هل يوجد اكثر من شخص اطلق علية تسمية محمد في زمن الرسول؟

Mohammed Lamsiah

سأل السيد عماد حطاب  يقول:”اذا كان محمد لقب شرفي هل يوجد اكثر من شخص اطلق علية تسمية محمد كما يوجد اكثر من شخص اطلق علية لقب عبد الله”
الجواب:
محمد هل هو صفة أم اسم؟
كل المسلمين بالنسبة لهم “محمد” اسم، سُمي به رسول الاسلام، وقد بشرت به “الكتب السماوية” وذلك بموجب الآية 6 من سورة الصف:” وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ “
السؤال المطروح هل كلمة “أحمد” اسم؟ أم صفة بصيغة المبالغة كأحسن، وأرفع، وأمجد، وأرقى،وووو؛ إذا لو كان اسمًا، لكان رسول الاسلام اسمه أحمد وليس محمد، ولا مصطفى ولا طه، ولا ، ولا، ولا..
هل محمد أو أحمد مذكورا في الأناجيل؟
ومن هو هذا الذي بشر به المسيح يسوع بحسب الأناجيل؟
لا وجود لكلمة أحمد أو محمد في الأناجيل الرسمية، فمن هو مشار إليه والذي سوف يجيء بعد المسيح يسوع هو المُعزي الروح القدس؛ حيث جاء في إنجيل يوحنا 14: 26 ” وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” نلاحظ أنه روح وليس بشرًا !!! وقد أكد هذا المعنى من قبل؛ حيث جاء في العدد 16 من نفس الانجيل” وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ” إذا هذا الآتي سوف يمكث مع المؤمنين إلى الأبد!!! وبما أن رسول الإسلام قد مات بعد تقديم رسالته، فبالتالي الإشارة في إنجيل يوحنا ليست إليه.
هل البشارة موجودة في الكتب اليهودية؟
هناك مقطع في سفر نشيد الأنشاد يذكر الكلمة “محمد” بالحرف إلا أنها جاءت بالجمع “محمديم” מחמדים وتعني مشتهيات باللغة العربية، يمكن أن تُقبل الكلمة بالإفراد “محمد” מחמד كإشارة أو بشارة لشخص قادم، ولكن الإشكالية تكمن في أن هذا الشخص سوف يعيش في أورشليم بحسب سياق الآيات كلها، كما جاء في سفر نشيد الأنشاد 5: 16″حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هذَا حَبِيبِي، وَهذَا خَلِيلِي، يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.” وليس في مكة أو حتى المدينة المنورة !!! وبالتالي لا يمكن اقتطاع الكلمة بتعسف من النص، ونقول إنها إشارة لمحمد رسول الإسلام، وكأن شخصاً أخذ الآية 10 في سورة يوسف:” قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ” فيدعي أن كلمة “السيارة” مذكورة في القرآن يعني لها أربع عجلات، ومقود ومحرك ونقطع بها آلاف الكلومترات هذا كلام غير سليم.
فإذا كان محمد هذا عاش في أورشليم – بيت المقدس- يمكن أن نعتبر هذا المقطع من سفر نشيد الانشاد بشارة به، فلو دققنا نجد أنها توافق المسيح يسوع، وليس نبي الإسلام لأنه عاش ومات في أورشليم، فهل المسيح يمكن تلقيبه بمحمد؟
الجواب نعم لأنه هو الذي تتوفر فيه هذه النبوءة بحسب الفكر السرياني، لأن الكلمة مشتقة من فعل حمد والحمد لا يكون إلا لله، وبما أن المسيح بحسب العقيدة المسيحية هو الله الظاهر في الجسد، فبكل ثقة يمكن القول أن المحمد الممجد هو الله!!!
في نقش قبرة صخرة تجد هذه الإشكالية مطروحة بقوة حيث تذكر عبارة “محمد عبد الله ورسوله” فمحمد كما قلنا هو الله الظهار في الجسد بحسب الفكر المسيحي، وعبد الله صفة أخرى للمسيح في النص القرآني نفسه في سورة مريم: 30 “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ” إذًا فمحمد عبد الله هو المسيح يسوع، هل يوجد ما يبرر عبارة “عبد الله” في الأناجيل والرسائل؟ الجواب تجده في رسالة فيليبي 2: 7-8 “لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ” عبارة محمد عبد الله ورسوله في نقش قبة الصخرة يشير إلى المسيح يسوع ويقول في إحدى الآيات: “اللهم صلى على رسولك وعبدك عيسى بن مريم”.
لماذا لقب رسول الاسلام بمحمد أي ممجد؟ في القرن السابع الميلادي ساد الاعتقاد بقرب نهاية العالم من كثرة الحروب الطاحنة خاصة بين البزنطيين والفرس، وهذا جلي في النص القرآني في سورة القمر:1 “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ” وفي سورة الشورة: 17 “اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ” وتوجد 34 آية تتحدث عن احتمالية قرب الساعة، وهذه الفكرة كانت مسيطرة على اليهود المضطهدين من قبل البزنطيين وقدوم المسيا كان هو الحل لهذه الأزمة، وكذلك المسيحين الذين ينتظرون المجيء الثاني للمسيح في ظل هذه الحروب الطاحنة، وكانت تسمى بالأبوكاليبس
Ἀποκάλυψις
أي كشف الحجاب أو قرب نهاية العالم، والعرب كذلك كانت لهم هذه النظرة خاصة عند الغساسنة والمنذرة، فالكل ينتظر المخاص “الفاروقا” فعندما تحالف العرب واليهود ضد البزنطيين وهزموهم في معركة تبوك 630م كما ذكر المؤرخ سيبيوس لقب قائد العرب بالنبي لأنه تنبأ بانتصارهم على الروم فكان شرطه هو أن يؤمنوا بإله إبراهيم الذي وعد أرض الميعاد لذريته من بني إسرائيل وإسماعيل، ولهذا جاء في تعليم يعقوب
Doctrina Jacobi 634
أن اليهود فرحوا لظهور النبي وسط العرب، وعندما دخل القدس فاتحاً لقب بمحمد وكأن النبؤة التي جاءت في سفر نشيد الأنشاد تحققت بإنتصاره، يقول ابن منظور في لسانه: أن العرب كانوا ينتظرون محمد النبي الفاروق وسموا أولادهم باسم محمد وذكر سبعة أسماء لم سموا بمحمد وهم: الأَول محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي، والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني، والثالث محمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى، والرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر، والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة، والسادس محمد بن خزاعي بن علقمة، والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري. ولا يوجد أي دليل موثق يعود لتلك الفترة بوجود هذه الأسماء.
خلاصة القول كلمة محمد هي صفة بمعنى ممجد، أصبحت لقباً يعطى للنبي الذي تتحقت نبؤته، ثم يخلص شعبه من الظلم ويسمى بالفاروق، وعبد الله لقب آخر شرفي يقدم لصاحب الحكم أو أمير المؤمنين، وبهذا لقب رسول الاسلام هو محمد عبد الله وليس محمد بن عبد الله كما تزعم سيرة ابن اسحاق، وقد أعطي هذا اللقب “عبد الله” لمعاوية، وكذلك الزنبيل حاكم الفرس في عهد أبي تراب، فعبارة “عبد الله الزنبيل” أصبحت فيما بعد عبد الله بن الزبير.

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to هل يوجد اكثر من شخص اطلق علية تسمية محمد في زمن الرسول؟

  1. س . السندي says:

    تشكر على هذه المعلومات ، المدعومة بشواهد من أصولها ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.