اَلدَّارُ الْمَسْكُونَةُ

تأليف: خُولْيُو كُورْطَاثَرْ*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

الإهداء
أهدي هذه الترجمة المتواضعة إلى كل من علمني حرفا.

لقد كانت تعجبنا الدار لأنه إلى جانب كونها متسعة و قديمة (اليوم حيث الدور العتيقة تستسلم لبيع أمتعتها بطريقة مربحة)، فإنها كانت تحتفظ بذكريات آباء أجدادنا، جد الأب، آبائنا و كل الطفولة.
تعودنا أنا و إريني على أن نستمر فيها وحيدين. و هو ما كان جنونا ما دام أنه كان بإمكان ثمانية أشخاص أن يعيشوا في تلك الدار دون أن يزعج بعضهم بعضا. كنا نقوم بعملية التنظيف في الصباح، مستيقظين على الساعة السابعة، و على الساعة الحادية عشرة تقريبا كنت أترك لإريني الغرف الأخيرة لتتفحصها و أتوجه إلى المطبخ. كنا نتناول الغذاء في منتصف النهار، دائما كنا منضبطين، لم يكن عندها يتبقى شيء لنفعله أكثر من بعض الصحون المتسخة. كان يسرنا أن نتغذى و نحن نفكر في الدار العميقة و الصامتة و كيف كنا نكتفي بالحفاظ عليها نظيفة. في بعض الأحيان كان يبلغ بنا التفكير حد الاعتقاد بأنها هي من منعتنا من أن نتزوج. رفضت إريني خاطبين اثنين من دون سبب كبير يذكر. أما أنا فتوفيت لي ماريا إستير قبل أن نصل إلى محطة الارتباط الفعلي. دخلنا في سن الأربعين، و لدينا فكرة غير معلنة مفادها أن قضيتنا، زواج أخوين بسيط و مكتوم، قد كان إغلاقا ضروريا للسلالة التي أرساها آباء أجدادنا في دارنا. قد نموت يوما ما هنالك، سيستحوذ على الدار أبناء العم الغامضون و المراوغون و سيسوونها مع الأرض من أجل أن يغتنوا من الأرض و الطوب، أو بالأحرى، نحن من قد نسويها مع الأرض قانونيا قبل أن يكون الوقت قد تأخر.
كانت إريني فتاة مخلوقة لكي لا تزعج أحدا. إلى جانب نشاطها الصباحي فإنها كانت تقضي باقي اليوم في أريكة غرفة نومها و هي تنسج. لا أدري لماذا كانت تنسج كثيرا. أعتقد بأن النساء ينسجن عندما يجدنا في هذا الفعل ذريعة كبرى لكي لا يفعلن أي شيء. لم تكن إريني من هذه الطينة. لقد كانت تنسج دائما أشياء ضرورية؛ قمصان من أجل فصل الشتاء، جوارب من أجلي، كنزات صوفية و صدريات من أجلها هي. كانت تنسج أحيانا صدرية و تعيد فكها في لحظة لأن أمرا لم يكن يروق لها. كان مضحكا أن نرى في السلة الصغيرة تلك الكومة من الصوف المنفوشة و التي تقاوم فقدان الشكل الذي كانت عليه قبل ساعات معدودات. خلال أيام السبت، كنت أذهب أنا إلى المركز كي أشتري لها الصوف إذ كانت إريني تثق في ذوقي. كانت ترضيها الألوان و لم يكن علي أن أعيد شلة خيط قط. كنت أغتنم تلك الخرجات كي أمر على المكتبات و أسأل بدون جدى إن كان هناك جديد فيما يتصل بالأدب الفرنسي. منذ 1939 لم يكن يصل شيء ذو بال يذكر إلى الأرجنتين.
لكن ما يهمني هو الحديث عن الدار، عن الدار و عن إريني، لأني أنا بدون أهمية. أتساءل عما كانت ستفعله إريني بدون النسج. يمكن أن نعيد قراءة كتاب لكن عندما تتم الكنزة الصوفية فإنه لا يمكننا أن نعيدها دون فضيحة. وجدت في أحد الأيام جارور المنضدة المصنوعة من الكافور مليئا بأغطية الرأس البيضاء، الخضراء و الأرجوانية. كانت مكدسة مع النفتالين مثلما يحدث في الخردوات؛ لم أملك الشجاعة كي أسال إريني عما كانت تنتوي فعله بها. لم نكن في حاجة لنكد من أجل أن نكسب عيشنا إذ يوميا كانت تصل الفضة من الحقول و المال ينمو. لكن النسج وحده هو من كان يرفه عن إريني. كانت تبدي مهارة عجيبة بينما كنت أنفق ساعاتي في ملاحظة يديها اللتين تشبهان القنافذ الفضية و الإبر التي تغدو و تروح و سلة صغيرة أو سلتان صغيرتان على الأرض حيث تتحرك كبب الخيط بانتظام. لقد كان أمرا جميلا.
كيف لا أتذكر تقسيم الدار. غرفة الطعام، صالة بزرابي جوبلان، المكتبة بينما تبقى ثلاث غرف نوم كبيرة في ناحية منعزلة، تلك التي تشرف على ردريغث بينيا. فقط معبر صغير ببابه البلوطي الصلب كان يفصل هذا الجانب عن الجناح الأمامي حيث كان يوجد الحمام، المطبخ، غرفتا نومنا و الصالون المركزي الذي كانت تؤدي إليه الغرف و الممر الصغير. كان يتم الولوج إلى الدار عبر ردهة من خزف الميوليق، و الباب الرافد كان يشرف على الصالون؛ بحيث كان يتم الولوج عبر الردهة، نفتح الباب الرافد ثم نمر إلى الصالون. كان في جانبيه بابا غرفتي نومنا و أمامه المعبر الذي كان يؤدي إلى الناحية المنعزلة. و بالتقدم عبر الممر الصغير كان يُصادف الباب البلوطي و فيما وراءه كان يبدأ الجانب الآخر من الدار أو كان بالإمكان الانحراف يسارا تماما قبل الباب و مواصلة التقدم عبر ممر ضيق جدا كان يوصل إلى الحمام و المطبخ. عندما يكون الباب مشرعا فإنه كان يجعلنا نفطن إلى أن الدار كبيرة جدا و إن لم يكن الأمر كذلك فإنها كانت تترك انطباعا يقربها من إحدى الشقق التي تشيد اليوم و التي لا يكاد المرء يتحرك فيها. كنا نعيش أنا و إريني في تلك الجهة من الدار دائما. تقريبا لم يكن يحدث أن نذهب إلى أبعد من الباب البلوطي باستثناء فعل ذلك من أجل التنظيف لأنه لا يمكن أن يصدق كيف يلتصق الغبار بالأثاث. ستكون بوينس آيرس مدينة نظيفة لكنها مدينة في هذا إلى سكانها و ليس إلى شيء آخر. يوجد غبار كثير في الجو؛ فبمجرد هبة ريح نلمس الغبار في رخامات لوحة المفاتيح و في الحافظات المكرمية ذات الأشكال المعينية. تكلف كثيرا عملية نفضه بالمنفضة الريشية إذ يتطاير و يعلق بالهواء و لحظة بعد ذلك يعود ليتكدس من جديد فوق الأثاث و البيانوات.
سأتذكر هذا الأمر بوضوح دائما لأنه كان أمرا بسيطا و من دون ظروف غير ذات بال. كانت إريني تنسج في غرفتها بينما كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء إذ فجأة خطرت لي فكرة وضع غلاية الشاي على النار. ذهبت عبر الممر الصغير حتى تقابلت مع الباب البلوطي الموارب و بينما كنت أهم بالانعطاف نحو المطبخ سمعت شيئا في غرفة الأكل او المكتبة. كان الصوت يتناهى إلى مسامعي و هو غير واضح و مهموس مثل سقوط أحدهم من على مقعد ما فوق زربية أو همسة محادثة مختنقة. سمعته كذلك، في نفس الوقت أو بعد ثانية، في عمق الممر الصغير الذي كان يحمل من تلك الأجزاء حتى الباب. انقضضت على الباب فورا قبل أن يليث حين مناص فأغلقته دفعة واحدة و دعمته بجسدي. لحسن الحظ كان المفتاح موضوعا في جهتنا نحن و علاوة على ذلك أجريت المزلاج الكبير من أجل أمان أكبر.
توجهت إلى المطبخ، سخنت الغلاية و عندما كنت قافلا بصينية الشاي قلت لإريني:
– كان علي أن أغلق باب الممر الصغير. لقد استحوذوا على الجانب العميق.
أسقطت النسيج من يديها و نظرت إلي بعينيها الحادتين المتعبتين:
– هل أنت متأكد؟
أكدت لها ذلك.
– إذن – قالت و هي تجمع الإبر- سيكون علينا أن نعيش في هذا الجانب.
كنت أعد الشاي بعناية كبيرة بينما إريني استغرقت وقتا قبل أن تستأنف عملها. أتذكر أنها كانت تنسج صدرية رمادية. كم كانت تعجبني تلك الصدرية.
لقد بدا لنا الأمر شاقا خلال الأيام الأولى لأننا معًا تركنا في الجهة المسكونة الكثير من الأشياء التي كانت تروق لنا. كتب الأدب الفرنسي الخاصة بي، مثلا، كان جميعها في المكتبة. كانت إريني تشتاق إلى بعض الحافظات و زوج شباشب كانا يحميانها كثيرا جدا من قر فصل الشتاء. كنت آسفُ عن غليوني المصنوع من العرعر و أعتقد أن إريني فكرت في زجاجة هيسبيريدين عتيقة. كثيرا ما كنا (و لكن هذا حدث خلال الأيام الأولى) نغلق أحد جارورات الصوانة و نحن ننظر إلى أنفسنا حزينين.
– لا يوجد هنا.
و قد كان شيئا مضافا إلى كل الأشياء التي فقدناه في الجهة الأخرى من الدار.
لكن في المقابل حصلنا على بعض الامتيازات كذلك. اختزلت عملية التنظيف كثيرا إذ رغم الاستيقاظ متأخرين، على الساعة التاسعة و النصف مثلا، كانت لا تدق الساعة الحادية عشرة حتى نكون قد انتهينا. تعودت إريني على مرافقتي إلى المطبخ و مساعدتي في إعداد وجبة الغذاء. بعد التفكير ملية، تم إقرار ما يلي: بينما أعد أنا وجبة الغذاء كانت هي تطبخ أطباقا كي تؤكل باردة في المساء. فرحنا لأنه كان أمرا مزعجا دئما وجوب مغادرة الغرفتين في المساء و الشروع في الطبخ. أما الآن فاكتفينا بمائدة واحدة في غرفة إريني و بمخازن الأكل البارد.
كانت إريني فرحة لأنه كان يتبقى لها الوقت الكافي كي تنسج. أما أنا فكنت أعيش تائها قليلا بسبب الكتب. لكن لكي لا أحزن أختي كنت قد شرعت في مراجعة مجموعة طوابع أبي و قد ساعدني ذلك على تزجية الوقت. كنا نمرح كثيرا، كل واحد مع أشيائه الخاصة، دائما تقريبا في غرفة إريني التي كانت مريحة أكثر. في بعض الأحيان كانت إريني تقول:
– اُنظر إلى هذه النقطة التي جرت معي. ألا تعطي انطباعا بأنها رسم لنبتة نفل؟
لحظة بعد ذلك، كنت أنا من يضع أمام عينيها مربعا ورقيا صغيرا كي تتبين قيمة إحدى طوابع أوبن و مالميدي البريدية. كنا بخير و خطوة خطوة بدأنا نعيش دون أن نفكر. يمكن للمرء أن يعيش دونما تفكير.
(عندما كانت إريني تحلم بصوت مرتفع كنت أنا أصحو فورا. لم أستطع التعود على صوت ذلك التمثال أو الببغاء، صوت يأتي من الأحلام و ليس من الحنجرة. كانت إريني تقول إن أحلامي كانت تعتريها هزات تُسقط الغطاء أحيانا. كان يتوسط غرفتا نومنا صالون لكن كان يسمع في المساء كل شيء. كنا نسمع كلينا و نحن نتنفس و نسعل، كما كنا نستشعر الحركة الممتدة نحو مفتاح مصباح المنضدة، بالإضافة إلى الأرق المشترك و المتكرر.
ما عدا ذلك فإن كل شيء كان هادئا في الدار. في النهار كان يسري الضجيج المنزلي كالكشط المعدني لإبر الحياكة و صرير قلب أوراق ألبوم الطوابع البريدية. أعتقد أني قلت إن الباب البلوطي كان صلبا. في المطبخ و الحمام اللذين كانا يلامسان الجهة التي تمت مصادرتها، كنا نتكلم بصوت مرتفع أو أن إريني كانت تشرع في ترديد أغاني المهد. في أحد المطابخ كان هناك ضجيج كثيف صادر عن أوان خزفية و زجاجية لتنبعث فيه أصوات أخرى فجأة. قليلة هي المرات التي كنا نسمح فيها للصمت بأن يحل هناك لكن عندما كنا نعود إلى غرفتي النوم أو إلى الصالون كانت الدار تمسي هادئة و خافتة الضوء إلى درجة أننا كنا نطأ الأرض بهدوء لكي لا يزعج أحد منا الآخر. أعتقد أنه لهذا السبب كانت إريني تشرع في الحلم بصوت مرتفع خلال المساء، بينما كنت أسهر أنا).
كانت الحياة تسير وفق نفس المنوال خلا العواقب. بالمساء كنت أحس بالعطش، لهذا قبل المساء قلت لإريني أن تذهب حتى المطبخ كي تجلب إلي كأس ماء. من باب غرفة النوم (كانت هي تحيك) سمعت ضجيجا في المطبخ. ربما في المطبخ أو الحمام لأن قناة الممر الصغير كانت تخفت الصوت. تفاجأت إريني بطريقة توقفي المفاجئة وأتت إلى جانبي من دون أن تنبس ببنت شفة. واصلنا الاستماع للضجيج متبينين بوضوح بأنه منبعث من الجهة التي توجد فيما وراء الباب البلوطي في المطبخ و في الحمام أو في الممر الصغير نفسه حيث تبدأ القناة التي توصل إلى جهتنا نحن.
حتى من دون أن ننظر إلى كلينا، سحبت إريني من ذراعها و جعلتها تركض معي في اتجاه الباب الرافد دون أن نلتفت إلى الوراء. كانت الأصوات تسمع بقوة أكبر خلفنا لكنها كانت مهموسة دائما. أغلقت الباب الرافد بقوة فوجدنا نفسنا في الردهة. الآن لم يعد يسمع شيء.
– لقد استحوذوا على هذا الجانب – قالت إريني. كان النسيج يعلق بيديها بينما كانت الخيوط تنزاح حتى تصل إلى الباب الرافد و تضيع تحته. عندما انتبهت إلى أن كبب الخيط قد بقيت في الجهة الأخرى رمت النسيج دون أن تنظر إليه.
– هل استطعت أن تجلبي معك شيئا ما؟ سألتها بدون جدوى.
-لا، لا شيء.
كنا نتوفر على الثياب التي نلبس فقط بينما تذكرت الخمسة عشر ألف بيسو التي تركتها في خزانة غرفة نومي. لقد لات حين مناص الآن.
ما دام أن ساعتي اليدوية قد بقيت معي فإني رأيت أننا في الحادية عشرة ليلا. حوطت خصر إريني بذراعي (أعتقد أنها كانت تبكي) و خرجنا هكذا إلى الشارع. قبل أن نبتعد شعرت بالأسف. أحكمت إغلاق الباب الرئيس و رميت المفتاح في البالوعة. فلا فكر شيطانٌ مسكين في السرقة و لا دخل إلى الدار في تلك الساعة و هي مسكونةٌ.
*القصة في الأصل الإسباني:

Casa tomada
NOS GUSTABA LA casa porque aparte de espaciosa y antigua (hoy que las casas antiguas sucumben a la más ventajosa liquidación de sus materiales) guardaba los recuerdos de nuestros bisabuelos, el abuelo paterno, nuestros padres y toda la infancia.
Nos habituamos Irene y yo a persistir solos en ella, lo que era una locura pues en esa casa podían vivir ocho personas sin estorbarse. Hacíamos la limpieza por la mañana, levantándonos a las siete, y a eso de las once yo le dejaba a Irene las últimas habitaciones por repasar y me iba a la cocina. Almorzábamos a mediodía, siempre puntuales; ya no quedaba nada por hacer fuera de unos platos sucios. Nos resultaba grato almorzar pensando en la casa profunda y silenciosa y cómo nos bastábamos para mantenerla limpia. A veces llegábamos a creer que era ella la que no nos dejó casarnos. Irene rechazó dos pretendientes sin mayor motivo, a mí se me murió María Esther antes que llegáramos a comprometernos. Entramos en los cuarenta años con la inexpresada idea de que el nuestro, simple y silencioso matrimonio de hermanos, era necesaria clausura de la genealogía asentada por nuestros bisabuelos en nuestra casa. Nos moriríamos allí algún día, vagos y esquivos primos se quedarían con la casa y la echarían al suelo para enriquecerse con el terreno y los ladrillos; o mejor, nosotros mismos la voltearíamos justicieramente antes de que fuese demasiado tarde.
Irene era una chica nacida para no molestar a nadie. Aparte de su actividad matinal se pasaba el resto del día tejiendo en el sofá de su dormitorio. No sé por qué tejía tanto, yo creo que las mujeres tejen cuando han encontrado en esa labor el gran pretexto para no hacer nada. Irene no era así, tejía cosas siempre necesarias, tricotas para el invierno, medias para mí, mañanitas y chalecos para ella. A veces tejía un chaleco y después lo destejía en un momento porque algo no le agradaba; era gracioso ver en la canastilla el montón de lana encrespada resistiéndose a perder su forma de algunas horas. Los sábados iba yo al centro a comprarle lana; Irene tenía fe en mi gusto, se complacía con los colores y nunca tuve que devolver madejas. Yo aprovechaba esas salidas para dar una vuelta por las librerías y preguntar vanamente si había novedades en literatura francesa. Desde 1939 no llegaba nada valioso a la Argentina.
Pero es de la casa que me interesa hablar, de la casa y de Irene, porque yo no tengo importancia. Me pregunto qué hubiera hecho Irene sin el tejido. Uno puede releer un libro, pero cuando un pullover está terminado no se puede repetirlo sin escándalo. Un día encontré el cajón de abajo de la cómoda de alcanfor lleno de pañoletas blancas, verdes, lila. Estaban con naftalina, apiladas como en una mercería; no tuve valor de preguntarle a Irene qué pensaba hacer con ellas. No necesitábamos ganarnos la vida, todos los meses llegaba la plata de los campos y el dinero aumentaba. Pero a Irene solamente la entretenía el tejido, mostraba una destreza maravillosa y a mí se me iban las horas viéndole las manos como erizos plateados, agujas yendo y viniendo y una o dos canastillas en el suelo donde se agitaban constantemente los ovillos. Era hermoso.
Cómo no acordarme de la distribución de la casa. El comedor, una sala con gobelinos, la biblioteca y tres dormitorios grandes quedaban en la parte más retirada, la que mira hacia Rodríguez Peña. Solamente un pasillo con su maciza puerta de roble aislaba esa parte del ala delantera donde había un baño, la cocina, nuestros dormitorios y el living central, al cual comunicaban los dormitorios y el pasillo. Se entraba a la casa por un zaguán con mayólica, y la puerta cancel daba al living. De manera que uno entraba por el zaguán, abría la cancel y pasaba al living; tenía a los lados las puertas de nuestros dormitorios, y al frente el pasillo que conducía a la parte más retirada; avanzando por el pasillo se franqueaba la puerta de roble y más allá empezaba el otro lado de la casa, o bien se podía girar a la izquierda justamente antes de la puerta y seguir por un pasillo más estrecho que llevaba a la cocina y el baño. Cuando la puerta estaba abierta advertía uno que la casa era muy grande; si no, daba la impresión de un departamento de los que se edifican ahora, apenas para moverse; Irene y yo vivíamos siempre en esta parte de la casa, casi nunca íbamos más allá de la puerta de roble, salvo para hacer la limpieza, pues es increíble cómo se junta tierra en los muebles. Buenos Aires será una ciudad limpia, pero eso lo debe a sus habitantes y no a otra cosa. Hay demasiada tierra en el aire, apenas sopla una ráfaga se palpa el polvo en los mármoles de las consolas y entre los rombos de las carpetas de macramé; da trabajo sacarlo bien con plumero, vuela y se suspende en el aire, un momento después se deposita de nuevo en los muebles y los pianos.
Lo recordaré siempre con claridad porque fue simple y sin circunstancias inútiles. Irene estaba tejiendo en su dormitorio, eran las ocho de la noche y de repente se me ocurrió poner al fuego la pavita del mate. Fui por el pasillo hasta enfrentar la entornada puerta de roble, y daba la vuelta al codo que llevaba a la cocina cuando escuché algo en el comedor o en la biblioteca. El sonido venia impreciso y sordo, como un volcarse de silla sobre la alfombra o un ahogado susurro de conversación. También lo oí, al mismo tiempo o un segundo después, en el fondo del pasillo que traía desde aquellas piezas hasta la puerta. Me tiré contra la puerta antes de que fuera demasiado tarde, la cerré de golpe apoyando el cuerpo; felizmente la llave estaba puesta de nuestro lado y además corrí el gran cerrojo para más seguridad.
Fui a la cocina, calenté la pavita, y cuando estuve de vuelta con la bandeja del mate le dije a Irene:
– Tuve que cerrar la puerta del pasillo. Han tomado la parte del fondo.
Dejó caer el tejido y me miró con sus graves ojos cansados. – ¿Estás seguro?
Asentí.
– Entonces – dijo recogiendo las agujas – tendremos que vivir en este lado.
Yo cebaba el mate con mucho cuidado, pero ella tardó un rato en reanudar su labor. Me acuerdo que tejía un chaleco gris; a mí me gustaba ese chaleco.
Los primeros días nos pareció penoso porque ambos habíamos dejado en la parte tomada muchas cosas que queríamos. Mis libros de literatura francesa, por ejemplo, estaban todos en la biblioteca. Irene extrañaba unas carpetas, un par de pantuflas que tanto la abrigaban en invierno. Yo sentía mi pipa de enebro y creo que Irene pensó en una botella de Hesperidina de muchos años. Con frecuencia (pero esto solamente sucedió los primeros días) cerrábamos algún cajón de las cómodas y nos mirábamos con tristeza.
– No está aquí.
Y era una cosa más de todo lo que habíamos perdido al otro lado de la casa.
Pero también tuvimos ventajas. La limpieza se simplificó tanto que aun levantándose tardísimo, a las nueve y media por ejemplo, no daban las once y ya estábamos de brazos cruzados. Irene se acostumbró a ir conmigo a la cocina y ayudarme a preparar el almuerzo. Lo pensamos bien, y se decidió esto: mientras yo preparaba el almuerzo, Irene cocinaría platos para comer fríos de noche. Nos alegramos porque siempre resultaba molesto tener que abandonar los dormitorios al atardecer y ponerse a cocinar. Ahora nos bastaba con la mesa en el dormitorio de Irene y las fuentes de comida fiambre.
Irene estaba contenta porque le quedaba más tiempo para tejer. Yo andaba un poco perdido a causa de los libros, pero por no afligir a mi hermana me puse a revisar la colección de estampillas de papá, y eso me sirvió para matar el tiempo. Nos divertíamos mucho, cada uno en sus cosas, casi siempre reunidos en el dormitorio de Irene que era más cómodo. A veces Irene decía:
– Fíjate este punto que se me ha ocurrido. ¿No da un dibujo de trébol?
Un rato después era yo el que le ponía ante los ojos un cuadradito de papel para que viese el mérito de algún sello de Eupen y Malmédy. Estábamos bien, y poco a poco empezábamos a no pensar. Se puede vivir sin pensar.
(Cuando Irene soñaba en alta voz yo me desvelaba en seguida. Nunca pude habituarme a esa voz de estatua o papagayo, voz que viene de los sueños y no de la garganta. Irene decía que mis sueños consistían en grandes sacudones que a veces hacían caer el cobertor. Nuestros dormitorios tenían el living de por medio, pero de noche se escuchaba cualquier cosa en la casa. Nos oíamos respirar, toser, presentíamos el ademán que conduce a la llave del velador, los mutuos y frecuentes insomnios.
Aparte de eso todo estaba callado en la casa. De día eran los rumores domésticos, el roce metálico de las agujas de tejer, un crujido al pasar las hojas del álbum filatélico. La puerta de roble, creo haberlo dicho, era maciza. En la cocina y el baño, que quedaban tocando la parte tomada, nos poníamos a hablar en vos más alta o Irene cantaba canciones de cuna. En una cocina hay demasiados ruidos de loza y vidrios para que otros sonidos irrumpan en ella. Muy pocas veces permitíamos allí el silencio, pero cuando tornábamos a los dormitorios y al living, entonces la casa se ponía callada y a media luz, hasta pisábamos más despacio para no molestarnos. Yo creo que era por eso que de noche, cuando Irene empezaba a soñar en alta voz, me desvelaba en seguida.) Es casi repetir lo mismo salvo las consecuencias. De noche siento sed, y antes de acostarnos le dije a Irene que iba hasta la cocina a servirme un vaso de agua. Desde la puerta del dormitorio (ella tejía) oí ruido en la cocina; tal vez en la cocina o tal vez en el baño porque el codo del pasillo apagaba el sonido. A Irene le llamó la atención mi brusca manera de detenerme, y vino a mi lado sin decir palabra. Nos quedamos escuchando los ruidos, notando claramente que eran de este lado de la puerta de roble, en la cocina y el baño, o en el pasillo mismo donde empezaba el codo casi al lado nuestro.
No nos miramos siquiera. Apreté el brazo de Irene y la hice correr conmigo hasta la puerta cancel, sin volvernos hacia atrás. Los ruidos se oían más fuerte pero siempre sordos, a espaldas nuestras. Cerré de un golpe la cancel y nos quedamos en el zaguán. Ahora no se oía nada.
– Han tomado esta parte – dijo Irene. El tejido le colgaba de las manos y las hebras iban hasta la cancel y se perdían debajo. Cuando vio que los ovillos habían quedado del otro lado, soltó el tejido sin mirarlo.
– ¿Tuviste tiempo de traer alguna cosa? – le pregunté inútilmente.
– No, nada.
Estábamos con lo puesto. Me acordé de los quince mil pesos en el armario de mi dormitorio. Ya era tarde ahora.
Como me quedaba el reloj pulsera, vi que eran las once de la noche. Rodeé con mi brazo la cintura de Irene (yo creo que ella estaba llorando) y salimos así a la calle. Antes de alejarnos tuve lástima, cerré bien la puerta de entrada y tiré la llave a la alcantarilla. No fuese que a algún pobre diablo se le ocurriera robar y se metiera en la casa, a esa hora y con la casa tomada.

*هو مفكر أرجنتيني و كاتب ومترجم، ولد في مقاطعة إكسيل، بروكسل عاصمة بلجيكا في 26 أغسطس من سنة 1914. حاصل على الجنسية الفرنسية ويعد واحداً من أكثر كتاب القرن العشرين تجديداً وأصالة، ويضاهي بأعماله أدباء من أمثال خورخي لويس بورخيس و أنطون تشيخوف وإدغار ألان بُّو، فهو مايسترو القصة القصيرة والنثر الشعري والسرد القصير بشكل عام. وقد كتب مجموعة من الروايات التي بدأت أسلوبا جديدا في صناعة الأدب المكتوب باللغة الإسبانية، مبتعدا بذلك عن النماذج الكلاسيكية وذلك من خلال سرد يخلو من خطية الزمن واستخدام شخصيات ذات سلوك ذاتي وعمق سيكولوجي وتلك العناصر قليلا ما كانت تظهر في الأعمال القصصية والروائية المختصة بهذه الفترة.
و نتيجة لاستخدامه هذا الأسلوب الغير معتاد، نجد أن محتوى أعماله يمحو كل الفواصل بين عالم الحقيقة والخيال وذلك عادة ما يرتبط بالسريالية. وقد عاش قدرا كبيرا من حياته في باريس واستقر بها منذ عام 1951 وحصل على الجنسية الفرنسية بالإضافة أن المنية وافته أيضاً هناك، واستخدم كورطاثر العاصمة الفرنسية لتدور فيها أحداث بعض رواياته. جدير بالذكر أن كورطاثر عاش أيضاً في الأرجنتين وإسبانيا وسويسرا. وتأتي رواية “الحجلة” على رأس أعماله الأدبية. وتوفي في باريس في 12 فبراير من سنة 1984.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

نجم تألق في سماء الحكمة والماورائيات

أتقدم بالتحية والاحترام لكل امرأة تصر على الكفاح لتنال حقها من العلم
والمعرفة وتسير الى جانب الرجل في دروب الحياة
عقل المرأة لايختلف عن عقل الرجل وطبيعة العقل واحدة لدى جميع الاجناس
والاقوام لكن الانظمة السياسية والاجتماعية والدينية همشت دور المرأة ومكنت الرجل من التفوق في كافة المجالات
بدأ الاهتمام بدراسة الفلسفة لدى النساء في القرن السادس ق.م وكانت اول مدرسة
تستقبل الجنسين وظهرفيها فلاسفة نساء هي مدرسة فيثاجورس تديرها زوجته
تيانو وبناته الثلاث”اريجنون وميا ودامو”حيث نالت المرأة حقها في الدراسة والتفكير والبحث والمناقشة وكانت زوجة فيثاغورس تقول :خيرلك ان تكوني
فوق حصان جامح من ان تكوني لاتفكري ومن النساء المشهورات في ذلك العصر
اسبازيا :التي سعى اليها سقراط والتي وضعت الخطاب الجنائزي لبركليس وهناك معلمة سقراط ديموتيماونظرياتها عن خلود النفس وماكرينا القديسة الزاهدة
واشهر عالمة فلك الفيلسوفة “هيباتيا “فيلسوفة الاسكندرية ومديرة المدرسة
الافلاطونية الجديدة ابنة العالم ثيون اشهر علماء الاسكندرية في ذلك العصر
ولت هيباتيا في اواخر القرن الرابع ميلادي درست مؤلفات افلاطون وارسطو وفيثاغورس وافلوطين وغيرهم وتعمقت في الفلسفة والماورائيات ودرستها لطلابها
نذرت نفسها للعلم والعمل ولم تتزوج رغم جمالها الفتان ونالت شهرة كبيرة مما
اثار غيرة وحقد اصحاب الرؤية الاورسطية المتخلفة فاتهموها بالهرطقة وقطعوا جسدها البض اشلاء رموها في النار وكانت اول شهيدة للعلم من النساء الفت
-1كتاب شرح علم الحساب لدينونطس الاسكندري
2-وشرح كتاب بطليموس المركب الرياضي
3- كتاب شرح قطوع المخروطي لابولونيوس البرجي
4-وابتكرت خريطة ذات ثلاثة ابعاد لنصف الكرة السماوية
5-وصممت جهاز لقياس الوزن النوعي للسوائل

هيباتيا فيلسوفة الاسكندرية

هيفاء فارعة القوام
ترهبنت في محراب الفكر
ورهنت حياتها للمعرفة والعلم
كلماتها حكم وانفاسها طيب
نجم تألق في سماء المعرفة
**********
ولدت في عصر لم تكن الارض
صالحة للازهار
عبقرية تفتحت في الاجواء العاصفة
حرية الفلسفة والتنوير كانت
حكرا على الرجال
طغاة يريدون الغلبة والنصر
**********
هيباتيا :ايتها الحكيمة ا
انشغلت بالسماء دون الارض
وخلعتي كل زخرف وزينة
الريش لايوزع بالتساوي
الجلجلة هنا والجلجلة هناك
في كل عصر جلجلة وصلب
حواجز والغام حتى في اعماق البحر
غليان الحقد الغيرة العمياء
**********
قدرك قدر الفلاسفة والانبياء
الصلب والعذاب والقهر
لو انك لم تغوصي عميقا في بحور
الفلسفة والماورائيات احساس بالعلو
واحساس بالعمق
وجود تسعين لاكتشافه
لو ان عقلك اقل بريقا
وقلبك اقل دفئا لما عانيت
من الآم واوجاع
ولما كنت الضحية الاولى للعلم

روز الشحيد فلوح

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

نصائح جده لتربية القدرات العقليه عند الأطفال 17 _ سقي المزروعات

الأطفال عادة يحبون اللعب بالماء ولهذا يمكن أن يشترك في هذه اللعبه أطفال بعمر سنتين فما فوق يمكن إستعمال خرطوم الماء لسقي المزروعات ولكن اذا كان هناك أكثر من طفل يتوجب عندها أن نوفر لهم أباريق سقي مزروعات صغيره بلاستيكيه أو معدنيه
الغرض من هذه اللعبه ليس هو سقي المزروعات بالتأكيد , لكنه أخذ الأطفال الى الحديقه حيث يتعلمون أسماء الأشجار وأسماء الزهور , ومواسم ذبول وتفتح المزروعات وتعلم المحافظه على نظافة الحديقه وأسلوب تشذيب الأغصان ثم التمتع باللعب بالماء عن طريق سقي المزروعات
اللعب سيكون خارج البيت أي في الحديقه وبإشراف شخص بالغ , وكل ما سنحتاجه هو خرطوم للسقي أو عدد من أباريق السقي , مقص للزرع , حاوية نفايات , مكنسة , قليل من السماد , بخاخ لرش بعض الأدويه على النبات اذا كان مريضاً أو تنمو فوقه بعض الحشرات
نعمل مع أطفالنا على تشذيب أغصان الحديقه ثم معالجة النبات المريض بعدها نقوم بكنس الحديقه وجمع الفضلات في أكياس نايلون أو حاويه النفايات , بعدها نرش قليل من السماد في الأماكن التي تحتاج ذلك , ثم نعطي الأطفال الفرصة لغسل الطارمات وسقي المزروعات محولين المناسبه الى فرصة للعب والضحك والمرح .
هي فرصة ليحرك الصغار أجسامهم وعضلاتهم , إضافة الى تعلمهم الكثير من المعلومات عن الزرع , وفوق هذا كله تعلمهم مهارة العنايه بالحديقه ومعرفة تشخيص أسباب المشاكل التي تظهر على عموم الحديقه أو أحد مزروعاتها

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

مخاطر مطالعة كتب السحر

“مخطوطة ابن إسحاق, مدينة الموتى”, هي رواية للكاتب المصري حسن الجندي, تصنف ضمن روايات الرعب, تتحدث عن شاب جامعي خامل, يقرر ذات مرة زيارة سور الأزبكية وهو مكان لبيع الكتب القديمة يماثل شارع المتنبي في بغداد, وكانت زيارته الأولى لهذا المكان, فهو يعيش بعيد عن عالم الكتب والمعرفة, مثل اغلب شباب هذا العصر التابع للشبكة العنكبوتية “الانترنيت”, فتقع بين يديه مخطوطة أصلية لساحر عاش في مصر في فترة بعيدة, فينغمس في قراءتها, فيصبح شخص أخر, حيث ركزت الرواية على مخاطر كتب السحر على جيل الشباب غير الواعي.
عالجت الرواية موضوع مخاطر مطالعة كتب السحر, من دون وعي وفهم سابق, فتكون مطب كبير لمن يطالعها, أن السحر في العالم الغربي يعتبر علم وله قوانينه وأساتذته, أما في بلداننا فيعتبر شعوذة ويستخدمه في الغالب حثالة المجتمع, وهو في الحالتين خطير ويؤثر سلبا على الشخص المتعاطي به, وقد كفر ديننا المتعاملين بفنون السحر, لكن قضية تداول كتب السحر وسهولة الحصول عليها من الأمور الخطيرة, وهي منتشرة ألان وبكثافة, هذه الظاهرة يجب أن يكون لها ضوابط, كي ندفع خطرها.
أولا نوضح أمر مهم وهو أننا لسنا ضد حق النشر وحرية التداول, لكن كتب السحر والشعوذة تعتمد فنون غريبة, تنتمي لقوانين ما وراء الطبيعة, وتكون خطرا على فئة الشباب والأشخاص المرضى النفسيين, فيكون موضوع حماية المجتمع مقدم على حرية التداول.

● انتكاسات الحياة هي السبب
قصة الشاب مازن مازالت طرية في ذاكرتي, كان مازن إنسان طيب يسعى دوما لخدمة الناس,لكنه تعرض لانتكاسات متتابعة من وفاة والده, الى فشله بالحب, الى خسارة مشروعه, مما جعله يلجا الى الانعزال عن الناس, كان يحس بالحقد على كل من استهزأ بآرائه, أخيرا وجد كتاب بعنوان السحر الأسود, فشرع بقراءته بشره كبير, وبدأ يجمع كتب غريبة ويمارس طقوس عجيبة, الى ساءت أحواله الصحية والنفسية وانتهت بموته المفاجئ.
بعض الشخوص يكون بنائهم الشخصي ضعيف, والبعض الأخر تكون ضغوطات الزمان عليه شديدة, هؤلاء يكون عالم السحر وقوانينه الغامضة خطر شديد عليهم, حيث يتحولون الى أشخاص خاضعين لقوة غريبة, بما يسمى بالتلبس أو طبيا بذات السحايا, خمول توقف عن أداء أي دور حياتي, وكل هذا بسبب الغرق في صفحات كتب, والاعتقاد بالقوى الخفية, وكل هذا لا ينهض بالإنسان بل تحط من قدره.

● كتب السحر والفضائيات
أحيانا تكون الدوافع لدخول عالم كتب السحر, هو البحث عن القوة, والسعي للفوز بالغايات, بعد أن جعلت الحياة كل الأمور صعبة المنال, وعندها تحصل عملية الغرق, ويكتشف أن لا قوة حقيقية ولا فوز بأي شيء, فقط مجرد خيبة أمل وندم لكن حين لا ينفع الندم.
لكن الغريب أن تفتح فضائيات للترويج للسحرة والدجالين, وهؤلاء يرشدون الى كتبهم ويبينون للمتلقي طريق الفوز بقوة خفية, كان في السابق يتم اعتقال السحار لكن ألان يسمح له بفتح مكاتب وفضائيات ليدخل كل بيت من دون استئذان, أمثال أبو علي الشيباني والوائلي وغيرهم الكثير, وقد أصبحت لهم شعبية ومريدين وناس تأخذ منهم.
العجيب أيضا أن تركز بالدراما العربية على موضوع السحر, وتقوم بإطلاق مسلسلات تعتمد على قضية السحر, وتبرزها بشكل مخيف مثل مسلسل (الكبريت الأحمر), والذي عرض بعد شهر رمضان الفائت, ومسلسل (ونوس), وكلاهما يخلق تشويق عند الإنسان العادي للخوض في كتب السحر, ليفهم ما طرحته الدراما, وهنا يتبين لنا مدى تغلل خط السحر, وهذا لا يتم الا بتواجد شخوص ومنهج وهدف, ويتضح مقدار عدم الاهتمام بالإنسان العربي, وغياب لجان الرقابة الفعال, بل يبدو أن هنالك جهات خفية تدعم نشوء هكذا خط أعلامي يروج للسحر.

● الثمرة
نحتاج اليوم الى تنظيم عملية تداول كتب السحر, مثلا أن يحدد عمر معين يسمح له بالاطلاع على كتب السحر, وان يفرض عليها ضريبة كبيرة كي ترتفع أثمانها فتصبح صعبة المنال, وان تلتزم دور النشر بتوفير معلومات كاملة عن أي كتاب للسحر يطبع الراعي والهدف والفئة المستهدفة, وإلا يتم محاسبة دار النشر الى عقوبات تصل للغلق والسجن, ومن جانب أخر يجب على الأعلام والمنابر أن ترسخ فكرة أن الإنسان يجب أن يصل لغاياته عبر قدراته وأرادته وعلمه وليس بطريق والسحر والخزعبلات, الوعي وعملية خلقه في المجتمع أمر مهم في حل هذه القضية.
تكاتف الجهود يجعلنا نتقدم بخطوات واثقة في عملية حماية المجتمع من مخاطر قوانين عالم خفي.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

تشاودر دجاج من فرنسا

المقادير
دجاجه وزن كيلو وربع
ثلاث بصلات متوسطة الحجم
جزره كبيره
كرفس , معدنوس , كراث
ورق لاورا
كوب حبوب ذره مطبوخه
ملعقتان زبد
كوب حليب
ربع كيلو بطاطا
فنجان صغير من النشا أو الطحين الأبيض
ملح وفلفل أبيض

العمل
نقطع الدجاجه ونقشر ونقطع حبة الجزر وبصله واحده والكرفس والمعدنوس والكراث ونضعهم في قدر مع ورق اللاورا ونغمرهم بالماء الساخن ثم نرفع القدر على النار ونغلي حتى ينضج الدجاج عندها نرفع من على النار وننتظر المحتويات حتى تبرد فنقوم بتشفية الدجاج من العظام وتقطيعه الى نتف صغيره , ثم نرفع قطع الجزر ونقطعها الى مكعبات صغيره ثم نستعمل المنخل لتصفية ماء السلق ونرمي الباقي من المخلفات . نحتفظ بنتف الدجاج ومكعبات الجزر وماء السلق المصفى في الثلاجه

نسلق البطاطا ثم نقشرها ونهرسها . نقطع البصلتين الباقيتين ونقليهما في الزبده حتى يصفر الخليط , نضيف البطاطا المهروسه وماء سلق الدجاج وحبوب الذره المطبوخه . نذيب النشا أو الطحين في الحليب ونضيفه الى قدر البطاطا مع التحريك ثم نضيف الدجاج والجزر والملح والفلفل ونستمر بالتحريك حتى تصبح الشوربه سميكه فنطفيء النار

عند التقديم نغرف الشوربه في كاسات أنيقه ونقدمها مع شرائح الخبز المحمص في الفرن .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي | Leave a comment

سؤال جريء 483 هل الإسلام قابل للإصلاح؟

في هذه الحلقة أستضيف الكاتب حامد عبد الصمد، سأطرح عليه أسئلة كثيرة بمناسبة إعداده لكتاب في هذا الموضوع. هل هو إصلاح الإسلام أم إصلاح الخطاب الديني؟ هل يمكن مقارنة فكرة إصلاح الإسلام بحركة الإصلاح في المسيحية؟ ماهي العوائق في طريق إصلاح الإسلام؟ ماهي مشكلة الفصل بين الدنيوي والمقدس في الإسلام؟ وما المشكلة بين الإسلام والعلمانية؟ وماهي مشكلة الإسلام مع الحريات الفردية؟ برنامج سؤال جريء تقديم الأخ رشيد

Posted in فكر حر, يوتيوب | 1 Comment

اليوم عيد المرأة العالمي. فماذا عن عيد المرأة العربية؟

كيف لي أن ’أهنؤها بينما تتطاير شرارات العداء لها من كل صوب وحدب ؟ كيف لنا أن نفصل مواضيعها ومعاناتها من هدر حقوقها عما يحدث في المنطقة العربية عموما .. فأوصاف المرأة تتلازم جذريا مع عواصف ما يحدث في المنطقة من عواصف سياسية أنتجت المرأة المهاجرة المشردة في مخيمات البؤس في الدول العربية والمكرمة في الدول الغربية ؟؟؟ عواصف ثقافية أنتجت المرأة الخانعة المقبولة مجتمعيا في المنطقة العربية والمشكوك بها في الدول الغربية لأنها بحجابها ونقابها ’تهدد الأمن والثقافة الغربية ؟؟؟؟ عواصف إقتصادية أنتجت رجال دين يتلاعبون بكل حقوقها و’يطالبونها بإسم الدين بقائها في المنزل لأسباب دينية تلازمت مع ثقافة رسخت لدونيتها .. عورة كما وصفها وأكدها حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين في مجلة الدعوة في رؤيته للمرأة . خروجها من بيتها عبث ومجونيستشرفها الشيطان ؟ زانية إن تعطرت ؟ إلتزامها بحافة الطريق إن أذن لها الولي بالخروج ؟؟؟ كلها إستعملها رجال الدين لتبرير تأمين وظيفة للرجل بينما الهدف الحقيقي نزع إستقلاليتها الإقتصادية لتسهيل طاعتها للرجل ؟ في منطقة عربية كث’رت فيها الموارد المادية بينما شحّت فيها الإنسانية ؟؟؟ كلها ’تمثل تحقيرا صارخا للمرأة في الخطاب الديني عامة .. بينما تدّعي تكريمها ؟؟؟

والأدهي كيف لي أن أدافع عن حقها في الكرامة الإنسانية بينما هي التي تتقبل أكبر خرق لحقها في هذه الكرامه حين لا تثور لكرامتها برفض ضرب الرجل لها ؟؟؟ ؟؟ فحسب تقرير التنمية البشرية فإن 90% من نساء الأردن – 67.9% من الجزائريات – 63.9% من المغربيات ثم 39.3% من المصريات ’يبررن لأزواجهن الضرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و’يؤمنّ بأنه حق شرعي أعطاه الله سبحانه وتعالى للرجل لتأديبهن ؟؟؟؟ وعلى هذا نقيس بقية الحقوق المسلوبة لهذه المرأة لنقيّم بعدها المجتمع الذي ستنتجه هذه المرأة ؟؟؟ وأثره على الجيل الذي سيتربى من إمرأة بمثل هذا الخنوع ؟؟؟؟؟

ونتساءل من هو المسؤول عن مثل هذا التدهور العقلي ؟؟ هل هم رجال الدين أم الدولة أم الدين نفسه ؟؟؟؟؟؟؟

لا أستطيع أن أتقبل أن هذه هي نفس المرأة التي رفضت الإمتهان في السابق في نفس المجتمع الذي تربيت فيه والذي ومن خلال قصص وحواديت الجيران والنميمة كنت اعرف الكثير عن نساء يطلبن الطلاق لمدى معاناتهن من الإيذاء الجسدي والنفسي جراء ضرب أزواجهن بينما يستمر القاضي في رفض الطلب تحت مبرر أبغض الحلال إلى الله الطلاق ؟؟؟ ولم يكن الخلع معروفا آنذاك ؟؟ وعليه أتساءل إذا كانت إمرأة الماضي رفضته فكيف تتقبله إمرأة هذا العصر ومن السبب في ذلك ؟؟؟

تصاعد الإسلام السياسي متلازما مع ما سماه شيوخ العصر بالصحوة هو أهم أسباب هذا الإمتهان والتخاذل والخنوع. حين ألبسها شيوخ الصحوة الجلباب والنقاب وضعوا جرثومة التطرف تحتهما, وتكاثرت هذه الجرثومة لتسحق أي منطق أو تعقل بحيث ولدت أفكارا أكثر غلوا وأكثر تعصبا وأدت إلى إنقسام تام في المجتمع نفسه بين طبقه تعي معنى الحقوق وإمرأة تسحق معها جيلا كاملآ بالغلو والتطرف !!

واليوم وفي عام 2017 وبينما يحتفل العالم بما أنجزته المرأة من خلال الحقوق التي إستطاعت إكتسابها بكفاحها وثورتها ومن خلال دعم الدولة لها ومن خلال المجتمع الذي إعترف بقيمتها الإنسانية وحقوقها .. تتضح معالم الفجوة التي تفصلنا عن العالم بأكمله طالما إستمر جهل المرأة التي هي مفتاح النهضة لأي مجتمع ؟؟؟

هل أهنىء القسم الضئيل من النساء في المجتمعات العربيه اللواتي حقيقة أنجزن حتى على المستوى العالمي . لا أستطيع إنكار ذلك وبالتأكيد أفخر بمثل هذه الشريحة القليلة من المجتمعات ولكن ماذا عن ال 80% الباقية من نساء المنطقة ؟؟؟ ما هي المكتسبات الحقيقية لمثل هذه الشريحة حتى وإن رضين بوضعهن .. ماذا قدمت الدولة لهذه الشريحة التي ’تمثل الأغلبية الصامتة بينما هي الأساس في النهوض المجتمعي ؟؟؟

معاناة مثل هذه المراة والتي تمثل الأغلبية, تفطر قلبي لأن حرمانها لأبسط حقوقها في الحماية. جاء من أحب الناس إلى قلبها من عائلتها, ومن المجتمع ومن الدولة.

مثل هذه المرأة تقّض مضجعي وتذكرني بكوني معدومة الحقوق. مسلوبة حقي في العمل وفي مساواتي مع اخي في ميراث أهلي والمسلوبة من عمري وحقوقي المالية حين وفاة زوجي . يستعبدني أهلي ومجتمعي ويدوسون على كرامتي لو حاولت العصيان ؟؟ وتتواطىء الدولة في هذا الحرمان وعدم العدالة …

تطالب المرأة الغربية بالمساواة في الأجور. ولكن مطالب المرأة العربية تتعدى الأجر. لتطالب بالعدالة في القانون . كفانا خداعا للنفس ؟؟؟؟؟؟؟؟ فكلنا يعلم بان القوانين, بما فيها قوانين العقوبات والقانون الجنائي ثم قانون الأحوال الشخصية, أكثر ظلما للمرأة من ظلم المجتمع وظلم الأسرة. فظلم الأسرة يتفاوت من أسرة إلى اخرى تبعا لوضعها الإجتماعي والمادي. كلاهما ساهم في ترسيخ طبقية مغروسة في عروقنا إرتبطت بتفاوت هذا الظلم وربما قبوله أو التغطية عليه بين أسرة ثرية وأسرة معدومة. أما ظلم القوانين العقوبات والجنائية, فهو ظلم أفدح لأنه ظلم ’مقننويقتصر تطبيقه على أل 80% ؟ بينما والمفروض أنه قانون ’يطبق على الجميع . المنطقة العربية تعيش أحلك عصورها وتغلي بثورات مختلفه على جميع الأصعدة السياسية والإجتماعية والإقتصادية .. فرغم تشدّق الجميع بأن المرأة حققت مكاسب في هذه الثورات إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك تماما .. بل بالعكس المرأة كانت أكبر خاسر خلال الأربعين سنة الماضية ومن نتائج هذه الثورات ..لأنه وخلال كل هذه السنين وتحت مبرر حماية المجتمعات العربية من تقليد الغرب , ظهرت الكثير من الظواهر السلبية التي إرتبطت بظواهر فكرية ومن خلال منابر الجوامع تحمل عنفا داخليا ضد النساء. أكّدت على سلطة الرجل على أضعف إنسان في المجتمع!

ولازالت هذه المجتمعات كلها وبدون إستثناء مجتمعات ذكورية بإمتياز .. يحظى فيها الرجل على الحماية المجتمعية والحماية القانونية كلها تحت ستار الحماية الدينية ومبدأ الستر المهيمن على تفكير الرجل الشرقي والذي روّج له فقهاء الظلام … .

فلا زال مبدأ الشرف الذي حمّلوه لجسد المرأة يتحكم كليا في مصير هذه المرأة .. قد يختلف التعامل معه من دولة إلى أخرى ولكنه يبقى ’مسلّط على رقبة المرأة سواء بالذبح ام بالزواج من مغتصبها وفي كلتا الحالتين ’تشّرع القوانين لحماية القاتل, والمغتصب .

فمثلا يتشدق الأردن بواجهته الحضارية وبإنفتاحه المشرق على العالم بينما يخفي في قوانينه الظلامية إنعدام المنطق إلى جانب إنعدام العدالة كما في قانون 308 الذي لا ’يحاكم المغتصب ما دام يرضى بالزواج من مغتصبته ؟؟؟؟؟ والذي كثيرا ما يكون هو الهدف من الإغتصاب إكراه الفتاة وإجبار الأهل على قبول زواجه من مغتصبته ؟ أضف إليه المادة 320 المسماة بقتل الشرف, التي ’تبرىء القاتل أو ’تخفف العقوبة بمبرر الحفاظ على الشرف والسمعة والستر ؟؟؟ ..

المغرب الذي يسعى بل ويتمنى نيل عضوية الإتحاد الأوروبي يوما ما, يتحايل في زواج الصغيرات. فبينما حددت المدونة السن القانونية للزواج ب 18 سنه . تركت ثغرة مفتوحه بان من حق ولي الأمر تزويج صغيرته قبل هذه السن في حال موافقة القاضي ؟؟؟؟

مصر .. أم الدنيا .. يرفض السلفيون تحديد سن الزواج .. ويقولونها علنا بحق ولي الأمر في تزويج إبنته ؟؟؟ ولا ’تجرمها الحكومة لإنشغالها بأمور أهم من حقوق الطفلة ؟؟ إضافة إلى رفض الأزهر لفكرة منع الطلاق الشفهي التي طلب الرئيس النظر فيها .. الهدف الأكيد الإبقاء على سلطة الرجل في الطلاق التعسفي ؟؟؟

تونس . والتي كانت اول الدول التي تمتعت فيها المرأة بالحرية والمساواة, في عهد الراحل الحبيب بورقيبة. ما زالت تتارجح في دستورها حول المرأة. فبينما ينص الفصل 46 من الدستور, على إلزام الدولة بإتخاذ كافة التدابير لحماية المرأة من العنف. فالدستور الجديد يحمل في طياته ثغرات قائمة على “” وقرن في بيوتكن “”” تحمل مشروعا باطنيا معاديا لخروج النساء إلى الشارع ..

السودان تنفي وجود تمييز قانوني !! ولكن هذا لن يمحو من الذاكرة قصة الصحفية لبنى الحسين التي تعرضت لعقوبة الجلد قبل سنوات, لمجرد أنها لبست البنطلون . أي تشبهت بالرجال. القصة لا زالت راسخة في الأذها ن وأثارت جدلآ دوليا .. التمييز الطبقي والإجتماعي يظهر واضحا في الحملة المسعورة ضد بائعات الشاي . وهن نساء من الطبقة المعدومة خرجت لكسب لقمة عيش لسد رمق أطفالهن ؟؟؟؟

ووفقا للمادة الخامسه من إتفاقية الأمم المتحدة التي تهدف إلى القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة وقّعت عليها الدول العربية. جميعها أبقت على مبررها الوحيد “”بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية”” .. وبما “”لا يتعارض مع الثقافة الخصوصية لهذه الدول”” ؟؟؟؟؟

نعم أعود لأقول بأن الدول العربية امام منعطف خطر في التاريخ الإنساني كله .. فهي ليست فقط ’تبدي عوراتها امام العالم كله .. ولكنها تضيف إلى ظلام المنطقة من خلال إنعدام العدالة والحقوق.

نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة جديدة تساوي بين الجنسين وتساوي بين المواطنين كلهم بدون تمييز في الجنس أو الدين .. لتأسيس دولة المواطنة .. ولبناء دولة القانون ولتاكيد سيادة القانون

نحن بحاجه لقانون الزواج المدني وإعطاء الخيار في الزواج الديني. لتتساوى فيه المسلمة والكتابية. لتجريم وتحريم زواج القاصرات . وإنقاذ المرأة المسيحية من زواج إستحالت فيه العشرة !!

نحن بحاجة لتقنين حق الرجل السيادي في الطلاق وإنقاذ المسلمة من الخلع الذي ’يجبرها على التنازل عن كافة حقوقها ؟؟

نحن بحاجة إلى صحوة حقيقية لا تتلحف بالدين تستند إلى العقل لدفن أي أيدلوجية ’تحرّض على كراهية وعنف ’مقنن ضد المرأة . لدفن أيديولوجية تتنافى مع مبادىء المحبة والتسامح والتعايش وإحترام حقق المرأه والإنسان ! صحوة تستند إلى حرية في الفكر تقيّم ما وصلنا إليه في قوانينا التمييزية التي لن تساعد مجتمعاتنا على النهوض!!

صحوة تاخذ في الإعتبار أننا لسنا في عالم معزول لنتعلّم كيف ’نفكر بالقضايا التي تقف عقبة في طريق مجتمعاتنا بحرية وبعدل وبأمانة بدون الخوف من أبواق علماء الظلام ولا السياسيين !! نعم العدالة في قوانين المرأة هي أول مفتاح للتغيير .. ثم التعليم والتعليم والتعليم بدون ضوابط دينية !!!

ولكن يبقى المفتاح الأهم للتغيير الإرادة السياسية .. إرادة الدولة في التغيير .. فمن المستحيل لأي دولة أن تكون صادقة النية بينما لا زالت ترفع شعارات مدنية الدولة ولكن بمرجعيات دينية .. وبما لا ’يخالف الشريعة ؟؟ الإعتراف الصادق بإستقلالية قوانين الأحوال الشخصية كلها بما فيها الميراث عن أي عقيدة دينية وجعل مدنيتها تسري على الجميع بدون تمييز … والخروج من جملة ثوابت ثقافة الأمة ؟؟؟ فالثابت الوحيد في هذا القرن هو قيم الحرية والمساواة والعدل ..بدونها لن نكون بشر يحترمنا العالم ..؟؟؟

المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

ترامب و «المناطق الآمنة» في سورية

رضوان زيادة

عاد الرئيس ترامب دونالد إلى التأكيد أمام تجمع مؤيد له في فلوريدا الشهر الماضي، أنه يرغب في إنشاء مناطق آمنة في سورية، تكون ملاذاً للاجئين الذين لا يرغب باستضافتهم في الولايات المتحدة، وقال في الوقت ذاته إن على دول الخليج تحمل تكاليف إنشاء هذه المناطق. هذه ربما المرة الثالثة التي يثير فيها الرئيس ترامب قضية المناطق الآمنة في سورية منذ انتخابه، لكن إلى الآن ليس هناك وضوح سياسي وقانوني وعسكري لما يعنيه بهذه المناطق الآمنة.
هل سيلجأ ترامب إلى مجلس الأمن لإصدار قرار دولي يسمح بإنشاء مثل هذه المناطق؟ وعليه ماذا سيكون موقف روسيا التي مارست حق النقض (الفيتو) ست مرات ضد قرارات أخف لهجة بكثير وأقل تأثيراً في مجرى تطورات الحرب السورية، إذ وقفت في البداية ضد إصدار أي قرار من مجلس الأمن يدين نظام الأسد على انتهاكات حقوق الإنسان وارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين السوريين، كما رفضت إحالة التحقيق في مثل هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، فهل ستسمح روسيا الآن باستصدار قرار أممي يسمح بإنشاء مثل هذه المناطق داخل الأراضي السورية، لا سيما أنها عارضت هكذا فكرة على مدى السنوات الأربع الماضية خلال ولاية أوباما؟ ربما يتوقع الرئيس ترامب أن ينجح بإقناع الروس بالقيام بذلك في صورة صفقة كبرى تقوم على رفع العقوبات عن روسيا والتي أثرت على اقتصادها المتهالك، مقابل أن تقدم روسيا شيئاً بالمقابل في أوكرانيا وسورية.
هذا على المستوى القانوني، أما على المستوى العسكري فيبدو الأمر أكثر تعقيداً، فإنشاء مثل هذه المناطق الآمنة داخل الأراضي السورية يحتاج إلى فرض حظر طيران جزئي على الأقل فوق هذه المناطق من أجل حماية المدنيين واللاجئين الذين سيلجأون إليها، وهذا يفترض منع طيران الأسد والطيران الروسي من التحليق فوق هذه المناطق، وبالتالي تدمير أو على الأقل تحييد كل مضادات الدفاع الجوية والصاروخية لنظام الأسد التي يمكنها أن تهدد هذه المناطق، وهو ما يعني بالتأكيد تدخلاً عسكريا أميركياً أو دولياً محدوداً في الأراضي السورية. وكل القادة العسكريين الأميركيين يعون ذلك، لكن هذا الالتزام الأميركي وحدوده ليست واضحة من قبل الرئيس ترامب في تأكيده على إنشاء هذه المناطق من دون التزام عسكري كبير.
في الوقت ذاته، تبدو تركيا حليفة الولايات المتحدة في حلف الأطلسي المتحمس الأكبر لهذه الفكرة ، فقد زار الرئيس أردوغان دول الخليج من أجل البحث في تمويل هكذا مشروع، كما أن رئيس هيئة الأركان الأميركية بحث مع رئيس هيئة الأركان التركية ليس الحرب ضد «داعش» وإخراجه من الرقة فقط، وإنما أيضاً إمكان إنشاء مثل هذه المناطق عسكرياً في وقت قريب.
لقد كان إنشاء المناطق الآمنة مطلباً للمعارضة السورية منذ عام 2012 عندما ازداد القصف العشوائي ضد المدنيين السوريين من قبل نظام الأسد، وأثيرت قضية التدخل الإنساني في سورية على مدى السنوات الست الماضية بسبب ازدياد أعداد الضحايا المدنيين في شكل كبير وتضاعف أعداد اللاجئين، وترسخ مبدأ حماية المدنيين في ضوء مبادئ القانون الدولي المطبق في مسؤولية الحماية والتي يطلق عليها اختصاراً
(R2P).

منذ بداية الثورة السورية في آذار (مارس) 2011 قتلت القوات النظامية السورية ما لا يقل عن 600 ألف شخص، ووفقاً لتقرير أصدرته الأمم المتحدة فإن هذه القوات هاجمت المدنيين باستمرار، وقصفت المناطق السكنية الكثيفة بالمدفعية، ونشرت القناصة والطائرات المروحية الحربية في المدن السكنية، واستخدمت الصواريخ الباليستية ضد المناطق السكنية، وقامت بتعذيب المحتجين الذين تم اعتقالهم، كما تم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين أكثر من مرة، كل هذه الأفعال تقع تحت مسمى جرائم ضد الإنسانية كما عرفها نظام روما الذي أقامته المحكمة الجنائية الدولية
(ICC).

وبموجب مبدأ مسؤولية الحماية، فإن الدولة لا تملك السيادة المطلقة، وتعتبر متخلية عن سيادتها عندما تفشل في حماية مواطنها من الإبادات الجماعية، أو التطهير العرقي، أو جرائم الحرب، أو الجرائم ضد الإنسانية.
يبدو الرئيس ترامب بعيداً تماماً من استخدام هذه اللغة، فهو يريد إنشاء المناطق الآمنة من أجل حماية اللاجئين كما كرر ذلك أكثر من مرة ومنعهم من الذهاب إلى أوروبا أو القدوم إلى الولايات المتحدة، لا سيما مع قراره بوقف برنامج استقبال اللاجئين السوريين في شكل كامل في الولايات المتحدة.
لكن لا بد من التأكيد هنا أن ما حصل في سورية على مدى السنوات الست الماضية يحقق معايير التدخل الإنساني لحماية المدنيين سواء عبر المناطق الآمنة أو غيرها، فالحاجة الآن لتطبيق مبدأ حماية المدنيين تعد رئيسية من أجل وقف الحرب في سورية وضمان انتقال سياسي، وفي الوقت نفسه القضاء على «داعش»، فهذه الأمور الثلاثة مرتبطة في شكل كبير، إذ لا يمكن القضاء على المنظمات الإرهابية في سورية من دون وجود حكومة شرعية تمثل السوريين وتعكس مصالحهم في إنهاء الحرب وضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي وهو ما فشلت حكومة الأسد في تحقيقه.
إن مسؤولية الحماية مبدأ من مبادئ القانون الدولي أقره مجلس الأمن، ويمثل تطوراً عميقاً في الوسائل التي يتخذها القانون الدولي لمعالجة الأزمات الإنسانية. وبموجب مبدأ مسؤولية الحماية فإن الدولة لا تملك السيادة المطلقة. وتعتبر متخلية عن سيادتها عندما تفشل في حماية مواطنيها، ففي تقرير للأمم المتحدة نشر عام 2009 قام الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بتوصيف الأركان الثلاثة التي يقوم عليها هذا المبدأ، أولاً: تقع على عاتق كل دولة مسؤولية دائمة لحماية السكان المقيمين على أرضها، بصرف النظر عما إذا كانوا يحملون جنسيتها أم لا، من الإبادات الجماعية، وجرائم الحرب، والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية، وكل ما يحرض على تلك الجرائم السابقة. ثانياً: تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تقديم المساعدة للدول على الامتثال لواجباتها الواردة في الركن الأول. ثالثاً: إذا ظهر في شكل واضح فشل دولة في حماية شعبها، على المجتمع الدولي أن يستجيب لذلك في شكل حاسم وفي الوقت المناسب، بالاستناد إلى الفصل السادس والسابع والثامن من ميثاق الأمم المتحدة، وباتخاذ التدابير المناسبة سلمية كانت أم غير ذلك. إضافة إلى ذلك، يمكن في حالات الطوارئ عقد تحالفات دولية مشروعة لوقف الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، حتى من دون موافقة مسبقة من مجلس الأمن.
فهل سينجح الرئيس ترامب فيما فشل الرئيس أوباما في حماية المدنيين السوريين؟ يبدو ترامب أكثر حماسة للتحرك في الملف السوري من أوباما لكنه في الوقت ذاته يظهر كثيراً من الغموض الذي تحتاج السياسات القادمة لإدارته إلى توضيحه.

*نقلا عن صحيفة “الحياة”.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

في العالم إسلامان

ليس ممكناً إلغاء المسلمين ولا تجاهل أهمية الإسلام بوصفه عقيدة منتشرة ومؤثرة. هناك مليار ونصف مليار مسلم في أنحاء العالم، و57 بلداً ذات أغلبية مسلمة. والإسلام، مثل غيره من الأديان الرئيسيّة، كاليهودية والمسيحية، منقسم على نفسه إلى طوائف ومدارس ويختلف مع بقية الأديان. ورغم هذه الاختلافات لم يواجه المسلمون في تاريخهم الحديث أزمات مثل التي يواجهونها اليوم. أخطر ما أصابهم في سمعتهم… هناك نسبة كبيرة في كل مكان صارت تعتبر المسلمين مشكلة كبيرة أمنياً وسياسياً وثقافياً، وبناء على هذه القناعة الجديدة تحولت المطالبات المتزايدة من الهمس إلى التصريح بالتضييق على المسلمين واعتبارهم فئة غير مرغوب فيها. هذا التململ يتبناه السياسيون والعنصريون، ولو سارت الأمور وفق هواهم فإننا مقبلون على أزمة أكبر مما نشهده ونتعاطاه.
وفي رأيي، من الخطأ تجاهل الصورة التي تكونت عن الإسلام والمسلمين، وما تسببه من غضب شعبي ورسمي ضدهم واعتبارها حالة عداء عنصرية، بل لا بد من فهمها والتعامل معها. وقبل ذلك لا بد من التوقف عن إنكار المشكلة داخل المجتمعات الإسلامية، واعتبار ردود الفعل محض عنصرية ضد الإسلام والمسلمين، وهذا بالطبع لا ينفي دور العنصريين والانتهازيين في تغذية الصورة السيئة والحث على كراهيتهم.
مشكلة المسلمين خارجياً فعلياً بدأت مع الثورة الإيرانية، التي ادعت أن مشروعها الدفاع عن الإسلام والمسلمين في أنحاء الدنيا، مستخدمة العنف والحشد والتنظيم والعمل الحركي. قبل ذلك كان المسلمون منشغلين في شؤونهم ومندمجين مع المجتمعات الأخرى في سلام، كل يحافظ على عقيدته ويمارس شعائره. لكن نظام طهران أراد تحويل الإسلام والمسلمين مطية يركبها في العالم، فأصبحت صرخات أتباعه «الله أكبر» ورؤوسهم الملفوفة بعصابات كتب عليها دعوات دينية وسياسية «لبيك خميني»، واجهة بشعة تعبر عن إسلام جديد لا يمت بصلة للمسلمين الذين عرفهم العالم. هذه الوجوه المرعبة الملطخة كانت تقف ممسكة بدبلوماسيين رهائن، ضد كل الأعراف والأخلاق، وبالطبع الأديان، كان ذلك المشهد عنواناً جديداً لإسلام مختلف ومسلمين جدد. صاروا يفتعلون قضايا تخدم صراعاتهم السياسية، مثل تحويل رواية مجهولة صدرت في بريطانيا إلى سبب لتغذية كراهية المسلمين نحو بريطانيا على الرغم أن في إيران نفسها تطبع كتب وروايات أعظم تجديفاً ضد معتقدات بقية المسلمين وأتباع الأديان الأخرى. كان التحريض، ووضع جوائز مالية لقتل المؤلف سلمان رشدي، عملاً سياسياً لنظام إيران. وتوالت الأحداث المفتعلة من ملاحقات ضد مثقفين ورسامي كاريكاتير وزعامات أديان أخرى، ومرت سنين قادت فيها طهران المسلمين مثل النعاج رغماً عن أنفهم، تدعي الدفاع عن دينهم، وقضاياهم، وجالياتهم، وثقافاتهم، ثم ولد تنظيم القاعدة الذي سار على النهج نفسه. هكذا شوه الإسلام، وهكذا ولد الإسلام السيئ الذي يكرهه العالم اليوم.
لقد أوقع بنَا في حفرة كبيرة حفرها مجموعة من المتطرفين في إيران وغيرها، لكن هذا ليس إسلامنا ولا يفترض أن ندافع عن إسلامهم ولا أفكارهم ولا قضاياهم. في العالم إسلامان؛ إسلام إيران والمتطرفين الآخرين، وإسلام المعتدلين، والمسلمون ليسوا مثل بعضهم. من يشاء أن يعادي الإسلام المشوه والمسلمين المتطرفين يجب أن نقف معه لا أن نقف معهم، بل نحن ضدهم، فنحن المتضررون بالدرجة الأولى من هذا «الإسلام» ومن هذه «الأنظمة الإسلامية» والجماعات التي تواليها.
هذا وقت البراءة من «إسلام إيران» و«القاعدة» و«داعش»، والتنظيمات التي تسيس الدين، وتلبس السياسة بالدِين. وهي تصّب في صالح الإسلام، عقيدة الفرد، وفي صالح المسلمين الذين هم مواطنو بلدان مختلفة. وخلافات دول العالم وحكوماته معظمها سياسية ليس للدين بها صلة، ولا يفترض أن تترك لحكومات تريد أن تجند المسلمين فكرياً حتى تكسب معاركها مع خصومها، التي لا يهمها مدى الأضرار بعلاقات الأمم ببعضها، ولا يهمها ما يحدث للغالبية والأقلية من المسلمين المسالمين في بلدانهم، فهي تريد أن تربح من وراء الصدام والفوضى وتعرف أنها تخسر عندما يعم السلم والاعتدال.
وللحديث صلة…

* نقلا عن “الشرق الأوسط”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

شقيق هدار غولدين يخطئ الهدف ويضل الطريق

نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية التصريحات الغاضبة والمواقف المتشنجة التي أدلى بها شقيق الضابط الإسرائيلي الأسير هدار غولدين، الذي تم أسره أثناء العمليات العسكرية التي كان ينفذها جيش الكيان خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة صيف العام 2014، وقد بدا شقيق هدار غاضباً ومستفزاً، وحانقاً وساخطاً على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي يعتقد أن ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، هي التي تمكنت من أسر شقيقه، ونجحت في إخفائه، وما زالت تحتفظ به وضباطٍ وجنودٍ آخرين كانوا يشاركون معه في العدوان، ويطلقون النار على المواطنين الفلسطينيين، ويدمرون بيوتهم ومساكنهم، وغيرهم من المستوطنين الإسرائيليين الذين تسللوا إلى أرض القطاع في مهام خاصة، إلا أن عناصر أمنية فلسطينية تعنى بأمن الحدود اشتبهت بهم واكتشفتهم، فقامت بتوقيفهم واعتقالهم.

إلا أن شقيق هدار قد طرق الباب الخطأ، وسلك الطريق المسدود، وبدلاً من أن يوجه خطابه إلى رئيس حكومة كيانه المتشبث بالسلطة والحريص على المنصب، وإلى وزير الحرب الحالي والسابق وقادة أركان جيشه، الذي أثبت تقرير مراقب الدولة أنهم جميعاً يتحملون كامل المسؤولية عن مجريات ونتائج الحرب، قام بصب جام غضبه على حركة حماس، وأطلق ضدها سيلاً من التهديدات والوعود العنيفة، متوعداً إياها بأشد العواقب، ومحذراً إياها بالأسوأ في حال لم تقم بإطلاق سراح شقيقه، أو الكشف عن مصيره وبيان حاله، وطالب حكومة كيانه بالضغط على حركة حماس وتهديد قيادتها واستهداف رموزها وعناصرها، والتشديد على أسراها معاقبتهم، وتشديد الحصار على قطاع غزة، والتوقف عن تزويدهم بالمحروقات على أنواعها، والامتناع عن إمدادهم بالكهرباء أو بالوقود المستخدم في تشغيل محطة توليد الكهرباء، والتوقف عن إدخال قوافل المؤن والبضائع والإسمنت ومواد البناء وغيرها.

كما طالب المجتمع الإسرائيلي بالتعاطف مع عائلته وعوائل بقية الجنود الأسرى، والعمل على إغراق صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة بدعوات الإفراج عن شقيقه، وخلق أجواء ضاغطة على آسريه، واعتبر أن الجميع قادرٌ على المساهمة والمشاركة، لدفع المجتمع الدولي للتعاون والتعاطف معهم، والعمل إلى جانبهم لممارسة أقصى الضغوط على حركة حماس، التي يجب أن تستجيب إنسانياً للدعوات الدولية، وتفرج عمن تتحفظ عليهم من الجنود الأحياء أو رفاتهم إن كانوا قتلى.

كان ينبغي على شقيق هدار أن يتوجه إلى حكومة كيانه ورئيسها، ويطالبهم بالاستجابة إلى شروط المقاومة، وتلبية طلباتهم، والموافقة على عقد صفقة تبادل للأسرى مع كتائب القسام، تماماً كما وافقت على عقد صفقاتٍ مشابهةٍ في السابق، وعليهم الاستفادة من تجربتهم مع جلعاد شاليط والتعلم منها، بدلاً من إضاعة الوقت، وتعطيل إجراءات الصفقة، والمماطلة في الموافقة عليها أو تمريرها، أملاً في الحصول على معلوماتٍ مجانية، أو النجاح في تحرير أسراهم بالقوة، دون أن يتكبدوا معرة دفع أثمانٍ باهظة لاستعادتهم، ومهانة الخضوع لشروط المقاومة الفلسطينية، بما يشجعها على القيام بالمزيد من محاولات أسر جنودٍ وضباطٍ آخرين.

عجيبٌ أمر هؤلاء الإسرائيليين وغريبٌ سلوكهم، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، ويشغلون العالم كله معهم، يشتكون إليه ويبكون عنده، ويتوسلون إليه ويلحون عليه، ويحملونه المسؤولية عن جرائمهم، ويطالبونه بموقفٍ جادٍ من أجل بضعة أسرى لهم، ممن أسروا وهم على أرض المعركة وأثناء الحرب والعدوان، وهم في بزاتهم العسكرية، يحملون بنادقهم أو يقودون عرباتهم العسكرية ودباباتهم الهمجية، ممن أجرموا في حق شعبنا وقتلوا منه المئات.

بينما يقومون باعتقال الآلاف من أبناء شعبنا، ويزجون بهم في السجون والمعتقلات المهينة، في ظروفٍ صعبةٍ وأوضاعٍ قاسيةٍ، يعزلونهم ويعاقبونهم ويسومونهم سوء العذاب، ويعذبون أسرهم ويحرمونهم من رؤية أبنائهم وزيارتهم، وفي حال موافقتهم على زيارتهم فإنها تتفنن في تعذيبهم والإساءة إليهم، ثم يأتون أمام المجتمع الدولي ليتشدقوا بالمفاهيم الإنسانية، ويطالبون العالم بأن يتفهم حاجة أمهات الجنود الأسرى، الذين يبكون أبناءهم، ولا يعرفون عنهم شيئاً، ويبحثون عمن يطمئنهم ويسري عنهم، ويقف إلى جانبهم ويخفف عنهم.

الفلسطينيون في قطاع غزة والمقاومة إلى جانبهم ومعهم، ينصحون عوائل الأسرى والمجتمع الإسرائيلي، بأن يطرقوا الأبواب الصحيحة، وأن يلجأوا إلى الخيارات الممكنة والحلول العقلانية، فالطريق الأقصر والأسلم لاستعادة جنودهم وأبنائهم، هي في الضغط على حكومة كيانهم ورئيسها ووزير حربهم، ليباشروا في عقد صفقةٍ مع المقاومة الفلسطينية، والاستجابة إلى شروطها والقبول بها والتعجيل في تنفيذها، ذلك أن المقاومة الفلسطينية ومعها شعبها لن تفرط بمن عندها من الجنود الأسرى، ولن تطلق سراحهم، ولن تفرج عن أي معلوماتٍ عنهم، ولو شن عليهم العدو حرباً جديدة، حتى يقبل بالإفراج عن أسرى الشعب الفلسطيني، وأن يكف عن اعتقال المزيد منهم، وأن يعجل بالوفاء ببنود صفقة وفاء الأحرار، ويفرج عمن اعتقلهم من الأسرى المحررين، وأن يعلن التزامه من جديد بشروط الصفقة الأولى، ويتعهد بعدم خرق شروطها مرةً أخرى، ولا يحلم أبداً بأن يحرر جنوده بدون ثمن، أو أن يقهر المقاومة بالقوة ويحررهم من بين أيديها عنوةً.

إن من حق كلِ أمٍ أن تحزن على ولدها وأن تشفق عليه من الغياب والأسر، وأن تتمنى عودته واحتضانه، ومعانقته وشم رائحته، وأن تراه بعيونها وتحيطه بذراعيها، وأن يكون معها وبالقرب منها، تفرح به وبأولاده، وتسعد معه وبجواره، وإن هذا حلم كل أمٍ فلسطينيةٍ حرمت ولدها، وأمل كل زوجةٍ فقدت زوجها وأب أطفالها، ورجاء كل أبٍ ابيضت عيناه من الحزن شوقاً لولده وحزناً عليه، لهذا الهدف المشروع نحن نسعى لتحرير أبنائنا، واستعادة فلذات أكبادنا، والوفاء لهم بالعهد، والالتزام تجاههم بالوعد، ولن يهنأ لنا عيش ولن تقر لنا عين، حتى نراهم جميعاً أحراراً معنا وطلقاء بيننا.

بيروت في 10/3/2017

Posted in فكر حر | Leave a comment