تخريب الطفولة بفعل نجوم الكوميديا

صلاح الدين محسن 

بعض القنوات الفضائية تجلب نجوما لامعين في الكوميديا . ليقدموا برامج للأطفال .

من الواضح انهم لا يقصدون صالح الأطفال بشيء .بل يريدون جذب المشاهدين لرؤية نجوم يحبونهم . وجذب المشاهدين يأتي بالاعلانات . التي تصب نقودها الهائلة بجيوب أصحاب القنوات .. ومعهم بالطبع نجوم الكوميديا ..

 لا بأس من أن تمتليء جيوب هؤلاء وأولئك .. ولكن ألا يمكن أن يتم ذلك باستفادة الأطفال . بمادة جيدة تحرك وتنمي الذكاء والوعي والمعرفة عندهم . أو تكتشف مواهب . وتوجهها .. أو ..علي الأقل .. ما لم يكن هذا ضمن اهتمامات أصحب القنوات ونجوم الكوميديا .. فأضعف الايمان . هو ألا يخربوا الأطفال تخريبا علي النحو المخيف . الذي نشاهده يجري أمامنا ..

 أحد هؤلاء النجوم هو كوميديان كبير – سوري – شاهدت له عدة حلقات من برنامجه الذي يقدمه مع الأطفال .. فأصابتني خيبة أمل في نجمنا الكبير ..!

انه يسأل الأطفال أسئلة ارتجالية . حسبما يرد بخاطره . غير سابقة الاعداد , غير موجهة لصالح عقل وذكاء ومعلومات الطفل .. أبدا .. وانما يسحب خيط السذاجة عند الطفل .. والطفل يكر الخيط ببراءة . وهو يشجعه علي المزيد ! مما يجعل الجمهور الموجود بالقاعة – بالطبع – يضج بالضحك ..! والغريب انه بعد ضحك الجمهور . يصفقون بشدة . لا أدري هل يصفقون للطفل . علي سذاجته . واجاباته الخاطئة ؟ أم علي براعة الفنان المحبوب . الذي لا يصحح للطفل خطأه أبدا .. ! مما يضع في حسبان هذا الطفل – والأطفال الموجودين بالقاعة مع الجمهور . وملايين الأطفال الذين يشاهدونه أمام التليفزيونات بالبيوت . أن الاجابة الخاطئة . كانت صحيحة – بل كانت غاية في العبقرية ! – خاصة مع شدة التصفيق . ومع غياب التصحيح .!

ويتكرر ذلك ويتكرر . ونجمنا الكبير المحبوب . لا يصحح للطفل أخطأءه ..!

أوليست تلك كارثة ؟!

 أما النجم الآخر . فهو مصري – قناة دريم – شاهدت له عدة حلقات , منها حلقة كانت ما بين الساعة 7 , 8 مساء يوم 23 ديسمبر الجاري 2012 – توقيت مونتريال -. حيث يجلس الكوميديان الشاب المحبوب . وزوج النجمة الشابة المحبوبة . وأمامه لا يجلس الطفل – عمر – بل يتمدد باستهتار . فوق كنبة . طوال الحوار – لو كان في بيته . لما تكلم مع والده أو والدته هكذا طوال ذاك الوقت بتلك الطريقة التي تنم عن قلة تربية ( طبيعة الأريكة التي أجلسوه فوقها , تحفز علي ذلك ) – ان أمكننا ان تجاوز عن تلك الملاحظة , فكيف نتجاوز عن كونه يرتدي الحذاء وهو ممدد فوق الكنبة . ؟؟! والنجم الكبير يسأل الطفل أسئلة أقل أقل ما نصفها به , انها : فارغة .. وفي النهاية قدم الفنان المحبوب . هدية بداخل علبة كبيرة . لذاك الطفل المستهتر . غير المؤدب – ربما حسبما أراد له المخرج والفنان الكوميديان . والقناة .. وليس حسبما أراد والدا الطفل – .

 لا يمكن لأب أو لأم . يفهمان في أصول التربية أن يسمحان لولدهما أن يتمدد فوق كنبه أو سرير وحذاءه في قدميه ..

فهل تلك مدرسة جديدة في التربية . ودرس في أحدث أصول التنشئة , يلقنه للأطفال النجم المحبوب ؟!

 في اليوم التالي شاهدت حلقة لنفس النجم المصري . مع طفلة . تجلس علي ذات الأريكة التي تشجع الجالس فوقها – ولاسيما ان كان طفلا – علي أن يجلس ” موش علي بعضه خالص ! ” مما يوحي للأطفال بأن تلك الجلسة هي احدث نموذج , ومثال للجلوس , عند الحوار مع من هم أكبر منهم. ! وكيف لا يفهموا الامر علي هذا المحمل . ان كان التليفزيون والنجم الكبير . يقدمان لهم ذاك النموذج السيء ..؟!

 أطفال يعيشون عصر الكمبيوتر , والانترنت والفيسبوك , والقنوات الفضائية , ويشاهدون أحدث المخترعات العلمية . ويتم تفريغ عقولهم . وحشوها بالقش والتبن – الثرثرة الفارغة , والتجهيل , وقلة التربية – ؟! انها جريمة …

 نقول للفنان السوري الكبير والقدير ” دريد لحام ” :

عيب عليك

حرام عليك ..

 وكذلك نقول للفنان المصري المحبوب ” أحمد حلمي ” :

عيب عليك ..

حرام عليك ..

 —- ملحوظة : علي الانترنت . بالبحث في جوجل – يمكنكم مشاهدة عدة حلقات مما يقدمه للأطفال . النجمان الكبيران المحبوبان .

************ صلاح محسن فيسبوك *

About صلاح الدين محسن

صلاح الدين محسن كاتب مصري - كندي . من مواليد القاهرة عام 1948 عضو"اتحاد كتاب مصر" . عضو " جماعة الفنانين التشكيليين والكتاب " بالقاهرة عضو اتحاد كتاب كندا - تورنتو - PEN CANADA عضو " جمعيةالكتاب المغتربين " بكندا - تورنتو- التابعةلاتحاد كتاب كندا PEN CANADA. له عدد من المؤلفات في عدة مجالات - 16 كتاب . طبع بالقاهرة حتي عام 2000 تنشر مقالاته بأكثر من موقع الكتروني سجن بمصر 3 سنوات من 2000 : 2003 عن كتابيه " لا أحب البيعة " و "ارتعاشات تنويرية ".. لمطالبته بالديموقراطية وتداول السلطة بالكتاب الأول ، ولدعوته لعهد جديد من التنوير الفكري بحقيقة العقيدة البدوية والتاريخ العرباوي : بكتاب ارتعاشات تنويرية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.