النأي بصهاريج الموت

قضية تهريب المحروقات الى سوريا خدمة لنظام بشار الاسد بإشارة من الحكومة، تكشف وجها آخر لتواطؤ حكومة نجيب ميقاتي مع قتلة الاطفال في سوريا، كما انها تفسر الى حد بعيد استبسال “حزب الله” والنظام في سوريا في ابقائها قائمة باعتبار انها تؤدي وظيفة استراتيجية في المعركة المشتركة بين النظام والايرانيين وأذرعتهم في المنطقة لمنع سقوط بشار. فمرجعية الحكومة الفعلية تمتد بين حارة حريك وقصر المهاجرين في دمشق، وكل ما عدا ذلك من “اجتهادات ” كلام لا مضمون له من الناحية الفعلية. اما “الوسطية” المزعومة فهي من صنع الخيال والتمنيات، ونتيجتها التغطية بأبخس الاثمان. طبعا نحن عندما نتحدث عما يسمى “الوسطية” لا نقصد الرئيس نجيب ميقاتي الذي نعتبره ركنا اساسيا من اركان بشار الاسد في لبنان.

هذا الكلام موجه الى المجتمع الدولي الذي أغرقه ميقاتي بروايات وروايات عن قطيعة مزعومة مع الاسد ومحيطه والبطانة. كما انه موجه الى الذين سمعوا من ميقاتي كلاما من نوع انه بسياسته يعمل على استيعاب “حزب الله” وتدجينه، والتخفيف من مساوئ بشار في لبنان، وان موقفه الفعلي هو مع المجتمع الدولي.

الحقيقة ان ميقاتي أساس في الجبهة، وانه وحكومته يغطيان اكبر عملية سطو سياسية وامنية على لبنان تنفذ يوما بعد يوم، الى اليوم الذي لا تعود فيه دولة ولا مؤسسات، ولا مناعة وطنية. والوقائع تتكلم:

١- اختراق كبير للنظام المصرفي عبر تبيض اموال “حزب الله” ونظام بشار، لم تقتصر على البنك اللبناني – الكندي.

٢- دعم النظام في سوريا عبر جعل لبنان رئة اقتصادية تموينية ومالية له، وتهريب المازوت والمحروقات لتسيير آليات الجيش الذي يقصف مدن سوريا وبلداتها، هو آخر الامثلة الحية بتغطية من وزارة الطاقة التي يديرها وزير عوني، وبتغطية الحكومة بأسرها.

٣- تعاون مخابراتي على كل الصعد لملاحقة المعارضين السوريين على الاراضي اللبنانية، وتبادل المعلومات العسكرية والامنية، وفتح الحدود امام مسلحي “حزب الله” ذهابا وايابا لتنفيذ مهمات تحت شعار “الواجب الجهادي” في سوريا.

٤- تعاون سياسي – امني لخوض معركة سياسية في لبنان بغية محاصرة القوى الاستقلالية المتعاطفة مع الثورة في سوريا، والرافضة، واستكمال وضع اليد على مقدرات الدولة والبلاد برمتها.

٥- تغطية عمليات التهريب التي يقوم بها “حزب الله” في المرفأ والمطار، وعبرها يؤمن قسما من تمويله.

٦- اخيرا وليس آخرا، الاسهام في إرساء واقع في البلاد يقوم على معادلة مفادها ان “حزب الله” وكل ما يمت اليه بصلة يكون فوق القانون والدولة والنظام العام، في مقابل التضييق المنهجي على الاستقلاليين. في مطلق الاحوال، اننا نعول على الشعب لحماية الوطن وفي طليعته الابطال الذين يقطعون الطرق امام صهاريج الموت الذاهبة الى سوريا

نقلاً عن صحيفة “النهار اللبنانية”.

About علي حماده

كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني النهار اللبنانية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.