الدعاء برفع الضيم والبلاء وجر حرف اللاء

محمد الرديني

لم يتصور اولاد الملحة ان دعاء رجل دين ضد الحكومة سيفعل مفعوله، حيث يعتقد ان الدعاء سيجعل الحكومة ترتجف بادىء الامر ثم تتراجع عن بعض قراراتها وفي الثالثة تنصاع الى صاحب الدعاء وتنفذ مايريد.
ولم يكن يأتي في بال احد هؤلاء الاولاد ان الدعاء يمكن ان يرمم ماأفسدته الحكومة او ما سوف تفسده، رغم انهم أكدوا ان هناك اطنانا من المشاكل يعاني منها هذا الشعب الغلبان تركوها بعض رجال الدين وظلوا يعزفون على اسطوانة السافرات في الكاظمية وكأن قضيتنا اصبحت السفور ولا شيء غير السفور.
لا انكر اني اضمر تقديرا عاليا لأمام جمعة الكاظمية حازم الاعرجي فله بعض المواقف تستحق التقدير ولكن تهديده بالدعاء ضد الحكومة امر في غاية الغرابة.
فقد جدد الأعرجي تهديده للحكومة العراقية بالدعاء عليها إذا لم تصدر قرارا يقر اللاءات الأربعة في الكاظمية ( لاللتبرج ،لاللغناء ،لا للخمر، لا للقمار).
وقال الأعرجي في خطبته امس في الصحن الكاظمي “إننا طالبنا مراراً وتكراراً الحكومة العراقية والجهات المسؤولة أن تقر قراراً يقر اللاءات الأربعة في الكاظمية (لاللتبرج ،لاللغناء ،لاللخمر، لاللقمار)، حتى نحافظ على قدسية المدينة لأنها تحتضن الإمامين المعصومين الكاظم والجواد”.
مولانا الجليل رب العزة غير معني باللاءات الاربعة التي ذكرتها فهو ليس شرطيا يأتمر بامر احد وهو بالتالي اكبر من كل الادعية التي ذكرتها او ستذكرها.
هل تعتقد ان هذه الحكومة التي 99% من مسؤوليها يسرقون في وضح النهار يخافون من الله او دعائك… فانت تعرف جيدا انهم مازالوا يسرقون لقمة المواطن العراقي ويتبرعون بملايين الدولارات الى السودان واليمن ويريدون استضافة مؤتمر قادة الجيوش العربية والله وحده والراسخون في الحكومة يعلمون كم من الملايين سيتم صرفها على هذا المؤتمر الذي قال عنه احد اولاد الملحة”مؤتمر عبيط”.
ليس التبرج ولا الخمارات ولا السفور ولا القمار من ضمن مشاكل المواطن العراقي، فاذا كنت حريصا هلى هؤلاء الناس ان تذهب بنفسك وتمسك وزراء السرقات من آذانهم وترميهم خارج الوزارات وسترى ان 7 ملايين فرد تحت خط الفقر ومليون خريج جامعي عاطل و5 ملايين طفل يتيم ومثلهم من الارامل يقفون معك ويرفعوك باياديهم الى الاعلى وهم يحيون فيك هذه الروح الغيورة.
اما ان تقيم مجالس للدعاء كما قلت في خطبتك قبل هذه الخطبة تدعو فيها مع جمهور المصلين على الحكومة فهذه “ماتمشي “مع اللصوص.
وبصراحة يخاف اولاد الملحة عليك بعد ان تدعو في هذه المجالس ثم تجد ان الامر لم يتغير بل قد يزداد سوءا، حينها ماذا ستقول لمريديك وكيف تفسر لهم الامر خصوصا اذا سألك احد المشاغبين: مولانا لقد انتظرنا شهورا بعد الدعاء ولم يتحقق مانريد فماذا نفعل؟ هل ندعو مرة ثانية وثالثة ورابعة؟.
وقد سمعك اولاد الملحة تقول امس “سوف نقوم في شهر محرم الحرام بمجالس دعاء وخطب في المواكب الحسينية المنصوبة في مدينة الكاظمية وحتى من خلال قصائد الشعراء لتشكيل ضغط شعبي إسلامي على الحكومة التي تدعي الإسلام والتشيع”.
أي اسلام واي تشيع يامولانا الجليل؟ الاسلام بعيد عن هؤلاء بعد الارض عن السماء السابعة، والتشيع اتخذوه عباءة لتحويل ثرواتهم الى الخارج حيث يكونوا قد أمّنوا مستقبل اولادهم من خيرات هذا الشعب الغلبان.
وقلت ايضا “إذا لم يقوموا بإقرار هذا القرار فنحن سوف نتوجه إلى إخوتنا المسيحيين حتى يؤيدونا بإقرار هذا القرار من خلال نوابهم في مجلس النواب العراقي والمسؤولين المتنفذين لديهم، لأن السيد الشهيد الصدر خاطبهم في حياته واستجابوا له”.
لماذا تريد حشر المسيحيين “بالنص” وانت تعرف انهم لايؤمنون بلاءاتك الاربعة فلهم دينهم ولك دين؟.
سلاما عليك وعلى تيارك الصدري الى يوم يبعثون.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.