آخر نكتة عراقية اسمها حقوق الانسان

 هذه النكتة لاتتضمنها اي مسرحية بل لاتنتمي الى اي من الفنون الادبية فلا هي مسرحية هزلية ولاتابعة الى مدرسة الميلودراما ولاهي كوميديا سوداء ولا بيضاء ولا الى المسرح التجاري الذي نشب انيابه بالعراق منذ سنوات.

انها نكتة تتداول في العراق فقط.. هذا الذي بز كل الدول والامم في كل شيء وارتفع بفضل موسوعة جينيز الى اقصى درجات القمة السفلية.

هذه النكتة لاتتناول هذه المرة اشاعات اغتصاب السجينات ولا عدد الابرياء في السجون ولاتصريحات الشهرستاني باطلاق سراح ٣١٨ سجين انتهت مدة محكومياتهم ،يبدو ان الشهرستاني تراجع عنها واعاد الابرياء الى موقعهم كما تقول الاشاعات.

ولكنها طراز جديد.

ان النكت تتداول عادة شفاهة ولكن هذه النكتة توثق لاول مرة في كتاب رسمي صادر من دار الاصلاح العراقية.

هذه الدار لاتستحي ان تسمي نفسها دار الاصلاح وبعض العاملين لايصلحون حتى لمراقبة الناعور برئاسة الحصان الاعمى.

وحتى ” لا ادوخ راسكم” سوف ادخل بالنكتة مباشرة.

يحتفظ رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس محافظة البصرة حسين علي حسين بكتاب صادر من دائرة الاصلاح العراقية يمنع فيه اللجان المعنية من تفتيش ومراقبة السجون في المحافظة وحتى بقية السجون في المحافظات الاخرى.

وفي البصرة التي سموها الفيحاء او ثغر العراق الباسم ،التسميتين هما نكتة اخرى تضاف الى ماقبلها، سجنين احدهما في المعقل والاخر سجن البصرة المركزي وهذان السجنان ممنوع زيارتهما بأمر من دائرة الاصلاح العراقية.

هناك احتمالان لهذا القرار، اما وجود انتهاكات صارخة بحق السجناء وهذا ليس بعيدا عن عقلية المخابرات التي يتمتع بها من له سلطة ولوكان فراشا يوزع الشاي اول الصباح او ان ذلك ينطبق عليه المثل القائل “اللي بعبه طلي يمعمع”.

ولكن اولاد الملحة يضيفون احتمالا آخر وهو اعطونا وقتا اضافيا لاغتصاب النساء وتعذيب الرجال قبل ان يطلق سراحهم.

والان اين هي الديموغراطية التي صدعونا بها دولة القانون والعراقية والفضيلة والعراقية البيضاء والايرانية السوداء؟

كنا نأمل خيرا، كما قلت سابقا في هذا المكان، بقدوم الدكتور خلف عبد الصمد محافظا لثغر العراق العابس ولكن يبدو انه صورة طبق الاصل من دولة رئيس الوزراء الذي لايملك من الصلاحيات الا زيارة اصدقائه في المنطقة الخضراء.

لماذا تتشدقون في الديموغراطية وانتم ابعد ما يكون عنها، اذا كنتم مرضى في تعذيب الناس وساديين مع الابرياء القابعين في السجون فحبلكم لن يطول ونحيلكم الى التاريخ لتتعظوا منه.

في ذيل هذه النكتة وجد العشرات من عمال الحدائق في كربلاء فرصة للتظاهر مطالبين برفع أجورهم وتثبيتهم على الملاك الدائم.

خزينة كربلاء ايها السادة فيها من الدنانير ما يعادل ماهو موجود في خزينة الدولة والسؤال اليس هؤلاء العمال احق بزيادة اجورهم وتثبيت ملاكهم ام ان “خمس” جدي يروح الى الاشباح؟.

استحوا على حالكم وادعموا فقرائكم وكافي لسانكم الطويل بدون “قبض”.

فاصل قوي جدا: الشرارة بدأت بالوصول الى رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود الذي بات معروفا بماضيه وحاضره .

اشعل الشرارة النائب المستقل صباح الساعدي حين طالب بمحاسبته لارتكابه ثلاث جرائم من خلال انتحاله صفات لمؤسسات رسمية لمدة 13 سنة.

خويه الساعدي والله خايف عليك ..دير بالك على نفسك.. يحفظك ربي.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.