إذا لم تستحِ

FRANCE-SAUDI-ART-MUSEUM-LOUVRE-ISLAMسهى الجندي

على الرغم من أن المنطقة العربية هي الأتعس حظا من حيث الاستقرار والأمن، إلا أن بعض سكانها هم الأكثر فجورا. فكثيرا ما نقرأ “عربي يشتري مهرة بمبلغ كذا وعربي يشتري يختا بمبلغ كذا وعربية تشتري لوحة بمبلغ كذا، وثري عربي يشتري فيلا بمبلغ كذا….. الخ” بما لا يدع مجالا لدى أي أحد أننا نستحق المصائب التي تحل بنا يوميا. والمسألة لا تحتاج إلى شرح وتفصيل، فاللاجئون العرب يملأون البلاد في ملاجئ تفتقر إلى الخدمات الأساسية وانتشر بينهم سوء التغذية والأمراض المعدية. وبكل بساطة نرى أن أثرياء من بني جلدتهم يتفاخرون أمام أجهزة الإعلام باقتناء المقتنيات الفاخرة، أفلا يستحون ويستترون؟ وكأنهم يركبون جملا ويقولون “لا يراني أحد” بل أن العالم كله يعرف أن هذا الذي اشترى بمبالغ طائلة يعاني أهله من التشرد، وهو بذلك يمنع العالم من التعاطف مع اللاجئين ويحجب عنهم فرص المساعدة بسبب فجوزه وحمقه.

وما يزيد الطين بلة أنهم ينتمون إلى الإسلام وينادون ليلا نهارا بضرورة الاحتشام وتطبيق الشريعة الإسلامية بينما يتناسون الحديث الذي يجعل من ينام وجاره إلى جواره جائع كافرا، فلماذا هذا الجهل والفجور والنفاق. إن اليهود الذين جمعوا ثروات طائلة من تجاراتهم واختراعاتهم سخروا جل ثرواتهم لدولة إسرائيل لأنهم قوم تكافل وتراحم ووعي وحضارة. لقد أصبح العربي رمزا للغباء والفجور وكلما ذكر لفظ عربي في الخارج، نلمس أن انطباع الأجانب عن العرب هو أنهم أثريا وأغبياء، وهم لا يلامون على ذلك، فهم يتابعون الأخبار ويعرفون أن منطقتنا منكوبة وعدد اللاجئين كبير وكثيرا ما يموت الأطفال من الجوع والبرد، ثم يرون عربيا يشتري شيئا بملايين الدولارات، ولهم العذر في استنتاج أي شيء عنا من الغباء والحمق والفجور وقلة الوعي.

لا أحد يريد أن يقاسم هؤلاء الأثرياء ثروتهم، ولكنهم حين يدعون أنهم مسلمون ويصولون ويجولون بسيف الإسلام، عليهم أن يعرفوا أن الإسلام أصبح كلمة منفرة لأنه يستخدم كستار يخفون خلفه طيشهم وقلة وعيهم، وأصبح المسلم يستحي أن يقول أنه مسلم بسبب تصرفات هؤلاء الأثرياء الذين ينفقون ثرواتهم في الخارج ثم يعودون ليصدعوا رؤوسنا بالحديث عن التقوى والزهد ونكران الذات.

إن من لا يستحي يصدر عنه كل شيء وأي شيء ولكن الباعث على السخرية أنهم فاجرون لكنهم يؤدون العبادات جميعها من صلاة وصيام وغيره، فكيف يؤدي الإنسان العبادات ولا تتهذب نفسه ويقل جشعه ونهمه؟

المصدر ايلاف

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.