العبودية في الإسلام

الحلقة الأولى
العبودية كانت موجودة قبل الإسلام بين الأمم المتوحشة والشعوب الهمجية التي كانت بعيدة عن الحضارة، ولكنها أيضاً كانت جزءا من النظام الاجتماعي والديني في زمن النبي محمد وما بعده من التاريخ الإسلامي، وكان الإنسان يباع ويشترى في الإسلام كما الحيوانات، الإسلام لم يحرم العبودية أو الرق، حتى لو كان هذا العبد مسلماً ( لكن المسلمين سواسية كأسنان المشط !!)، 99% من المسلمين, لو سألتهم عن العبيد لقالوا لك “طبعاً الإسلام حرم امتلاك العبيد فهو دين العدالة والمساواة”، جوابهم نابع من كون تحريم العبيد من البديهيات عندما يكون هناك مذهب ما يدعو للعدالة، وهو يظن أن الإسلام هو ذلك المذهب (باعتبار انه مسلم بالوراثة)، و في النهاية بعد قوله إن العبيد محرم، لا مشكلة لديه لو اتضح له أن امتلاك العبيد محلل في دينه، فيحاول الدفاع عن الفكرة مستخدماً كل المبررات التافهة والطرق المتخلفة، وهنا لا أعرف ما الفرق بين عَبَدة البقر وعَبَدة غير البقر عندما يُنتَفَى التفكير.
* * *
العبودية في القرآن:
القرآن ليس فقط لم يحرم العبودية بنص أو آية، بل الأنكى من ذلك أنه أقرها وثبتها من خلال سن القوانين المنظِمة لمجتمع العبيد،، كما أنه شجع على امتلاك العبيد وذلك في آيات الزواج والنكاح فقد تم التطرق للعبيد في القرآن في 29 آية على الأقل ، وذكر” مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ” 15 مرة، ((فقد تكرر ” مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ – مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ – مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ” في القرآن بالآيات التالية: سورة النساء 3 – سورة النساء 24- سورة النساء 25- سورة النساء 36- سورة النحل 71- سورة المؤمنون 6 – سورة النور 31- سورة النور 33 – سورة النور 58 – سورة الروم 28- سورة الأحزاب 50 (ذكرت مرتين) – سورة الأحزاب 52- الأحزاب 55- المعارج 30 ))
بالرغم من كثرة تكرار هذه الجمل إلا أنه في مجرى حديث شيوخ المسلمين وفقهائهم عن أيةِ آية من تلك الآيات عندما يصلون إلى ” … أو ما ملكت أيمانكم … ” يتوقفون محاولين تغيير الموضوع,أو تفسير ما قبلها، أو ما بعدها، لأن الموضوع فيه إحراجٌ وبُعدٌ عن المنطقِ، وليس هناك عاقل بالغ راشد إذا سمع تلك الكلمات وتفسيراتها الحقيقية يستطيع تقبلها.
ومن الناحية اللغوية هناك فرق كبير بين عباد الله وعبيد الله: ( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) آل عمران182، تفسير ابن كثير لهذه الآية ” قال تعالي:ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وإن الله ليس بظلام للعبيد أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً وتحقيراً وتصغيراً ” هذا ما يقوله ابن كثير.
فكلمة عباد بشكلٍ عام تضاف إلى لفظ الجلالة فيزداد العباد تشريفاً فيقال عباد الله ، أما كلمة عبيد فهي تطلق على عبيد الناس والله معاً وعادة تضاف إلى الناس، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم، والعباد يراد بها عبد الله، فالألف في كلمه عباد تستخدم للتشريف أما الياء في كلمه عبيد فتستخدم للتذليل والتحقير أو ما دون التشريف، وكما سيمر معنا لاحقاً هناك فرق كبير بين العباد والعبيد حتى في أمور العبادة، فالعبيد مثلاً صلاة الجمعة ليست مفروضة عليهم كي لا ينشغلوا عن خدمة عباد الله (أسيادهم).
فالآيات القرآنية تؤكد على وضعهم وحقوقهم كعبيد، والجانب الشرعي في الرق يركز على الاستِعباد، وعلى تحرير الرِقاب ككفارة في بعض الحالات، وعلى الحرية الجنسية، والمسلم له أجران، أجر عندما يستعبِِد الرقاب، وأجر عندما يحرر رقبة من هذهِ الرقاب الكثيرة، وطبعاً أن المُستعبَد أكثر بكثير من المُحَرَر في حال كل ما تمنوه أدركوه.
هل مسألة تحريم العبيد في الإسلام هي كتحصيل حاصل؟
بعض المفكرين (…) المسلمين يقولون، أن الإسلام (وخير ما يمثله القرآن) سن قوانيناً نهايتها عدم وجود العبيد كتحصيل حاصل، أستغرب جداً لهذا الكلام ولهذا الدجل والكذب، ألا يقولون أن القرآن لكل زمان ومكان (الآيات المتعلقة بالعبيد والمنظمة لحياتهم المختلفة عن حياة الأحرار أين نضعها في هذا الزمان)، ألا يقولون أنه كامل مكمل، كيف كامل مكمل وهو لم يحرم العبودية… هل تركها معتمداً على اجتهادنا الشخصي، كامل مكمل وحلل أمتلاك العبيد، ومعلوم أن تحريم المحلل في القرآن والإسلام مثله مثل تحليل المحرم ، فكيف للمسلمين تحريم أمور حللها القرآن!! وهناك آية موجهة للنبي بخصوص تحريمه لشيء محلل، فقد أقسم أن لا ينام مع إحدى الجواري (ماريه) مع العلم أن الله حلل النوم معهن:
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) )) سورة التحريم
ألم يقل محمد اليوم أكملت لكم دينكم؟ كيف أكملها وترك وراءه سوق النخاسين!! كيف حرم رب محمد الخمر( على مراحل) ولم يحرم الرق، بل على العكس ففي بداية الإسلام لم يكن مسموحاً أن يصبح لمسلم ولا المسيحي ولا حتى اليهودي عبدا. الآيات متعلقة بالجواري والعبيد نزلت بعد موت خديجة أي بعد نزول الوحي بحوالي عشر سنوات، وليس من بداية الدعوة، وكلها تؤكد على حرية ممارسة الجنس معهن، كيف حارب محمد الأصنام المقدسة لدى أهل قريش ودعا لتوحيد الله بشكل مباشر وبجرأة كبيرة،« إن الله حرم بـيع الخمر والميتة والخنرير والأصنام » ولم يحارب فكرة حيازة وبيع وشراء البشر، بل ثبتها في نهايات دعوته، ألم يكن موضوع حيازة العبيد والجواري والسراري والمخصيين له تلك الأهمية حتى ينزل فيها نص صريح يحرمها، مع أن هناك الكثير من الآيات القرآنية نزلت لأبسط الأمور الخاصة بحياة محمد ،نزلت مثلا من أجل زواجات محمد ،ومن اجل تمييز نسائه عن غيرهن (وإنهن أفضل من المحصنات) وكيفية الدخول لبيته, وعدم إطالة الجلوس لديه، وآيات تحلل له مضاجعة من يشاء وتوسعه في النكاح من دون زواج وعدم تزوج نساءه بعد موته ….الخ، لا أعرف كيف تنزل آيات كثيرة من أجل شخص يقول ” أنا بشر مثلكم “، ولا تنزل آية واحدة فقط تحرر مجتمع بأكمله.
رغم كل تلك العيوب فمشايخ وفقهاء الإسلام وعلماؤهم يمتدحون فقه الرق في الإسلام ويعتبرونه من مظاهر عظمة الشريعة الإسلامية ودلالة على مناسبتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان معتبرين أن خاتمتها تحريم امتلاك العبيد كتحصيل حاصل. لا أعرف أين مظهر العظمة وكيف حرر الإسلام العبيد كتحصيل حاصل في هذا الزمان من دون آية قرآنية, مع العلم أن الغرب والمجتمعات الحرة والمعاهدات الدولية، وكل ما هو ليس إسلامي هي التي حرمت الرق في النهاية، ( إلا إذا كانت بنود المعاهدات والمواثيق الدولية هي أجزاء من القرآن كتحصيل حاصل).
لكن كما هناك إسلاميون يدّعون أن الإسلام حرم العبودية كتحصيل حاصل، فهناك أيضاً مسلمون في يومنا هذا يدافعون عن تشريع وفقه الرق بقوة، ويعتبرونه تشريعا أبديا ابد الدهر، كما القرآن أبدي أبد الدهر، وفي الحقيقة هؤلاء هم المسلمون الحقيقيون، وهذه هي حقيقة الإسلام. ” فقد حث الشيخ السعودي البارز سعد البريك الفلسطينيين حديثاً للقيام بذلك بالضبط مع اليهود، قائلاً: إن نساءهم من حقكم شرعاً، لقد أحلهن الله لكم، فلماذا لا تستعبدوهن؟!!
وفي عام 2003 أصدر الشيخ السعودي صالح الفوزان فتوى قال فيها أن الرق جزء من الإسلام وأنه جزء من الجهاد، وأن الجهاد سوف يستمر طالما بقي الإسلام، ثم هاجم الشيخ فوزان علماء المسلمين الذين قالوا عكس ذلك زاعماً أنهم “جهلة وليسوا علماء بل مجرد كتّاب”، وأضاف أن أي شخص يقول مثل هذه الأشياء هو كافر ملحد، جدير بالذكر أن الشيخ الفوزان كان يشغل المناصب التالية عند إصداره هذه الفتوى: عضو مجلس كبار رجال الدين الذي هو أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية وعضو مجلس الأبحاث الدينية وخطيب مسجد الأمير متعب في الرياض ومحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي هي مركز التعليم الوهابي الرئيسي في الدولة ” المرجع: مجموعة من الباحثين – نقلا عن answer.com
تحت عنوان
Islam and slavery-
ترجمة: مركز الحوار للثقافة.

* * *
غباء أم استغباء أم الأثنين معاً:
– قال عمر مقولته الشهيرة والتي لا يعرف السادة المسلمين بالوراثة معناها حتى الآن ( يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ).
– قال محمد: ( ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة … ورجل باع حراً فأكل ثمنه ) رواه البخاري وابن ماجه.
– وعلماء المسلمين عند سؤالهم عن تحريم العبيد يتذرعون بأن الإسلام أوصى بالمعاملة الحسنة للعبيد، وإن محمد أعتق عبده.
هم من خلال الأمثلة الثلاثة السابقة يحاولون اللعب بالألفاظ وغش الناس، عند اعتبارهم ذلك الكلام دليلا على تحريم العبيد، والحقيقة أن كل ذلك الكلام غير متعلق بالموضوع أصلاً وفصلاً، وفيه خلط كثير للأمور…. فحسن المعاملة شيء أما تحريم امتلاك العبيد فشيء آخر … وفيه إنكار لكثير من الآيات القرآنية المتعلقة بالعبيد، والمقصود من تلك الكلمات عدم استعباد الحر، ولا يُعنى العبيد بذلك الكلام لا من قريب ولا من بعيد، فالعبد عبد والحر حر، وهناك قوانين خاصة تنظم حياة العبيد في الإسلام، والحاج المصري الذي أساء إليه عمرو كان من سادة مصر وليس من العبيد ، وعمر بن الخطاب معروف بأنه في زمانه كان يمنع الجواري من ارتداء الحجاب، حتى انه ضرب جارية لآل أنس رآها مقنعة، وقال لها لا تتشبهي بالحرائر (يعني الأحرار أو المحصنات- وليست كل المسلمات محصنات وأحرار أو حرائر) ، و إذا كان محمد حرر ذلك العبد بعد كل تلك الويلات فإن حكيم بن خويلد بن أسد ابن أخي خديجة قد أعتق في الجاهلية مائة رقبة، ثم لماذا يذكرون في كل مناسبة أن محمد حرر عبداً واحداً، ولا يذكرون أن محمد أعتق في مرضه 40 عبداً ، (يوحون بأنه كان له عبد واحد وحرره، ولا يذكرون انه تم استِعباد الكثير بعد ذلك، ولا احد يقول أستَعَبدَ، بل يقولون حرر وأعتق، هل ورثهم عن جده وأعتقهم ؟!).
لو كان نهج محمد يدعو فعلاً لتحريم العبيد فلماذا لم يبدأ هو بنفسه، ولماذا أعتق في بداية الدعوة عبده، وبعد ذلك نال الكثير منهم بعد أن قوي دينه وأشتد إيمانه، حتى انه لما مات ترك خلفه أربع سراري، وقال ابن القيم : قال أبو عبيدة : كان له أربع : ماريه وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. ” زاد المعاد- 1 / 114 ). وترك نبي الرحمة من العبيد غيرهن أيضاً، وكان مجموع التركة حوالي 20 رأساً من العبيد.
ولم يقتصر امتلاك العبيد على محمد فقط بل أن نساءه امتلكن الكثير من العبيد، وحررت زوجته عائشة 67 رأساًً (محمد تزوج عائشة بعد وفاة خديجة، وكان عمرها 9 سنوات، فمن أين لها هذا الكم من العبيد هل سبتهم أم اشترتهم بأموالها أم أموال أبو بكر الصديق، وهل كان البيع والشراء نشطاً لتلك الدرجة؟! وكيف تمكنت من حيازة أو امتلاك ذلك العدد الكبير منهم، وهي التي تزوجت النبي محمد في منتصف مسيرته الإسلامية وليس من بدايتها؟! وأين ذهب التدرج في حل مشاكل المجتمع كما يدعون؟!
نشب خلاف بين عائشة وبين عبد الله بن الزبير فأنذرت أن لا تُكلمه أبدا. … لكن في النهاية كلمته…. وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة … !! (البخاري ج 7 ص 118).
السبب الرئيسي أن رفاق النبي وأصحابه وأهله وباقي القرشيين كانوا يدفنون البنت حية هي الخوف من العار، هل تعرفون أي عار يقصدون، العار الذي تجلبه لهم إن لم يستطيعوا حمايتها وسبيت في غارة وتحولت إلى أداة للاستمتاع، وقريش بعد أن أصبحت قوة تغير على الغير وتسبي بناتهم ونساءهم، لم يعد لها داعي أن تدفن بناتها أحياء، ربما كان على غير القرشيين دفن بناتهم أحياء كي لا تصبحن سبايا وأداة متعة للمسلمين ودين الرحمة، الدين الذي كان الأحرى به منع السبي وليس التوسع فيه.
فعثمان بن عفان لما مات ترك خلفه ألف مملوك (المصادر:الطبقات الكبرى لأبن سعد- السيرة الحلبية- مروج الذهب).
وفي أيام بني أمية بلغت غنائم موسى بن نصير سنة 91هـ في أفريقية 300.000 رأس من السبي، فبعث خمسها إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك 60.000 رأس (لأن الغنيمة خمسها لله حسب سورة الأنفال الآية41، ويمثله الوليد بن عبد الملك). ” وأستقدم موسى بن نصير معه إلى دمشق 30000 ثلاثون ألف عذراء من الأسر القوطية النبيلة ” (أبن الأثير 4/295)
الخليفة العباسي المتوكل على الله، كان له أربعة آلاف سرية وطئهن كلهن … ( المصدر مروج الذهب ج2 ص 92- تاريخ الخلفاء السيوطي ص 277- الأصفهاني مقاتل الطالبيين ص 598)، يبدو أن الدولة كلها كانت مشغولة بقضيب خليفة المسلمين حفظ الله سره وادخله فسيح جنانه وأنعمه برحمته، ولما قبض صلاح الدين على قصور الفاطميين بمصر، وجد في القصر الكبير (12000) نسمة ليس فيهم فحل إلا الخليفة وأهله وأولاده، ووجد إلى جانب القصر بئر تعرف ببئر الصنم كان الخلفاء يرمون فيها القتلى (المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني).
والعبيد لم يكونوا طبقياً من الدرجة الثانية، بل كان لدى العرب في الإسلام الطبقات الاجتماعية التالية: أولاً العرب ، ثانياً الموالي ، ثالثاً الأقباط المصريين ، رابعاً العبيد والرقيق (كأسنان المشط).

About سردار أمد

سردار أحمد كاتب سوري عنوان الموقع : http://www.serdar.katib.org
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.