الحب خارج الزمن

تقول: هل كان الحب مصاباً بالكوليرا في زمن ماركيز ..
– ربما كان كذلك، لكن في زمننا نحن اصبح الحب هو المرض
– هل تعتقد بذلك..؟!
– كل ما أعتقده يا سيدتي أن رائحة البارود اليوم أصبحت أكثر كثافة من رائحة العطور، ورائحة الدماء أكثر من رائحة الورود. الكثير من العوادم الإنسانية منتشرة في زمننا هذا، لذلك لا أجد مجالاً للاستغراب أن تنحدر فكرة ما من قعر هذا الزمن- زمننا نحن- تقول أن الحب هو المرض، فلا يمكن أن يوجد حب معافى في بدن مريض.. لا يمكن أن يوجد مفهوم حب صحيح أو نقي في زمن يضج بالأفواه التي تنفخ أبواق الموت والدمار والكراهية وهي تكبر بسم الحب وتغني له في ذات الوقت..
– هل نتوقف إذن عن الحب، أو البحث عنه!
– بالتأكيد لا، ربما علينا أولاً أن نبحث عن زمن خاص بنا..
– هل يمكن العثور على الزمن، من دون أن نعتمد على أياً من نظريات أنيشتاين المجنونة.. أو نضطر لانتظاره بكل يأس ووجع ..
– الزمن هو الحركة في مجال معين.. ويجب علينا أن نتوقف عن الحركة في مجال هذا الواقع الملوث، حينها سيكون لنا حركتنا الخاصة وزمننا الخاص، وحبنا الخاص..

طلال قاسم – مفكر حر