الزعماء العرب يرشون الماء البارد على مؤخرات الاسلاميين وغليونهم

الزعماء العرب يرشون الماء البارد على مؤخرات الاسلاميين وغليونهم

بقلم: طلال عبدالله الخوري

انا احسد بشار الأسد وأسرته على هذا الحظ الذي انعم به الله عليهم, وهو المعارضة السورية منذ اربعين عام وحتى الآن, والتي توجتها بالمجلس الوطني السوري والذي أغلبيته من الاسلاميين ومعهم غليونهم؟ حتما بأن والدة الأسد قد وضعته بليلة القدر (وهذا تعبير سوري يقال للانسان المحظوظ), لدرجة ان اي ديكتاتور بالعالم أصبح يصلي ليل نهار لكي ينعم الله عليه بمعارضة سياسة مثل المجلس الوطني السوري! وبذلك يستطيع ان يثبت حكمه الى الأبد!

انا اجد بمقالاتي الاخيرة اكرر الكثير مما كتبته بمقالات سابقة؟ وكأستاذ جامعي تعلمت من خبرتي مع طلابي بان التكرار له فائدة كبيرة للطلاب ذوي الامكانيات المتواضعة, مثل امكانيات اعضاء المجلس الوطني السوري, حيث يقول المثل الروسي: بأن التكرار ام التعليم ! وليس كالنسخة العربية لذات المثل والتي تقول بان: التكرار يعلم الحمار!

لقد قلنا بمقالنا: مشكلة الهوية للثورات العربية, وثم كررنا نفس الشئ بمقالنا: تشكيل المجلس الوطني ليست البطولة! وها نحن نكرر نفس الشئ هنا: بأنه يجب تحديد هوية المعارضة السورية عن طريق وضع دستور علماني متحضر والتأكيد على استقلالية القضاء والديمقراطية وجقوق الانسان والاقتصاد السوق الحر التنافسي وذلك لكي : اولا: ان يفهم الغرب هوية المعارضة السورية وبالتالي يتشجع على الاستثمار بالثورة السورية ومساعدتنا على انجاز الثورة بأسرع وقت وبالتالي: ثانيا: سنقلل من عدد شهدائنا من الشباب الذين نحن بأمس الحاجة اليهم لكي نبني سورية بعد نجاح الثورة, وثالثا: لكي نزيل مخاوف الاقليات واللبراليين العلمانيين من الاكثرية والاقلية على الانخراط بالثورة وبالتالي الاسراع من انجاح الثورة.

ولقد قلنا لهم وحذرناهم في اكثر من مقالة, من مغبة لجوء الاسلاميون لسياسة معاوية بن ابي سفيان مع على بن ابي طالب أواللجوء الى اسلوب اخذ الشعب السوري و المجتمع الدولي بالخديعة!! وقلنا لهم بان مثل هذه الخدع قد ولى زمنها, وأن العالم الان مختلف ويحترم اسلوب الصدق والوضوح والشفافية! ولكن, ولسوء الحظ, ابى اسلاميو المجلس الوطني السوري الا ان يعودوا الى تاريخهم ويستخدموا اسلوب الحواة ولعبة الثلاث ورقات!

خارطة الطريق البن ابي سفيانية التي رسمها للمجلس اسلاميوه وغليونهم:

بدلا من ان يضعوا خريطة طريق محترمة و شفافة وواضحة يتطلع عليها الشعب السوري والعالم, فقد ظنوا باسلامييهم بانهم اذكى من كل العالم (هكذا يظن عادة الغشماء) وارادوا ان يلعبوا لعبة الثلاث ورقات, ووضعوا الخطة التالية:
بدلا من ان يذهبوا الى دول القرار بالعالم مباشرة, محملين بهوية واضحة للمعارضة السورية تشجع العالم على مساعدتنا بثورتنا؟ ارادوا ان يخفوا هويتهم وعدم الافصاح عنها, والالتفاف على دول القرار العالمية وذلك بالذهاب, اولا, الى الجامعة العربية والطلب منها بالاعتراف بمجلسهم كممثل عن سوريا بدلا من نظام بشار الاسد؟ ثم ارادوا, وحسب خطتهم طبعا, ان يستخدموا اعتراف الجامعة العربية هذا لكي يضغطوا بها على المجتمع الدولي لكي يعترف بهم ايضا كممثل للشعب السوري ؟؟؟ هكذا بكل بساطة؟ وكأن الموضوع بيعة فجل, اي والله هكذا وببساطة؟ وبهذا الالتفاف وبهذه الخطة يستطيعون ان يحصلوا على كل شئ من دون ان يفصحوا عن هويتهم كمعارضة سورية؟؟ السؤال هنا: هل يمكن ان تنجح مثل هذه الخطة البن ابي سفيانية (من معاوية ابن ابي سفيان) في عصر التكنولوجيا والانترنت والشفافية وعصر الرقي والتجضر؟؟ طبعا لا! لان العالم اصبح يعرف السياسة العربية والاحزاب والعربية ومر بتجارب بالعراق وافغانستان وتونس وليبيا ومصر, ولا يمكن للاسلاميين وغليونهم بان يأخذوا العالم بخديعة من وزن خلع خاتم ابو سفيان و علي بن ابي طالب.

على ما يبدو ان سبب عدم افصاحهم عن هويتهم هو ان هناك ما يخجلون منه بهويتهم السياسية, لذلك فضلوا ان يخفوا هذه الهوية حتى نجاح الثورة واستلامهم للحكم وبعدها يفصحون عن هويتهم عندما تكون السلطة بيدهم, حسب احلامهم, لانهم يتوهمون بان الثورة يمكن ان تنجح بخطاباتهم الفارغة من اي مضمون معتبر!

لم يفهم اعضاء المجلس واسلاميوه وغليونهم بان اعضاء جامعة الدول العربية هم من نفس طينة بشار الاسد وان من مصلحتهم ابقاء الاسد بالسلطة لان هذا بالتالي يطيل من امد انظتهم الاستبدادية. راجعوا مقالنا: المعاهدات والاتفاقيات العربية, ومقالنا: الزعماء العرب يتصنعون البلاهة لتقويض ثوراتنا العربية.
وبالفعل خيبت الجامعة العربية خطة اسلاميي المجلس الوطني السوري وغليونهم كما توقعنا بمقالاتنا, ووقف الطغاة العرب مع زميلهم بالاستبداد وقفة رجل واحد ودعموه بقوة!! لدرجة بان الدول الغربية التي ساندت ثورتنا بالماضي قد تشعر الآن بالخجل وخيبة الامل لتسرعها بدعم ثورتنا؟

ونحن نقول للاسلاميين وغليونهم بانه لا يصح الا الصحيح بعصر التكنولوجيا والتحضر والتواصل العالمي والانفتاح, اما سياسة التقية والمعاريض فقد اكل الدهر عليها وشرب, وذا كنتم وطنيون فعليكم اتباع الخطوات التي اشرنا لها بمقالنا: تشكيل المجلس الوطني ليست البطولة, والبدء بالخطوة رقم صفر وهي تحديد الهوية للمعارضة السورية ووضع الدستور.

من هنا نرى بأن الطغاة العرب قد خذلوا المجلس الوطني السوري وهو عبارة عن الاسلاميين وبرهان غليون, لان المجلس الوطني قد خذل نفسه اولا, وذلك بعدم اتخاذ الخطوات الصحيحة وتحديد هوية المجلس للرأي العام العالمي لكي يأخذهم العالم محمل الجد ولكي يحترمهم العالم, ولكن للأسف فضلوا استخدام سياسة التقية والمعاريض والغموض وعدم الشفافية ! وظنوا بذلك بأنهم يستطيعون اخذ الدول العظمى بالخديعة والكلام الفارغ؟

, وبهذه الطريقة يكون الزعماء العرب كمن رش الماء البارد على مؤخرات الاسلاميين الحامية, وغليونهم المشتعل برغو الكلام الفارغ والمستهلك.
وبهذه الطريقة يكون الطغاة العرب قد دقوا اول خازوق بمؤخرات الاسلاميين وغليونهم!!
وان استجارة المجلس الوطني السوري بالجامعة العربية والتعويل عليها هو كمن يستجير بعاهرات لكي ترشد عاهرة منهم على طريق التقوى والفضيلة؟؟ فما بشار الا احدى عاهرات بيت الدعارة هذا والمكنى بالجامعة العربية ليس الا!

والخاسر الاكبر في كل هذا هو الشعب السوري, ومستقبل الازدهار والتحضر في سوريا, ودماء شبابنا التي تزهق كل يوم؟ ولكن للاسف فان الاسلاميين وغليونهم اخر ما يهمهم هو مستقبل سوريا وعدد الشهداء؟ وكل ما يهمهم هو مستقبلهم السياسي وحصتهم من كعكة الحكم.

طلال عبدالله الخوري
هوامش:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=278769
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=274842
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267834
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258611

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات والسياسة والاقتصاد والتاريخ جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. تخرجت 1985 جامعة دمشق كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم الالكترون, بعدها حتى 1988 معيد بجامعة دمشق, بعدها تحضير شهادة الماجستير والدكتوراة في معهد جلشكوف للسبرانية اكاديمية العلوم الوطنية الاتحاد السوفييتي السابق حتى عام 1994 اختصاص معالجة الصور الطبية ... بعدها عملت مدرس بجامعة دمشق نفس القسم الذي تخرجت منه حتى عام 1999 هاجرت الى كندا ( خلال عملي بجامعة دمشق طلبتني احدى جامعات الخرطوم لكي اترأس قسمي البرمجة والكومبيوتر ووافقت الجامعة على اعارتي) في كندا عملت في مراكز الابحاث ببرمجة الصور الطبية في جامعة كونكورديا ثم عملت دكتور مهندس في الجيش الكندي بعد ان حصلت على شهادة ماجستير بالبرمجة من جامعة كونكورديا ثم اجتزت كل فحوص الدكتوراة وحضرت رسالة دكتوراة ثانية بنفس الاختصاص الاول معالجة الصور الطبية) وتوقفت هنا لانتقل للعمل بالقطاع الخاص خلال دراستي بجامعة كونكورديا درست علم الاقتصاد كاختصاص ثانوي وحصلت على 6 كريدت ثم تابعت دراسة الاقتصاد عمليا من خلال متابعة الاسواق ومراكز الابحاث الاقتصادية. صدر لي كتاب مرجع علمي بالدراسات العليا في قواعد المعطيات يباع على امازون وهذا رابطه https://www.amazon.ca/Physical-Store.../dp/3639220331 اجيد الانكليزية والفرنسية والروسية والاوكرانية محادثة وقراءة وكتابة بطلاقة اجيد خمس لغات برمجة عالية المستوى تعمقت بدراسة التاريخ كاهتمام شخصي ودراسة الموسقى كهواية شخصية..................... ............................................................................................................................................................ A Syrian activist and writer interested in the civil rights of minorities, secularism, human rights, and free competitive economy . I am interested in economics, politics and history. In 1985, I have graduated from Damascus University, Faculty of Mechanical and Electrical Engineering, Department of Electronics, 1985 - 1988: I was a teaching assistant at the University of Damascus, 1988 - 1994: studying at the Glushkov Institute of Cybernetics, the National Academy of Sciences, In the former Soviet Union for a master's degree then a doctorate specializing in medical image processing... 1994-1999: I worked as a professor at Damascus University in the same department where I graduated . 1999 : I immigrated to Canada . In Canada, I got a master’s degree in Compute Science from Concordia University In Montreal, then I passed all the doctoral examinations and prepared a second doctoral thesis in the same specialty as the first one( medical image processing) . In 2005 I started to work in the private sector . My book: https://www.amazon.ca/Physical-Store.../dp/3639220331
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.