اهدروا دم الابرياء وعيشوا على التفتوني

محمد الرديني 

من انتم حتى تهدروا دم مواطن عراقي قال رأيه فيما يحدث امامه؟.

من انتم حتى تكونوا سلطة داخل سلطة ودولة داخل دولة؟.

من انتم حتى تبيحوا لأنفسكم القتل واهدار الدم وتتغنوا بانكم حريصين على وحدة العشيرة ثم الوطن؟.

يامجلس عشائر البصرة.. ياأهلي وناسي.. لاتركضوا وراء سراب الحكومة فانها تريد منكم ان تظلوا كذلك حتى يتفرغوا اكثر للنهب واللفط والسرقة.

امس اصدرتم بيانا قلتم فيه:

“أعلن تجمع مجلس عشائر محافظة البصرة أهدار دم المتطاول على مقام المرجعية المدعو حسين الأسدي ( ما لم يقدم أعتذاره العلني في وسائل الأعلام خلال 24 ساعة ) و أعلن ذلك من قبل الشيخ عباس الأسدي”.

اولاد الملحة يعرفون جيدا انكم الد اعداء الديمقراطية بدليل انكم لم تسمعوا حتى رأيه فيما قيل عنه بل اجتمعتم بحماس لتكفروه وتهدروا دمه وهو حماس كان يجب ان ينصب على مايعانيه فرد عشائركم.

لاتنابزوا بالالقاب ايها الناس بل تنابزوا بحب العراق.. هذا العراق الذي يسيح امامكم كما تسيح عجينة اهلكها صيف البصرة وذابت بين الايادي.. هذا العراق ايها العشائريون سيكون اكثر من عراق واكثر من دولة ولاغرابة ان تجدوا انفسكم ذات يوم تقفون على ابواب سفارة بغداد في شارع بشار لتطلبوا تأشيرة دخول اليها.

اتفق معكم ان العراقي بات محاصرا ولايجد من يحافظ على امنه فلجأ اليكم مضطرا ولولا شعوره بالخوف من المجهول لما مدّ يده اليكم.. ان حكومته مهترئة،بائسة،بلا وطنية، ولهذا لم يجد الخيار الا بين ايديكم وبدلا من ان تناصروه تهدروه دمه.

لاأحد يستطيع ان يتطاول على المرجعيات التي بات عددها في النجف وكربلاء والكوفة اكثر من عدد هواتف “نوكيا” النقالة ومع هذا هل تساءلتم ومع انفسكم ماذا فعلت هذه المرجعيات لأجبار الحكومة على وقف النهب والسلب؟ على وقف هذا الهدر غير المعقول في ثروة العراق؟ على اهدار كرامة المواطن في نقاط السيطرة؟.

هل رأى احد من المرجعيات النساء العراقيات يبحثن في الزبالة عن شيء ياكلوه مع اطفالهم؟.

يقول بيانكم “ان النائب حسين الاسدي قد دخل زورا وبهتانا الى حظيرة هذه العشيرة وانه منتحل لأسم العشيرة وهو من المهجرين الى أيران ومن تبعية أيرانية وكان لاجئ في لندن وعاد قبل الأنتخابات الأخيرة ورشح عن محافظة البصرة ولم يفز لعدم معرفة أهل البصرة به لكنه صعد الى البرلمان من فائض أصوات الباقين”.

هل اصبح المهجرون الى ايران عار عليكم؟ هل توجد كارثة انسانية اكبر من كارثة التهجير القسري الذي راح ضحيته اطفال وشيوخ لفظوا انفاسهم الاخيرة عند الحدود العراقية الايرانية بعد ان رماهم الجنود من “الزيل” الى الصحراء القاسية؟.

لابد ان تعرفوا ان فائض الاصوات في انتخابات البرلمان لم يكن معمولا به قبل اربع سنوات فكيف فاز حسين الاسدي كنائب عن دولة القانون؟.

ثم تعودوا لتقولوا في بيانكم:

“نحن عشائر البصرة فداء لمرجعيتنا العليا وخاصة الإمام السيستاني ، وأكثر من خمسة وتسعين بالمائة من أهالي البصرة هم من مقلدي السيد السيستاني ( أدامه الله ) وعليه قررنا نحن وجهاء وشيوخ عشائر البصرة بمايلي : توجيه أنذار الى المدعو حسين الأسدي , ونقول له عليك تقديم أعتذار علني لوسائل الإعلام لما أقترفته من حماقة وقلة أدب بحق المرجعية خلال 24 ساعة تبدأ من الساعة الثامنة لصباح يوم الأثنين المصادف الخامس والعشرين من شهر محرم لعام 1434 هجرية , وبخلافه يصبح قرار هدر دمك المتخذ من قبل العشائر ساري المفعول , وقد أعذر من أنذر .”

جميل ان تؤمنوا بجدوى الاعتذار ولكن ليس جميلا ان تقتلوا مواطنا عراقيا لم تسمعوا حتى رأيه فيما حدث.

اذا كنتم مخلصين لهذا الوطن حقا فاهدروا دم الارهابيين الذين يعتاشون على دمائكم والا ابوي مايكدر الا على امي

لكم الحق ان تكونوا فداءا لمرجعيتكم فالرموز الدينية هي عماد الوطن وتصبح اكثر قداسة حين تبيح للناس ان يتظاهروا ضد الجوع وفوضى الامن وغياب كل الخدمات.

اجتمعتم بسرعة من اجل قتل انسان ولكنكم لم تجتمعوا مع الشرفاء ولا مرة لقطع يد اللصوص والسراق.. فقط تحروا عن رواتب العاملين في مكتب رئيس الوزراء ومكتب القائد العام لتجدوا كم من الملياذات يسرقون منكم وانتم صامتون الا من تحزبكم الى مرجعية تغط في نوم عميق

فاصل لعشق الوطن: امس انتظمت مجموعة من الاطفال في احدى كنائس بلاد الكفار ليغنوا امام الناس عن حب الانسان لأخيه الانسان.

اشعلوا الشموع في البداية ثم انطلقت اصواتهم تغني:

شمعات الحب تضىء طريق البشر ولم يعد لليل المظلم وجود

لم يعد الليل مظلما فشمعات المحبة تضىء لنا الدرب

سوف نغني ونحلم بيوم اجمل من هذا اليوم

حين نحب بعضنا لن تجد الهموم طريقها الينا.    تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.