قراءة .. في مشروع ” السيف ” و العقلية الأسلامية

المقدمة :
الكلمة قد تكون أشد ألما وأوجع من السيف ، ولكن يبقى السيف أداة القتل والقهر والدم التقليدية منذ القدم والى الأن ، به تنصر وتنتصر وبه تقهر وتنهزم ، وبواسطة السيف قد تأخذ ثأرا به أو أن تحارب عدوا به ، وهذا السيف ممكن أن يكون سببا في قتل أنسان غدرا وغيلا ، ويقال عن السيف أيضا بأرتباطه وأقترانه بأسباب بالموت ، كما هو مشار في البيت الشعري التالي :
” ومن لم يمت بالسيف مات بغيره *** تعددت الأسباب والموت واحد ” ولكن يبقى البيت الشعري لأبا تمام ، القول الفصل والأبلغ والأفصح في هذا الصدد :
” السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ “
ولكننا لم نسمع من أن السيف كان سببا للهداية ! ، ألا أذا كانت الهداية دموية ، وكانت وسيلتها السيف وغايتها الأخضاع للدين ! .

النص :
نلاحظ في المحاور الثلاثة الأتية ، أستخداما وتفعيلا أساسيا لمفردة السيف وفي مواضع مختلفة ، تعتبر من مسلمات العقيدة الأسلامية ، وهذا الأستخدام يتوزع في أيات و أحاديث ليس كأشارات ، بل تعتبر دلالة مركزية كمعنى ومضمون وفعل ، وتتمثل أستخداما وغاية ونتيجة ، وكما يلي :
1- فالسيف في العقيدة الأسلامية ، يتجلى في كثير من القضايا ، فهو أساسا مرتبط بالرسالة المحمدية وبالبعثة النبوية ، لا فرار منه فهو القاعدة والأساس في عبادة الله ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح حديث عبد الله بن عمر أنه قال : قال رسول الله : ” بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له ” ، أما الرواية الاخرى ، فالرسول يقرن السيف ، بنشر الأسلام ، وبالحياة اليومية من رزق ، وبالعلو والرفعة .. حيث يقول ” بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذَّلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ” .. أذن للسيف وجود في البنية النصية للقرأن والحديث ، بأجماع النصوص . ( أخذ نص الروايتين من موقع المنبر مع أضافات الكاتب ) .
2- بقى السيف مقرونا بالدين منذ فجر الدعوة المحمدية ، حيث أستخدم في صدر الرسالة المحمدية بنشر وتثبيت الرسالة من خلال غزوات الرسول (*1) مثلا ، وحقق الرسول بواسطته مردودا ماليا لجماعته ، وكان له وبنفس الوقت ، الخمس من الغنائم في كل غزوة ( أداء الخُمس من المغنم هو شعيرة إسلامية من الفرائض ، ويعني دفع خُمس الغنائم التي يحصل عليها المسلمون نتيجة الحرب مع الكفار ودفعها لأصناف وردت في القرآن ” وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” / 41 سورة الأنفال ) .. فالسيف هنا واسطة لتحقيق كسبا ماديا عن طريق الحصول على غنائم الغزوات .
3- والسيف أخذ منطلقا أخرا وسلك منهجا مغايرا فيما بعد ، وذلك عن طريق توظيفه في ” السياسة والتحكيم ” ، بعيدا عن الدين والمعتقد ، وكما حدث في موقعة صفين (*2) بين جماعة ” علي أبي طالب ” وجماعة ” معاوية بن أبي سفيان ” ، عندما قبل علي بن أبي طالب بالتحكيم و قال قوله المأثور ” كلمة حق يراد بها باطل “، ” وانطلق الخوارج يكفرون من يخالفهم الرأى بما فيهم الأمام علي نفسة لانة قبل بالتحكيم واوقف القتال مع جيش معاوية رافعين فى وجهه الأية الكريمة ” إن الحكم إلا لله ” فقد رأوا فى تصرف الامام علي علمانية فقد فصل القرار السياسي عن النصوص الدينية ، فهم يرون ان معاوية وجيشة بغاة يجب قتالهم وفقا للنص القرأنى ولكن على بن ابى طالب خالف الامر وقبل بتحكيم عمرو بن العاص وابو موسي الأشعرى اذن فقد حكّم الرجال فيما حكم فية القرأن فهو كافر !!! هكذا والغريب ان معظم هؤلاء الذين خرجوا على الامام علي هم من ” القراء ” اى حفاظ القرأن .. / نقل بتصرف من موقع أهل القرأن ” .

القراءة :
أولا – أن السيف ربط بالأسلام منذ أول غزوة غزاها الرسول ، ” غزوة ودّان – سنة 2 هجرية ” ( هي أول غزوة قام بها الرّسول بنفسه ، وقد كانت في شهر صفر ، في بداية اثني عشر شهراً من السّنة الهجريّة ، وقد حمل لواء هذه الغزوة حمزة بن عبد المطلب ، وقد لونه أبيضاً ، واستخلف النّبي المدينة سعداً بن عبادة ، ثمّ خرج في المهاجرين ، ولم يكن فيهم أنصاريّ واحد ، وذلك لكي يعترض عيراً كانت لقريش .. / نقل من موقع موضوع . كوم ) ، وكان السيف سيرة وحياة وفروسية في المفهوم القبلي ، وأنجر هذا المفهوم على الأسلام أيضا ، ولوحظ هذا كما جاء في الحديث التالي ( الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن الرسول قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم .) ، فالسيف ليس أستخداما أنيا أضطراريا أذن ، بل هو ثقافة ونهج وحياة ، وأقرارا قهريا بنبوة الرسول كزعامة وسلطة وألا الموت بحده ! . ثانيا – كان للسيف الدور المحوري و الأهم والمركزي في نشر الأسلام ومن ثم تثبيته ، وحروب الردة أبلغ حدث على ذلك ، وعندما رفعت المصاحف على أسنة الرماح في موقعة صفين / هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ ، كان أقتران السيف بمحور السلطة وليس الأسلام ، لأن الدعوة المحمدية أنتهت بموت الرسول ، وكل ماحدث بعد وفاة الرسول هو تناحر وصراع سلطوي على الحكم ! ، لأجله تغير النهج بأتجاه المصالح الدنيوية بعيدا عن الشأن الأخروي ! ، وليس بأتجاه العقيدة ! ، لذا أكتسب السيف مفهوما أخرا مختلفا نهجا ووسيلة وغاية . ثالثا – أنجر مفهوم السيف بصيغة أخرى ، فارى من المدلول التأريخي للسيف وتوظيفه في النص الأسلامي ، جعل منه موضوعا مؤثرا في الخطاب الأسلامي ، فالخطب تحوي صيغه ، مثلا ” أللهم رص صفوفنا ووحد سيوفنا .. ” ، وكذلك أستخدم في العزة والكبرياء في تفضيل الموت بضربة سيف عن الذل ، ومثال ذلك ، كما جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث ، عن الصحابي عبدالله بن الزبير : ( أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة حرسها الله تعالى ثنا علي بن المبارك الصنعاني … ثنا القاسم بن معن عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات معاوية تثاقل عبد الله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأرسل أن يؤتى به فقيل لابن الزبير يصنع لك أغلالا من ذهب فتسدل عليها الثوب وتبر قسمه والصلح أجمل فقال لا أبر الله قسمه ثم قال : .. ” ثم قال والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل ” ) . رابعا – أن حصاد تأريخ السيف كان مأساة ، تتكرر بدمائها في بعض الحقب الأسلامية ، منذ غزوات الرسول ولحد الأن ، مستندة على موروث عقائدي من النصوص ، والسؤال ، هل سيبقى السيف حاجة ديمومية للمسلم والأسلام ، الجواب لا وذلك لأننا ليس في نفس الظروف الزمانية والمكانية للأسلام المبكر ! من نشر الدعوة وحروب الردة والخلافات السلطوية .. ألا أذا كان رجال الأسلام في وضع هو قتل كل المخالفين الرافضين للأسلام ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى ( .. جاء في الموسوعة الفقهية : يجب على المسلمين دعوة الكفار إلى الإسلام ؛ لقول الله تبارك وتعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ـ ولا يقاتلون قبل الدعوة إلى الإسلام ؛ لأن قتال الكفار لم يفرض لعين القتال ، بل للدعوة إلى الإسلام .. ) ، أن الأية السابقة مقتطعة من سورة النحل 125 – 128 : ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) ” .. وشرحها مختصرا يعني ، أن قتال الكفار يتأتى كمرحلة ثانية بعد الدعوة للأسلام ! ، وتساؤلي ، أن هذا الأمر ممكن قبوله في زمن الرسول ، لعدم وجود معلوماتية كافية عن الأسلام ، أما الأن فالأسلام معلوم ومعروف ولا يحتاج الى دعوة مقرونة بالسيف / القتل ، كما أن المسلمين أنفسهم يتركونه الى الألحاد أواللادينية و الى المسيحية ، لكثرة الغيبية واللامنطقية في نصوصه ! وهل الأسلام يستوجب رفع السيف بوجه مئات الملايين من البشر التي ترفض الأسلام من أجل الهداية ، وهذا يعني نحن أما بحور من الدماء !! .

الخاتمة : هل في فكر وعقل بعض المسلمين ” سيف صغير أو مشروع مصغر لسيف ” ! ، سيف موجه على رقاب الكفار من مسيحيين ويهود !! والمختلفين مع المسلمين بالمعتقد والرأي والفكر !! ، وحتى من المسلمين من غير الطوائف والمذاهب والفرق ! هل هذا السيف هو تكدس تأريخي لموروث المعتقد الديني منذ عهد الأسلام المبكر ، هل هذا السيف المصغر ، قابل للنهوض والظهور عند أي فعل ! ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، لم هذا الغيل والكره المنبثق من بعض المسلمين مع أي تماس فكري أو في أي ظهور معتقدي مخالف ! ، وهل هذا السيف هو ردة فعل للنصوص الدينية التي تؤكد عليه / كما تم ذكره في أعلاه ، وهل من الممكن من هذ السيف أن يتطور الى سيف بالمفهوم الطبيعي ، مما يؤدي الى نموه وتطوره خلاصة الى القتل والتوحش .. وهذا التطور هو نفسه أيدولوجية المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وأخواتها !! وأستشهد هنا بحديث ل عصام طاهر البرقاوي أو كما يلقب بـ أبي محمد المقدسي ، لوكالة سي أن ان في 13.6.2015 ، الذي يعتبر من أبرز منظري تيار السلفية الجهادية . ويعتبر أستاذ لأبي مصعب الزرقاوي عندما جمعهما السجن. ( .. ولكن إذا جرّدنا القرآن من القوة فلا قيام له ، وكذلك إذا جرّدنا السيف من القرآن أصبح سيف بلا أخلاق ، بلا ضوابط وبلا أصول ، سيف بلا قرآن لا يصلح ، يجور ، والنبي يقول : ” من خرج على أمتي بالسيف لا يفرق بين برها وفاجها فليس مني ولست منه ” ، ولذلك الخروج بالسيف وحده ضلالة عظيمة ، لا بد أن يهذب ويوجه هذا السيف حسب أخلاق وضوابط القرآن ، وديني يمنعني التخلّي عن القوة ، ولكن هي قوة حسب ضوابط القرآن ) .. وأعتقد أن هذا الحديث هو أكبر دليل و أبلغ قرينة على أقتران السيف بالقرأن ، لأنهما يعملان سوية ، وأرى أعتبارهما ” وجهان لعملة واحدة ” ، ومن ناحية أخرى ، هل للسيف أن يهذب من قبل القرأن الذي أوجده كمفهوم وكمنطق ! ، وهناك محور ديني أخر مبتعد عن الأسلام وعن أيدولوجية السيف ، وهي المسيحية ، وأستشهد هنا بقول المسيح ( .. فعند القبض على المسيح ، استلّ بطرس سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . حينئذٍ قال له المسيح : ” اجعل سيفك في غمده لأن كلَّ مَن يأخذُ بالسيف ، بالسيف يهلك ” متى 26 : 51-52 … ) نستنتج عامة ، أن المسيح والرسول ، دينا ومعتقدا ، فكرا وشخصية ، نهجا وسلوكا ، مختلفين ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، الأغرب من كل هذا أن الأثنين مرتبطين معا بالسيف ، فبينما الرسول جاء بالسيف وبالسيف سوف يذهب !! / وهذا السيف ممكن أن يشرع من غمده بأي رد فعل ، أما المسيح فترك محبة بقوة السيف بقوله (*3) : ” أحبوا بعضُكم بعضاً ، كما أنا أحبَبتُكم ” ! .
——————————————————————

(*1) فقد جاء في مركز الفتوى – نقل بتصرف / فقد ثبت في الصحيحين أنه قيل لزيد بن أرقم : كم غزا النبي من غزوة قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوة أنت معه ؟ قال سبع عشرة قلت ، ـ القائل هو ابو اسحاق السبيعي الراوي عنه – فأيهم كانت أول ؟ قال : العسيرة أو العشيرة . ونقل أهل السير أن غزواته خمس وعشرون وقيل : سبع وعشرون وقيل : تسع وعشرون . وذكر الحافظ ابن حجر بعدما ذكر هذه الأقوال أوجهاً للجمع بينها ، منها أن الذي ذكر العدد الكثير عدَّ كل وقعة على حدة وإن تقاربت مع غيرها في الزمن ، وأن الذي ذكر العدد القليل أو المتوسط ربما جمع الغزوتين المتقاربتين زماناً فعدهما غزوة واحدة كالخندق وبني قريظة، وكحنين والطائف . وأما السرايا فهي أكثر من الغزوات ، والخلاف فيها أكثر فهي من نحو الأربعين إلى السبعين ، وقال الحافظ في الفتح في آخر كتاب المغازي ” وقرأت بخط .. أن مجموع الغزوات والسرايا مائة ، وهو كما قال ” . أنتهى (*2) فقد جاء في موقع الويكيبيديا / عن موقعة صفين : هي المعركة التي وقعت بين جيش الأمام علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا . على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة . عندما استلم علي بن أبي طالب الحكم ، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة عثمان ، ولكن علياً أصرّ على المبايعة أولاً ثم القصاص من قتلة عثمان . فانطلق خليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب من الكوفة في العراق يريد أهل الشام الذين امتنعوا عن مبايعته ، حيث كان معاوية يرى أن تسليمه قتلة عثمان لأنه وليه يجب أن يتم قبل مبايعته لعلي ، أما علي فكان يرى أن مبايعة معاوية ( وكان آنذاك والياً على الشام ) يجب أن تتم أولا ، ثم ينظر في شأن قتلة عثمان بحسب المصلحة والقدرة .
(*3)من خطاب السيد المسيح لتلاميذه بعد العشاء السرّي ، وهو خطاب الوداع ، كشف لتلاميذه عن تعاليمه وسلّمهم وصيته الأخيرة التي وصفها بالوصية الجديدة : ” أُعطيكم وصيةً جديدة : أحبوا بعضُكم بعضاً . كما أنا أحبَبتُكم ، أحِبُّوا أنتم أيضاً بَعضُكم بَعضا . إذا أحبّ بعضُكُم بعضاً عَرَف الناس جميعاً أنكُم تلاميذي ” (يوحنا ١٣: ٣٤) ، وهي وصية : ” المحبة ” . وختمها بالصلاة الكهنوتية وقد توجّه فيها إلى أبيه السماوي وسأله أن يوحٰد ما بين المؤمنين به قائلاً : “ليكونوا واحداً كما نحن واحد” (يوحنا ١٧: ٢٢) / نقل من موقع أبونا .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

ليلة سقوط الحوثيين في … المصيدة

” أيها الرجال إنكم إن لم تحاربوا الناس حاربوكم، وإن لم تغزوهم غزوكم، لا مكان لمغلوب على ظهر هذه الأرض” عبارة لقحطان الجد الأكبر لقبائل اليمن ، عن الحرب والسلطة والحكم ، لذلك تعد قبائل اليمن أهل حرب ونزال ، ولا تتوقف الحرب إلا بانتصار ساحق وهزيمة نكراء ، وها هي صنعاء تشهد فصلا جديدا من الصراع الدامي على السلطة يقترب فيه صائد الأفاعي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من قطع روؤس الحوثيين والسيطرة على اليمن من جديد ، ليكتب تاريخا آخر في حكم اليمن ؟

* “ليلة قطع رءوس الأفاعي”
إنه الحاوي وحامل أسرار خلطة الحكم في اليمن علي عبد الله صالح ، حيث اندلعت اشتباكات الحسم بقيادة طارق صالح نجل شقيق علي صالح ، وسيطرة قوات الحرس الجمهوري على صنعاء في ساعات معدودة وقامت القبائل المتحالفة مع صالح بدورها في السيطرة على المقرات الحكومية في المحافظات اليمنية ، ليقترب صالح من دفن الحوثيين في كهوف صعدة مرة أخرى ؟

* 21 / سبتمبر / 2015
مع سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور بصنعاء في 21 سبتمبر 2014 ، توقع الجميع أن يعاني اليمن تحت حكم الحوثيين ، وهو ما بدا واضحا من لهجة الخطاب الحوثية والتي تمسكت بالعداء للدول الخليجية خاصة السعودية ، وتقارب واضح لإيران وظهر جليا من وصول أول طائرة إلى مطار صنعاء بعد سيطرة الحوثيين التي كانت من إيران ، لتشير إلى مدى التحالف والترابط القوي بين أتباع عبد الملك الحوثي والمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.

* القرار في الرياض
مع سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 كانت الرياض تتقرب وترصد كل تحركات الحوثيين داخل صنعاء ، في الوقت نفسه بقي علي عبد الله صالح يرصد بعين الصقر كل ما يدور من خطط وصفقات معلنة وغير معلنة في اليمن وخارجه ، وهو يجمع ويتريث ويمد الحبل لغاربه لخصومه القدامى وحلفائه الجدد؛ ليكشفوا كل أوراقهم، ويبقى هو ممسكا بالحبل ليعدمهم وقتما شاء.
الرياض كانت مشغولة في اللحظات الأخيرة للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ، والذي رحل في 15 يناير 2015 ، وأيام قليلة وتولى العرش وزير الدفاع وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز في 23 يناير 2015، ليتولى عرش آل سعود وتبدأ معها السعودية مرحلة جديدة من الحزم والحسم ، حيث أطلقت السعودية عاصفة الحزم في 15 مارس 2015 ضد الحوثيين لاستعادة الحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، عبر تحالف من 9 دول عربية.

وفي 25 يوليو 2015 تمكن التحالف من تحرير عدن بدعم من المقاومة الجنوبية ، وخلال أشهر قليلة تمكن التحالف من تحرير غالبية محافظات اليمن الجنوبية ، ولكن بقت صنعاء وتعز لغزا لم تُفك طلاسمه إلا عبر علي عبد الله صالح في 2 ديسمبر 2017 حيث سيطر على صنعاء ودحر الحوثيين في ساعات قليلة.

*رحيل أوباما
مر اليمن والعلاقة بين الحوثيين والرئيس صالح بمراحل من عدم الثقة في ظل رصد صالح لكل صفقات ومخططات الحوثيين في اليمن وتقديمه مجانا لإيران وحزب الله ليمارسوا فيه حربا بالوكالة لصالح المرشد الأعلى في طهران.
ومع تغير الإدارة الأمريكية الجديدة ورحيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يناير 2017 والذي كان يعرف بدعمه لإيران والإخوان وجماعات الإسلام السياسي لاسباب لايزال يجهلها الكثيرون ، جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليقلب الطاولة على إيران في المنطقة.

* مقاطعة قطر
الأمور سارت بوتيرة سريعة في المنطقة، وصالح يرصد ويترقب الفرصة للانقضاض على الحوثيين قبل أن يمسحوه من تاريخ اليمن، وجاء قرار التحالف الرباعي “مصر والسعودية والإمارات والبحرين” في 5 يونيو 2017، بقطع العلاقات مع قطر الداعم الأكبر للإخوان وجماعات الإسلام السياسي في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن، أصبح “صالح” الأكثر سعادة بالقرار، وقال “حان الآن إزاحة الكهنة من حكم اليمن” في إشارة للتخلص من الحوثيين بعدما أصبح حليفهم الخفي مكشوفا للدول الخليجية خاصة السعودية.

* شعرة معاوية
صالح وعبر “شعرة معاوية” مع أصدقائه في الإمارات استطاع خلال الأشهر الأخيرة أن يكون مصدر ثقة لهم ، وتوصل إلى اتفاق غير معلن حتى الآن وفقا لتصريح المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام في إقصاء الحوثيين ودحرهم من صنعاء بدعم من التحالف ؟

وجاء فتح قناة غير مباشرة بين صالح والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لتبدأ مرحلة أفول دَوْر الحوثيين في اليمن ، على طريقة سيناريو سقوط الإخوان في مصر.

ففي أكتوبر الماضي ذكرت تقارير إعلامية عربية ، أن رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح ، فتح قنوات تواصل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، بعد أن كان يرفض بن سلمان أي حديث للتواصل مع صالح ، وجاء الاتصال برعاية وتنسيق مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ، بهدف التنسيق ما بين “المؤتمر” جناح صالح ، وبين قيادة تحالف العدوان على اليمن لدحر الحوثيين وإنهاء الصراع في اليمن.

* تحييد “إخوان اليمن”
الهدية الأخرى التي جاءت لصالح من الرياض وكمؤشر على التوافق والرضا السعودي ، كانت عبر رصد الرياض في 4 نوفمبر مكافآت مليونية للإبلاغ عن قيادات الحوثيين تتراوح بين 5 إلى 30 مليون دولار ، وجاء في قائمة المطلوبين من عناصر الميليشيات الإيرانية الإرهابية في اليمن 40 مطلوبًا ، فيما خلت القائمة من أي قيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح .

الطريق الآخر الذي يؤمن تحرير اليمن من الحوثيين، هو تحييد جماعة حزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن” حيث أعلنت وكالة الأنباء السعودية “واس” في 10 نوفمبر الماضي ، عن لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن” محمد اليدومي ، والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي ، وهو ما يجعل “صالح” مؤمنا في تحركه ضد الحوثيين في ظل العلاقات القوية التي تربط الإخوان بالحوثيين وقطر ، الحليف الأمين لجماعة عبد الملك الحوثي ، وتأتي مكاسب إخوان اليمن في البقاء “شرعيا” من قبل السلطة الجديدة في اليمن ، ومع إعلان “حزب الإصلاح” فك الارتباط بجماعة الإخوان المصنفة “إرهابية” في مصر والسعودية والإمارات.

*الساعات الأخيرة
أصبح الحوثيين يعتريهم الغرور في إطلاق صواريخ “بالستية إيرانية” على السعودية لا تصيب شيئا ، ولكن تمثل لهم الفخر في مواجهة السعودية ، بينما اليمنيون يعانون من الفقر والجوع والأمراض ، وأصبحت خزائن الدول خاوية على عروشها ، بينما قادة الحوثيين يشترون الأراضي والقصور والعقارات داخل وخارج اليمن ، كما ذكر السياسي اليمني على البختي .

جاءت المناوشات المتكررة في الأسابيع الأخيرة بين قوات صالح “الحرس الجمهوري” وميليشيات الحوثيين كاختبار أخير قبل ساعة الصفر في ليل السبت 2 ديسمبر ؟

اليوم سيطر قوات الرئيس صالح على صنعاء العاصمة ودحر الحوثيين ، جاء دعم التحالف العربي والإمارات والسعودية والحكومة الشرعية متمثلة في حكومة عبد ربه منصور هادي لتشكل تناغما قويا في إنهاء الحرب ودحر الحوثيين وعودة الاستقرار في اليمن عبر الحاوي ، وملك الخلطة السرية في حكم اليمن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح .

* ماذا عن القادم ..؟
يرى مراقبون أن الخريطة باتت واضحة وقوية ، بتأمين الدولة اليمنية من سيطرة الإيرانيين ، وبذلك يؤمن العرب باب المندب من أي تسلل إيراني إلى المنطقة ، وتنهي دول التحالف عملياتها العسكرية وتبدأ مشروع “مارشال” في إعمار اليمن ، ويحتفظ علي عبد الله صالح كمهندس المرحلة المقبلة “سياسيا” بحكم اليمن ، وتحديد إجراء انتخابات جديدة قد يكون ابنه “أحمد علي صالح” مرشحا للرئاسة وقد يفوز بالأغلبية ؟

أما “الإخوان” سيكون لهم دور سياسي عبر بقاء حزب التجمع اليمني للإصلاح كظهير سياسي ، فيما تنتهي مرحلة “هادي” ونائبه اللواء “علي محسن الأحمر” لتبدأ مرحلة جديدة لشباب اليمن .
نقلا عن فيتو

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

باي باي .. شاورما أردوغان في أوربا

قالت جريدة “مترو” البريطانية الصادرة في لندن, ان الاتحاد الأوروبي سيقر قانون يمنع بيع وتقديم الشاورما التركية (دونر) التي تنتشر في أغلب المدن الرئيسية بأوروبا وخاصة في ألمانيا ، التي يعيش فيها أكثر من خمسة ملايين تركي, وذلك بسبب وجود ارتباط مباشر بينها وبين أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، وذلك لأنها تحتوي على كميات من الفوسفات تتجاوز المستويات التي تسمح بها قوانين الصحة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي, مما اثار موجة من الغضب لآلاف المطاعم التركية ومطاعم الوجبات السريعة التي تُقدم الشاورما في مختلف أنحاء أوروبا والذين زعموا بوجود “تمييز عنصري ضد الدونر التركي, حيث أن الكثير من أنواع النقانق تتضمن الفوسفات الذي يتواجد في الشاورما ، ومع ذلك ستظل مسموحة ولن يتم حظرها .. إنهم يبحثون عن ضرب الأعمال التجارية التركية هنا .. هذا المنع يمكن أن يكون الضربة الأكبر التي يمكن أن نتخيلها لأعمالنا”.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

شاهد حافظ بشار الاسد الأول على مدرسته للسنة الثالثة على التوالي هههه مع انه حمار

شاهد حافظ بشار الاسد الأول على مدرسته للسنة الثالثة على التوالي هههه مع انه حمار

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

«نصر» روسيا ومهمة بوتين المستحيلة في سورية

مصطفى كركوتي – الحياة | الأحد 03 كانون الأول 2017
ربما حقق فلاديمير بوتين انتصاراً عسكرياً وديبلوماسياً في حرب سورية المتوحشة، ولكن السؤال الأهم: هل هو قادر على كسب السلم وتحقيق تسوية قابلة للحياة؟ كيف يمكن موسكو تحقيق ذلك وهي تقدم للعالم بشار الأسد، المسؤول الأول عن الجرائم، كطرف رابح في الحرب؟
«انتصار» بوتين يضمن لنظام دمشق البقاء وإن كان يعزز أيضاً وجود موسكو العسكري، ولكن لهذا الانتصار تبعاته السياسية أيضاً.
روسـيا تقود الآن تحالفاً مهماً (على رغم التناقضات الحادة بين أطرافه) مع إيران وتركيا، في مسعى لرسم تشكيل جديــــد لسورية. السعودية، كلاعب رئيسي في الإقليم، وجدت فــــي التحالف الجديد ما يثير اهتماماً عبرت عنه جيداً من خلال زيــــارة الملك سلمان بن عبدالعزيز موسكو منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، وهي الأولى لعاهل سعودي إلى روسيا. آفاق التعاون بين البلدين واسعة النطاق باعتبارهما أكبر منتجـــين للطاقة في العالم، كما عكسها التوقيع على 15 اتفاقية بقيمة قدرت بثلاثة بلايين دولار بينها نظام دفاعي روسي إس-400. وزير الخارجية سيرغي لافروف وصف العلاقات بعد زيارة الملك سلمان بأنها «وصلت إلى مستوى نوعي جديد».
لا شك في أن لتدخل روسيا في سورية أسبابه وهي بطبيعة الحال مختلفة عن دوافع إيران وتركيا. وهنا تجد السعودية إمكاناً عملياً لمناقشة الملف السوري مع روسيا باعتبارها الطرف الأقوى في التحالف الثلاثي والجهة التي تمثل عملياً شريان الحياة لنظام الأسد. فاستقبال بوتين المفاجئ والسريع لهذا الأخير في سوتشي أكد على شكل العلاقة بين دمشق وموسكو.
فعدا أن أحد أهداف موسكو الرئيسية تأسيس موقع قدم لها في مياه المتوسط، وهو الوجود الوحيد لها خارج حدودها باستثناء شبه جزيرة القرم، يستهدف تدخلها منذ اليوم الأول حماية النظام والحيلولة دون تأثير «الربيع العربي» في شكل الحكم في المناطق القريبة من حدودها. وهذا ما حدث بالفعل إذ ساهم دخول موسكو بقوتها الجوية الضاربة منذ 2015 إلى جانب قوات «الحرس الثوري» الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني، في انتشال قوات النظام من هزيمة كادت تكون محدقة بفعل الثورة الشعبية التي كانت في معظمها عفوية في شمال البلاد وجنوبها وشرقها، وقبل زمن طويل من ظهور «داعش».
لولا هـــذا الدعم المباشر من موسكو وتزويدها قوات النظام بكـــل ما فقدته في المواجهة مع المعارضة الشعبية المتصاعدة وتوفير الغطاء الجوي وتقديم المساعدات اللوجيستـــية الأساسية لها، لَما تمكن نظام الأسد من البقاء طوال هذه المـــدة ومن لجم تقدم الانتفاضة الشعبية ضده. صحيح أنه لم يتـــم القضاء نهائياً على المعارضة، ولكن العملية الروسية ومعها تدخل إيران و «حزب الله» وخذلان العالم لها، أثّرت في معنويات الانتفاضة وأحبطت الكثير من آمالها.
طبعاً لا تزال ثمة قوى معارضة تنشط في بعض المناطق، لا سيما تلك الممتدة في الشمال على الحدود مع تركيا. ولا شك في أن هذه القوى ستستمر في المحافظة على مواقعها ولن يتمكن الأسد من دحرها ما دام دعم تركيا لها مستمراً. إلا أن هذا الدعم قد يتغير إذا ما دخل الرئيس الماكر رجب طيب اردوغان في صفقة شاملة مع إيران وروسيا والإدارة الأميركية لكبح جماح النشاط الكردي المعارض في سورية الذي تقوده «وحدات حماية الشعب الكردي»، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني. هذه الوحدات أكدت لنفسها ولمحيطها الإقليمي وجوداً عسكرياً مميزاً لها منتصف عام 2015، بانتصارها على ميليشيات «داعش» في بلدة عين العرب (كوباني) بدعم أميركي مباشر. في تشرين الأول (أكتوبر)، تم تشكيل تحالف قوات سورية الديموقراطية (قسد) من قوى مختلفة تشكل الوحدات الكردية عصبها الأساسي وبيدها وحدها مسؤولية وضع الخطط العسكرية.
بعد نجاحها في كوباني، استعدت الوحدات الكردية لخوض معركة تحرير بلدة عفرين الواقعة مباشرة عند الحدود التركية، التي يعتبرها أردوغان شأناً تركياً خالصاً لا يسمح لأي طرف آخر بالتدخل فيه. وكان الرئيس التركي قد رفض اقتراحاً بتوجيه الدعوة إلى «قسد» للانضمام إلى مفاوضات سوتشي المرتقبة، وأجرى اتصالاً مع الرئيس الأميركي في هذا الخصوص الذي لم يستجب لطلبه فحسب، بل أبلغه (وفق الرواية التركية) أنه قرر وقف الدعم العسكري وأمر بإيقاف توريد الأسلحة إلى «قسد» التي تقودها الوحدات الكردية. تركيا في النهاية حليف استراتيجي عضوي للولايات المتحدة وركن أساسي في منظومة الناتو، وباتت واشنطن تدرك جيداً أن لا شيء عنده أكبر من الهاجس الكردي الذي يدفعه لتغيير تحالفاته بسرعة ومن دون إنذار مسبق.
إذاً، الانتصار الروسي في سورية كما ترغب موسكو في أن تنظر إليه، هو بالنسبة لبوتين تمرين في الواقعية السياسية لا يأخذ في الاعتبار على الإطلاق انتقادات المجتمع الدولي لسلوك روسيا في سورية. فموسكو تقف إلى جانب نظام حكم لا يوجه أسلحته الفتاكة ضد شعبه فحسب، بل يرتكب جرائم حرب أيضاً. فهي حمت حكومة بشار الأسد أمام الضغط الدولي احتجاجاً على استخدامه غاز السارين وأسلحة كيماوية أخرى ضد أهداف مدنية عدة في السابق.
هذه من المسائل التي قد تعرض موسكو لمشاكل ديبلوماسية مقبلة. فالتحالف الذي يجمع موسكو مع دمشق وطهران وأنقرة راهناً قد لا يصمد نتيجة تغير أو اختلاف الأهداف الاستراتيجية لكل منها في المدى المتوسط. أضف إلى ذلك مسألة مهمة تتعلق برغبة إسرائيل في كبح النفوذ الإيراني في دمشق، وواضح أن موسكو تتفهم قلق إسرائيل الأمني، إذ بات هذا الأمر بنداً ثابتاً على جدول أعمال لقاءات بنيامين نتانياهو الثمانية التي أجراها مع بوتين في السنوات الخمس الماضية وكان آخرها في آب (أغسطس) الفائت. ففي الوقت الذي تتفهم فيه إسرائيل طبيعة تحالف موسكو مع دمشق، فهي تؤكد دائماً ضرورة أن تضع روسيا خطاً أحمر يجدر بالأسد ألا يتجاوزه في علاقاته مع طهران.
يبقى السؤال الأهم: في غياب واشنطن عن التفاصيل، هل تستطيع موسكو وحدها الجمع بين مصالحها الاستراتيجية وكبح جماح طهران وتهدئة نتانياهو وإرضاء أردوغان وتفهم مطالب قوى التحالف العربي في الإقليم وإقناع السوريين بجدوى الأسد؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل يوجد اكثر من شخص اطلق علية تسمية محمد في زمن الرسول؟

Mohammed Lamsiah

سأل السيد عماد حطاب  يقول:”اذا كان محمد لقب شرفي هل يوجد اكثر من شخص اطلق علية تسمية محمد كما يوجد اكثر من شخص اطلق علية لقب عبد الله”
الجواب:
محمد هل هو صفة أم اسم؟
كل المسلمين بالنسبة لهم “محمد” اسم، سُمي به رسول الاسلام، وقد بشرت به “الكتب السماوية” وذلك بموجب الآية 6 من سورة الصف:” وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ “
السؤال المطروح هل كلمة “أحمد” اسم؟ أم صفة بصيغة المبالغة كأحسن، وأرفع، وأمجد، وأرقى،وووو؛ إذا لو كان اسمًا، لكان رسول الاسلام اسمه أحمد وليس محمد، ولا مصطفى ولا طه، ولا ، ولا، ولا..
هل محمد أو أحمد مذكورا في الأناجيل؟
ومن هو هذا الذي بشر به المسيح يسوع بحسب الأناجيل؟
لا وجود لكلمة أحمد أو محمد في الأناجيل الرسمية، فمن هو مشار إليه والذي سوف يجيء بعد المسيح يسوع هو المُعزي الروح القدس؛ حيث جاء في إنجيل يوحنا 14: 26 ” وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” نلاحظ أنه روح وليس بشرًا !!! وقد أكد هذا المعنى من قبل؛ حيث جاء في العدد 16 من نفس الانجيل” وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ” إذا هذا الآتي سوف يمكث مع المؤمنين إلى الأبد!!! وبما أن رسول الإسلام قد مات بعد تقديم رسالته، فبالتالي الإشارة في إنجيل يوحنا ليست إليه.
هل البشارة موجودة في الكتب اليهودية؟
هناك مقطع في سفر نشيد الأنشاد يذكر الكلمة “محمد” بالحرف إلا أنها جاءت بالجمع “محمديم” מחמדים وتعني مشتهيات باللغة العربية، يمكن أن تُقبل الكلمة بالإفراد “محمد” מחמד كإشارة أو بشارة لشخص قادم، ولكن الإشكالية تكمن في أن هذا الشخص سوف يعيش في أورشليم بحسب سياق الآيات كلها، كما جاء في سفر نشيد الأنشاد 5: 16″حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هذَا حَبِيبِي، وَهذَا خَلِيلِي، يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.” وليس في مكة أو حتى المدينة المنورة !!! وبالتالي لا يمكن اقتطاع الكلمة بتعسف من النص، ونقول إنها إشارة لمحمد رسول الإسلام، وكأن شخصاً أخذ الآية 10 في سورة يوسف:” قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ” فيدعي أن كلمة “السيارة” مذكورة في القرآن يعني لها أربع عجلات، ومقود ومحرك ونقطع بها آلاف الكلومترات هذا كلام غير سليم.
فإذا كان محمد هذا عاش في أورشليم – بيت المقدس- يمكن أن نعتبر هذا المقطع من سفر نشيد الانشاد بشارة به، فلو دققنا نجد أنها توافق المسيح يسوع، وليس نبي الإسلام لأنه عاش ومات في أورشليم، فهل المسيح يمكن تلقيبه بمحمد؟
الجواب نعم لأنه هو الذي تتوفر فيه هذه النبوءة بحسب الفكر السرياني، لأن الكلمة مشتقة من فعل حمد والحمد لا يكون إلا لله، وبما أن المسيح بحسب العقيدة المسيحية هو الله الظاهر في الجسد، فبكل ثقة يمكن القول أن المحمد الممجد هو الله!!!
في نقش قبرة صخرة تجد هذه الإشكالية مطروحة بقوة حيث تذكر عبارة “محمد عبد الله ورسوله” فمحمد كما قلنا هو الله الظهار في الجسد بحسب الفكر المسيحي، وعبد الله صفة أخرى للمسيح في النص القرآني نفسه في سورة مريم: 30 “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ” إذًا فمحمد عبد الله هو المسيح يسوع، هل يوجد ما يبرر عبارة “عبد الله” في الأناجيل والرسائل؟ الجواب تجده في رسالة فيليبي 2: 7-8 “لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ” عبارة محمد عبد الله ورسوله في نقش قبة الصخرة يشير إلى المسيح يسوع ويقول في إحدى الآيات: “اللهم صلى على رسولك وعبدك عيسى بن مريم”.
لماذا لقب رسول الاسلام بمحمد أي ممجد؟ في القرن السابع الميلادي ساد الاعتقاد بقرب نهاية العالم من كثرة الحروب الطاحنة خاصة بين البزنطيين والفرس، وهذا جلي في النص القرآني في سورة القمر:1 “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ” وفي سورة الشورة: 17 “اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ” وتوجد 34 آية تتحدث عن احتمالية قرب الساعة، وهذه الفكرة كانت مسيطرة على اليهود المضطهدين من قبل البزنطيين وقدوم المسيا كان هو الحل لهذه الأزمة، وكذلك المسيحين الذين ينتظرون المجيء الثاني للمسيح في ظل هذه الحروب الطاحنة، وكانت تسمى بالأبوكاليبس
Ἀποκάλυψις
أي كشف الحجاب أو قرب نهاية العالم، والعرب كذلك كانت لهم هذه النظرة خاصة عند الغساسنة والمنذرة، فالكل ينتظر المخاص “الفاروقا” فعندما تحالف العرب واليهود ضد البزنطيين وهزموهم في معركة تبوك 630م كما ذكر المؤرخ سيبيوس لقب قائد العرب بالنبي لأنه تنبأ بانتصارهم على الروم فكان شرطه هو أن يؤمنوا بإله إبراهيم الذي وعد أرض الميعاد لذريته من بني إسرائيل وإسماعيل، ولهذا جاء في تعليم يعقوب
Doctrina Jacobi 634
أن اليهود فرحوا لظهور النبي وسط العرب، وعندما دخل القدس فاتحاً لقب بمحمد وكأن النبؤة التي جاءت في سفر نشيد الأنشاد تحققت بإنتصاره، يقول ابن منظور في لسانه: أن العرب كانوا ينتظرون محمد النبي الفاروق وسموا أولادهم باسم محمد وذكر سبعة أسماء لم سموا بمحمد وهم: الأَول محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي، والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني، والثالث محمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى، والرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر، والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة، والسادس محمد بن خزاعي بن علقمة، والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري. ولا يوجد أي دليل موثق يعود لتلك الفترة بوجود هذه الأسماء.
خلاصة القول كلمة محمد هي صفة بمعنى ممجد، أصبحت لقباً يعطى للنبي الذي تتحقت نبؤته، ثم يخلص شعبه من الظلم ويسمى بالفاروق، وعبد الله لقب آخر شرفي يقدم لصاحب الحكم أو أمير المؤمنين، وبهذا لقب رسول الاسلام هو محمد عبد الله وليس محمد بن عبد الله كما تزعم سيرة ابن اسحاق، وقد أعطي هذا اللقب “عبد الله” لمعاوية، وكذلك الزنبيل حاكم الفرس في عهد أبي تراب، فعبارة “عبد الله الزنبيل” أصبحت فيما بعد عبد الله بن الزبير.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

ثنائية الدين والسياسة

الإتحاد الاماراتية: حسن حنفي

في تراثنا القديم تكثر الثنائيات الموروثة مثل النقل والعقل، السمع والعقل، الأصل والفرع، التفسير والتأويل، النص والواقع، التنزيه والتشبيه، الإيمان والعمل، الراعي والرعية، إلى آخر هذه الثنائيات المعرفية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، وقد زاد الفكر الحديث ثنائيات أخرى: العلم والإيمان، الأصالة والمعاصرة، التراث والتجديد، السلفي والعلماني، الديني والمدني، ثم وقعنا، تالياً، في استقطاب حاد عندما تحولت بعض هذه الثنائيات إلى خصومة فكرية وصراع سياسي، بل وإلى سفك دماء متبادل أحياناً بين فرق يكفّر وفريق يخوّن.

وتقوم ثنائية الدين والسياسة على منطق «إما… أو»، إما التوحيد أو الفصل بينهما. وقد مرت المجتمعات بالتجربتين معاً، فما استراحت للحلين، لا التوحيد، ولا الفصل، وما زال النقاش مطروحاً إثر تجارب إنسانية جديدة في لاهوت التحرير في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية انطلاقاً من المسيحية وبعض الديانات الآسيوية مثل البوذية والهندوسية، والحقيقة أن هدفهما واحد في بعض الأحيان، وهو الصراع على السلطة، والخلاف فقط في الأداة، الدين أم السياسة.

وفي بدايات العصر الحديث، حدث رد الفعل، الفصل بين الدين والسياسة من أجل تقليم أظافر الدين في الغرب وحصر مجاله في العبادات، وترك المعاملات للسياسة. للدين مجاله الروحي، وللسياسة مجالها المادي. الدين يعد الإنسان للآخرة. والسياسة تعده للدنيا. قام الدين على مكتسبات العصر الحديث مثل العقل فأصبح العقل أساس النقل عند ديكارت واسبينوزا وليبنتز وكانط وهيجل. وكتب كانط أن «الدين في حدود العقل وحده»، واستند الدين إلى العلم والتجربة وقوانين الطبيعة من أجل تفسير المعجزات كظواهر طبيعية ما زلنا نجهل قوانينها.

كما تم إرجاع الدين إلى الإنسانيات بعيداً عن الإلهيات منذ الإصلاح الديني في القرن الخامس عشر، وأصبحت العلوم الإنسانية، كعلم النفس والأخلاق، والاجتماع والسياسة والاقتصاد أي الأيديولوجيا بديلاً عن الدين. والسياسة تعطي الأولوية للمعاملات. وتترك العبادات أموراً شخصية لحريات الأفراد، واقتصر الدين على دور الوعظ والإرشاد داخل دور العبادة، والتبشير في العالم غير المسيحي خاصة في أفريقيا وآسيا في الخارج، فالدين يصبح خالياً من أي مضمون اجتماعي، وقد يمثل اغتراباً عن هذا العالم، والسياسة تصبح مصالح ومنافع خالصة بلا قيم ولا مبادئ. الرأسمالية تقوم على الاستغلال، استغلال الفرد للجماعة، والاشتراكية تقوم على القهر، قهر الجماعة للفرد، وقد تقوم على عنصرية مثل الفاشية والنازية والصهيونية.

والحقيقة أن الدين ليس مجرد عبادات أو أخرويات، بل هو تصورات للعالم، اجتماعية واقتصادية، فهي رؤية اجتماعية تقوم على العدل والمساواة وعدم استغلال الغني للفقير أو السماح بالتفاوت الطبقي الشديد.

والسياسة تتضمن مذاهب سياسية كالليبرالية والاشتراكية والقومية، وقد يتعصب الناس لها، ويحاربون من أجلها، ويقسمون العالم إلى معسكرات شرقية وغربية متخاصمة متعادية، بل ومتحاربة كما يفعل أهل الطوائف الدينية.

والخطورة إذن في خلط الدين والسياسة هي تبرير أحدهما للآخر لتحقيق نفس الهدف وهو السلطة، أو بمعنى أدق التسلط. الهدف واحد وإن اختلفت الوسيلة، مرة الدين، ومرة السياسة. وخطورة الفصل هي عيش الإنسان في عالمين لا صلة بينهما. الأول عالم يقال إنه روحي شخصي ذاتي رأسي، أقرب إلى التدين أو التزهد. والثاني عالم مادي اجتماعي موضوعي أفقي، أقرب إلى الدنيا أو الحياة الحلوة، ولا يمكن الجمع بين العالمين بدعوى «أعطِ لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله». والنتيجة إما أن يتجه الإنسان إلى الرهبنة بدعوى، أو أن يكون علمانياً مدنياً بدعوى أن للبيت رباً يحميه، وأنتم أعلم بشؤون دنياكم.

في الدين رؤية اجتماعية كما حدث في اليهودية أيام موسى وفرعون، وتحرير اليهود من سيطرة من كان يقول أنا ربكم الأعلى. والمسيحية رؤية روحية ضد تحويل اليهود المعبد إلى متجر، والتلاعب بالشريعة، وأخذ الربا وخضوعهم للرومان.

وكما قال غاندي: يوجد في العالم ما يكفي كل إنسان، ولكن لا يوجد في العالم ما يكفي جشع إنسان واحد، والإسلام آخر مرحلة في تطور الوحي، والرسول، صلى الله عليه وسلم، آخر الأنبياء، والعلماء ورثة الأنبياء اعتماداً على العقل والعلم، على النظر والتجربة. الدين والسياسة يحققان أهدافاً مشتركة، تقدم الإنسانية ورقي المجتمع. يعملان معاً في لاهوت التحرير في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. وقد حاول الأفغاني ذلك قبل أن تنطفئ الجذوة بسبب فشل الثورة العرابية. التحدي هو الخروج من الثنائية التقليدية، الدين والسياسة، والحلين التقليديين، التوحيد أم الفصل إلى طريق ثالث يحافظ على المجتمع وحدته وعلى الثقافة فاعليتها، ولا يوظف الدين في أمور السياسة كما تفعل الجماعات المتطرفة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

من المسؤول عن إدخال 16 مليون حبة من المخدرات الى العراق؟

*1*
قبل ايام تم ضبط 16 مليون حبة من حبوب المخدرات تم ادخالها الى العراق عن طريق ميناء البصرة الدولي , و في وقت سابق ادى تسريب معلومة استخباراتية الى قيادة قوات العمليات الخاصة بمدينة البصرة الى ايقاف شحنة حقائب مدرسية تم حشوها بحبوب مخدرة من نوع (الكبتاجون ) و حسب التقديرات الاولية يصل سعرها الى 500 مليون دينار عراقي اي ما يقارب 60 مليون دولار , و حسب مصادر الاخبار لم يتم معرفة صاحب الشحنة.

شخصيا صدمت نفسيا من هول هذه الكمية الكبيرة من المخدرات التي تكفي لتدمير صحة اغلبية الشعب العراقي , و اول سؤال تبادر الى ذهني ياترى كم من شحنات المخدرات المشابهة لهذه ادخلت العراق و لم تقدر قوات الامن ضبطها؟ و يا ترى من الشخص منعدم الضمير و الانسانية قام بهذه العملية؟ و اي مسؤول عراقي متورط بهكذا اعمال؟

ضبط هذه الكمية الضخمة من المخدرات كشفت الستار عن سبب الدفاع المستميت من بعض النواب في البرلمان العراقي لمنع بيع الكحول في الاسواق العراقية , لان الشخص المتعاطي للكحول غالبا لا يفكر في تعاطي المخدرات لكن مع منع الكحول عنه يضطر الى تناول المواد المخدرة و بهذا يصبح سوق المخدرات رائجا و يربح اربابه و المسؤولين العراقين الداعمين لهم ثروات ضخمة على حساب تدمير صحة المجتمع العراقي البائس.

شخصيا لا استبعد تورط بعض الدول المعروفة بتدخلاتها بالشان العراقي في هذه الفضيحة لعدة اسباب منها :

– سهولة ادخال المخدرات للعراق بسبب الفلتان الذي تشهده معابره الحدودية البرية و المائية و الجوية.

– توريط المسؤولين العراقيين عن طريق اشراكهم و اعطائهم نسبة من الارباح من ناحية و استعبادهم لتنفيذ مآرب هذه الدول مقابل عدم فضح اشتراكهم بهكذا اعمال قذرة عقوبتها الاعدام.

– اختبار كافة انواع المخدرات على افراد المجتمع العراقي باعتبارهم فئران تجارب قبل ارسالها الى الدول الاخرى.

– تحطيم القوة البشرية في العراق عن طريق اغراق شبابه ببراثن التخدير و الهلوسة.

*2*
مادة الكبتاجون التي ضبطت تعتبر من اخطر المواد المخدرة التي تدمر الجهاز العصبي للانسان ببطيء و يدمن عليها الانسان بسرعه , و يتم الترويج لهذا المخدر الخطير على انه مقوي جنسي يزيد قوة المعاشرة لدى الرجل , و هذا ما يسارع في انتشاره و بيعه بسرعة.

و حسب تقارير طبية اطلعت عليها ادمان تعاطي الكبتاجون يؤدي الى الجلطات القلبية و ابطاء عمل الاعصاب و التهاب قشرة المخ و تدمير عمل الغدة الكظرية و تسارع نمو الخلايا السرطانية و تقرح المعدة الى جانب ان مدمن الكبتاجون يعاني من الهلوسات السمعية والبصرية، حيث يرى مجموعة من المشاهد التي ليس لها أساس من الصحة , و بعد انتهاء فتره تأثير الجرعة الواحدة التي تمتد الى ستة ساعات، فان المتعاطي يشعر بضعف النشاط الذهني الأمر الذي يترتب عليه ضمور في خلايا المخيخ.

كما ذكرت انفا اصابع الاتهام موجهة الى الدول التي تتدخل في الشان السياسي العراقي عن طريق عملائها من المسؤولين العراقيين الذين يشغلون مناصب عليا في اداراة الدولة , و اذا اراد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان يبرئ ذمته و يثبت فعلا انه يريد القضاء على المفسدين و المجرمين فليبدا بكشف المتورطين بهذه العملية و اعلان اسمائهم على الملأ.

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

فلم اسمه على كف عفريت

Joud Akkad
مبارح حضرت فلم اسمه على كف عفريت
تونسي
الفلم قاسي جدا بيحكي عن اغتصاب فتاة من قبل الشرطة التونسية في عهد زين العابدين
بكيت بالفلم لشبعت … و اجتني الضحكة كل هالزخم الي عنا !
كل عجقة المخرجين و الممثلات الصف الاول والتاني والتالت
وكل المنتجين ماطالعوا فلم واحد بيحكي عن هيك مأساة !
مالهن فاضين باب الحارة و السخافة
و النفخ والشفط
و التطبيق وتعبياية الجيوب ! والأرحام بالنطاف مع مانع الحمل !
اثوب !
بعدين عن أي افلام عم احكي الي عم نعيشه لحاله فلم !

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

شاهد رأي طلاب الجامعات عن انتشار حالات الرشوى و شراء مواد الجامعات ليتم ترفيعها

حدى الطالبات قالت: “بأساليب ملتوية أو غير ملتوية .. المهم النتيجة” شو كان رأي #طلاب_الجامعات عن انتشار حالات الرشوى و شراء مواد الجامعات ليتم ترفيعها ؟؟ الجواب بهالتقرير .. تابعوه وشاركوه ليوصل للكل: تقرير: مجدولين محمود تصوير ومونتاج: إيهاب داود

مواضيع ذات صلة: شاهد التحرش الجنسي.. ظاهرة موجودة بالمجتمع

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment