هل القدس إسلامية؟

بقلم د. توفيق حميد/
كان إعلان الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها بمثابة صدمة، ولكن متوقعة لكثيرين في العالم العربي والإسلامي، وهي “صدمة” لهم لأنهم لم يروا رئيسا أميركيا من قبل يُوفي بتعهده فى هذا الموضوع على هذا النحو، وهي في نفس الوقت صدمة “متوقعة” لأن الإدارة الأميركية أعربت عن نيتها فى أخذ هذا القرار التاريخي منذ عدة أيام.
ويرى كثيرون من المسلمين أن القدس إسلامية لأن الرسول عليه السلام زارها في رؤيا الإسراء والمعراج فى المراحل الأولى من الإسلام، وأن فيها – كما يقولون دائما – “ثالث الحرمين” أو المسجد الأقصى، وذلك باعتبار أن الحرم الأول هو الحرم المكي والحرم الثاني هو مسجد الرسول عليه السلام.
وفى هذا الشأن على أصحاب العقول أن يضعوا عدة تساؤلات بخصوص شأن القدس وعلاقة العالم الإسلامي بها.
والسؤال الأول هو لماذا لم يتم ذكر القدس بالاسم ولو مرة واحدة فى القرآن الكريم إن كانت تعتبر من المقدسات الدينية؟ لقد ذُكر اسم مكة في القرآن:
“وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ”(سورة الفتح 24) و تم ذِكْر ما يُعرف اليوم بالمدينةِ المنورة (والاسم الأصلي لها في القرآن الكريم هو يثرب) لقوله تعالى: “وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ” (سورة الأحزاب آية 13).
ولذا فليس بمُستغرب أن يعتبرهما المسلمون مدنا مقدسة، ولكن كيف هو الحال مع القدس التي لم تُذكر ولا مرة واحدة فى كتاب الله؟ فهل يُعقل ألا يُذكر اسم مدينة مقدسة في الدين (أي القدس) ولو مرة واحدة فى القرآن؟
ويطرح السؤال الثاني نفسه هنا وهو من كان يعيش وقت حادثة الإسراء في القدس؟، فلا يمكن أن يكونوا هم المسلمون أنفسهم لأن الإسلام كما هو معروف اليوم لم يصل إلى هذه المنطقة إلا بعد أن فتحها عمر بن الخطاب وذلك بعد وفاة الرسول ببضع سنين.
فكما وصفت كتب التاريخ الإسلامي فإن غزو القدس أو ما يسمى “فتحها” في سنة 637 م الموافق لسنة 16 هجرية، بدأ عندما قام جيش المسلمين – تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح – بمحاصرتها في شوال الموافق نوفمبر تشرين الثاني سنة 636 م ، وبعد ستة أشهر، وافق البطريرك صفرونيوس على الاستسلام.
أي أنه وقت حادثة الإسراء وزيارة الرسول للمسجد الأقصى لم يكن هناك مسلمون أصلا يعيشون فى القدس وكان هناك أناس آخرون يعيشون فيها من مسيحيين و يهود، وقد يتعجب البعض كيف يسمى “المسجد الأقصى” مسجدا ولم يكن بالقدس مسلمون أصلا يتعبدون هناك؟
والتفسير يأتي من القرآن نفسه والذي استخدم تعبير مسجد لأي مكان يتم فيه التعبد والسجود لله تعالى، أي أن كلمة “مسجد” ليست مقصورة على الدين الإسلامي وحده كما يظن كثيرون، لكنها تعني المكان الذي يتم فيه السجود لله وحده في أي دين سماوي، ففي قصة أهل الكهف مثلا وهي منذ أكثر من ألفي عام أي قبل مولد الرسول عليه السلام بعدة قرون، استخدم القرآن تعبير “مسجد” ليصف مكانا للعبادة كان يريد الناس بناءه حول أهل الكهف “قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدا” (سورة الكهف آية 21).
أما السؤال الثالث فهو إذا كان ما يُطلق عليه “حق المسلمين” فى القدس مبنيا على أساس رؤية الرسول عليه السلام، أو انتقاله لها في حادثة الإسراء المعروفة “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى” (سورة الإسراء آية 1)، فهل يا ترى كيف سيكون الحال إن قال البهائيون للمسلمين أن نبيهم زار مكة في منامه؟
فهل سيكون ذلك مقنعا للمسلمين أن يتنازلوا عن مكة لهم لأن نبي البهائيين زار مكة مرة واحدة في منامه – كما هم يطالبون اليهود بالتنازل عن مدينتهم المقدسة (والتى تم ذكرها المئات من المرات فى كتابهم المقدس) لأن نبي الإسلام زارها فى المنام؟
والسؤال الرابع فى هذا المضمار هو ماذا سيفعل المسلمون بهذه الآيات القرآنية والتي تتحدث عن “الأرض المقدسة” أو كما تُعرف تاريخيا بأرض فلسطين:
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ (سورة المائدة آية 21)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ (سورة طه آية 80) – و الأيمن أي الأكثر يُمنا أو بركة.
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ (سورة الأعراف آية 137)
كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (سورة الشعراء آية 52-59)
أما السؤال الخامس هنا هو كيف يتم استخدام تعبير “ثالث الحرمين” مع أنه لا يمكن وجود إلا أول أو ثاني للحرمين؟ أما التعبير المستخدم فهو خطأ فمن الممكن قول “ثالث الحُرُمْ” ولكن لا يمكن أن نُسمي شيئا “ثالث الحرمين”! فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن القرآن الكريم استخدم تعبير ثاني اثنين “إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ” (سورة التوبة آية 40) فلا يصح لغويا قول أن شيئا ما هو “ثالث اثنين” كما هو الحال في استخدام تعبير “ثالث الحرمين”.
فإذا كان التعبير الأكثر شُيوعا في العالم الإسلامي لوصف المسجد الأقصى هو تعبير خطأ ومستحيل الحدوث لغويا -أفلا يُشكك ذلك في مصداقية الأمر برُمته؟
و ما ذكرتُه فى هذه المقالة ما هو إلا تساؤلات حائرة تبحث عن إجابة.
و لتبدأ المناقشة!
 شبكة الشرق الأوسط للإرسال

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الى “رؤساء الكنائس المسيحية في المشرق”، الذين شجبوا والذين سيشجبون اعتراف الرئيس الامريكي (ترمب) بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل.

الى “رؤساء الكنائس المسيحية في المشرق”، الذين شجبوا والذين سيشجبون اعتراف الرئيس الامريكي (ترمب) بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل.
نذكركم بأن أن تعداد المسيحيين في جميع الدول العربية والاسلامية في تناقص مستمر وفي بعضها تلاشى منها الوجود المسيحي كلياً ، فقط في “دولة اسرائيل” تعداد المسيحيين هو في تزايد مستمر … اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة اعترفت بالآراميين المسيحيين لديها كـ”قومية” ، الى جانب العرب والدروز.. أصحاب القداسة ، إذا لا تمتلكون الجرأة والقدرة والحرية على قول الحقيقة، فلا تقولوا خلافها .. صمتكم وسكوتكم خيراً لكم ولأتباع دينكم ، من أن تأخذوا دور “محامي الشيطان ” ومن أن تكونوا “شهداء زور” على تجميل صورة (الاستبداد والاستعمار والاحتلال العربي والاسلامي) للمناطق والأوطان التاريخية لليهود و لمسيحيي المشرق، من آشوريين (سريان/كلدان) واقباط/فراعنة وارمن..
سليمان يوسف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

منتهى الإفلاس ومنتهى الكذب ومنتهى الدجل

منتهى الإفلاس ومنتهى الكذب ومنتهى الدجل
هذا ما تمثله كلمات ممثلو حماس والأحزاب الإسلاميّة والقوميّة الأردوغانيّة في التوتر القائم الآن بين سرائيل والمسلمين..
تركياً لديها سفارة إسرائيليّة والإسرائيلي معفي من تأشيرة الدخول لتركيا والعربان الغاضبين يلومون السعوديّة ويحرقون العلم السعودي!
أتجدون أتفه من هذا الحقد؟
وفي الوقت الذي كنت أنتظر من زعماء الأحزاب الإسلاميّة رؤى سياسية وفكريّة لم أجد سوى المواعظ الدينية التي أشبه ما تكون بكلاسيكيات خطب الجمعة في النوازل والمحن والصواعق والفتن.
أذكر قبل سنوات أقسم هنيّة أن غزة آية من آيات الله وأن الحرب قربته من الله ( هدف استراتيجي من اسلامي أحمق)
وأنه ليستشعر أن القرآن يتنزّل على فلسطين مرّة أخرى الآن!
كررها ثلاثاً أو عشراً
لا أدري..
ولا أدري أين يمكن أن يصرف أهل فلسطين هذا الكلام؟ وهل هذا ما كانوا ينتظرونه عند خروج الزعيم من جحره موعظة؟
هل يوجد اسلامي أو مختل أو إنسان مهزوز و يتاجر بالدين لحساب مصالحه الشخصية و لا يكون مفلس و خاسر و مهزوم وتافه وحقير؟
في الواتساب تتكاثر رسائل القدس وما يجري هناك من توتّرات لدرجة ان المرسلين الحمقى يصورون انفسهم انّهم منتصرين وكسروا شوكة اسرائيل والعالم بأسره بشيء من الآيات والنصوص الحديثيّة واسترجاع الماضي يوم أن كان بنات اليهود سبايا واطفالهم غلمانا وخدماً ويوم أن كان النصارى الكفّار لا يظهرون صليباً بحضرة المسلمين فكيف كانوا وكيف أصبحوا الآن؟، ولم يبق لهم سوى أن ينتظروا طيور الأبابيل الخرافية لتُدمّر إسرائيل وتسترجع بيت المقدس …..
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم..
شرمطة الأحزاب الإسلاميّة والفصائل الإسلامية تعرف انها النهاية ستكون ضربة ساحقة ماحقة والضحيّة سكّان غزّة ..ثم يذهب زعماء حماس لقادة دول الإسلام والعالم وغيرهم يطلبون الواسطة لتتوقف اسرائيل عن سحقها للفلسطيين الأبرياء وقصف بيوتهم بسبب صواريخ حماس الكرتونيّة الطفوليّة الإستعراضيّة الفاشلة التي تناطح جبل. .
لماذا هذه المغامرات العبثية و تدمير حياة مئات الألوف الذين دمر حكم حماس كل شيء في حياتهم .. لماذا؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

شاهد شعب الضاحية قبل الجلد .. وبعد الجلد لا تعليق

شعب الضاحية قبل الجلد .. وبعد الجلد لا تعليق

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مازال المسلم يظن ان اليهودي سيختبئ منه خوفاً خلف شجره الغرقد

صوت العلمانية
إسرائيل تمتلك من الصواريخ ذات الرؤوس النوويه مايمكن لها بنسف كل دول العرب والمسلمين عن وجه الخريطه
ومازال المسلم يظن ان اليهودي سيختبىء منه خوفاً خلف شجره الغرقد ومنتظر ذلك اليوم علي احر من الجمر للتشفي من اليهود وهو جالس علي فرشته في يدة الايباد الذى اخترعه اليهودى يحارب علي الفيس بوك الذي صاحبة يهودى هارباً من قسوة الحر تحت التكيف المصنع في مصانع اليهود
متلحفاً جهلة وتخلفه ، قائدة ومثله الاعلي كبير كهنة معبد التخلف والجهل حسين يعقوب ومحمد حسان ومتولي الشعراوى
و اعلم اهل الارض بالنسبه له هو ابو اسحاق الحويني .. وهؤلاء هم علماء امته وتاج رأسه
امة تخترع وتنفق علي البحث العلمي اضعاف ما تنفقه الامه الاسلاميه جمعاء .. امه لا تقهر
امة الفرد فيها يقرا في عام واحد اضعاف اضعاف ما يقرأة العربي طوال حياته .. امة لا تهزم
هذة اسلحتها التي تختبأ ورائها يا مسلم … العلم ، الصناعة ، الاختراعات ، الثقافة

اما امة ما زالت تجلس علي مؤخراتها تنتظر تحقق المعجزات وتؤمن بالاساطير والخرافات تأتي لتنصرها .. امة لن تنتصر ابداااا
فهل استوعبتم الدرس بعد ام ختم الله علي سمعكم وعلي ابصاركم !!!

#القدس_عربيه #العلمانيه_هي_الحل #صوت_العلمانية

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

سؤال جريء 516 – هل هو ربيع سعودي أم نهاية حكم آل سعود؟

ما الذي يحدث في السعودية؟ هل محمد بن سلمان يؤمن بقيم الحداثة وتحديث المملكة أم أنه يسعى للاستحواذ على السلطة تحت غطاء السعي للحرية والانفتاح؟ هل ما يحصل في السعودية هو ربيع سعودي كما وصفه توماس فريدمان؟ هل سيصالح محمد بن سلمان الإسلام مع الحداثة؟ هل سينهي محمد بن سلمان سلطة رجال الدين في السعودية؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | Leave a comment

شاهد طارق العربي طرقان – برنامج صاحبة السّعادة

كلماتٌ و ألحانٌ سمعناها و علقت بأذهاننا منذ الطفولة .. كان وراءها رجلٌ واحد طارق العربي طرقان .. صوتُ الطفولة و صوتُ الذاكرة .. بابار..المحقق كونان..ريمي..ماوكلي..هزيم الرّعد .. مجموعة من الأغاني التي قدَّمها في برنامج صاحبة السعادة برفقة أبنائه محمد العربي و ديمة و تالة

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

ترامب يعترف بالقدس عاصمة اسرائيل

ترامب يعترف بالقدس عاصمة اسرائيل
آسفة اذا رح اصدمكن بس ما بتعنيلي ولا عاصمة الا دمشق .
بتعنيلي تبقى عاصمة لكل سوريا بدون اقتطاع محافظات ..
بتعنيلي تبقى الطرقات سالكة لحمص و حلب و الرقة و دير الزور ..
بتعنيلي بلدي سوريا الصغرى ام 14 محافظة .. مو الكبرى .
بيعنيلي شبابنا يتسرحوا و يرجعوا يربوا اولادهن و يصونوا بيوتهن .
فانا انسانة واقعية لا بحب عيش حلم القوميين و بلدي مُغتَصب .. و لا بحب ضحي بزهرات شباب بلدي للحرب في دول اخرى شاركوا اولادها بقتل اخوتي بالوطن .. و أفضّل حرق مفهوم القومية و احلال الوطنية محله بسبب قلة الوطنية اللي وضحت بشعبنا بالحرب .
الممانعة و المقاومة للعدو بتليق بدول مستقرة قوية من جوا مو واحد بيته عم يحترق راكض يطفي بيت بتاني حارة .
العرب هم من قد يغضبوا فيسبوكياً فقط دون أي فعل حقيقي تجاه فلسطين و قلت لكم مسبقاً انا سورية و لست عربية و كوني اعرف ان حكام العرب باعوا فلسطين منذ سنوات فلا ارغب ان ابيعها معهم بعواطف عربية لا تغني و لا تفيد .

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

بانتظار المعركة الكبرى و التي لن تأتي

كل الأساطير التي كبرنا عليها و التي تقول ان اسرائيل هي من تقود العالم و بيدها تحريك كل السياسات الأميركية انتهت يوم أمس ..
انتظر الاسرائيليون سبعون عاماً ، مرّ خلالهم عشر رؤساء اميركيين لم يعلنوا القدس عاصمة لدولتهم ، ليأتي اكثر رؤساء أميركا اثارة للجدل من حيث التفاهة و قلة الخبرة ليعطيهم ما كانوا يطالبون به..
اسرائيل ليست الا كتيبة صغيرة مقاتلة في الجيش الاميركي ، و كل الأحاديث عن تسيّدها القرار في العالم ليس الا لترويض الشعوب العربية على حقيقة انهم في صراع مع دولة عظمى ، الشيء الذي يستوجب حالة الاستنفار بانتظار المعركة الكبرى و التي لن تأتي ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

انقسام آشوري حول بشار الأسد

سليمان يوسف يوسف
 ولاء الانسان الآشوري للوطن السوري، لم ولن يرتبط يوماً بهوية الحاكم أو بشكل النظام السياسي، ولا حتى بدرجة ونوعية الحقوق التي يتمتع بها الآشوريون السوريون. هذا الولاء يقوم على قناعة، بأن بقاء الآشوريين(سرياناً وكلداناً) والمسيحيين عموماً واستمرارهم في وطنهم الأم، مرهون ببقاء سوريا واستقرارها. انسجاماً مع هذه القناعة، لم ينخرط الآشوريون في الحرب السورية، التي تعصف ببلادهم منذ نحو سبع سنوات،بيدا أنهم غرقوا في مستنقع الانقسامات والخلافات السياسية، التي افرزتها الحرب. انقسموا حول شخص الرئيس بشار الأسد، الى درجة البعض منهم يرى فيه “مجرماً سفاحاً، يجب أن يرحل ويحال الى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية بحق الشعب السوري”، والبعض الآخر يرى في بشار” قديساً حمى المسيحيين من خطر الارهاب الاسلامي”. المراقب للمشهد السياسي الآشوري السوري، يلحظ بأن الآشوريين(سريانا/كلدناً) يتوزعون اليوم بين ثلاث تيارات اساسية، افرزتها الأزمة السورية. اللافت في المشهد السياسي الآشوري، أن هذه التيارات، عابرة للأحزاب والتنظيمات والمنظمات والتجمعات السياسية والمدنية الآشورية السريانية. بمعنى، أن الانقسامات في الجسم السياسي الآشوري، امتدت الى داخل الحزب الواحد والمنظمة الواحدة والتجمع الواحد والعائلة الواحدة. لأن جميع التشكيلات السياسية والمجتمعية السريانية الآشورية، تعاني من أزمة بنيوية، لا انسجام فكري ولا تجانس في الرؤى السياسية بين أعضائها.
تيار موالي، هو الأوسع والأكثر شعبية وانتشاراً في الأوساط الآشورية (السريانية/ الكلدانية). هذا التيار، يرتب أوراقه على اساس ان “بشار الأسد”، باق في السلطة، حتى في مرحلة ما بعد الحرب. أنصار هذا التيار لا يعترفون بما يسمى بـ”الإدارة الذاتية الكردية” ولا بالمعارضات السورية، هم يرون بان القامشلي وبقية مدن وبلدات الجزيرة السورية ستعود الى حضن النظام “الدولة المركزية” كما كانت قبل آذار 2011. زادت شعبية هذا التيار، بعد استقبال بشار الأسد لأعضاء “ملتقى الشباب السرياني” يتقدمهم البطريرك افرام كريم، و تعيين السرياني(الآشوري) ابن الحسكة (حمودة الصباع) رئيساً لمجلس الشعب. من دون شك، فشل المنظمات والأحزاب (الآشورية السريانية) المنخرطة في تشكيلات المعارضات السورية، في إدراج وتثبيت “القضية الآشورية” في وثائق وأدبيات المعارضات، كجزء من القضية الوطنية السورية العامة تتطلب حلاً وطنياً ديمقراطياً عادلاً، عزز موقف الاشوريين الموالين للدكتاتورية الأسدية. تجدر الاشارة هنا الى أن “البيان الختامي” لمؤتمر رياض2 للمعارضات، تضمن فقرة خاصة بالقضية الكردية “القضية الكردية جزء من القضية الوطنية السورية”، في حين البيان خلا من ذكر “القضية الآشورية”. بهذا تكون المعارضات، قدمت الآشوريين(سرياناً وكلداناً) للراي العام على أنهم “شعب وافد ودخيل على سورية” وليسوا “مكون سوري أساسي وأصيل” وهبوا لسوريا اسمها وهويتها التاريخية. على الضفة الأخرى من (النهر السياسي) الآشوري، تيار آخر، معزول، ضعيف ومحدود الشعبية، على نقيض الأول، يرى بأن لا مستقبل للنظام الأسدي في سوريا الجديدة ولا عودة له الى منطقة الجزيرة، وهو يعتبر سلطة “الأمر الواقع” أو ما يسمى بـ” الادارة الذاتية الكردية” الغير شرعية، التي يديرها (حزب الاتحاد الديمقراطي)، هي السلطة البديلة المستقبلية في منطقة الجزيرة كـ”إقليم فدرالي” في سوريا الاتحادية الفدرالية، ما بعد الحرب. عملاً بهذه القناعة، أنصار هذا التيار انخرطوا في الادارة الكردية وباتوا جزءاً منها، وحملوا السلاح مع ميليشياتها. طبعاً، في اوساط هذا التيار هناك نسبة غير قليلة وجدت لنفسها مصلحة وباب ارتزاق، من خلال العمل مع الادارة الكردية. تيار معارض، على نقيض التيار الأول والثاني، ضعيف ومعزول هو الآخر، محصور في اوساط المعارضات السورية. أنصار هذا التيار، يرون بأن نظام الاسد لا بد من أن يرحل وسترحل معه كل ملحقاته ومنتوجاته، من ميليشيات ومجموعات وتشكيلات مسلحة وغير مسلحة، طارئة افرزتها الأزمة، مثل ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وميليشيات الدفاع الوطني العربية. انسجاماً مع هذه القناعة والرؤى السياسية، أنصار هذا التيار يرفضون الاعتراف بالإدارة الكردية في منطقة الجزيرة والانخراط فيها. قد يرى البعض، “التعددية السياسية” في المجتمع الآشوري ظاهرة صحية ديمقراطية، مطلوبة في هذه المرحلة، حيث تشهد الساحة السورية حالة من الاستقطاب (السياسي، الطائفي، المذهبي، العرقي) الحاد. نعم، التعددية السياسية والفكرية هي حالة صحية و إجابيه في مجتمع صحي وفي ظروف طبيعية، وليس في مجتمع يعيش تحت وطأة حرب كارثية، أدخلت الوجود الآشوري والمسيحي في دائرة الخطر الوجودي/الكياني. قوى وأحزاب ومنظمات آشورية سريانية، لا مشروع قومي/سياسي، واضح ومحدد، لها. لهذا، تاهت بينن الشرق والغرب، بين الموالاة والمعارضة، بين العرب والأكراد. حتى “البندقية السريانية الآشورية” التي فرضتها ظروف الحرب، يبدو انها “بندقية للإجار”.

باحث سوري مهتم بقضايا الاقليات

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment