب كرديته لكن بسبب تبنيه الاسلام السني المنحط لاعادة الجميع الي حظيرة البهائم الاسلامية بحجة اثر قديم هو يهودي في جذره التاريخي اسمه هيكل سليمان وليس المسجد الاقصي أو القدس!! شأنه شأن سليم الاول العثماني. كلاهما لا فكر لديه ولا مشروع عنده الا ضمان الزريبة الاسلامية محاطة باسوار حالية من اجل حلب بهائمها. اسس الايوبي نظام المماليك الذي حكم مصر والشام معا فجعلوا المنطقة محمية طبيعية ابقاءا للبدائية الاسلامية. 

نحن في مصر نفخر بكل اهل الشام والاكراد الذين ساهموا في المسرح والصحافة، هل تعلم جنسية قاسم أمين الذي حرر نساء مصر؟؟ هو من اصول كردية وله امتداد تركي في جذوره الاعمق.

وبقدر ما كانوا عظماء ومبدعين فان القومية العربية خرجت من فصيل آخر كلهم من الشوام ايضا وهو ما نندم عليه جميعا في مصر والشام والمغرب العربي ايضا. فالفكر هو ما علينا نقده ومقاومته وليس الافراد في شخوصهم او جنسيتهم.

فاهل مصر واهل الشام يعانون من نفي كوارث العرب الاسلامية الذي علينا ان نجد وسيلة للتخلص منها.

فبعيدا عن الصراع داخل سوريا التي قامت ثورتها من اجل نفس اهداف ثورة المصريين والتونسيين الا انه تحول بسرعة مدهشة للكشف عن اقبح ثقافة رسخها العرب في منطقتنا وهي ثقافة البلطجية والشبيحة والاسلام السياسي. امام سوريا الان فرصة ذهبية بالخروج من جامعة الدول العربية وتقويض هذا المرحاض، علي طريقة انسف كنيفك القديم.

نفس الامر ينطبق علي اليهود فعظمتهم مردها الي فكر اسبينوزا وماركس وفرويد واينشتين ومئات آخرين وليس الارتكاس الي زمن اضهادهم قديما.

تحياتي             محمد البدري

…………………………………………………………

فكان رد الكاتب السوري  ورئيس تحرير موقع مفكر حر:  طلال عبدالله الخوري بما يلي: 

عزيزي الباشا محمد: أنا اتفق مع معظم ما ورد بتعليقكم,

اما بالنسبة للكاتب الصحفي سمير عطالله , فهو كاتب محترف موهوب وهو يعتاش من موهبته بالكتابة, مثله مثل اي فنان او اي راقصة او رياضي,… يجب عليه ان يكتب ما يريده الجمهور, هو يعيش باميركا ويريد ان يكون راتبه مئة الف دولار بالسنة ولايريد ان يكتب فكر لا يقرأه احد ولا يدفع له احد اجرا لقاءه, كما هي حالنا وكل كتاب موقع مفكر حر. مدحه لصلاح الدين الايوبي سيزيد من راتبه في جريدة الشرق الاوسط, واذا لاحظتم فلم انشر له الا 1% مما يكتبه وعندما اجد شيئا ما مفيدا للقارئ بكتاباته, وانت تعرف مدى صعوبة ايجاد مقالات مفيدة بالنسبة لأي رئيس تحرير.

أنا متأكد بان الصحفي سمير عطالله, لو انه يكتب لصحيفة غربية فستختلف كتاباته جذريا, وهذا ما نسميه الكاتب المحترف, شأنه بذلك شأن فيصل القاسم مقدم الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة, ففي صفحته بالفيسبوك يهاجم العلمانجيين واليسارجيين والقومجيين ويمدح الاسلاميين, لان ولي نعمته شيخ قطر يدعم الاسلاميين, ولو ان فيصل قاسم ما زال يعمل بال بي بي سي, لكان موقفه مغايرا لهذا , فكل ما في الامر بانه اعلامي محترف يعرف كيف يكسب الكثير من النقود.

اما بالنسبة للفكر القومي, فقد أسسه المسيحيون السوريون مثل انطون سعادة الذي اسس الحزب القومي السوري, وميشيل عفلق الذي اسس حزب البعث, وهناك سببان لظهور الاحزاب القومية العربية:

السبب الاول هو خارجي, فقد ظهرت الاحزاب القومية الاوروبية بعد ظهور الشيوعية, ورداً عليها, فاراد القوميون ان يقدسوا الخصوصية المحلية معاكسين بذلك الشيوعية التي تقدس المشاعية والاممية, فتأثر بفكرهم المتنورون العرب, آنذاك, وانشأوا الاحزاب القومية العربية.

أما السبب الثاني فهو داخلي وهو الأهم, حيث أراد المسيحيون السوريون ان يجدوا شيئا مشتركا مع اخوتهم المسلمين, الذين يعتبرون الوطنية كفرا,  وأن المسلم يجب ان يكون له هدف واحد وهو عزة الاسلام, لذلك اراد المسيحيون ان يتشاركوا مع اخوتهم المسلمين في بناء وطن يسع للجميع, فوجدوا بالفكر القومي العربي ضالتهم, وهم قد خرجوا لتوهم من تحت الحكم العثماني المتخلف والمقيت.

اي ان الظروف التاريخية وطبيعة الشعوب الاسلامية المحيطة هي وراء سبب نشوء الفكر القومي.

الأن: السؤال الحيوي والذي يطرح نفسه: لو أن ميشيل عفلق وانطون سعادة ظهروا في وقتنا الحالي, فهل سينشآن احزاب قومية؟ الجواب طبعا لا! لأنهم سينادون بأحزاب علمانية تؤمن بألاقتصاد الحر التنافسي للوصول الى التقدم والازدهار مثل الحزب العمال البريطاني والجمهوري الاميركي… وغيرها من الاحزاب المتحضرة, …. اي سيفعلون ما يفعله كاتب هذه السطور… فنحن امتداد لهم ولولا تجربتهم وتضحياتهم لما وصلنا الى تجربتنا.

فيجب ان ننظر الى الاحزاب القومية كاحزاب تاريخية كانت تصلح لفترة تاريخية معينة ضمن ظروف لها خصوصيتها, وأن هذه الاحزاب غير صالحة في عصر العولمة والاقتصاد المفتوح.

اما من يعتبر الفكر القومي او اليساري كأيات منزلة تصلح لكل زمان ومكان, فهذا لا يختلف عن الارهابي المتدين بشئ, وهو مستعد للقتل في سبيل ايديولوجيته مثله مثل ستالين وبن لادن وموسوليني.

كل المودة

……………………………………

فقام الكاتب المصري الاستاذ صلاح الدين محسن (صلاح الدين محسن (مفكر حر)؟) بكتابة ما يلي:

ان كان الكاتب المحترف له ظروفه الخاصة ومن حقه وضع بعض توابل ومشهيات الزيف التاريخي المعتاد والمطلوب . لتمرير مقالاته التي منها نفقات عيشه هو وأولاده . فمن حق بل ومن واجب الكاتب الليبرالي . نقد وكشف مايزيف وعي الناس . أو ما يبقي علي تغييبهم عن حقائق التاريخ ويؤخر نهوض بلاده والا ضاعت كل جهود الليبرالي – الفدائي , الذي لا يجني من وراء كتاباته الا وجع القلب , وتهديدات وشتائم وتشويه لصورته ولسمعته . وسرقة ايميلاته !. ولا يبقي له من عزاء سوي : شوية من راحة الضمير –

والكاتب الاستاذ سمير عطا الله . ينشر بعدد من صحف مونتريال – كندا – الصادرة بالعربية . مما جعلني أظنه يقيم بكندا – وهو من أفضل الكتاب بتلك الصحف . وأتذكر مقالا له منذ حوالي شهرين – بجريدة ” الرسالة ” حسبما أتذكر . أعلن انه فيه سيتوقف عن الكتابة في السياسة , وسيعود للكتابات الأدبية .

صلاح محسن

…………………………………….

فرد الكاتب محمد البدري بما يلي:

هو يكتب في جريدة سعودية كاملة السعودة بدهاء شديد رغم ان هاشم صالح يكتب فيها عن التنوير

انظر الي الكاريكاتير فيها فالشخصية العربية هي شخصية اهل الشام بالطربوش وليس البدوي بالعقال

واتفق معك فيما جاء بردك واعذرني لتاخر الرد لاسباب قهرية

مع تقديري واحترامي       محمد البدري

هوامش:   غرباء؟

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات والسياسة والاقتصاد والتاريخ جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. تخرجت 1985 جامعة دمشق كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم الالكترون, بعدها حتى 1988 معيد بجامعة دمشق, بعدها تحضير شهادة الماجستير والدكتوراة في معهد جلشكوف للسبرانية اكاديمية العلوم الوطنية الاتحاد السوفييتي السابق حتى عام 1994 اختصاص معالجة الصور الطبية ... بعدها عملت مدرس بجامعة دمشق نفس القسم الذي تخرجت منه حتى عام 1999 هاجرت الى كندا ( خلال عملي بجامعة دمشق طلبتني احدى جامعات الخرطوم لكي اترأس قسمي البرمجة والكومبيوتر ووافقت الجامعة على اعارتي) في كندا عملت في مراكز الابحاث ببرمجة الصور الطبية في جامعة كونكورديا ثم عملت دكتور مهندس في الجيش الكندي بعد ان حصلت على شهادة ماجستير بالبرمجة من جامعة كونكورديا ثم اجتزت كل فحوص الدكتوراة وحضرت رسالة دكتوراة ثانية بنفس الاختصاص الاول معالجة الصور الطبية) وتوقفت هنا لانتقل للعمل بالقطاع الخاص خلال دراستي بجامعة كونكورديا درست علم الاقتصاد كاختصاص ثانوي وحصلت على 6 كريدت ثم تابعت دراسة الاقتصاد عمليا من خلال متابعة الاسواق ومراكز الابحاث الاقتصادية. صدر لي كتاب مرجع علمي بالدراسات العليا في قواعد المعطيات يباع على امازون وهذا رابطه https://www.amazon.ca/Physical-Store.../dp/3639220331 اجيد الانكليزية والفرنسية والروسية والاوكرانية محادثة وقراءة وكتابة بطلاقة اجيد خمس لغات برمجة عالية المستوى تعمقت بدراسة التاريخ كاهتمام شخصي ودراسة الموسقى كهواية شخصية..................... ............................................................................................................................................................ A Syrian activist and writer interested in the civil rights of minorities, secularism, human rights, and free competitive economy . I am interested in economics, politics and history. In 1985, I have graduated from Damascus University, Faculty of Mechanical and Electrical Engineering, Department of Electronics, 1985 - 1988: I was a teaching assistant at the University of Damascus, 1988 - 1994: studying at the Glushkov Institute of Cybernetics, the National Academy of Sciences, In the former Soviet Union for a master's degree then a doctorate specializing in medical image processing... 1994-1999: I worked as a professor at Damascus University in the same department where I graduated . 1999 : I immigrated to Canada . In Canada, I got a master’s degree in Compute Science from Concordia University In Montreal, then I passed all the doctoral examinations and prepared a second doctoral thesis in the same specialty as the first one( medical image processing) . In 2005 I started to work in the private sector . My book: https://www.amazon.ca/Physical-Store.../dp/3639220331
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.